(2) منظمات المجتمع المدني / وشرف المرأة العراقية

إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 09:56
المحور: المجتمع المدني
    

الشرف قلعة وليس قصة نتداول تفاصيلها وقتما نشاء ، برزت في الفترة الأخيرة مواضيع شتى كان أبرزها حكاية " شرف المرأة العراقية " في الكثير من وسائط الأعلام العربية والعالمية ، واتخذت من شرف المرأة العراقية مقياس للواقع الذي نعيشه وبعضها هول الأمر ليتعدى كونه حالة خاصة ومحددة على فئة من النساء ليجعلها ويصفها حالة عامة وأنه واقع نساء العراق ، الآن نقول ، هل بات العراق يقاس وجوده على أساس بعض الظواهر القليلة التي لو حاولنا مقارنتها بغيرها من الظواهر المستفحلة في الكثير من بقاع غيرها عربية وعالمية لوجدناها لا تساوي شيئاً ، ولكن لما العراقيات ؟؟ لماذا ؟ ألهذا الحد يعد وجود الفرد العراقي خطراً على الساحة ؟؟ ولماذا تمحى وتهمش معاناتها ولا يذكر سوى السلبي والذي يعد ويعتبر حالة طبيعية في المجتمع ، ولماذا السكوت عن تلك الألسن التي تحاول المس من حضارة العراق وشرف نساءهُ ، القضية كبيرة وكبيرة جدا ولا يجب الصمت والسكوت عنها ، وأن كنت أريد إسكات تلك الجهات أو الفئات التي تحاول النيل من العراقية ، أوجه دفة الكلام إلى منظمات المجتمع المدني وأقول لهم أين دوركم في ذلك وأين نشاطاتكم في رصد وفرز وإسكات كل من يتعدى على حدود المرأة العراقية وأين أصواتكم وشعاراتكم بالحد من العنف الموجه ضد المرأة ؟؟ أليست هذه الظاهرة هي من أهم ظواهر العنف الموجه من قبل وسائل الأعلام تجاه المرأة والتي أعدت وتوجهت مخصوصاً للمرأة العراقية ، أين مقالاتكم وتصريحاتكم ودعمكم ؟؟ ألم تحصلوا على مساندات وأموال لتسهيل مهامكم وأعمالكم ، ألم تسافرون لتلك البلدان منها العربية وأخرى أجنبية لعقد الاجتماعات والندوات ودرس المخططات لإقناعنا أنكم بصدد تنفيذها !! أم فقط تكمن مهمتكم في (الشفط وابتلاع سيول الأموال ) التي تحصلون عليها باسم الحد من العنف ضد المرأة العراقية ؟؟ حقيقة أنا لا أعمم في دمج جميع منظمات المجتمع المدني ، فلكل قاعدة شواذ ، ولكني أؤكد على تلك المنظمات التي تستغل ظروف المرأة العراقية في محاولة منهم بتوهم الآخرين بأنهم مدافعون عن حقوقها لنجدها مجرد شعارات وإطار يحيط بمصالحهم الذاتية وغاياتهم الرخيصة ....
أليس من الواجب يا من تناشدون بالدفاع عن حقوق المرأة والحد من العنف الموجه إليها الآن بالإسراع بعقد ندوة كبيرة تضم كافة المنظمات المختصة بهذا الجانب وطرح مقترحات وطرق في الحد من هذه الحملات التي تشن ضد العراقية ، ومنها العمل على التنسيق مع الأعلام العربي والعالمي في بث برامج تحتضن معانات العراقية وتضحياتها ، نشر الوعي بين صفوف النساء العراقيات خصوصاً والعربيات عموماً بأن ما يدور على الساحة وما يطرح الإعلامية هو نتاج طبيعي لقمع صبر وقوة المرأة العراقية ونوع آخر من الترهيب المشين لسمعتها ومكانتها في المجتمع العربي والعالمي ...
والآن أتساءل أين تلك التوجهات من هذه المنظمات وأين نتائجها ؟؟ لو كانت صيغ لبعض هذه المنظمات صحيحة ومعدة وفق دراسات مستفيضة ، لما وصل الأمر لهذا ولما أحيط ما أحيط بالمرأة العراقية اليوم ؟؟؟ أن تمثيل حالة منظمات المجتمع المدني يكون كمثل الأم التي تمسك أطفالها وتربيهم تربية صالحة ومستفيضة وقويمة وتبرز لهم نوايا الآخرين وتحاول إفهامهم قدر الممكن على المخاطر التي قد تصادف مسيرتهم في الحياة كما وتبين وتحاول هذه الأم المربية توفير ما يكون من حماية معنوية لأبنائها لتوخي الوقوع في المحضور ، ولكن ؟؟؟ أين تلك الخطط والدراسات وتنفيذها على مدى الأربع سنوات الأخيرة وهم يناشدون ويناشدون بشعارات عن دور المرأة وضرورة الحد من العنف تجاهها ؟!!
من المؤسف أن الكثير من الأسس التي بنيت عليها الكثير من تلك المنظمات قد كان بناءها هش وفارغ وأن هذا وأن دل على شيء فأنا يدل على عدم الفائدة من كثرة تلك المنظمات وأن وجودها لا يتعدى سوى امتصاص ما في جيوب المسئولين والجهات المعنية غاية في مساعدة المرأة العراقية ...
نطالب اليوم الجهات المعنية بالنظر في آلية بعض المنظمات والحد من كثرة شعاراتهم الزائفة دون التنفيذ وعمل اختبارات بعيدة عن المحسوبية لكل تلك المنظمات وفرز الصالح منها والطالح ، ووفق هذه الظواهر التي برزت عن تشويه سمعة المرأة العراقية نطالب الجهات أيضاً بفتح ملف الفساد في بعض منظمات المجتمع المدني التي جعلت من أسمها مناهضاً للمرأة العراقية ومحاسبة كل من أستلم أموال بغير وجه حق باسم الشعب ودون حصول أي تطورات في قضية المرأة العراقية ، ولا نريد الإطالة يكفي أنها أثبتت فشلها في بروز مثل هذه الظواهر فلو كان عملها صادق ومجدي لما حدث ما يحدث الآن ...

#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات