هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:17
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما تمر مناسبة إلا ونسمع الضجيج المزعج لسياسي عصر ديمقراطية الإنفلات أسامة النجيفي المصاب بأنفلوزا القومجية القاتلة ... ذلك المرض المزمن والذي أطاح أصلاً بمخترعيه ومبتكريه الذين اصيبوا بهذا الفايروس القاتل وانتهوا دون أن يحققوا طموح الرمزية– من الرمز- الذي كانوا يسعون وراءه ضاحكين على ذقون المساكين من أبناء شعوبهم الذين غدوا ضحايا المغامرات الطائشة الفارغة لقادتهم من القومجية الذين ما رموا إسرائيل في البحر في نهاية الستينيات من القرن المنصرم وما أحرقوها في بداية تسعينياته .
أسامة النجيفي بتصريحاته التي غدت مملة يسعى لإشعال حرب عرقية بين مكونين شقيقين في هذا البلد ( العرب والكرد) دون تبرير معقول ، فقد اعتنق هذا السياسي الحديث العهد فكرة القومجية الشوفينية والعنصرية بكل أعراضها المرضية معتقداً إن بمقدوره أن يظهر كقائد قومي يختزل في شخصه كل المكون العربي في العراق ، غير مدرك إن عصر هذا الطراز من القادة المغامرين والمغمورين قد إنتهى الى غير رجعة وانه لن يكون بمقدوره تحقيق ذاته كقائد للعروبة في العراق الجديد الجميل عراق كل المكونات والتلاوين والأطياف ... سيكون مخطئاً من يتصور ان العراق الجديد حقل خيول ويهدي ما يشاء من خيوله الى من يشاء في مسعى منه للتقرب والتزلف .
لم يشهد العراق طوال تاريخه حرباً عرقية بين العرب والكرد ومراهنة النجيفي ومن وراءه على حرب من هذا النمط هي مراهنة على حصان مكسورة الساق وهو الخبير بالخيول التي تدخل سباق المراهنات ، لكن فقط هنا تسقط خبرته وسيخسر الرهان وسيخسر الذين يطبلون ويزمرون ويراهنون على هكذا حرب لضمان بقائهم على كراسي السلطة التي لن تدوم لأحد بعد اليوم في بغداد الجميلة التي مازالت خراباً بفضل انهماكهم في معمعة البقاء والذين بدؤوا يغيرون خطابهم من ديني الى قومي في مسعى مكشوف لكسب الأصوات .
تصريحات النجيفي المثيرة للشك والريبة دائماً غدت ككليب فاشل يبث يوماً فينساه الجمهور بعد يوم ، من الخطأ الفادح أن يتوهم النجيفي في انه القادر على خلق الفجوة بين العرب والكرد سواء في نينوى او غيرها من المناطق ، من الأولى به كبرلماني أن يتحدث عن معاناة أهالي الموصل ووضع مدينتهم الخدمي والبطالة فيها والإرهاب المستمر فيها ، وليس من واجبه الخوض في المعادلات السياسية ، ولن يكون بمقدوره أن يكون سياسياً ، ويفترض به أن يعيد النظر في حساباته كبرلماني يمثل أهل الموصل لا أن يورطهم في حرب ونزيف دم لا مبرر له ، فكل المشاكل تحل بالحوار الهاديء والعراق بيت واحد وكل المشاكل هي مشاكل عائلة واحدة بين الأشقاء...كما ويفترض به إعادة النظر في خطابه القومجي الزائف والمخادع أولاً ومن ثم الزائف.
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