أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - تعالوا نصمت.. تعالوا ننام














المزيد.....

تعالوا نصمت.. تعالوا ننام


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 07:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثمة الكثير من الحالات التي يصبح فيها الكلام عبثا، والصمت حكمة، وتكرار
الحقائق مضيعة للوقت، وأحسب ان الحال العراقي سجل مناسيب فلكية من غث
الكلام
وعبث المناقشة، فقد اختلط الحابل بالنابل، وضاع الصحيح بالقبيح، وبرعت
المنابر
اللسانية في جرنا الى الاحتفالات الصوتية العربية بعد ان تخلفنا ردحا من
الزمن
عنها، كان الصوت العراقي الوحيد الذي يصدح، حينها، هو صوت الرئيس، ليضبط
الاخرون قافيتهم على مواله.
تعالوا يا(أهل الله) نصمت، صدقوني، لا فائدة من الكلام. لقد طفح الكيل.
فلا
ثمة من ينصت لما نقول، ولا ثمة من يسمع لما نبوح.. وإذا شئنا الدقة،
فان
الكلام الماشي على أربع هذه الايام، هو الكلام الذي يقلد الديك في لجاجته،
ومن
لا يريد ان يصبح ديكا لجوجا فليصمت..نعم.. فالديكة تتدافع نحو المسرح،
بالعمائم
وبدونها، بشوارب ومن دونها، لتأخذ مكانها اللائق في الصفوف الامامية من
المؤتمرات، أو يجرى نقلها بالطائرات بين العواصم، وهي لا تكف عن الثرثرة
والتوثب والصياح. اعرف ديكا ظهر ثلاث مرات على أقنية مختلفة من ثلاث دول،
في
نصف نهار واحد، ليخاطب 100 مليون انسان هم عدد مشاهدي هذه الاقنية، وفي كل
مرة
يسلق كومة اباطيل عن العراق، ما أنزل الله بها من سلطان، قد لا تهضمها
معدة
تلميذ عراقي واحد.
تعالوا نصمت..أناشدكم..انها ساعة الاحتجاج، الاحتجاج بالتثاؤب..ألم
يقولوا ان
التثاؤب صراخ دفين. تعالوا نتطهر بماء السكوت النبيل، بالنوم، نأخذ العراق
الى
وساداتنا ونريحه عليها، ولن نخسر غير اغلالنا، صدقوني، فنحن لا نملك مجرات
نلجأ
اليها، وليس لدينا معرفة بالمسالك الى سكرتاريات رؤساء الدول الذين
استقبلوا كل
من صاح من فوق طوفة، وكل من نصب نفسه رئيسا لعشيرة، فلم نرتقي طوفة يوما،
ولسنا
رؤساء عشائر، كما لا نعرف الطريق الى الجامعة العربية التي فتحت ابوابها
لكل
من تزعم، فلسنا زعماء.. ولكل من صرح، ولسنا بارعون بالتصريحات، تعالوا
نصمت،
فكل المسالك مغلقة دوننا، وكل الفرص مؤجلة أمامنا..تعالوا ندير وجوهنا الى
الحائط، فالصالات غصت بالخطباء، ولكل خطيب سوقه وجوقته، ونحن نخاف السوق،
ونتحاشى الجوقات.
مرة، جاء دور الكلام في الكنيست للنائب الاسرائيلي شارلي بيتون صديق
الفلسطينيين والمناهض للاحتلال والصهيونية فأدار وجهه الى الحائط وأعطى
ظهره
للنواب، صامتا طوال وقته المقرر، وعذره ان لا نفع في الكلام المتكرر حول
اوضاع
تندفع الى الكارثة.
ومرة دعي برنارد شو الى الحديث في اجتماع يبحث احوال الشعوب في ظل
الاستعمار
فوقف على المنصة وأطبق فمه، ولم ينبس ببنت شفة، فصفق له الحاضرون معتبرين
ذلك
بمثابة احتجاج صارخ على سياسة بلاده الاستعمارية، وحملوه على اكتافهم الى
الشارع ليتركوا المتحدثين يخاطبون قاعة خالية وكراسي صلعاء.
وطبقا للعالم الالماني كارل مونشيك، فان المهرجين السياسيين يتكلمون في
اليوم
الواحد ما معدله 30 الف كلمة، ثم الباعة الذين يطلقون 12,600 كلمة ، أما
الرهبان فيبلغ عدد كلماتهم 680 كلمة في اليوم الواحد فقط، والمهم في ما
قاله
مونشيك ان جدوى الكلمات تتناسب عكسيا مع عددها، فثمة اكثر من ثلاثة ارباع
كلام
المهرجين السياسيين يدخل في باب الثرثرة، غالية الثمن، برغم انها من دون
فائدة،
خلاف الرهبان الذين تلقوا الدرس الاول في رحلتهم، تحت عنوان: لا تجبر نفسك
على
الكلام.. عليك بالتأمل.
تعالوا نصمت، يا(أهل الله) انه ليس زماننا، صدقوني، أو تعالوا، دخيلكم،
نعلن
هزيمتنا أمام الزعيق.
ومضة:
"ان العقل البشري لا يبدع إلا إذا كانت لديه مشكلة يريد حلها" علي الوردي
[email protected]



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟
- آيات قرانية على صواعق
- الاعتراض على فقرات في الدستور: موقف ديمقراطي..لكن انتقائي
- اسرائيل وجيرونوفسكي.. وتفجيرات كربلاء
- وا جاراه.. واجاراه
- رسالة صدام: كوميديا أخرى
- جملة مفيدة - خلافات في مجلس الحكم
- الجمعة - جملة مفيدة - كيف حل (السيد رالف) الخلافات بين العرا ...
- جدوع


المزيد.....




- بنغلادش: مئات الطلاب يقومون بدوريات في دكا تزامنا مع الذكرى ...
- وزير خارجية العراق يصل إلى تركيا في إطار المحادثات الأمنية ب ...
- كيف تطورت المفاوضات والجهود الدولية سعياً لوقف إطلاق النار ف ...
- المهنيون يجتمعون لدعم قائمة “الوحدة”
- هزات أرضية بقوة 5.7 درجة شرق تايوان
- اليابان ترفع درجة التحذير من -زلزال عنيف-
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1845 عسكريا أوكرانيا وتحرير ب ...
- الخارجية السورية تنعى سفيرها في بيلاروس
- وصول قوة روسية إلى منغوليا للمشاركة في مناورات -سيلينغا-2024 ...
- الصين تطلق تحقيقا في فساد واسع بدور الجنازات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالمنعم الاعسم - تعالوا نصمت.. تعالوا ننام