أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - سوريا موطن السريان ومهد الحضارات تحتضن مؤتمر التراث السرياني التاسع















المزيد.....

سوريا موطن السريان ومهد الحضارات تحتضن مؤتمر التراث السرياني التاسع


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 810 - 2004 / 4 / 20 - 07:05
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مقدمة:
السريان (الآشوريون) شعب قديم، قدم التاريخ، سكان بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام الأوائل، وهم من أوائل الشعوب التي اعتنقت (المسيحية)، حيث تعتبر( مملكة الرها) السريانية أول مملكة تعلن رسمياً (الدين المسيحي) ديناً لها، كان ذلك عام 34م. وكان للسريان الآشوريين في( أنطاكية) العاصمة التاريخية لسوريا كنيسة سريانية واحدة جامعة، لهذا كانت ( أنطاكية) ولعهود طويلة (العاصمة الروحية) للمسيحية في العالم، فمن انطاكيا انطلقت المسيحية إلى أرض المشرق ومن ثم إلى بلاد الغرب. في بداية القرن الرابع الميلادي، وبسبب الخلافات اللاهوتية وتدخل السياسة انشقت هيئة العالم المسيحي بأكمله حول طبيعة المسيح. وبفعل دسائس ومؤامرات الغزاة المحتلين من روم وفرس، والبعثات التبشيرية الغربية فيما بعد ومن خلال المدارس التي أقامتها لغايات سياسية وأهداف استعمارية، جرت عملية تزييف للوعي الذاتي والوطني لدى الشعب الآشوري(السرياني) وإبعاده عن قضاياه الأساسية من خلال تضليله بـ(الجدالات اللاهوتية) وتلقينه ثقافة غربية بديلاً عن ثقافته الوطنية الأصيلة. يتوزع الآشوريون(السريان) اليوم على أربع مجموعات كنسية أساسية هي: الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.الكنيسة الآشورية الشرقية.كنيسة الروم الأرثوذكس.الكنيسة السريانية الكاثوليكية وهي تضم ( الموارنة الكلدان السريان الكاثوليك).

