أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد الكساسبه - يا وصفي لم يكبر الرجال ولكن المواقع صغرت














المزيد.....

يا وصفي لم يكبر الرجال ولكن المواقع صغرت


خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:24
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


وصفي لم يكن قديسا ولا نبيا لكنه كان اردنيا حقيقيا كان مثل قامته عاليا جدا ، كان مثل كل الاحرار سيد قراره.

لا زال صوت امي الفلاحة من اربد في اذني وهي تغني "شوباش عا مصر واللي فيها حبيبنا وصفي استشهد فيها".

وصفي كان ذا شكيمة تجعله يمضي بعيدا في افكاره مهما كلفه الثمن ،كان صاحب افكار قوية وارادة في تنفيذها، كان نظيف القلب والضمير ، سياسي خالي من الفساد والمراهقات السياسية ،(رجل دولة) و(دولة برجل).

كان لا يحب الطقوس الاجتماعية وجلسات الصالونات .كان يجلس كعابد متنسك في مزرعته بالكمالية لا يمارس الاعيبا للنيل من اعداءه ،او فهلوات ضد خصومه.

نفتقدك يا( ابا مصطفى) ونفتقد شاربك الكث و(بدلة الكاكي) وجموحك في عشق الاردن، نفتقد لغتك الاردنية الاربدية التي وان اختلفت عن لغة (عرار) الا انها مليئة بالصدق والانتماء ل الاردن. وصفي ،الاكبر من حياة، كان مؤمنا بالاردن والاردنيين وهو من استطاع ان يجهر امام مراسلي الصحف:" الاردني احسن العرب " واخال ان بعض سياسي اليوم لا يستطيع ان يقول ذلك الا امام شاشة التلفزيون الاردني فقط.

ووصفي وحده من استطاع ان ينال حب الاردنيين بلا استطلاعات مدعومة من الحكومة ، وهو من حلق باحلامه بعيدا واطلق العنان لطموحاته نحو اردن بلا فساد ، واردنيين متساويين لهم الحق بالاستمتاع برغد الحياة والامن والطمانينة ،كان غاضبا لرؤية الاردنيين ينامون كل ليلة على اصوات المدافع فكان ايلول رغما عنه وعنا وعن الفلسطينيين .

في اذار من 1970 كتب علي ان اولد وقبل ان احتفل بعيد ميلادي الثاني كان قد تناوب على رئاسة الحكومة ستة رؤساء وعندما جاء ايلول جاء الملك بوصفي ولكم ان تتخيلوا ما كان سيكون لو لم يات وصفي .

ذات (اردن) اتصلت مع (مريود التل): اريد الكتابة عن وصفي، اصطحبني الي بيت عرار والى الكمالية ،وقال لي: مات وصفي قبل ان يستطيع تسديد دفعات هذه المزرعة ،وعندما اخذني الى متحف عرار في اربد قال: لقد باعت بعض نساء عشيرة التل ذهبهن لنرمم منزل عرار ونحوله الى متحف .

كم رئيس حكومة مات مديونا، وكم من وزير باعت نساء عائلته ذهبهن ،وكم اردني يحمل اسم وصفي ،وكم مرة انتج التلفزيون برنامجا عن وصفي ، وحتى الشارع الشهير في عمان الذي يحمل اسم وصفي حولوه ل(الغاردنز).

وصفي كان شجرة السرو العالية شجرة اللزاب المنتمية ، لم يكن رئيس مجلس ادارة ولم يتحول ال رئيس مجلس ادارة، كان بسيطا مثلنا، كان فقيرا مثلنا ، كان شامخا مثلنا.
وصفي .. سامحنا لم نجد بديلا لك والرجال لم يكبروا ،والمراهقين لم يبلغوا ، ولكنها فقط المواقع صغرت، انشد يا عرار ،اصرخ :" باربد والكرامه وبالصريح والمنشيهوارمي سؤالك في وجوهنا : هل سياتي يوما على الرجال يصبحون كما الرجال واسأل :"يا أخت رم ،كيف رم ، وكيف حال بني عطيـة وكيف حال الاردن الذي دفع عزيزك وصفي حياته ثمنا لبقائه.

يا وصفي .. في بلادي رؤساء الحكومة لا زالوا يتبدلون كل بضعة اشهر ، والوزراء في وطني يعدون حقائب الرحيل في اليوم التالي من تعيينهم ، والصحفيون صامتين، والمثقفون مغيبين، وشعبي ضائع بين كل هؤلاء .

يا وصفي .. كبر الاردن وعمان لم تعد قرية صغيرة ولكن المراهقين السياسيين لم يكبروا بعد لكنها المواقع صغرت.

يا وصفي سياسيونا ادمنوا الصالونات، واعلامنا يغني فقط للاقوياء ، وتكثر السكاكين على الشاة المذبوحة ، وانتخاباتنا يربحها اهل المال ، واستطلاعاتنا مزورة ، وقرانا مليئة بالعانسات، وشبابنا مخدرون وضائعون يرنون ل(فيزا) تنشلهم خارج البلد ، وتذكرة سفر بلا عودة.

وصفي .. نم بسلام ،لا تهمك استطلاعاتهم، فانت لازلت في القلب ،وهم فقط على صفحات الصحف وانهم لا محالة راحلون ويبقى الاردن و من عشقوا الاردن، بدون رصيد في البنك ، وبمزرعة يموتون قبل تسديد ثمنها.

وصفي .. انهم ليسوا مثلك فهم على استعداد لتوقيع المعاهدات مع العدو، ومستعدون لبيع البلد لمن يدفع اكثر، ومستعدون لقمع الشعب وعهرنة الوطن والمواطنة ليحافظوا على مناصبهم، لا بل انهم مستعدون لاعطاء اموال الوطن لمن ينافق لهم ومن وراء حجاب يهاجم خصومهم، ومستعدون لرفع اسعار الخبز والوقود، ومستعدون لتغيير اسماء المهرجانات ، انهم مستعدون ان يخلعوا ملابسهم من اجل البقاء .

"انا وما بعدي الطوفان" هو شعارهم في الحياة ، و"الغاية تبرر الوسيلة " هي مقتطفات كتاب (الامير) التي يقرؤونها قبل الخلود للنوم ، و"البقاء للاقوى" هو ما يعلمونه لابنائهم، اما الانتماء فهو موضة قديمة مارسها وصفي ودفع ثمنها حياته وذهب نساء عائلته .

وصفي.. لا استطيع البوح اكثر ولكن البلد ليست هي البلد ... وآآآآآآآآآه يا بلد.





#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الاردنيين ..انزعوا (عباءة) الخوف
- امي طرزتني ب (الكرامة) لكنها ابدا لم تهدب (شماغي الاحمر)
- الممنوع من الصرف و(الكلام) في المسألة العشائرية الاردنية
- كلمات ل (عمان) من ارض (الغربة)
- طبخة السلام جاهزة ولكن
- (هبة نيسان) الاردنية في ذكراها العشرين
- (جيهان) التي كشفت تخاذلنا
- الاردن (وطن للفلسطيينيين) ام (وطن الفلسطينيين)
- انشودة (الموت)
- الاردن بين الملكية الدستورية والمطلقة
- محاكمة دولية ل(الديكتاتوريين)
- السلام يحتاج قادة حقيقيين راغبين ب (المصافحة)
- والجنس - حاجه انسانيه
- عيد الحب -- ليس مجرد ورده حمراء
- اكثر من طعام -اكثر من شراب
- بورصة (الحياة)
- انه ديننا مثلما هو دينكم فلا تسرقو الاسلام منا


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - خالد الكساسبه - يا وصفي لم يكبر الرجال ولكن المواقع صغرت