أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - 38 سنة من حكم القهر














المزيد.....

38 سنة من حكم القهر


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



يقود الخوف إلى الغضب. ويقود الغضب نحو الكراهية. في حياة الأفراد. لكن في السلطة، حيث خوف الحاكم من فقدان كرسي الحكم، تصل درجة الحرص على استعمال كل الوسائل للبقاء في الحكم، يتحفنا ماكيافيللي عبر كتابه "الأمير" بالمنهجية السلطوية المطلوب اتباعها من طرف الحاكم للحفاظ على إمارته. تتلخص فلسفة ماكيافيللي في هذا الشأن في معادلة "كل الوسائل مباحة من أجل موقع السلطة. حتى ولو أدت إلى تأدية الجماعة ضريبة أخطاء الفرد.
هكذا تصبح عبادة الفرد جوهر العلاقة بين الحاكم والمحكومين. خصوصا عندما يتمكن الدكتاتور من نسيج أهدافه السلطوية في السياق المحيط. كان ذلك ممكنا في كل المراحل المجسدة لضعف الثقافة المدنية والمواطِنـَة والديمقراطية في المجتمع الرازح تحت كلكل السلطة.
في فترة حكم الحسن الثاني، ساد مثلث الخوف والغضب والكراهية بين السلطة المركزية في المغرب وباقي المكونات. وقد زاد من خوف الملك على العرش، كونه عايش مخططات السلطات الاستعمارية داخل الأسرة الملكية الحاكمة. بل اشتهرت السلطات الاستعمارية باللعب على شرعية الحكام، فعملت على خلق أوضاع هشة.
وفي كل اتجاهات المعارضة كان خوفه على الحكم يذكي حالات الغضب والكراهية. ففي القاهرة ظل عبد الكريم الخطابي يؤرق مضجع الحسن الثاني. وفي تنسيقية منظمة القارات الثلاث (افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية) انضاف المهدي بنبركة شبحا يخيف الملك. وفي المنطقة العربية، انعكست انكسارات الأمة العربية الإسلامية التي تشكل الكيان الاعتباري للانتماء لدى أغلب المغاربة، أصبح الانقلابيون في المشرق نموذجا لحسم أوضاع التسلط. ومع هذا وذاك، كانت الاشتراكية بمثابة مشروع مجتمعي مفترض، لحل مشاكل السلطة في مختلف مناطق العالم....
ولعل وفاة عبد الكريم الخطابي (1963) ثم العداوة التي تأججت تجاه الجزائر في حرب الرمال (1963)، ثم اغتيال المهدي بنبركة (1965)، ثم الطوق الذي فرضه الملك على العمل السياسي في الداخل بعد فرض حالة الاستثناء (1965- 1970)، كل هذا نقل نفسية التآمر وميكيافيلية المنهجية السياسية إلى قلب النظام. فكانت الإرادة السياسية قد انتقلت من المجال السياسي المجتمعي الواسع، بعد اختناقه، إلى دائرة ضيقة في هيأة الجيش.
وبالتالي، اكتملت الدورة، دورة الخوف والغضب والكراهية في بنية النظام السياسي المغربي في فترة الحسن الثاني ، إبان الفترة الأولى (1961- 1975) من 38 سنة من الحكم (1961- 1999). ولن يتمكن الحسن الثاني من فسخ المسلسل المثلث البئيس حتى غيـّر أجندة العمل السياسي في البلاد.
ترعرع المسلسل الأسود المغلق من الخوف والغضب والكراهية، تحت سقف الحرب الباردة بين الرأسمالية الغربية والمجموعة السوفييتية الشرقية. واعتبر الحسن الثاني نظامه ضمن المحيط التابع للمركز الرأسمالي الغربي. لذلك احتفظ لليسار بالكراهية المتبادلة. ما دام اليسار قد بنى مشروعه السياسي على تغيير النظام الملكي. حينئذ، لم يكن الانفصال بين شكل النظام ومضمونه الطبقي ممكنا في المخيلة السياسية للمنشغلين بالشأن السياسي.
هكذا، بقي العداء بين الملك واليسار بارزا فوق السطح السياسي. خصوصا بعدما انضمت لليسار السبعيني الشبيبي، شخصيات حزبية وطنية شهيرة. مثل ابراهيم السرفاتي ومحمد بنسعيد آيت يدر. في الداخل والخارج. لم ينتفع المجتمع من جهد الدولة طيلة الخمسة عشرة سنة الأولى من حكم الحسن الثاني سوى ما ارتبط بتكوين الأطر وإعداد المجتمع لتدبير شؤونه بواسطة أبنائه. أما النظرية السياسية العامة وتطوير السلطة فقد اعتمدت الدولة سياسة ربح الوقت لا أكثر.
لذلك، ونحن على أبواب الذكرى العاشرة لاعتلاء محمد السادس العرش، من الحيوي طرح سؤال استفادة المجتمع من جهد الدولة. هل كان ماضيا في اتجاه بناء المجتمع والدولة؟ أم بقي في حدود التلاؤم مع السلطات العليا للعولمة للاتفاف على عداوتها المحتملة؟
ملف العدد عبرة أمام القراء. قصد تدبر الدروس من الماضي.




#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاحظ في تازمامارت
- حول إنهاء عسكرة قطاع الرياضة
- من أجل مدونة سياسية للجهوية في المغرب
- الانتخابات مجرد صناعة للنفوذ الفردي!!
- مسألتان أمام تجربة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان
- الانتخابات المقبلة في المغرب الذخيرة المالية في الحرب الانتخ ...
- من أجل مقعد في الجماعات المحلية ديناصور اشتراكي يلتحق باللي ...
- لِمَ الفراغات البرنامجية في الانتخابات؟
- عطب في صندوق الضمان الاجتماعي
- ما بعد الحرب على غزة
- عندما يأتي الحزن من باريس ومدريد
- فلتهنأ الملكية في التايلاند وأنجلترا
- وصفة عبد الله العروي
- حول الأخطاء المطبعية في البيانات السياسية
- موقعنا في لعبة طوريرو الأمريكية
- ضباع التنمية وسماسرة الغفلة الطبقية
- حول -الحكم الذاتي بالريف-
- هل يكفي؟
- امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي
- الشمال على طاولة العدالة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - 38 سنة من حكم القهر