تحت عنوان: (السريان ، ورثة الثقافات الآرامية والبابلية والآشورية ونقلة حضارات) أفتتح الدكتور (محمود السيد) وزير الثقافة السورية بتاريخ 13-4-2004م في قاعة المؤتمرات بمكتبة الأسد بدمشق (مؤتمر التراث السرياني التاسع)، بحضور معاون وزير الثقافة السورية الدكتور عبد الرزاق معاذ، و رئيس (المنظمة العربية للثقافة والتراث)،كما حضر حفل الافتتاح قداسة البطريرك: زكا عواص، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم. وقداسة البطريرك: لحام، بطريرك كنيسة الروم الكاثوليك. وقداسة البطريرك: هزيم، بطريرك الروم الأرثوذكس( السريان الملكيين). كما حضر العديد من نيافة المطارنة والقساوسة ورجال الدين الأجلاء مثلوا من مختلف فروع الكنيسة السريانية الأنطاكية الجامعة في سوريا ولبنان والعراق والهند، مع مئات من الشخصيات، السورية والأجنبية، المهتمة بالتراث والتاريخ السرياني.
وقد ألقى وزير الثقافة السورية، في حفل الافتتاح كلمة قيمة قال فيها، مخاطباً السريان: (( ... سوريا بلدكم .. بلاد الحضارة والتاريخ ... سيساهم هذا المؤتمر في ربط حاضر سوريا بماضيها العريق.. إذا كان السريان نقلوا بعض الثقافات الأجنبية إلى العربية، لكن العرب هضموا معظم ثقافات الأرض دون أن يفقدوا هويتهم ، لأنهم القومية العربية هي قومية إنسانية، تحمل ثقافة إنسانية هي من أعرق ثقافات العالم... لقد كان دور السريان مهماً في بناء الحضارة البشرية في العصر الأموي والعباسي....)).
كما ألقى قداسة البطريرك (زكا الأول عواص)، كلمة وطنية معبرة قال فيها: (( ... هذا المؤتمر يذكر العالم بتاريخ سوريا (السريان) ،الأسلاف الميامين، حاملي مشاعل الحضارة والعلوم والرسالات السماوية، نحن نفتخر بأننا ابناء شعب أنار العالم. سوريا ، التي أخذت أسمها من السريان- syriaمن - asyrianوأخذنا أسمنا منها، لن نتخلى عنها كوطن لنا، ولم تتخلى هي عنا كمواطنين أصيلين فيها. سوريا لا بتلك الحدود الضيقة التي رسمها الاستعمار ، بل على كامل امتداد الثقافة السريانية ، في التاريخ والجغرافية ، في بلاد الرافدين وبلاد الشام. .. .. نحن السريان لسنا فقط السريان الأرثوذكس ، وإنما جميع الطوائف السريانية( كلدان، آشوريين ، سريان كاثوليك، روم ملكيين، موارنة ، وكل من يتحدث بالسريانية ، جمعينا نشكل عائلة سريانية واحدة جذورنا وأصولنا واحدة. .... والعرب ليسوا بعيدين عنا فكثير منهم يتحدث السريانية لغة سوريا القديمة، واسم العرب ذاته جاء من الآرامية السريانية..... نحن في سوريا لسنا مغتربين أو طارئين ... نحن في وطننا الأم والأزلي حبنا له أخذناه في قلوبنا وضميرنا، لا ينازعنا أحداً عليه نعمل لعزته وتمتين وحدته، سوريا وطن يتسع للجميع .... اللغة السريانية التي سادت هذا الشرق هي لغة هذا الوطن، إن أحياء هذه اللغة والتراث ليس عملاً انقسامياً أو انتقاصاً من اللغة والثقافة العربية إنما هو شهادة فخر للعربية وستساهم في توثيق الوحدة بين مختلف عناصر طيف النسيج الوطني السوري)). وفي ختام كلمته دعا قداسته لإنشاء مركز (للدراسات والأبحاث السريانية) في سوريا، يهتم بتراث وتاريخ سوريا القديمة والعناية بالمراكز الحضارية والتاريخية والأثرية في سوريا، كذلك يهتم بجمع جميع المخطوطات والتحف والخرائط الأثرية السورية الموجودة في العالم وجمعها في مكتبة الأسد الوطنية لأن جميعها هي تراث وتاريخ سرياني وهو جزء من تاريخ وتراث سوريا الوطني.
شارك في أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة ايام خمسون باحثاً سورياً وعربياً وأجنبياً، ساهموا جميعاً في الكشف عن دور السريان، ورثة الثقافات والحضارات الآرامية والبابلية والآشورية، في بناء الحضارة العربية، خاصة دور السريان في ترجمة ونقل العلوم والفلسفات اليونانية والفارسية والهندية إلى العربية. كما ساهم الباحثون في الكشف عن دور بلاد الشام في لقاء الحضارات في العصر الأموي. فقد كانت حاجة الدولة الأموية الجديدة كبيرة جداً وضرورية إلى مختلف أنواع الفنون والعلوم ( الفلسفة الطب الرياضيات الجغرافيا والتاريخ والفلك وغيرها) لبناء دولة قوية، وكان (السريان) - أبناء الثقافات والحضارات الآرامية والبابلية والآشورية، بحكم علاقتهم الجيدة مع العرب الحاكمين الجدد لبلاد الشام، ومعرفتهم باليونانية والعربية ولغات الشرق القديم- أفضل الناس لحمل هذا المشعل. لا شك أن انعقاد (مؤتمر التراث السرياني) هذه المرة في دمشق، عاصمة الآراميين السريان، وبراعية وزارة الثقافة السورية تحديداً، أعطته أهمية خاصة ومتميزة عن المؤتمرات السابقة، إذ يمثل هذا المؤتمر خطوة هامة باتجاه تعريف السوريين من عرب وسريان بطوائفهم وجميع شعوب المنطقة على تاريخ وتراث السريان و القاء الضوء عمق حضارتهم ودورهم في تكوين الحضارة العربية. لقد أكد جميع الباحثين على أن التراث السرياني هو تراث وطني وحضاري لسوريا ولمعظم بلاد الشام وبلاد الرافدين. هذا وقد أغنى الحضور مواضع البحث بمداخلاته القيمة أثناء المناقشات.
وقد قدم الدكتور سهيل زكار بحثاً بعنوان( دور السريان في نقل أخبار الحروب الصليبية) بدأ كلامه بالقول: (( أن السريان هم صانعوا حضارات وليسوا نقلة حضارات، فما من دين أو عقيدة أو فلسفة في العالم إلا وشربت من (العقائد الغنوصية) وهي واحدة من الإبداعات الفكرية والفلسفية لدى السريان. كما لا ننسى أن أول دستور تنظيمي يعرفه التاريخ أنجبه السريان في مدينة (نصيبين) السريانية ، والتي أسست أقدم جامعات الشرق القديم..... والأدب السرياني من أروع الآداب العالمية ... وقد طالب الدكتور زكار بإحداث قسم للآداب واللغة السريانية في جامعة دمشق.... وأضاف زكار: لا فصل بين الحدث السياسي والثقافي، إذ ليس صدفة أن تصل الفتوحات العربية الإسلامية إلى حيث وصلت الثقافة السريانية، جميعكم سمع بجبال طورا بورا في أفغانستان، فهذه كلمة سريانية تعني ( الجبل الأجرد).....أضاف: لقد تتضرر السريان وبالتالي سوريا (بلاد الشام) كثيراً في العصر الحديث بسبب العنصريات الحديثة.
الصهيونية التي سلبت فلسطين. والطورانية التي سلبت شمال سوريا ( انطاكيا والرها ولواء اسكندرون). ومشروع (كردستان الكبرى) الذي طرح من قبل بقايا الإمبراطورية البريطانية المتحالفة مع الصهيونية. وقال الدكتور زكار: لتحقيق هذا المشروع تم تهجير الآشوريين (سريان/كلدان) من مناطقهم التاريخية في بلاد ما بين النهرين وحيكاري وطور عابدين.... أضاف: اليوم هناك مذكرات مرسلة للإتحاد الأوربي حول مصير ومستقبل الجزيرة السورية...)).
وفي نهاية أعمال المؤتمر صدر بيان ختامي عنه أكد على أهمية استمرار وتواصل هذه المؤتمرات، التي تشكل ظاهرة ثقافية وحضارية كبيرة، تسهم في توثيق العلاقة بين شعوب المنطقة والتفاعل الثقافي والحضاري بينهم، كما تساعد على تطوير التعامل مع المفاهيم التراثية . وقد حملت توصيات المؤتمر دعوة الحكومة السورية لإنشاء مركز للدراسات والبحوث السريانية في سوريا. وقد تقرر إقامة المؤتمر العاشر- القادم- عام 2006 في العاصمة العراقية بغداد.
انتهت أعمال (مؤتمر التراث السرياني) التاسع الذي تم تنظيمه من قبل وزارة الثقافة السورية، ومركز الدراسات والأبحاث المشرقية في لبنان، وغادر المؤتمرون مكتبة الأسد الوطنية على أمل أن يلتقوا مجدداً في مؤتمرات (سريانية) أخرى، يقيمها هذه المرة( مركز الدراسات والأبحاث السريانية) في سوريا، الذي أوصى به البيان الختامي للمؤتمر، وأن تتبع هذا المؤتمر خطوات عملية في سوريا باتجاه تعليم اللغة السريانية، باعتبارها اللغة الوطنية القديمة لسوريا ، منها اشتقت اللغة العربية، كذلك إحياء وتطوير التراث السرياني وإخراجه من ثنايا وزوايا التاريخ ، باعتباره تراثاً وطنياً، ليس لسوريا فحسب، وإنما لمعظم بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين عامة.

دمشق : 19-4-2004
سليمان يوسف يوسف كاتب آشوري مهتم بمسالة الأقليات.
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع القامشلي والامتحان الوطني
- نيسان عيد الطبيعة والآلهة و الإنسان
- يوم ديمقراطي في حلب
- قراءة من الداخل... للمشهد السياسي السوري
- معركة الحجاب ... وخطر تحولها لحرب دولية
- المنظمة الآثورية الديمقراطية تقيم حواراً حول إشكالية الهوية ...
- المشكلة القبطية في مصر
- الآشوريون في سورية
- المجتمع المدني بين قلم المثقفين وسلطة الدولة


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - سوريا موطن السريان ومهد الحضارات تحتضن مؤتمر التراث السرياني التاسع