أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمار ديوب - ثمرة الطرح الفلسفي أم ثمرة الحداثة














المزيد.....

ثمرة الطرح الفلسفي أم ثمرة الحداثة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يفتتح الأستاذ فهد الشقيران مقالته المنشورة في موقع إيلاف في 20 آذار 2009" ثمرة الطرح الفلسفي" بالقول "يمكن اعتبار الحداثة من آثار الفلسفة" ولو تكلم عن الحداثة الفلسفية لكان كلامه صحيحاً، ولكنّه يعمم القول، ليفهم منه: إن كلية مشروع الحداثة هي نتاج الطرح الفلسفي، ويعزز هذا التحليل، قول فهد" إن الفلسفة تشتغل على لغة القرون ولا تعرف لغة السنوات والأيام". وبالتالي يسند إلى الفلسفة"أثراً" يتحول إلى قانون يحرك المجتمعات والفكر والعلوم وكل تاريخ الإنسان وتاريخ الحداثة. هذه الرؤية تخطيء لأنها لا تميز أن هناك مراحل تاريخية متباينة في التاريخ البشري، وأن الفلسفة قبل الحداثة غير الفلسفة بعد الحداثة، والمجتمعات قبل الحداثة ليست نفس المجتمعات بعد الحداثة، والتاريخ برمته قبل ظهور الأديان ليس هو نفسه عقب ظهور الأديان. وبالتالي المجتمعات البشرية متغيرة بتغير القرون. وأحياناً هناك تغيّرات تحسب بالسنوات، فما تشهده البشرية في الخمسين سنة المنصرمة في إطار الثورات العلمية والصناعية يعادل ما شهدته البشرية في كل تاريخها. ولكل ذلك لا بد من الخروج من لغة الماهيات الثابتة إلى لغة الصيرورة والتحول، والتي تفترض جدل التقدم والتخلف بالضرورة وليس التقدم المنساب بصورة مستمرة.
الحداثة بدورها وكما يشير فهد ليست" نقلة ضيقة- تقنية- للحياة" .أي هي مشروع يتكامل في كل مستويات المجتمع، وقد يتراجع أحياناً في قضايا ويتقدم في قضايا أخرى. ولكنّه وبكل الأحوال تتحدّد الحداثة بالثورة الصناعية والاقتصاد الرأسمالي، وبتقدم دور الإنسان في صناعة التاريخ، وبالعقلانية حيث أحّل العقل البشري مكان النص الديني، وهناك الانتماء لقضايا المواطنة والمساواة القانونية للأفراد في الدولة، ويتم تحويل الدين والمذهب والقبيلة والمناطقية إلى قضايا أهلية وشخصية محضة. هذه المستويات تنتمي إلى الاقتصاد والسياسة والفلسفة والعلاقات الاجتماعية والعلم والفن وغيرها. وبالتالي يمكن أن نحيل الفلسفة العقلانية إلى الحداثة وليس العكس.
وهنا ولكي يستقيم القول، لا يمكن اعتبار الحداثة حدثاً نتكلم عنه وكأنه يأتي للتاريخ من خارجه، بمعنى أن الحداثة ذاتها تبقى كلمة جوفاء إن لم تحدد وتشرط وتميز، وإذ أردنا إكسائها روحاً وجسداً، فهي مشروع يتضمن ما أشرنا إليه أعلاه. ولحظة الفصل والقطع مع القرون الوسطى هي لحظة تطابق الثورة الصناعية مع النظام العلماني"الديموقراطي لاحقاً" بالتوافق مع تسيّد البرجوازية كطبقة - مفتوحة وليست مغلقة كالإقطاعية أو العبودية- نظام الحكم والاقتصاد والمجتمع، وهذا التطابق سيرورة تاريخية وليس زمناً مشروطاً بمكان وزمان محددين.
في هذا السياق، كان للطرح الفلسفي والأدبي والروائي وكل أشكال الفكر الحديث، أثراً كبيراً في الواقع. وتمثل بالفعل في دور الإنسان الصانع ومبدأ الذاتية والفضاء العلماني وإقصاء السحر عن العالم، كما يشير فهد.
أردنا مما تقدم أن نربط الفلسفة بالحداثة والنظر إلى العلاقة المركبة والمعقدة، والتي حتماً لا تختصر برد ميكانيكي للفلسفة إلى الحداثة.
ولكن أليس للفلسفة تاريخ مستقل بذاتها، نقول نعم، ونؤكد أن للعلم تاريخ خاص كذلك، وأيضاً للفنون، ربما للصناعة، وغير ذلك، وهو يتجلى تحديداً باللغة المفاهيمية لكل ميدان من الميادين المذكورة. ولكن القول بهذا الأمر شيء والقول بأن الفلسفة محرك للواقع شيء آخر. حيث أن القول ألأخير، يتجاهل قضايا أساسية، ومن ضمنها السؤال: لماذا لا تستمر الفلسفة في تأثيرها بشكل دائم؟ ولماذا يزداد تأثيرها في زمن معين ويخف في زمن آخر؟ وبالتالي هناك جملة شروط تحرك التاريخ، الواقع، وهي شروط متعلقة بكل مستويات المجتمع، وما هو صحيح في الحضارة اليونانية العبودية ليس صحيحاً في الحضارة العربية الإسلامية وذات الأمر ينطبق على العصر الحديث.
نخلص للقول: هناك تأثير للفلسفة في الواقع في عصرنا والعصور الأخرى، ولكنه يأتي في سياق جملة شروط مجتمعية عامة، وربما تلعب الثورة الصناعية دوراً مركزياً في مشروع الحداثة وفي اثر هذه الأخيرة على الفلسفة والعكس.



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الوطنية الجديدة
- جرائم شرف أم شرائع مصاصي الدماء؟
- في الدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة
- الاطفال يتعلمون الموسيقى في سوريا. أهي أحلام ضائعة أم رغبات ...
- الجسد: مشكلة أخلاقية في الفكر العربي المعاصر
- لماذا العودة إلى لينين..؟*
- خيار الشعب الفلسطيني خيار الدولة الواحدة
- اليسار الماركسي والمقاومة
- قمم بلا معنى
- الأمة العربية في مواجهة الموت
- الحكم على سعدات والدور المركزي لليسار
- من أجل قانون أحوال شخصية مدني
- الحذاء الذي ألهب حماسة الكتاب ... أم الاتفاقية؟
- الحوار المتمدن حوار المستقبل
- عن الخلافات وإفساد الودّ خلافاتنا صراعات مستعرة
- الحديث في الجنس خط أحمر.. والنتيجة مراهقون مشتتون جنسياً!
- زواج المختلفين مذهبياً.. مصائر مخيفة تصل حد القتل!
- الندب على الرأسمالية و اشتراكية الأمس لم يعد يكفي
- عرسٌ في غزّة!
- التحرش يلاحق النساء..هل تحول الرجل إلى كائن جنسي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمار ديوب - ثمرة الطرح الفلسفي أم ثمرة الحداثة