صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 06:52
المحور:
المجتمع المدني
أوردت الأخبار ان رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتعليق العمل في بعض الحالات بالمادة 136 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، التي تمنع تسليم المتهمين والمفسدين من موظفي الدولة الى القضاء.
ومن المعلوم ان المادة 136 من قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 التي تنص على انه لا يجوز إحالة او تقديم أي موظف الى المحاكم، إلا بعد موافقة الوزير المعني او رؤساء الدوائر غير المرتبطة بوزارة لم يزل معمولا بها حتى الآن مما ادى الى استفحال ظاهرة الفساد وتناميها خلال السنوات الست المنصرمة منذ اسقاط النظام المباد الى الحد الذي عطل جميع مفاصل البناء والحياة في العراق الجديد.
كما ادى ذلك الى ضياع اكثر من مائة مليار دولار من اموال الشعب العراقي كانت ستنمي العراق وتوصله الى مصاف الدول المتقدمة فيما لو توفرت النية السليمة والإرادة الوطنية الحريصة.
لقد سن النظام المباد تلك المادة وأبقى عليها في القانون العراقي كي ينقذ وزراءه الذين يختارهم والمرتبطين بهم من أي مساءلة قانونية مما ادى الى ان يعيش الشعب العراقي في فقر مدقع في الوقت الذي كون الوزراء اقطاعاتهم واراضيهم وشققهم ولقد امتدت تلك المعاناة الى الزمن الحالي ولكن بصورة أقوى وأقسى أهملت من جرائه جميع مظاهر البناء الاقتصادي.
الشارع الذي يبلط سرعان ما (يتكسر) والجزرات الوسطية التي ترصف بالكاشي الرخيص لن تمكث سوى اسابيع يتهشم بعدها قطعه ليصار الى اعادة رصفها وبالأسلوب الفاسد ذاته. لقد وقع الاقتصاد العراقي ومعه الشعب في دوامة لا نهائية من المشكلات ليس من السهل الخروج منها.
لقد استغل بعض المسؤولين الفاسدين المادة 136 سيئة الصيت من قانون أصول المحاكمات الجزائية لرد الأذى عن أنفسهم التي سمحوا لها ان تمارس شتى الموبقات من الفساد الاداري والمالي على خلفية عدم خشيتها من المساءلة القانونية بتأثير تلك المادة.
نقول حسنا فعل رئيس الوزراء بإيقافه العمل بتلك المادة وان كنا نطالب بإلغائها أصلا وعلى العموم فان المطلب الأساس للمواطن العراقي الآن هو تفعيل تلك المادة ونقلها الى مجال التطبيق للضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين.
ان الفساد المالي والإداري هو الذي يعطل حياة العراقيين ويعوق تطورهم و هو الذي يديم العمليات الإرهابية ويسبب موت العشرات منهم مع كل سيارة تنفجر او حزام ناسف ينفلق وان قطع دابر الفساد سيفتح ابواب العراق على مصاريعها للاعمار والبناء والرخاء ومن دون ذلك لن تقوم لنا قائمة.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