الحلقة المفرغة

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 04:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

عندما لاتشعر بأن الاشياء من حولك تسير نحو التغيير بأتجاه التحسن في اي مفصل من المفاصل ، يتنامى لديك الاحساس بالاحباط وتزداد لديك الشكوك في جدوى ماتسمع به او تقرأه في وسائل الاعلام، خصوصا في الشأن الحياتي الذي يهمك،وهنا تحديدا يمكنك ان تطلق على ذلك ( الدوران في الحلقة المفرغة) .
ذلك ينطبق تماما على مانشاهده الآن في العراق ، فكل الاشياء توحي بذلك ، فبأستثناء التحسن الامني الذي تحقق والذي لايمكن نكرانه ، فأن بقية الاشياء لاتتعدى تصريحات لمسؤولين لم تكن توازي ما تحقق على الارض ، تصريحات في كافة الاتجاهات خدمية ، اقتصادية ، سياسية ، تصريحات ضخمة ومنجزات تبددها ارض الواقع ، مشاريع وقوانين سياسية واقتصادية غائبة عن الانظار، ومقدار درجات التقدم بأتجاه انجازها بطيئة جدا لاتوازي الزمن الذي قضته في اروقة التداول السياسي .
سياسيا ،وهو مفصل مهم ، تكاد الحلقة المفرغة تتسع، فأغلب القوانين المهمة مازالت ولادتها متعسرة وانجازها او الاقتراب من ذلك لايتعدى سوى حديث صحفي متداول للاستهلاك ومتضارب في نفس الوقت ، ولايتعدى سوى توقعات الشخصية السياسية التي تصرح به ، واسلوب التعامل السياسي المبني على انعدام الثقة بين الاطراف هو السمة الغالبة، مما جعلت العملية السياسية تدخل تلك الحلقة التي نتحدث عنها ،مضافا الى ذلك غلبة المصالح الفئوية التي تقطع اوصال بناء الدولة الحديثة .
الخدمات وانجازاتها هي المحورالذي يشكل نقطة التماس الرئيسة مع حياة المواطن والهم الاكبر له فعلا، هي تدور في حلقة مفرغة أيضاً، فما من مشروع يصل حد الاكتمال النهائي وان تم اعلان انجازه ! ، وما حملات اعمار الساحات العامة والطرقات ألا واحدة من الامثلة الواضحة على ذلك ، ست سنوات ومليارات الدولارات، والنتيجة مانراه من مدن وطرقات، اقل مايقال انها من عهود زمنية بالغة في القدم ، ومدن لاتشعر انها تنتمي للقرن الواحد والعشرين .
صحيح ان التركة ثقيلة ولكن الزمن المنقضي والمبالغ المرصودة ( والتصريحات الكبيرة) لاتتناسب مطلقا مع الواقع .
نحن بحاجة الى ان يعاد النظربكل مايجري وبكل مايتم التصريح به فليس له ، وما نحتاجه هو حملة حقيقية بأتجاه الاصلاح السياسي والخدمي ،وحملة على الفساد ( محور الشر الاول ) ،على غرار الحملة التي تمت على المستوى الامني لتتناسب التصريحات مع المنجزات ولنحصل حقيقة على ( عام للاعمار ) و(عام لمكافحة الفساد الاداري ) والا فنحن مازلنا ندور في الحلقة المفرغة .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات