أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أسكاي الحسين - العنف العيني و المعنوي الممارس ضد الامازيغ















المزيد.....

العنف العيني و المعنوي الممارس ضد الامازيغ


أسكاي الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 09:54
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعتبر مفهوم العنف من بين أهم المفاهيم المتداولة في العالم بأسره. وذلك لأن كل بلد يتحدث عن العنف باعتباره آفة ظلت أكثر شيوعا و تفشيا تسعى إلى الحد منه بشتى أنواع الوسائل التي ستمكن من بلوغ ذلك. و للعنف خصائصه و أنواعه هي التي تجعل منه ظاهرة متعددة و مختلفة تتعدد و تختلف حسب مظاهره و تجلياته. ومهما يكن من كل أمر، فإن لهذه الظاهرة أثر كبير في عرقلة أي تقدم و تطور في جميع مناحي الحياة العامة، و كذلك تعتبر مؤشر أساسي في إضفاء طابع سلبي إذا ما كان معمولا به أو طابع إيجابي إذا ما كان منبوذا. وفي هذا الموضوع سأتناول العنف المعمول به ضد الشعب الأمازيغي بالمغرب، باعتباره موضوعا أساسيا يقتضي منا ذلك.

عبر التاريخ، الشعب الأمازيغي دائما في عرضة للعنف من طرف العديد من البلدان الاجانب المتمثلة في الرومان، الوندال...، وهو ما يعكس بالطبع صورة اخرى ظلت إلى الآن في صميم الفكر الأمازيغي، وخاصية تميزه، إنها الصمود والعناد. والعنف ضد الأمازيغ ظل في سيرورة دائمة حتى اليوم، وما يهمني هو أنواع العنف الممارس ضد الامازيغ.

تعرض الإنسان الأمازيغي للعنف بنوعيه، العنف العيني و المعنوي ، فلقد كانت لتجليات العنف العيني آثار بليغة ما زالت الحركة الامازيغية لم تستطع تجاوزها، لأنه بقي في تاريخها و رسم في مسارها بصمة يستحيل محوها. وهذه التجليات تتجلى أساسا في اختطاف المفكر الحر بوجمعة الهباز 1981، ثم الإعتقالات في صفوف الأمازيغ الذين يستمر اعتقالهم و تعذيبهم، و القانون الاسمى للدولة الذي يكرس الإقصاء التام للأمازيغية، كما يعتبر نزع الأرض من ماليكها عنفا عينيا لأنه يمس وجود ذلك الإنسان الذي يعتبر الأرض رمزا للوجود. وفيما يتصل بالجانب الآخر ، فإن العنف المعنوي هو الأكثر شيوعا و تفشيا يمس الشعب الأمازيغي بخطورة لها أكثر فاعلية من العنف العيني، ولا جدل في اعتبار مصطلح البربر، المغرب العربي، العالم العربي، نهج سياسة التعريب عنفا رمزيا، كما أنه لاخلاف في اعتبار انخراط المغرب بجامعة الدول العربية عنفا معنويا، هذا بالإضافة لمختلف الأشكال الإقصائية كالتضييق على أنشطة الجمعيات، الظهير البربري ، منع الاسماء الأمازيغية، السماح لعقد المؤتمرات العربية في هذه الأرض الأمازيغية كبلد عربي، استعلاء الهوية العربية على الأمازيغية، عدم الإستجابة لمطالب الأمازيغية.. عنفا معنويا رمزيا. سأشرح البعض منها بشيء من التفصيل.

نهج سياسة التعريب: يعتبر نهج سياسة التعريب عنفا معنويا، لكونه يهدد وجود إنسان له هويته مستقلة عن الأخرى وثوابثه المحضة منفصلة تماما عن هوية اخرى، وهو ما يجعل تبديلها عنفا معنويا.

مصطلح البربر: البربر مصطلح قدحي تركه التاريخ في شمال إفريقيا اتخذته اليوم الدولة توجهه لكل أمازيغي، دافعة بذلك لاضمحلال كرامة الإنسان الأمازيغي، وهو ما يعتبر مسا بكرامته، والغاية منه بالأساس انكار البعد الامازيغي، لذلك يعتبر عنفا رمزيا.

المغرب العربي: مسالة اعتبار بلدان المغرب الكبير بلدانا عربية بدون أية معادلة علمية تضفي عليها شرعية و مصداقية لإعتباره كذلك، يعتبر عنفا لأن هذه البلدان ليست بعربية قحة، بل إنها أمازيغية أرضا و إنسانا.

