أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح شوان - حوار الاديان حوار الطرشان؟ ام حوار متحضر؟















المزيد.....

حوار الاديان حوار الطرشان؟ ام حوار متحضر؟


صلاح شوان

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نعتبر حوار الاديان حوارا متحضرا؟ ام انه حوار على اسس كانت معروفة منذ 1400 سنة على الاقل؟ وهو تاريخ سيادة اخر دين، وهل كانت البشرية انذاك متحضرا كما هي اليوم؟ دعك من من تبريراتك بان اسسك فضائية(سماوية) تصلح لك زمان ومكان، فانا لا اؤمن بكائناتك الفضائية الخارقة التي غزت الارض حينذاك، ونصبت اشخاصا بعينهم حكاما مطلقا علينا نيابة عنها، ويجب علي الرضوخ لهم ولتعاليم اسيادهم الفضائيين، ودعك من ادعاءاتك بانك انت تمتلك الحقيقة كلها، وانا على باطل، لان هذه الادعاءات الفارغة ولاتصلح للحوار المتحضر، فانت تنسف الحوار المتحضر بهذه الاستباقية المطلقة، لكنني مستعد مع ذلك، وبسبب ذلك، للتحاور مع مرجعياتك الفضائية، ان كانت هي مستعدة لذلك، او لتأتيني بتفويض رسمي جديد بتاريخ اليوم من مرجعياتك تؤيد فيها ادعاءاتك بانك الممثل الشرعي والوحيد لها، لان تفويضاتك التي تتذرع بها تعود الى قرون سحيقة ساقطة بالتقادم، على الاقل من وجهة نظري، لانني لا اؤمن بما تؤمن بها، والا ماكانت هناك اي داع للتحاور، واذا كانت تلك المرجعيات الفضائية التي تدعيها خارقة حقا، فانها يجب الا تكون عاجزة عن تزويدك بتفويض جديد معترف به قاونيا وعلميا بموجب الاتاقيات الدولية، وبدونها انا لا امانع التحاور مع مرجعياتك مباشرة، فانت لست حرا مالكا لقرارتك مثلي، ومن العبث التحاور معك في هذه الحالة، والافضل ان اقابل اصحاب قرارك الفضائيين الخارقين كما تتفضل، هل هم قادرون على اثبات اهليتهم للحوار المتحضر، ام انهم مثلك سيتشبثون بادعاءات قديمة غير متحضرة، اكل الدهر عليها وشرب، لا اؤمن بها انا؟ لانها لاتصلح اساسا للتحوار المتحضر.

انا ههنا ومستعد للمناظرة، معك او مع اصحاب قرارك، وانا صاحب قرار نفسي، ولا اتكئ على اية خلفية مخفية، واصحاب قرارك ان كانوا حقا خارقين، من ما تسميهم الله وملائكته ومن لف لفهم، فسوف لن يعجزوا عن الاتصال بي، فهم كما تدعي احياء وليسوا امواتا مثل من فوضوهم من الانبياء واصحابهم وخلفاءهم، ولابد انهم يعرفون الطرق الاصولية والقانونية للاتصال بي ان كانوا حقا خارقين، سواء عن طريق هاتفي او بريدي الالكتروني او العادي، ولابد انهم يعرفون استخدام محركات البحث الالكتروني للحصول على طرق الاتصال بي، رغم انني لست متأكدا من وصول تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات اليهم، لان ما اعرفه ان الشركات التكنولوجية لم تصدّر شيئا الى مملكة الفضاء حيث اصحاب قرارك الذين ـ اغلب الظن ـ مازالوا يستخدمون الطرق القديمة المتخلفة، التي لا تؤهلهم اليوم لشئ، مثل المحبرة والريشة للكتابة، والحصان والحمار والبعير للتنقل، والسيف والقوس والسهم للحرب، وهلم جرا، فيكف سنتحاور وهم على الارجح لم يسمعوا بقوانين حقوق الانسان والحرية والديمقراطية وغيرها من المفاهيم الحديثة التي تعرفها انت افضل منهم؟ اذن دعك منهم ولنتحاور نحن الارضيين المحدودوا القدرة الذين تفوقنا وتقدمنا على اولئك الخارقين الفضائيين المساكين، الذين تخلفوا عن اللحاق بنا، بسبب انقاطعهم الطويل عنا، ربما بسبب عدم وجود وسائل نقل متطورة مريحة عندهم للمجئ الينا، فالحمير المجنحة التي كانوا يمتطونها للهبوط الى الارض، لم تعد لائقة للاستخدام، لمن يحترم نفسه، ولمن يحرص على الا يتحول الى مسخرة امام من يعتبرهم عبيده من البشر الملاعين مثلي.

