أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محمد عبد القادر الفار - حق الحياة .. في لزوم ما لا يلزم














المزيد.....


حق الحياة .. في لزوم ما لا يلزم


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 09:03
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


الحديث عن حق كل إنسان في الحياة وعن مدى بشاعة الاعتقاد بشرعية القتل في أي حالة من الحالات قد يبدو للبعض ضرباً من التكرار الذي أصبحت تمجه الآذان، ويعود ذلك إلى المنطق الأخلاقي الممل في التعاطي مع المسألة عادة ،، ذلك المنطق الذي لا يمكن إيجاد أي نوع من الاتفاق بين الناس حول أي عنصر من عناصره،، وتبقى الأمور التي تكون فيها ( الأخلاق في الحكي هيي ذاتا ) خطوطاً عامة عريضة تبدأ حولها خلافات كبرى ما إن تقترب من التفصيل والتخصيص ،، لكن الانطلاق في مقاربة المسألة من طبيعة الإنسان نفسه ومن نزوعه نحو تحقيق وجوده وحريته لا يعود معه تناولها ضرباً من التكرار الممجوج أو محاولات إثبات الوجود "الراقي" بالدعوة إلى مثل وقيم لا تتحقق بمجرد الدعوة إليها،، ولا يعود مجرد ترف برجوازي ضروري لاكتمال صورة إنسان متحضر حريص على صورته كمنتم مخلص لقيم العالم المعاصر أكثر من تلك القيم نفسها إن وجدت ..

تشريع القتل هو أعتى أشكال السلطة ،، السلطة على الحياة ،، سلطة السادة على الناس إلى درجة يفقد فيها بعض الناس صوابه فينهش لحم غيره الذي يفوض بدوره "السيد" بالاقتصاص من ذلك المسيء،،، تفويض هو تحصيل حاصل ولا مناص منه من عبد ضعيف لسيده ل"عقاب" عبد آخر مسيء ،، استنجاد بالسيد المالك للحلول لفعل ما أصبح الضحية عاجزاً عن فعله ،، ولفعله بصورة أصبح يكفي لتبدو متحضرة أن تكون مرخصة ومشرعنة ومقننة ... القتل بقانون !

انظر كيف يتفاعل البشر من حولك -ممن خضعوا قلباً وقالباً لفكرة السلطة- مع قضايا الاغتصاب أو جرائم القتل البشعة التي تتحول إلى قضايا رأي عام،،، انظر كيف تنكشف لك دواخلهم المتعطشة لدماء القاتل أو المغتصب والمتبجحة بإنسانية مبتذلة كل غايتها ممارسة ساديتها على القاتل بحجة التعاطف مع ضحيته ،، نعم الناس مستعدة هنا للاحتشاد والتصفيق لحكم الإعدام والجعير فرحاً بقتله وربما رفس جثته وربما المطالبة بأخذ قرنيته مثلاً دون إذن منه …

لا معنى أصلاً للاستئذان لأخذ القرنية أو غيرها من الأعضاء من ميت،، عندما تكون في ذلك مصلحة لشخص حي ،،، ولكن طالما أنهم يستأذنون الجميع باستثناء ذلك “المجرم” الذي طمسوا إنسانيته واختزلوا كل وجوده في جريمته،،، فلك أن تستدل على حجم السادية التي تنتج كرد فعل على القهر .. والتي تحرك ذلك التعاطف العرمرمي،،

وهم بذلك يضعون العربة أمام الحصان ،،، دائماً يتنطعون لمحاكمة النتيجة ويتنصلون من دورهم في الوصول إليها،،، يبشرون بمثل وقيم مبتذلة فقط ليشعروا أمام أنفسهم بأنهم أصحاب مثل وقيم مع أنهم يعرفون بالتأكيد أن المثل التي يتحدثون عنها لا تنتشر بمجرد التبشير بها،، بل يكون الوصول إليها بتوفير البيئة المناسبة لها

