|
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي.....15
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:48
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الإهداء إلى:
ـ روح الشهيد عمر بنجلون.
ـ الرفيق أحمد بنجلون قائدا عماليا.
ـ الرفاق في إقليم خريبكة.
ـ الطبقة العاملة المعنية بالعمل النقابي الصحيح.
ـ من أجل الانخراط الجماعي في مقاومة كافة أشكال التحريف التي تستهدف الممارسة النقابية.
ـ من أجل نقابة مبدئية تسعى إلى تحقيق الوحدة النقابية، تجاه تردي الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء.
محمد الحنفي
الشهيد عمر بنجلون الرمز:.....9
6) رمزا إعلاميا متمرسا، يستقطب أنظار مستهلكي الإعلام اليساري بصفة عامة، ومستهلكي إعلام الحركة الاتحادية / العمالية بصفة خاصة.
ورمزية الشهيد عمر بنجلون الإعلامية، نابعة من إدراكه لأهمية الإعلام في تنور الرأي العام، وفي شحذ الأفكار، وفي تعبئة الجماهير وراء البرامج الهادفة إلى تحقيق طموحاتها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية. وهذا الإدراك العميق، هو الذي حدا به إلى العمل على جعل جريدة المحرر، التي كان يديرها قبل اغتياله، من قبل التحالف المخزني / الرجعي / الظلامي التخلف، منبرا إعلاميا متميزا، يقود الشعب المغربي في اتجاه امتلاك تصور إعلامي عما يجري وطنيا، وقوميا، وعالميا، ويتخذ مواقف رائدة متميزة مما يجري، سعيا إلى المساهمة في عملية التغيير المنتظر.
والشهيد عمر بنجلون عندما كان يهتم بالإعلام، فلأنه كان يرى فيه:
ا ـ معبرا جماعيا عن التوجه الإعلامي للحركة الاتحادية / العمالية، التي كان يقودها الشهيد عمر بنجلون، وعن التوجه الإعلامي المعبر عن طموحات الشعب المغربي في تحقيق الكرامة على أنقاض الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، لأن هذه الكرامة مهدورة إلى ما لا نهاية، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، عن التوجه الإعلامي الموجه للعمال، وباقي الأجراء، في نضالهم المرير، والمتواصل، ضد الاستغلال الممارس عليهم، من خلال التنظيمات النقابية، والحقوقية، والسياسية، التي ينتمون إليها. ولأنه كذلك، لا بد أن يلامس القضايا الجوهرية التي يتركز عليها اهتمام الحركة الاتحادية / العمالية، واهتمام الشعب المغربي، واهتمام العمال، وباقي الأجراء، حتى يصير الإعلام أكثر تأثير في الرأي العام في مستوياته المختلفة، وأنجع توجيها للمسلكيات النضالية في صفوف الحركة الاتحادية، وفي صفوف الشعب المغربي، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء.
ب ـ وسيلة لفضح الممارسات المخزنية الهادفة إلى تعميق استعباد الشعب المغربي، وجعل ذلك الاستعباد وسيلة لتحقيق الأمن المخزني، وتأييد ذلك الأمن الضامن لتأبيد الاستبداد المخزني، ولفضح استبداد الطبقة الحاكمة بالاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، وحرمان الشعب المغربي من كل ذلك.
وهذا الفضح الإعلامي الذي كان يقوده الشهيد عمر بنجلون، كان يسعى إلى تحقيق هدفين أساسيين:
الهدف الأول: تشريح الممارسات المخزنية المكرسة لنفي إرادة الشعب المغربي، والقاضية بالتعامل معه على أساس أنه عبارة عن قطيع يجب أن يخضع لراعيه، وعلى مدى المكان، والزمان، ومن أجل ضمان إعادة إنتاج نفس الممارسات المخزنية، ونفس الخضوع المطلق للتعليمات التي تحل محل القانون، في معظم الأحيان. وهذا الفضح الإعلامي، وعبر جرائد الحركة الاتحادية / العمالية، يجب أن يتخذ طابع الصيرورة، والتطور المستمرين، وأن يهدف إلى توعية الشعب المغربي بخطورة مخزنة المسلكية الفردية، والجماعية على مستقبله، وبضرورة انعتاقه من المخزنة، التي تتخذ طابعا شموليا، عن طريق عمله الدءوب، بقيادة منظماته الجماهيرية المبدئية، وأحزابه السياسة: الديمقراطية، والتقدمية، وفي مقدمتها الحركة الاتحادية / العمالية، التي كان يقودها الشهيد عمر بنجلون.
والهدف الثاني: الارتقاء بالإنسان المغربي إلى مستوى الوعي بالمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي يعاني منها المجتمع المغربي، حتى ينشغل بضرورة العمل على إيجاد الحلول لتلك المشاكل، التي لها علاقة بالطبيعة المخزنية للنظام المغربي من جهة، وبطبيعة التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الرأسمالية / الإقطاعية، التي كانت قائمة حينذاك، وعلى أساس أن تكون تلك الحلول جذرية، وهادفة إلى تحقيق الانتقال إلى تشكيلة أرقى، في إطار التطور الطبيعي، الذي يعرفه المجتمع، عن طريق النضال الديمقراطي، بمضامينه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، والتي كانت تشكل الحركة الاتحادية / العمالية، التي كان يقودها الشهيد عمر بنجلون، إحدى صيغها.
ج ـ أداة للتربية الجماعية على التتبع الجماعي، وعلى التمرس على التفكير في القضايا ذات البعد الطبقي، والوطني، والقومي، والإنساني، سعيا إلى تحقيق الارتباط العضوي بحركة التحرر الوطني، والقومي، والعالمي، لضمان العمل على التمتع بجميع الحقوق، في كونيتها، وفي شموليتها، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، باعتبارها قوانين إنسانية.