دعنا منهم اولئك المساكين، ولنبدأ نحن الحوار على اساس القوانين البشرية المتحضرة، من مثل المساواة وحقوق الانسان وغيرها، انت تتهمني بانني اهين مقدساتك، وتطالب الامم المتحدة بمنعي من ذلك، المنع لم يعد حلا لاي شئ اليوم، والاصل الحرية، الحرية التي تستخدمها انت لاهانتي بموجب نصوص كتابك القديم، فتصفني انت وبالنيابة عن اسيادك المذكورين بشتى الصفات القبيحة عندك، مثل الكافر والملحد واللاديني والمرتد و...الخٍ، الخِ، وتحرّض علي البلهاء بالقتل والويل والثبور وعظائم الامور، وتعرف ان التحريض جريمة، ومع ذلك لا تسقط تلك الجرائم من كتبك المقدسة عندك، وتريد مني حوارا متحضرا معك! فهل القتل على اساس تعاليم اسيادك الفضائيين المتخلفين المذكورين حوار متحضر؟ وهل تريد مني ان تقبل اهاناتك الفضائية لي برحابة صدر؟ وعدم الرد عليك بالمثل او بافضل منها؟ وهل تريد مني تلقي طعناتك بسيفك الصدأ ورباط الخيل، وانا امتلك البنادق الالية والطائرات والدبابات والقنبلة الذرية؟ الق اسلحتك المضحكة التي زودك بها اسيادك المتخلفون جانبا، فانت الخاسر الوحيد في زمن الحوار المتحضر، وأسقط من تعاليمك الفضائية ما يدفعك الى الهزيمة والخذلان، وانت اذكى واعقل بكثير ممن تتخذهم اسيادا والهة ومعبودين يسكنون الفضاء، ويعيشون على الطريقة القديمة المتخلفة، ولم يظهر منهم اي شئ جديد منذ 1400 عاما، هذا اذا افترضنا جدلا انهم مازالوا يعيشون واحياء على قيد الحياة!

الاساس الصالح للحوار يستوجب منك اسقاط تلك التعاليم اللامتحضرة من قناعاتك، والا فلتفرض علي تعاليمك الفضائية بالقوة ان كنت قادرا، كما فعلت في الازمان الغابرة المتخلفة، ولا داعي للحوار، والبادئ اظلم.

انت تطالب بمنع التهجم على الاديان، حسنا، ساقبل ذلك، لكنك يجب ان تطبق انت ايضا ذلك، فديني يقدس الحمار مثلا، ودينك يشتم معبودي في كتابك، وينعته بانه من انكر الاصوات، انا اقدسه لتفانيه في خدمتي، وليس لحلاوة صوته، وما ذنب الحمار المسكين اذا لم يمنحه ربك ـ حسب عتقدك ـ صوتا جميلا؟ هل يجوز لربك ان يمنح حماري صوتا نكرا ويعيبه عليه؟ وهل تعتقد ان هذه المزحة الالهية الثقيلة لائقة بربك وبحماري الكادح المسكين؟! فهل ستحذف تلك الشيمة؟ وتسقطها من شريعتك؟

انت تطالب بمنع التهجم على الاديان، فانا زرادشتي مثلا، وديني يحترم الشيطان ويخاف معاداته اتقاء شره، لانه وبموجب شرائعي الفضائية التي تؤكد ـ مثل شرائعك تماما ـ ان الشيطان اعلى من الانسان، وهو يستطيع التحدث والحوار مع الله، هذا مثبت في كتابك ايضا، وهو من الكائنات الفضائية، والكائنات الفضائية لها ان تختلف فيما بينها، اما نحن البشر، فاحقر من ان ندخل فيما بينهم، ولنبقَ نحن الوضيعين على مسافة واحدة منهم، لكنك تشتمه وتثير غضبه عليك وعلى بني جلدتك من بني البشر وانا منهم، فتجعله يستخدم قدراته الفضائية الخارقة لتدميرنا كلنا، اذن، بموجب عقيدتي هذه يجب ان تتوقف عن اثارة غضبه بالشتائم التي تعج كتابك المقدس بها، لكي اتوقف انا ايضا عن شتم مقدساتك، من الوضيعين الارضيين، مثل نبيك واصحابه ومن لف لفهم، فانا لا اجرؤ على شتم مقدساتك الفضائية كما تفعل انت، فانت متقدم علي في التهجم على مقدسات الاديان، وتطالب منع ذلك!

اعرف انك انتقائي في دعوتك، بل واحادي النظرة، ولاتروم من وراء دعوتك غير حماية معتداتك انت وحدك، ولا تريد التعامل بالمثل كاي متحضر عصري، لانك تعتقد انك انت الوحيد على حق، وكل الحق محتكر لك وحدك، وغيرك على باطل، كذلك كان الانسان القديم يعتقد، وكذلك يعتقد الاطفال الذين لم ينضجوا عقليا بعد، انا متأكد انك لم ولا ولن تعترف بما يؤمن به غيرك، مهما حاجج ذلك الغير، انا ادعي انني اكتشفت الكائنات الفضائية التي تؤمن بها انت ايضا، قبلك بألف عام، وانت غيرت ما اتيت انا بها من عندهم، لصالحك الاقتصادي والسلطوي، فانا من علمت ابراهيم ما آتا بها اليك، ومع ذلك انا تقبلت تعاليمك لنفسك على مضض، لكنك ألغيتني وتعاليمي، وتطالبني باحترام انحرافاتك، بل واتباعها، دون ان تلتزم انت بما اؤمن مما هبط علي من نفس الفضاء، التي تدعي انك تستمد منها معتقداتك.

لانك في معضلة، فان قبلت باسقاط كلمة واحدة من اوامر ربك اليك، فانت ستصبح مثلي كافرا ملحدا مرتدا، تستحق القتل بموجب تلك التعاليم التي فرضها عليك ربك، وان لم تسقط تلك التجاوزات الخطيرة، فعلامَ سنتحاور تحاورا متحضرا، هذه معضلتك انت، وعليك وحدك حلها.





المبدع يجب ان يكون خالقا، وليس صانعا، والخالق يخلق خليقته من اللاشئ، وليس من فكر وتخطيط مسبق، ولا هو يستخدم ادوات او مواد اولية متوفرة، كالطين او التراب الذي خلق الله ادم منه، فاين الخلق من ان تصنع شيئا م شئ اخر؟! انه الصنع وليس الخلق، الشاعر الخالق لا يقلد غيره، حتى لو كان ذلك الغير الها، والشاعر الخالق لا يستشير احدا من ملائكته او شياطينه في ما يخلق، كما استشار إله المسلمين ملائكته عندما خطط لخلق ادم من تراب، من الذي خلق التراب؟ ومن ماذا؟ فاذا كان هو من خلق التراب من لاشئ، فلماذا لا يخلق الانسان ايضا من لا شئ؟




#صلاح_شوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح شوان - حوار الاديان حوار الطرشان؟ ام حوار متحضر؟