|
آل النجيفي ... الغطرسة،الاستفزاز والمفخخات السياسية
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 08:17
المحور:
القضية الكردية
"اتعلم انت ام لا تعلم بأن دماء الضحايا فم"
في عهد الروزخون الجعفري،اطل علينا اكثر من مرة،متحدثا عن احداث سياسية تاريخية،نابشا الماضي،مطلقا تصريحات لا تسر كل من احب العراق وضحى من اجله،متقصدا الاساءة الى القوى السياسية الوطنية والديمقراطية العراقية الحقة،تارة عن احداث الموصل عام 1959 وتارة عن..،ارضاءا لأسياده من ضباط مخابرات الدول المجاورة. وبدلا من رفع الصوت مدويا،صرخة ادانة صريحة للاستعلاء ولاستمراء نصر"الفوز الساحق"،والاستمرار في تجاوز القوى الاخرى ومحاولات الهيمنة على العراق"العربي"مجازا،ومن ثم البدء بضرب فيدرالية كردستان العراق،ارضاءا لسادة محاولات احتواء القضية الكردية وكامل القضية الوطنية والديمقراطية العراقية،انضم قبل اعوام البعض ممن احتسب على التيار العلماني والديمقراطي زورا،امثال اسامة النجيفي،الى طبالي الفكر الرجعي والروزخوني في تهجماته على الحزب الشيوعي العراقي مع تولي قياديين من الحزب مسؤولية لجنة تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي،وقد سبقه في ذلك مايطلق عليه بالمجلس الشيعي التركماني! وبدلا من خلق مناخ ثقافي واخلاقي بحيث يكون الانتماء لحزب البعث سبة ومنقصة ينأى الشرفاء بانفسهم عن التلوث بها،والبدء بمحاكمة صدام حسين وبقية المجرمين معه في قضية تصفية القادة البعثيين في محاكمة صورية تجردت من ابسط المقومات الحضارية والقانونية عام 1979،تحولت محكمة الدجيل الى عملية ثأرية بدائية اكسبت المجرم تعاطف البعض من المغرر بهم! وبدلا من ادانة استحواذ قائمة الحدباء على مجلس ادارة الموصل متجاهلة الكرد،واعتبار ذلك غلطة خطيرة ذات نتائج خطيرة على مستقبل العلاقات الوطنية في العراق وعلى مستقبل الوحدة الوطنية،وادانة الممارسات الاستفزازية الاستعراضية للمحافظ اثيل النجيفي ومواكبه الجرارة دون حياء او وجل،والتأكيد على معاناة اهالي الموصل ووضع مدينتهم الخدمي والبطالة والارهاب المستمر فيها بسبب عبث القطط السمان وخنازير التجارة،ينبري دعاة القومجية الجدد بتصريحاتهم المثيرة للشك والريبة،متوهمين انهم قادرين على خلق الفجوة بين العرب والكرد سواء في نينوى او غيرها من المناطق!مفخخات سياسية يحاول من خلالها البعثيون العودة الى الحكم. لقد اسهمت الثقافتان القومية والطائفية معا في اشاعة ثقافة الفكر الواحد والرأي الواحد والجمود والتهميش،واحتقار المثقف!ثقافة الفساد وآليات انتاجه،ثقافة سيادة عبادة الفرد وتأليه الطغاة،ثقافة وديمقراطية القطيع والرعاع،ثقافة وديمقراطية الولاءات دون الوطنية،ثقافة وديمقراطية"حاضر سيدي ومولاي"،ثقافة الامة الواحدة والرسالة الخالدة،الثقافة التوتاليتارية الشمولية،الثقافة الهجينية الانتقائية النفعية،الممهدة للثقافة الفاشية!ثقافة الموت والقبور،ثقافة الموروث الالغائي التخويني التكفيري المستمدة من نظم تعود بجذورها الى قرون طويلة من القمع والاجرام وتدمير المجتمعات،فدخلت ثقافته الى النخاع وامتزجت بالمقدس لتصبح كل موبقاته مقدسات بمرور الايام.انها ثقافة عناكب الشك والحذر وقيم النفاق والغدر والتآمر والاغتيال والانانية ولوائح تطول وتطول من الحلال والحرام،ثقافة الانتقام و القمع!.ومهما اختلفت اسماء الاحزاب والجماعات والميليشيات والقوائم السياسية القومية والطائفية وتعددت يبقى مجال عملها واحد،هو مراقبة الناس والحد من حريتهم والانتقاص من اخلاقهم والاعتداء على اعراضهم. لا يتحقق السلام مع تهميش التعددية السياسية والاجتما- اقتصادية والثقافية ومع الغاء الأخر الخالق للابداع ومع اللغو والسفسطة والخطب الانشائية.