داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 05:30
المحور:
الادارة و الاقتصاد
إن الفساد الاداري بشكل عام حالة مزرية، وغير اخلاقية، ولا انسانية، وهي تشكل حالة من الفوضى والارباك، وتدهور البلاد، فضلاً عن سحق الانسانية، وانتشار حالة القلق النفسي لدى الراشي والمرتشي، وهي ايضاً تعكس سمعة البلاد، وبأنه بلد السرّاق واللصوص والنصّابين، وقطاع الطرق، وبالتالي يسقط ذلك البلد بنظر الجميع. والذي نراه اليوم في بلادنا (العراق) أن الفساد الاداري قد وصل ذروته، وقد سجل هذا البلد الرقم القياسي في حالات الفساد التي تجري الان حيث نرى ان الفساد يبدأ من أبسط موظف في الدولة الى منصب وزير، وهذه الحالة، او الوضع المؤسف، المزري ربما لم يشهده العراق من قبل على مدى التاريخ، بل انه يقيناً لم يصل العراق الى ما وصل اليه من تردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتدهور الحالة الامنية والسياسية، بحيث يصل الفساد الى كل بقعة من البلاد، وفي كل دائرة حكومية وغير حكومية، ويصبح العراق كالغابة تتقاسمها الوحوش، والسيادة للذي يبطش اكثر، ويسرق قوت الشعب ـ المواطن الذي لاحول له ولاقوة.
وانا هنا اتساءل بحرقة وألم وأقول: هل كتب على العراق ان يعيش هذه الحالة التي وصل اليها اليوم، من الفساد والتشظي، واتشار الارهاب في كل نواحي العراق؟ وهل هي حالة استثنائية، ام حالة طارئة؟ ام هي اختبار للمواطن العراقي الذي عانى ماعانى في زمن الدكتاتورية من اضطهاد، وتعذيب وتهميش، وغير ذلك، طيلة ذلك الحكم التعسفي البغيض؟ وقد فشل المواطن في ذلك الاختبار، وبدل ان يتماسك ويحافظ على نسيجه الاجتماعي والانساني وينظر الى مستقبله بعين الرضا والقبول، ويحاول اعادة بنائه الذاتي، راح يسلب وينهب (ويحوسم) فدفع بذلك ثمن ما ارتكبه، وكان ذلك الثمن غاليا جداً، وهو انتشار الفوضى بكل ابعادها، الامر الذي جعل من الجميع يفكر في جلب الاموال بأي طريقة ممكنة، فحصل الذي حصل من فساد اداري وغيره.
إن الفساد الاداري، هذا الذي وصل ذروته لهو انعكاس لواقع ملموس تمارسه فئة ضعيفة النفوس، شاذة لا تمتلك من الاخلاق والقيم النبيلة التي يتمتع بها الانسان السوي، والمواطن الذي يريد الحفاط على بلده وشعبه فراحت هذه الفئة الضالة تتعكزعلى قوت الشعب وتمارس السرقة بصورة فنية لكسب المال الحرام وذلك عن طريق الجشع مستغلة بذلك منصبها الاداري والحكومي.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