انخراط المغرب بجامعة الدول العربية : إن انخراط المغرب في جامعة الدول العربية يعتبر عنفا رمزيا،لأن تمثيلية الدولة بها تعتبر الإنسان المغربي عربيا محضا بالهوية لا أمازيغيا مستقلا هوياتيا. و هو ما يجعلنا نعتبره كذلك.

الظهير البربري : إن إدراج ظهير 16ماي 1930 على خلفية إديولوجية خاطئة متصلة بالأمازيغ سنعتبره عنفا، لكونه يتنافى و ما كان هذا الظهير يحمله.

منع الأسماء الأمازيغية: يعتبر منع الأسماء الأمازيغية دليلا واضحا على أن الدولة دائما في استمرارها للإقصاء لكل ما هو امازيغي، لذلك وإن كان لا يمكن اعتبارها غنفا ماديا فإنه عنفا رمزيا.

عدم الإستجابة لمطالب الأمازيغية:إن عدم استجابة الدولة للمطالب الامازيغية بشكل فعلي، يبرز لنا بالأساس لامبالاتها و نيتها الحسنة في ذلك، فهي بذلك تعزز نمط عنفها الرمزي في ذلك. وإذا كان الامر واضحا غير غامضا، فعلى ماذا يؤشر هذا العنف الممارس في حق الامازيغ؟

عادة، كل دولة تضع قوانينها و انساقها وفقا لمعطى ديمقراطي يرسم آفاقا تقدمية لها مزايا إيجابية تحد من كل ما يبعث آفات تمس بذلك الافق التقدمي الذي تسعى إليه كل دولة ديمقراطية. لكن الدول التي تضع قوانين هي في العمق تحمل بعدا اقصائيا ، فهو يتناقض مع أي أفق ديمقراطي. فالعنف آفة مبعثها القانون المعمول به. و الدولة المغربية حسب ما وردناه تنهج عنفا عينيا و معنويا ضدا الأمازيغ المغاربة حاسبة نفسها على خلفية عربية بالهوية، وهو مايجعل هذا العنف يعبر عن ثقافتها و حضارتها، فإذا كان التسامح و التعايش و الحوار و قبول الآخر له تعبير ثقافي فإنه يوحي عن اصالة القيم الإنسانية النبيلة التي تحمله تلك الثقافة. وإذا كان ذلك كله محله العنف و التهميش و الإقصاء و القمع فإنه يعبر عن ماهو مخالف لذلك ، كون تلك الثقافة بعيدة عن القيم النبيلة . و العنف كذلك كوسيلة ضدا على الأمازيغ فإنه يؤشر عن التأخر و التخلف عن اية دمقرطة للبلاد، حيث لا يمكن الوصول لإية دمقرطة بدون اعتراف رسمي للأمازيغ. وكما يؤشر عن ذلك فإنه يؤشر كذلك عن عقلية أخرى تعطي الدليل بنفسها على نفسها بأنها غير خلاقة. ومادام العنف آفة ممارسة على الامازيغ ، فماذا يقتضي على الامازيغ ان يفعلوه؟

لقد عملت الحركة الامازيغية على انعتاق الامازيغية من الأيادي التي تسعى إلى هضمها ، لكن ما زالت تعاني من العنف نصيبا. سوف نتساءل عن طبيعة النضال الذي تخوضه الحركة الامازيغية، إنه نضال" ظل حبيس الخطاب المطلبي"( انظر الوثيقة التي قدمتها جمعية الهوية)إن هذا النضال ليس كفيلا لانعتاق الشعب الأمازيغي، الامر الذي يستلزم ان نطرح بديلا لتلك الإستراتجية المعتمدة.

لقد قدمت ثــــــــاويـــــزا بالعمل على إعداد استراتجيات على شكل مطالب موجهة إلى الحركة الأمازيغية، لكن المكونات الأمازيغية لم تولي اهتماما لها، رغم أن هذه المطالب تعكس لنا من خلال مضمونها استراتجية راديكالية هي التي بإمكانها أن تسعف الشعب الأمازيغي إلى التحرر و الإنعتاق من القيود، حيث انها تنظر إلى الامازيغية من زاوية مرتبطة بالأرض و الإنسان الحر المستقل،وليس من نفحات المخزن او المخزن داته.

إن تغيير هذه الإستراتجية المطلبية التقليدية التي اعتمدتها الحركة الامازيغية ودراسة مطالب ثاويزا يعد أمرا ضرورويا حتميا، وذلك لتوحد الشأن الأمازيغي و تماسكه، كحل اسمى و أمثل لتحرر إيمازيغن.





#أسكاي_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تغيير استراتجية -التغيير-
- هل ستحكم الأقلية نحن الأغلبية؟


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أسكاي الحسين - العنف العيني و المعنوي الممارس ضد الامازيغ