لا يتحقق السلام وفق قاعدتي"اخبطها واشرب صافيها""اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة"،ولا يتحقق السلام مع الضجيج المزعج لسياسيي عصر ديمقراطية الانفلات الذين اصيبوا بالفايروسات القاتلة،وانتهوا دون ان يحققوا طموحاتهم،ضاحكين على ذقون المساكين من ابناء الشعب الذين غدوا ضحايا المغامرات الطائشة الفارغة لقادتهم الذين لم يرموا اسرائيل في البحر نهاية الستينيات من القرن المنصرم،وما احرقوها بداية تسعينياته. الديمقراطية المعاصرة لا تعني التلوث الطائفي والديني والقومي والعشائري واستنشاق البارود بدل الورود،بل هي في المقام الاول نظام حكم ومنهج سلمي لادارة اوجه الاختلاف في الرأي والتعارض في المصالح!يتم ذلك من خلال ممارسة حق المشاركة السياسية الفعالة في عملية اتخاذ القرارات الجماعية الملزمة للجماعة السياسية بما في ذلك تداول السلطة عن طريق الانتخاب.الديمقراطية المعاصرة لا تعني الدعاية للرأسمالية،تشويه مفاهيم الاشتراكية والديمقراطية،مسخ كل ما يتصل بثورة 14 تموز،تشويه تاريخ العراق الحديث،كل ذلك من الدعائم الثابتة للمدرسة التاريخية البورجوازية الكومبرادورية والطفيلية.الديمقراطية والتعددية والفيدرالية والبرلمانية والتأسيس المدني،كلها ثقافة الاقرار بالوحدة الوطنية في مواجهة المستقبل والاعتراف بالخصوصيات المتبادلة،واقرار الجميع بالانتماء الاول للوطن الحر والشعب السعيد.وهي ثقافة لا يستغرب ان يلفظها الجهلة من خريجي الكتاتيب القروسطية ودور ايتام الصدامية وشاربي كؤوس نتانات الاقتصاديات المريضة للبلدان المجاورة.تبا للقومجية والروزخونية،وتبا لطباليها وصعاليكها! ناضل الشعب العراقي منذ بواكير الحركة الوطنية في الربع الاول من القرن العشرين من اجل الديمقراطية والحرية والسعادة،وبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد والعطاء وعبد طريق الشعب بدماء زكية وعطرة وغالية.ولان انتظرالشعب طويلا بعناد منقطع النظير في سبيل بناء مجتمع متآخ قوميا ومتسامح دينيا،فلسوف لا يسمح باستنساخ نماذج لا تجلب الا الويل والثبور،ومنها تحديدا الديمقراطية الشمولية،ديمقراطية آل النجيفي وحثالاتهم!وافضل رد على المفخخات السياسية الجديدة،من قبل المخلصين من كل الاطراف هو المزيد من الحوار والتمسك بالدستور والقوانين وتعزيز الثقة بين القوى السياسية المعنية بالعملية السياسية وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد،وتعزيز الديمقراطية واشراك الجماهير في صنع القرار السياسي. ستقبر المفخخات في مهدها كسابقاتها،خاصة وان هناك سواءا في الحكومة الاتحادية او حكومة الاقليم من العقول المخلصة لهذا الوطن ووحدته وتلاحم ابناءه مايعزز تجاوز الزوبعات المفتعلة،كما تجاوزت الاخطر والاكثر خبثا،وهي الحرب الطائفية التي اريد لها ان تحدث.
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كهرباء العراق بين الاستراتيجية الوطنية الشاملة والارهاب الاب
...
-
الحركة النقابية العمالية تزدهر بازدهار الديمقراطية فقط
-
وزارة الهجرة والمهجرين ..ارهاب ابيض ام دعارة سياسية
-
نحو استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الارهاب الابيض في العراق/
...
-
نحو استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الارهاب الابيض في العراق/
...
-
دمقرطة العملية التعليمية التربوية في بلادنا
-
مرتزقة سوق الصفافير في العراق
-
البراغماتية والتدخلات الحكومية في العراق
-
البراغماتية والمناهج التربوية في العراق
-
الانتخابات وتغيير اسم الحزب ام المساومة مع الرأسمالية
-
الانتخابات والحثالات الاجتماعية
-
الانتخابات والفشل في الاداء السياسي
-
البطاقة التموينية والاقتصاد العراقي
-
الهجرة والتهجير في الادب السياسي العراقي
-
الفكر الرجعي والحط من القيمة التاريخية لثورة 14 تموز في العر
...
-
آفاق ومستقبل تطور الصناعات البتروكيمياوية في العراق
-
الفقر والبطالة والحلول الترقيعية في العراق
-
نوري المالكي وحجي عباس..الى اين يقودون العراق
-
المرأة العراقية تدفع الثمن مضاعفا
-
الذكرى الستون للاعلان العالمي لحقوق الانسان
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|