أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة














المزيد.....

الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دافع الباحث المغربي الأستاذ إدريس هاني ؛ في مقال طويل و مفصل ؛ نشرته مجلة وجهة نظر المغربية في عددها الأخير ؛ دافع عن فكرة تشيع المغرب ؛ معتمدا على مجموعة من الشواهد التاريخية ؛ و التي تؤكد –في نظره- هذا الطر ح .
و قد ركز في دراسته هذه على الدولة الإدريسية ؛ معتبرا أنها شكلت البوادر الأولى لتسرب الفكر الشيعي إلى المغرب. على كل حال لا يمكن إلا أن نحترم وجهة نظر باحث كبير من عيار الأستاذ إدريس هاني ؛ لكن ليسمح لنا الأستاذ الكريم بأن نتساءل معه
بصراحة:
هل يمكن أن نقرأ التجربة الروحية في المغرب ؛ من خلال الدولة الإدريسية ؛ مع العلم أن هناك مجموعة من الأنظمة السياسية ؛ التي توالت فيما بعد و عملت على طمس الإرث الروحي الإدريسي في المغرب ؟
و حتى إذا سمونا بالتجربة الروحية فوق الأنظمة السياسية ؛ فهل يمكن تفسير تشيع المغرب من خلال انتشار مجموعة من السلوكيات الثقافية ( بالمعنى الأنطروبولوجي ) سواء ما ارتبط بحضور أسماء مرتبطة بآل البيت (فاطمة الزهراء) أو الاحتفال بعاشوراء ... مع العلم أن هذه السلوكيات منتشرة في مجموع بقاع العالم الإسلامي ؟
إن النغمة الغالبة على مقال الأستاذ في الحقيقة هي ليست البتة خارج النقاش الدائر على الساحة السياسية المغربية خصوصا و العربية بشكل عام ؛ و هو نقاش يتجاوز سؤال المذهبية ؛ لينضم ضمن الصراع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين محورين ؛ يستغل كل محور المذهبية الدينية لخدمة الأجندة السياسية .
و لذلك نجد الأستاذ ينطلق في مقالته من أحداث خاصة في تاريخ المغرب و يعمل على تعميمها ؛ لتفسير ما يجري من أحداث في الوقت الراهن من خلالها ؛ و هذا ما ينم عن طموح – هو على كل حال مشروع - في نقل النقاش الدائر في المشرق العربي حول المسألة الشيعية إلى المغرب ؛ البلد الإسلامي الذي يشكل الاستثناء فيما يخص التقاطبات المذهبية بين السنة والشيعة ؛ حيث ظل المغاربة لقرون يمارسون خصوصيتهم الروحية في منأى عن المذهب السني كما حضر في المشرق ؛ و كذلك في منأى عن المذهب الشيعي ؛ و هذا ما يجعل أي متابع يلمس التأثير الذي مارسه المذهبان على تصور المغاربة للدين الإسلامي .
يطرح الأستاذ إدريس هاني و غيره من الباحثين المغاربة الآن سؤال التشيع في المغرب ؛ و غالبا ما يتم التركيز على التاريخ ؛ من خلال اقتطاع مجموعة من الأحداث المتناثرة هنا و هناك ؛ ليؤكدوا شيعية المغرب و تشيع المغاربة .
لكن القراءة الموضوعية لتاريخ المغرب الروحي ؛ تؤكد بالملموس أن المغاربة شكلوا خصوصيتهم الروحية في ظل التأثير و التأثر مع المشرق –طبعا- لكن من دون السقوط في أية مرحلة من مراحل التاريخ المغربي في شرنقة المذهبية ؛ سواء السنية أو الشيعية ؛ لأننا حينما نجادل الأستاذ في شيعية المغرب ؛ فإننا لا نسعى إلى إثبات سنيته ؛ بل على العكس من ذلك يحضر التاريخ الروحي للمغرب خارج هذين الإطارين معا ؛ و أنا أتفق مع الأستاذ تماما حينما يؤكد في جزء من مقاله حقيقة تاريخية ثابتة في تاريخ المغرب و ذلك بقوله :
" المغرب سني في النظر ؛ شيعي في العمل ؛ سني في الترسيمة المذهبية ؛ شيعي في التعبير عنها (..) سني في الصورة ؛ شيعي في الجوهر ؛ سني في المذهب ؛ شيعي في الثقافة ؛ سني في الجغرافيا ؛ شيعي في التاريخ " ص: 17
و بتعبير آخر؛ و استنادا إلى كلام الأستاذ إدريس هاني نفسه ؛ فالمغرب يمتلك خصوصيته الروحية بعيدا عن التقسيم المذهبي ؛ كما حضر في المشرق ؛ لذلك لا يستقيم الحديث عن مغرب شيعي أو عن مغرب سني كذلك .
و يمكن تفسير هذه الخصوصية ؛ على ضوء مجموعة من المعطيات التاريخية ؛ نجد على رأسها بعد المغرب الجغرافي عن المشرق ؛ و يمكن تفسيرها كذلك بالاستقلال السياسي الذي تمتع به المغرب في علاقته بالمشرق ؛ حيث لم يكن تابعا للسلطة المركزية في المشرق ؛ منذ تأسيس الدولة الإدريسية ( التي كانت تجمعها علاقة توتر مع السلطة المركزية في المشرق ) ؛ و مرورا بمجموع الدول التي توالت على حكم المغرب ؛ و التي تبنى سلاطينها مبكرا لقب أمير المسلمين و أمير المؤمنين ؛ في ندية مع خلفاء السلطة المركزية ؛ سواء الأموية أو العباسية .
و قد استمرت هذه الاستقلالية؛ حتى خلال تاريخ المغرب الحديث؛ حيث لم يدخل تحت لواء الحكم العثماني؛ بل ظل محافظا على خصوصيته السياسية؛ والتي كرست في المقابل لخصوصيته الروحية.
من هذا المنطلق-إذن- و اعتمادا على شواهد التاريخ ؛ يمكن الحديث في المغرب المعاصر و بكل موضوعية عن الخصوصية الروحية المغربية ؛ في منأى عن التسنن أو التشيع كما حضرا في المشرق ؛ و يظل الحديث عن انضواء المغرب ضمن المذهب الشيعي أو السني حديثا سياسيا ؛ بعيدا عن الحقيقة التاريخية و في المقابل أقرب إلى الصراع الاستراتيجي القائم في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...
- الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخ ...
- العراق الجديد : الفينيق ينبعث من رماده
- طابور الهزائم : تاريخ من الشعوذة و السحر
- ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطين ...
- بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في ...
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة