أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة رستناوي - الشكل السمكي ..و طرائق تشكل الحب بين البشر؟














المزيد.....

الشكل السمكي ..و طرائق تشكل الحب بين البشر؟


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 05:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لا نقصد بالشكل هنا نقيض المضمون أو الجوهر, بل نقصد مفهوم الشكل/ طريقة تشكُّل , أي الشكل بوصفه طريقة تشكُّل و صيرورة حركية احتمالية نسبية.
و مفهوم الشكل يشمل الحسي و المعنوي معا ً, فالشكل الإنساني لا يعني فقط الشكل المادي للإنسان و اختلافه عن بقية الكائنات من ناحية الشكل, بل يعني أيضا شكل اجتماعي و سياسي و اقتصادي و معرفي و نفسي للإنسان, فالشكل الإنساني ليس شكل مادي عيني فقط, بل هو شكل/ طريقة تشكُّل لكل هذه الأبعاد, فالشكل الإنساني اجتماعيا يختلف عن الشكل السمكي , فالشكل الإنساني اجتماعيا يعني طرائق تشكل مختلفة للزواج و الأسرة و المدرسة و الحرب و ...الخ و هي تختلف عن طرائق تشكل الشكل السمكي الذي يعيش بطريقة مختلفة اجتماعيا " حيث تعيش الأسماك المفترسة بشكل فردي مستقل إلى حد بعيد ,بينما تعيش الأسماك الأخرى في مجموعات متقاربة مترابطة تدعى الأسراب" أي أنه ضمن الشكل الاجتماعي السمكي نفسه توجد طرائق تشكل مختلفة
و الشكل الإنساني معرفيا يعني القدرة على اختراع الطائرة و السفر بها , و هذا غير متوافر ضمن الشكل/ طريقة التشكل المعرفية للفيلة أو الباذنجان.
و لنأخذ مثال من المعنويات مثلا ً: الحُب: فالحب هو شكل, ليس بمعني شكل إطار خارجي , بل الحُب هو شكل / طريقة تشكُّل للمشاعر الإنسانية تختلف عن طرائق تشكل أخرى كالكراهية و الحقد و اللامبالاة...الخ
و كذلك الحُب ليس بمجرد, بل هو شكل للعلاقة بين الإنسان و الإنسان, أو بين الإنسان و غير الإنسان مثل حب الإنسان للزهور, أو حُبِّه لبيته الذي يسكن به.
فللحُب طرائق تشكُّل مختلفة: كالحب بين الأب و ابنه, و الحب بين الزوجين ,و الحُب بين الفلاح و أرضه, و الحب بين مراهق و بنت الجيران.
فالحُب هو شكل/ طريقة تشكُّل للمشاعر , و هو ليس حُب مجرَّد و افتراضي, فهذا غير موجود,بل الحب يتشكّل في الواقع الاجتماعي و النفسي المُعين للإنسان,
لنأخذ مبادئ القانون الحيوي و لنرى كيف تضيء لنا فهم الحُب؟
فأي كينونة هي شكل/ طريقة تشكُّل, فالحب هو شكل /طريقة تشكُّل للمشاعر و العلاقات بين البشر و البشر و بين البشر و غير البشر
لا وجود للتطابق بين أي كينونتين, و التطابق مجرد وهم,فالكائنات تختلف حسب طرائق تشكّلها, فلا يوجد تطابق بين أي طريقتين من طرائق تشكُّل الحب, فلا يوجد طفلين في العالم يحَّبان أمهما بطريقة متطابقة,لكل علاقة حُب طرائق تشكُّلها الزمنية و المكانية و الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية ..الخ
الكينونة صيرورة حركية احتمالية نسبية
- الحب صيرورة حركية: فالحُب بين طفل ما و أمه, يتغيّر ليصبح أكثر أو أقل , أو يشوبه مشاعر أخرى , أو فالحب بين الطفل الرضيع و أمه, يختلف عن الحب بين المراهق و أمه ,يختلف عن حب الرجل بعد أن يستقل و يؤسس أسرته الخاصة بعيدا عن أمه, يختلف عن حبه لأمه بعد وفاتها...الخ
و هذا "كثير عزة" يستنكر لوم الآخرين له و يعرض لبداهة تغير الإنسان و الحب يقول :
وقد زعموا أني تغيرت بعدكمْ ومن ذا الذي " يا عز " لا يتغيرُ

- الحب صيرورة احتمالية: فهناك احتمالات لا نهائية لطرائق تشكُّل أي علاقة حُب بين إنسان معيّن و أمه, فتبرع الأم بكليتها لابنها يؤثر في طريقة تشكُّل علاقة الحب بينهما, و زواج ابنها يؤثر في طريقة تشكُّل علاقة الحب بينهما, و أن يصبح هذا الابن رئيس جمهورية يؤثر في طرائق تشكل الحب عندها, و أن يقوم هذا الابن بسرقة أموال أمه يؤثر في هذه العلاقة , و يؤثر في طرائق و مسارات و احتمالات تشكّلها المختلفة, و قد ينقلب هذا الحب إلى كراهية مثلا ً.
و هناك في علم النفس ما يسمى بعقدة الكترا و هي تشير إلى التعلق اللاواعي للفتاة بأبيها وعدائها لأمها, و الكترا هي ابنة أغا ممنون و هو ملك مسينا و قائد القوت اليونانية في الحرب الطروادية, حيث أقدمت على قتل أمها وعشيقها ايجست اللذين قتلا اغا ممنون فانتقمت لمقتلها أبيها . فحب الفتاة لوالدها و لوالدتها و تعلقها بهما ظاهرة قانونية , و لكن مسارات الحب بين الفتاة و والدها تختلف عن مسارات الحب بين الفتاة ووالدتها ,و هذا كذلك يتعلق بجنس الوالد و الوالدة و يتعلق بصيغة العلاقة بين الأب و الأب و الطبيعة النفسية و شخصية كل منهما , فهناك فتيات تحب أباها أكثر من أمها, و هناك العكس ,و هناك من يحب الاثنين عبر صيغ غير تفاضلية ..الخ
- الحب صيرورة نسبية: فالحب من منظور الأم لابنها ,يختلف عن منظور الابن لأمه, أو منظور من يشاهد مسلسل تلفيزيوني يعرض لقصة حب بين ابن و أمه,
و هذا الحب بين الأم و ابنها, يختلف عندما تنظر إليه امرأة عاقر لا تنجب ,عن امرأة لدينا عشرة أولاد على سبيل المثال.
فالحب ليس بجوهر ثابت لا يتغير فما الحب و الكراهية سوى طرائق تشكل مختلفة للمشاعر الإنسانية, و الحب قد يمتزج بالكرة كما أن الكره قد يمتزج بالحب, و هناك درجات مختلفة للحب و الكره يخبرها كل واحد منا , و الحب قد ينقلب لكراهية و العكس صحيح .. فتقلب القلوب أمر وارد, و ظاهرة مضطردة, و ما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه،
و مشاعر الحب الممتزجة بالكراهية يطلق عليها الإنجليز "love-hate" .
بل و قد يحب الإنسان كره حبيبه له, كما عبر عن ذلك نزار قباني

اكرهها .. واشتهي وصلها
وإنني .. أحب كرهي لها
أحب هذا اللؤم في عينها
وزورها .. إن زورت قولها
اكرهها.
و كذلك قد يكره الإنسان من يحبه ,و هو ما اصطلح على تسميته بالحب من جانب واحد, و هو من أقسى أنواع الحب و أكثرها إحباطا
فالحب شكل/ طريقة تشكل لأبعاد الحياة المختلفة يختلط فيه المادي بالمعنوي , و المثالي بالواقعي, و الأخلاقي بالنفعي الضيق , و الجسدي بالروحي.. و الاقتصادي بالاجتماعي بالثقافي ..الخ



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديم جديد : بين العلم و الدين
- ما الجدوى - قصيدة
- قديم جديد: العقل أم الدين؟
- زهير سالم, و احتكار الكلمة السواء
- تساؤلات حول التكفير و الكافرين؟
- عن المصير الأخروي للانسان؟
- القومية الصهيونية و صلاحيات اعتلال البداهة - ج2/2
- القومية الصهيونية و صلاحيات اعتلال البداهة
- المرجعيات : صراع ...أم طرائق تشكُّل
- و لكن أكثرهم غاضبون؟ قراءة في خيار للاعنف و الحرب على غزة
- مهرجان رقمي
- النص الشعري الفعال
- على عتبات السيدة زينب
- قصة الساعة
- أما آن لهذه المقاومة أن تترجل؟
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج3/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج2/3
- القصيدة التحريضية و اللهاث التعويضي ج1/3
- كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟
- عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة رستناوي - الشكل السمكي ..و طرائق تشكل الحب بين البشر؟