ربما يدفعنا للتعاطف مع القاتل حس تعادلي ينشأ من الضغط الذي نشعر أنه يتعرض له في مقابل الضحية الذي ووري على الأقل باحترام،، وحظي من خلفه بعزاء لائق،، فيما ذهب القاتل إلى فنائه تلاحقه لعنات الشامتين (إلى الجحيم) أو (الموت الموت لك)... وفي لحظة التعاطف مع القاتل نتوحد معه ونضع أنفسنا مكانه بعد أن وقعت الجريمة وصار علينا أن نواجه نتائجها،، وقد يصعب علينا في نفس اللحظة استحضار الضحية والتوحد معه ومع ذويه،، وإذا فعلنا ننتقل فجأة إلى لحظة أخرى نرجح فيها كفة رغبتنا في عقاب القاتل و"الانتقام" منه ،، ويصعب على معظمنا أن يتوحد مع الطرفين في ذات اللحظة ،،، ولذلك قلت منذ البداية أن خطاب التعاطف والأهواء ليس الحل ولا هو الخطاب المطلوب ،، بل مقاربة الموضوع بمنطق الرغبة في التحرر ،، لنا .. ولسوانا

يجادل البعض بأن المناداة بإلغاء الإعدام هي مطلب ترفي يتجاوز أوضاع مجتمعاتنا وظروفها ومرحلتها،، وبأن هناك أموراً أخرى كثيرة أولى بالحديث عنها،، خاصة في دول يندر أن تصدر فيها أحكام بالإعدام ... وبأن الدول المتحضرة مثل الدول الاسكندنافية والتي ألغت الإعدام وتشهد معدلات جريمة منخفضة جداً هي مجتمعات بعيدة في مدى تطورها عن مجتمعاتنا... وبأن المناداة بإلغاء الإعدام هي في منزلة المطالبة بحقوق المثليين والمطالبة بالرفق بالحيوانات والحفاظ على البيئة وحقوق المرأة ...

والحقيقة أن إلغاء الإعدام وحقوق المرأة وحقوق المثليين والرفق بالحيوانات والبيئة ليست أموراً هايفة ولا يجب تجاهلها حتى في ظروف مواجهة إرهاب الدول والجماعات والأحلاف وابتزازها،،، ودرجة المناداة بها والاهتمام بها في أي وقت هي مقياس جيد لمدى الوعي الإنساني والذي وإن اقتصر على بعض الفئات -المرتاحة- فبمرافقته لمواجهة مشاريع الاستغلال والاحتلال والظلم هو دليل على نوع الحياة التي نطمح إليها عندما نرفع شعارات مثل التحرير والاستقلال وحتى المقاومة ...

ونحن إذ نطالب بإلغائها ،، لا نعلن قبولنا بأن للدولة الحق بمعاقبة الناس أصلاً ،، أو الحق في الوجود أصلاً ،، ولا بأن العقوبات دون الإعدام هي عادلة ،، ولا بأن وجود السجون والسجانين والشرطة والعسكر هي أمور نحن سعيدون بها ،،، ومع ذلك نطالب،، وننادي ... وفهمكم كافية

http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلمى (6) ... بعث
- عن السجون لإيما جولدمان
- موتيات 3
- موتيات 2
- موتيات 1
- أفران أولمرت
- بين تشرينين
- هل الأناركية عنيفة.. شعبوية.. ؟
- أممية الاتحادات الأناركية : النضال من أجل حركة أناركية عالمي ...
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- سلمى (5) ... عبادة
- ما هو الحب 2
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (4) و ...
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (3)
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (2)
- نعوم تشومسكي: عن الأناركية، الماركسية، وآمال المستقبل (1)
- ماذا لو لم تمر تلك الكذبة
- ما هو الحب
- لا مساومة على اللاعنف
- كروبوتكين : عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - محمد عبد القادر الفار - حق الحياة .. في لزوم ما لا يلزم