والشهيد عمر بنجلون، كرمز إعلامي، كان يهدف إلى:
أولا: جعل الخبر المجرد، والهادف، والمتنوع، في متناول جميع المواطنين، حتى لا يصير محتكرا على نخبة معينة، ومن أجل أن يتمرس هؤلاء المواطنون على تتبع الأخبار المختلفة، ورصد تأثيرها السلبي، والإيجابي عليهم، حتى يمتلكوا القدرة على اتخاذ المواقف المناسبة منها.
ثانيا: اعتبار الخبر منطلقا، ووسيلة للتعامل مع الواقع في تحوله، حتى يمتلك المواطنون القدرة على إدراك ما يجب عمله، من أجل الفعل في الواقع، والتأثير في تحوله، حتى يصير في خدمة مصالح معظم أفراد الشعب المغربي، الذي يعاني من الاستلاب المادي، والمعنوي، الذي يقف وراءه الإعلام الطبقي السائد، والمتنوع، والمدعوم من اموال الشعب المغربي.
ثالثا: الاقتناع بطبقية الإعلام السائد، الذي لا يخدم إلا مصالح المؤسسة المخزنية، والطبقة الحاكمة، والعمل على اعتبار إعلام الحركة الاتحادية / العمالية إعلاما شعبيا نقيضا للإعلام الرسمي السائد، سعيا إلى تسييد الإعلام الشعبي، الذي يصير وسيلة تحريضية، وتعبوية لعموم الكادحين حول القضايا، والمشاكل التي تهمهم، وفي مقدمتها العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
رابعا: اعتبار الإعلام الشعبي وسيلة للتكوين في مختلف المجالات التي تنال حيزا كبيرا من اهتمامات الشعب المغربي، حتى يصير ذلك التكوين منطلقا لبناء حركة جماهيرية واسعة: نقابية، وحقوقية، وجمعوية، تستوعب الجماهير الشعبية المالكة للوعي الإعلامي المتميز ،الممتدة على مدى التراب الوطني، لتقود مجموع الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق تحقيق أهدافها الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.
د ـ معبرا جماعيا عن إرادة عموم الكادحين، حتى يجد كل فرد، من أفراد الشعب المغربي الكادح، نفسه في إعلام الحركة الاتحادية / العمالية، الذي يرصد كل ما له علاقة باهتمامات الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، سواء تعلق الأمر بالاهتمامات الطبقية، أو الوطنية، أو القومية، أو الإنسانية.
والشهيد عمر بنجلون كرمز إعلامي متميز، كان يحرص على أن يرتبط إعلام الحركة الاتحادية / العمالية باهتمامات معظم أفراد الشعب المغربي الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وبنضالاتهم النقابية، والحقوقية، والثقافية، التي كانت تقودها الإطارات الجماهيرية المبدئية.
وقد كانت غاية الشهيد عمر بنجلون من كل ذلك، أن يصير إعلام الحركة الاتحادية / العمالية وسيلة ل:
ا ـ الضغط على المسئولين في أجهزة الدولة، من أجل إيجاد حلول مناسبة للمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، القائمة على المستوى المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني.
ب ـ الاستجابة لمطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
ج ـ توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى جميع المستويات، بمعاناتهم، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبمصدر تلك المعاناة، حتى يسعوا إلى بلورة مطالبهم التي يناضلون من اجل تحقيقها، سعيا إلى تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، التي تجعلهم ينسجمون مع الواقع العين،ي ويعملون على تطويره لصالح خدمة مصالحهم المختلفة.
د ـ الارتقاء بوعي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى مستوى الوعي السياسي، الذي يجعلهم يرتبطون بالحركة الاتحادية / العمالية بصفة خاصة، وبالحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية بصفة عامة، من أجل الانخراط في النضال الديمقراطي، والتقدمي، واليساري، والعمالي، سعيا إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.
وهذه الأهداف التي كان يسعى الشهيد عمر بنجلون إلى تحقيقها، عن طريق ارتباط الإعلام الاتحادي / العمالي، الذي كان يديره، باهتمامات جميع الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة للجماهير الشعبية الكادحة، التي ارتبطت بذلك الإعلام، واعتبرته رائدا، ومنطلقا لامتلاك الوعي الطبقي، بأبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ووسيلة للتعبئة المستمرة، استعدادا لخوض المعارك الطبقية المستمرة، دفاعا عن مصالح سائر الكادحين، وفي إطار الوحدة النضالية الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية.
وهكذا يتبين: أن رمزية الشهيد عمر بنجلون على مستوى النضال والتضحية، وعلى مستوى التنظير للحركة الاشتراكية المغربية، وعلى مستوى العمل على التأسيس للحركة الاشتراكية المغربية، وعلى مستوى ترسيخ الاشتراكية العلمية في الواقع الإعلامي، وعلى مستوى التحليل السياسي الماهر، والمحنك، وعلى المستوى الإعلامي، كمتمرس في ميدان الإعلام، سيبقى رائدا، وقدوة للمناضلين الأوفياء للحركة الاتحادية / العمالية، مهما طال الزمن، حتى يتخذوا من تلك القدوة في التضحية، والعطاء، وسيلة، وحافزا على النضال المستمر، وبإخلاص، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كما تصورها الشهيد عمر بنجلون، وكما يمكن أن تتصورها الحركة الاشتراكية التي لها نفس منطلقات الشهيد عمر بنجلون، كشهيد للحركة العمالية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
الشهيد عمر بنجلون، ومقاومة التحريف بوجهيه: السياسي، والنقابي
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
-
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الدين
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|