أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - ماكو حكومة نشتكي على البق














المزيد.....

ماكو حكومة نشتكي على البق


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما يتذكره أطفال العراق في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت السلطة الملكية آخذة بخناق العراقيين الأهزوجة الشعبية التي كنا نرددها نحن أطفال ذلك الزمان عندما كنا دون العاشرة أو فوقها بقليل احتجاجا على السلطة الملكية التي لا تقوم بمهامها في مكافحة الحشرات الطيارة التي كانت تلسع جلودنا وتمتص دمائنا وتودي بنا إلى الأمراض المختلفة والسهر المتواصل بسبب لسع الحشرات المؤذي فكنا نطوف الشوارع والأزقة نردد أهزوجتنا الغاضبة:
ماكو حكومة نشتكي على البك والبك ماذينا
مكرص ........
وكان لتلك المعارضة الطفولية أثارها إذ سرعان ما تقوم السلطة بإرسال ما يلزم لرش المبيدات والقضاء على الحشرات.
وفي السياق ذاته أتذكر حكاية لها نصيبها من الصحة فقد ذكر أن المقبور نوري السعيد زار القطعات العسكرية في أج ثري،والتقى بمراتبها وطلب عرض شكاواهم فطلب منه أحد الجنود مكافحة الحشرات(البق والحرمس) الذي حرمهم النوم،فوعده الباشا خيرا وبعد انتهاء اللقاء التقى بآمر اللواء وطلب منه تكليف جنوده بالأعمال الشاقة التي تزيد يوميا على الثمانية عشر ساعة في عمل متواصل تتخلله أوقات قصيرة لتناول الطعام فكان الجنود لشدة التعب والإرهاق ينامون بعد انتهاء العمل نوم الموتى لما نالوه في يومهم من تعب وإرهاق ولم يشعروا بلسع الحشرات،وسافر الباشا إلى عاصمة ملكه ليعود بعد شهر في زيارة خاطفة التقى خلالها بمراتب اللواء وسألهم عن حالهم وهل لا زال البق يؤذيهم فشكره الجنود على مكافحته لهذه الحشرة !!!!!!.
ويبدو أن الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الزراعة لا تعير بالا لما يعاني منه المواطن ولا تحركها الأهازيج أو الشكاوى لتأخذ الأجراء المناسب لمكافحة الحشرات ولا تمتلك عقلية كعقلية الباشا للتخلص من أمثال هذه المواقف لأن باشاواتها الجدد والممسكين بزمامها لا يعرفون الزراعة أو مكافحة الآفات بل يمهرون في تصيد الفرص في الايفادات والسفر إلى دول العالم وتوقيع الاتفاقات والتصريحات التي ازدحمت بها الصحف المحلية دون أن نرى عملا حكيما على الأرض فلا زال العراق العظيم صاحب التاريخ الزراعي الذي جعل المؤرخين يطلقون عليه بلد السواد لخضرة أرضه يعاني من مشاكل حادة في الجانب الزراعي ويستورد الفواكه والخضر والمنتجات الزراعية ومبيداتها من خارج العراق وتحولت أرضه الخصبة إلى أراض سبخة لا تصلح إلا لإقامة المعامل والمنشأآت للمستثمرين الأجانب الذي يخططون بالتوافق مع الزراعة العراقية على موات الأرض حتى يضطر الفلاح العراقي لبيعها إلى الوافدين من وراء الحدود ليعود العراق إلى حاضنة الاستعمار الاقتصادي الجديد ويتناهب أرضه الأجانب باستثماراتهم التي تمهد لها الخطط الاقتصادية التي تسير عليها الحكومة العراقية منذ سنوات.
إن المتابع للشأن الزراعي سيأخذه العجب أمام التصريحات الكثيرة للمسئولين عن الزراعة والمشاريع التي قاموا بها والمساعدات التي قدموها للفلاح العراقي ولكنها في الحقيقة كانت مشاريع إعلامية فقط دون أن يكون لها نصيب في الواقع،والوزراء الذين تعاقبوا على أدارة الزراعة لم يقدموا شيئا ملموسا للفلاح العراقي بل عملوا بكل حمية ونشاط لإنهاء الزراعة والقضاء عليها لتحقيق أجندات خارجية معروفة تهدف لتدمير الاقتصاد العراقي والسيطرة على أراضيه،وإعادة العراقيين إلى المربع الأول ليعود زمن السادة والعبيد من جديد دون أن نرى أي تحرك للقوى الوطنية التي تزدحم بها الساحة العراقية لوقوفهم متفرجين على ما يجري وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد ولم نسمع صوتا لنوابنا البواسل للدفاع عن مستقبل الفلاح العراقي وإعادة بناء الاقتصاد الوطني المنهار وخصوصا بعد التسريبات الإعلامية عن التعاقد مع بعض الدول لاستيراد العمالة الأجنبية وخصوصا في المجال الزراعي.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر أبو قمر سيرة حافلة بالعطاء
- بعيدا عن السياسة
- توجهات قائمة نينوى محاولة لتأجيج الصراع القومي
- أشتعل سوسه
- تكفير الشيوعيين مهزلة
- هيمنة الحكومة على منظمات المجتمع المدني دكتاتورية سافرة
- مع الدكتور كاظم حبيب في الموقف من البعثيين
- ألي أين وصل الفساد
- لا تهاون مع البعث أيها الشيوعيون
- الحزب الشيوعي العراقي يسعى إلى تغيير نهجه
- ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني
- هي العايلة وهي التجور
- هل هي مصالحة أم مناكحة
- كامل شياع ....الدم المضاع
- المفوضية المستغلة للأنتخابات!!!!
- إلى الناشطات الديمقراطيات في مجال المرأة
- تمثيل المرأة لا يتحقق بالكوتا
- (أبو الهول في بغداد)
- جريدة صوت الفرات ...
- بالغار ورجلك تومي أعليه


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - ماكو حكومة نشتكي على البق