أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - القرآنيون














المزيد.....

القرآنيون


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس بغريب أن يبزغ تيار ديني ينتسب للقرآن , ويعرف بأهل القرآن , فسابقاً وحالياً وجدت ومازالت تيارات دينية إنتسبت جميعها للسنة , وعرفت بأهل السنة , ومابين أهل القرآن وأهل السنة , دارت الصراعات الكلامية البعيدة عن الواقع المعاصر , والتجأت للتاريخ لتحتكم إليه في أحداثه , وكأن التاريخ بذاته بمكنته أن يعيد نفسه أو يعيد صناعة أحداثه من جديد , أو هكذا يزعمون .

الفارق بين أهل القرآن أو القرآنيون , وبين السنيون , أو أهل السنة والجماعة , تكمن الأقدار , وتتحدد المصائر , فالفريق الأول ينتمي لنصوص قرآنية محددة , ومعروفة العدد سلفاً , والفريق الثاني ينتسب إلي نصوص ذات النصوص , ويذيد عليها نصوص من الأحاديث اللانهائية في أعدادها , وتفسيراتها وتأويلاتها , لدرجة أن وجد تيار من المفسرين يلجأ إلي تفسير القرآن بالسنة , ويجعل من الأحاديث الضعيفة والموضوعة أسانيد للتفسير والتأويل , بزعم أنها إذا كانت تفسر لصالح ماتم التعارف عليه بصالح الأعمال , فلا بأس , ولا حرج !!

أهل القرآن لهم مزعم رئيس يسعي إلي تحرير الفهم والتعامل مع النص بواقعية مرجعيتها النص ذاته , بعيداً عن تاريخيته الزمانية , وجغرافيته المكانية , محاولين فهم النصوص علي ضوء الواقع ومعطياته الحداثية , بما للواقع من إحدثيات علمية وحضارية وثقافية سائدة .

بالرغم من اعتقادي بأن المجتمعات الإنسانية ليست بحاجة إلي وصايات رجال الدين أو علماء الدين , وهذا بالنسبة لكل الأديان السماوية , وحتي الديانات الوثنية , في الوقت الذي أصبح الدين لايمثل حالة جمعية مفروضة فرضاً , أو قهراً وقسراً , وإنما يمثل حالة فردانية شديدة الخصوصية والتوحد بين الإنسان وإله هذا الإنسان .

الدعوة المسعورة التي يتم شنها علي التيار القرآني , وإلصاق التهم بهم ترجع إلي أن هذا التيار تخلو أدبياته الدينية من الوصاية وفرض سلطان المفاهيم الدينية علي المنتسبين لهذا التيار , لأن عماد هذا التيار هو العقل الملتحم بمرادات النص التي يتغياها من خلال الواقع دون إهدار لقدسية النص القرأني في نفوس المنتسبين لهذا التيار .

ولما كانت النصوص الدينية ماحقة للوصاية , ولاعنة للأوصياء , وفارضة للحرية العقلية أساس الإعتقاد ومناط التكليف الديني علي المستوي الفرداني والجمعي , إلا أن سلطة الإستبداد والفساد دائماً ماتبحث عن وصاية , حتي في أبسط صورها أو أعلاها , سواء وصاية المعتقد الذي تعتقد به الغالبية , أو وصاية المفاهيم .

وما جرائم توصيف المخالفين للرأي أو الفكرة , بالردة أو الكفر أو إذدراء الدين والمعتقد , إلا صدي للصوت الذي تنطق به سلطة الإستبداد , وتستنطق به أتباعها من رجال الدين في المؤسسات الدينية الرسمية التابعة وظيفياً لدولة الطغيان .

وليس بغريب أن تكون أنظمة الطغيان تحتمي بسياسة واحدية , ملتحمة بحاكم مستبد يحمل صفة الواحدية , ودين واحد , وثقافة أحادية , ومن ثم فإن من يخرج عن إطار هذه المنظومة فلابد أن يكون , مرتد , أو كافر , أو موصوف بالفسق والفجور والعصيان , وترمي عليه شباك الطرد من الرحمة والملكوت الإلهي الذي هو في السماء , بالرغم من أن المطرود هذا من عالم السماء , مازال يعيش في عالم الناس علي الأرض .

الفارق بين القرآنيين والسنيين , أن القرآنيين , لايكفروا من هو ليس معهم , والسنيين أو أهل السنة والجماعة وكأنهم هم أهل الحق الثابت , والحقيقة المطلقة , ومن ليس معهم فهو خارج عن نطاق السنة وخارج علي الجماعة , ومن ثم فهو هالك أو كافر .

فهل علمنا لماذ الحملة التكفيرية , وحملات الإتهام بالردة والإرتداد عن الدين وإلصاقها بالقرآنيين ؟!!
فهل من هو ليس من أهل السنة والجماعة , وليس من الشيعة , وبالتالي ليس من القرآنيين , أو من السنيين له خانة يمكن أن يتم وضعه فيها سواء خانة الكفر أو خانة الإيمان ؟!!

وهل من هو خارج عن نطاق التشيع لمذهب أو فرقة أو طائفة كافر أو مرتد ؟ وعند من يكون كذلك ؟

هل من إجابة ؟!

محمود الزهيري







#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وصحيحه : من يمتلك صحيح الدين ؟!!
- خوف
- القتل المعنوي للآخر في المعتقد : بسمة موسي نموذجاً
- عقل
- الرسوم القضائية : خيار الدولة أم خيار ماقبل القبيلة ؟!!
- جميلة إسماعيل .. أيمن نور : الحرية لها ثمن
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 2 / 2
- العنصرية تجتاح المجتمع الإسرائيلي .. والعرب يزايدون !! 1 / 2
- الوطنية والملاذ الأخير
- سورية والبحث عن دور شرق أوسطي بديل!!
- الوهم وغياب العقل
- المسؤلية العقلية وأحداث غزة
- تصفية حماس أم تصفية القضية الفلسطينية ؟!!
- حماس .. بين توهم إنتصار الإيديولوجيا والإنتصار للمصلحة !!
- محمود الزهيري يحاور أمين المهدي 1
- محمود الزهيري يحاور أمين المهدي 2
- الديبلوماسية العربية والعدوان علي غزة
- من أنت ؟!!
- المجنون
- نهي رشدي وفضيحة مجتمع


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - القرآنيون