أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جميل السلحوت - التعذيب في العراق وغيره














المزيد.....

التعذيب في العراق وغيره


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 08:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بثت الفضائية اللبنانية LBC يوم الأربعاء 6-5-2009 في برنامج " أحمر بالخط العريض " مقابلة مع " عدنان " أحد ضباط الحرس الجمهوري العراقي في عهد الرئيس صدام حسين ، وتحدث فيها عن اعتقاله لمدة حوالي أربع سنوات ، وعن التعذيب الذي تعرض له هو وزملاؤه المعتقلون العراقيون على أيدي جنود الاحتلال الأمريكي، هذا التعذيب الذي يندى له جبين الانسانية ، ويشكل وصمة عار للرئيس الأمريكي المنصرف جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ولإدارته أيضاً .
فالضابط العراقي الذي أُقتحم بيته ليلة اعتقاله بطريقة وحشية ، أرعبت زوجته وأطفاله وجيرانه ، وصل مركز التحقيق ويده مكسورة نتيجة للضرب الوحشي الذي تعرض له. وتحدث الضابط العراقي عن أنواع من التعذيب ربما لا يستعمله الا من تخلوا عن انسانيتهم ، ومن أساليب هذا التعذيب عدا عن الضرب بالأيدي والعصى والركل بالأرجل ، وتقييد المعتقل عارياً معصوب العينين، ووضعه في درجة حرارة باردة قد تصل الى تحت الصفر ، وحشر ما بين عشرين الى ثلاثين معتقلاً عراة في غرفة واحدة، وتعرُّض المعتقلين الى الاغتصاب مرتين ، مرة باللواط ومرة بالتحرش الجنسي من قبل مجندات وجنود أمريكيين ، كما تحدث عن اطلاق الكلاب البوليسية لتنهش لحم المعتقلين ، وتحدث أيضاً عن اطلاق الرصاص على المعتقلين وقتل بعضهم واصابة البعض الآخر .
واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الرئيس الأمريكي المنصرف قد رفع شعار " تحرير " العراق من ديكتاتورية نظام صدام ، ومن أجل نشر الديمقراطية وحقوق الانسان، فإننا نرى أن أفعاله في العراق المحتل وفي أفغانستان المحتلة ، وفي دعمه للاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، ولحركات التمرد في السودان وغيرها إننا نرى ان " انجازات " هذا الرئيس تضعه في خانة مجرمي الحروب الذين يجب أن يقفوا أمام العدالة الدولية لينالوا العقاب الذي يستحقونه . فهو لم يكتفِ بتدمير العراق وتدمير منجزاته وإرثه الحضاري العريق ،بل إنه يتحمل مسؤولية قتل أكثر من مليون مدني عراقي ، وهومسؤول عن تيتيم ملايين الأطفال العراقيين ، ومسؤول عن آلام ملايين الآباء والأمهات الثكلى والنساء الأرامل ،وهو مسؤول عن تشريد أكثر من ربع الشعب العراقي خارج وطنهم، وكل هذه الجرائم تضاف الى معاناة مئات آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب الهمجي في العراق وفي غوانتنامو وغيرهما، والتي تترك آثارا لا تزول عن أجسام ونفسيات ضحاياها .
والعراق العظيم الذي يشكل منارة الحضارتين العربية والاسلامية قادر على اعادة بناء نفسه بسواعد الأشراف من أبنائه ، وهو في الوقت نفسه لن يغفر لمن دمروه وقتلوا شعبه ، ومجرمو الحروب هؤلاء لم يخجلوا من أنفسهم عندما كانوا يرفعون شعار " الديمقراطية وحقوق الانسان " ، فإذا كانت هذه الحرية التي يدعون اليها فمن حق المرء أن يتساءل عن فهمهم للظلم ؟ الذي يبدو أنه يصل الى درجة ابادة شعوب بأكملها .
لقد أحسنت ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما صنعا عندما أبدت رغبتها في فتح ملفات التعذيب والتجاوز في الاعتداءات على حقوق الانسان ، وتأكيدها أن لا أحد فوق القانون، واذا كنا نثق ونقدر مبادىء الدستور الأمريكي ، ونعلم أن أمريكا دولة قانون ، فإن من حق الشعب العراقي ، ومن حق كل ضحايا الرئيس السابق جورج دبليو بوش أن يروا كل من له علاقة أخلاقية أو قانونية أو تنفيذية بهذه الجرائم أمام العدالة الدولية لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من جرائم بحق الانسانية .
فالرئيس الأمريكي السابق المسؤول الأول عن تدمير العراق وأفغانستان واثارة الفتن في السودان والصومال وغيرها ، دعم المحتلين الاسرائيليين مادياً وعسكرياً وسياسياً بلا حدود لتثبيت احتلالهم للأراضي العربية ، بل انه وفي أواخر عهده ، زوّد الاسرائيليين بالقنابل الفسفورية الحارقة والمحرم استعمالها دولياً لحرق البشر والشجر والحجر في قطاع غزة في حرب اسرائيل الأخيرة على القطاع المنكوب .
وبما أن تعذيب الانسان لأخيه الانسان لأي سبب كان أمر مرفوض ومدان ، الا أن تعذيب المعتقلين العراقيين على أيدي جنود الاحتلال الأمريكي يفوق التصور ، وبهذا فإنه يستحق الادانة بشكل أكبر ، وهذه الادانة يجب أن تترجم الى فعل من خلال محاكمة كل من قام بها قولاً أو فعلاً أو تقريراً .
واذا ما تم ذلك وتم تطبيقه على مسؤولين أمريكيين سابقين فإنه سيشكل رادعاً لكل أنظمة الحكم في العالم اذا ما أراد أحدها ممارسة التعذيب بحق رعاياه أو رعايا الغير .





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان
- -السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
- ثقافة - العصرنة -
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
- السحر - حكاية شعبية
- أخلاقيات الحروب وجرائمها
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جميل السلحوت - التعذيب في العراق وغيره