عن تقاعد أساتذة الجامعات

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:33
المحور: حقوق الانسان
    

مع اقرارنا بأن التقاعد عن العمل حق طبيعي للمواطن العامل بعد سنوات الخدمة المضنية التي يقضيها في مجال عمله وصلته بالناس ومع دعوتنا الى تنويع العمل الوظيفي ليشمل مجالات القطاع الخاص المتعددة فإننا نعتقد ان إقحام موضوع تقاعد بعض العاملين الذين يحتاج المجتمع الى خدماتهم وخبرتهم في هذا الوقت بالذات يحتاج الى وقفة من الجميع.
ويأتي الحديث عن قرار احالة اساتذة الجامعات من كبار السن الى التقاعد ليثير خشيتنا من ان تكون هناك دوافع أخرى من ذلك القرار تلقي بظلالها على مجمل العملية التربوية التي هي بأمس الحاجة الى خبرات هؤلاء إذ ان الملاحظ فيما يتعلق بالتعليم الجامعي في المدة الأخيرة تدني مستوى الطلبة وخصوصا في المجالات المتعلقة بتخريج المدرسين كما ان هناك خشية من ان يتم تسريب بعض الأشخاص ممن لا يحملون الشهادات والمؤهلات المطلوبة ليحلوا محل الاساتذة المتقاعدين على خلفية الفساد المستشري في مؤسسات ودوائر الدولة.
وعود على بدء نقول: اننا لسنا ضد الإحالة الى التقاعد كإجراء طبيعي على ان يكون ذلك مشروطاً بمنح رواتب مجزية لهؤلاء الاساتذة تقديرا لخدماتهم ومراعاة لأعمارهم.
كما يوجد اجراء آخر يتمثل في اعطاء الصلاحية للجامعات والمؤسسات التعليمية للاستفادة من خبرات هؤلاء وخدماتهم سواء اكان ذلك لقاء أجور او من خلال العمل بعقود كي لا يتم ظلمهم والإساءة الى المستوى المعيشي لعائلاتهم إذ المعروف ان الرواتب التقاعدية تمتاز بتواضعها وتدنيها ويترافق ذلك مع عدم البت حتى الآن بموضوع قانون التقاعد بشقيه المدني والعسكري. وبالنتيجة فان الاستعجال في انهاء خدمات اساتذة الجامعات الكبار في السن واحالتهم الى التقاعد قبل توفر الشروط الملائمة لإدامة حياتهم بما يليق بهم هو اجحاف بحقهم يستوجب التريث لحين اقرار الرواتب المنسجمة مع غلاء المعيشة والحاجات الطبيعية لاولادهم وعائلاتهم التي تتكاثر يوميا لاسيما اذا عرفنا ان هؤلاء الاساتذة لن يجدوا فرصة مؤاتية للاشتغال باعمال اخرى إذ انهم قد تمرسوا بعملهم واتقنوه ومن المحزن ان نفرط بهم في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ العراقي المليئة بالإشكالات والاخفاقات.
ان الحكمة تستدعي ان نضع الأسس القويمة للبناء والاعمار والحياة عن طريق اسهام ذوي الخبرة المهنية كافة وبعد ان نحقق المرجو ونعطي كل ذي حق حقه يكون امرا طبيعيا ان يطلب هؤلاء الاساتذة وغيرهم بأنفسهم التقاعد حين لا يتعارض ذلك التقاعد مع متطلبات حياتهم.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات