أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جهاد نصره - عن جدوى الكتابة














المزيد.....

عن جدوى الكتابة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا أعرف بالضبط لماذا يظلُّ معظم الكتاب يتهربون من مصطلحات بعينها فأنا مثلاً كنت حتى وقت قريب لا أقرُّ بشيء اسمه يأس، أو إحباط، أو اللاجدوى مما نكتبه.. وكنت كثيراً ما أناور على نفسي المترّهلة من كثرة الاحباطات، والخيبات باصطناع تفاؤل وهمي تارةً، وباللجوء إلى الكتابة الساخرة تارةً أخرى.. مع إدراكي أن ما أكتبه، وما يكتبه غيري أيضاً لا يتعدى عدداً محدوداً من النخبة و لكن سرعان ما يعيدني مشهدٌ اجتماعيٌ واحدٌ إلى الحقيقة التي أناور هرباً من الإقرار بها..!إنها حالة شللٍ دماغي كامل، بل هو إذا ما أردنا الدقة موت معلن من خلال الهوان والصمت الجبان..! وإلا ماذا يمكن أن نسمي حالة الناس من حولنا بعيداً عن اجترار التحليلات، والتنظيرات الممّلة و التي نسبح في بحرها منذ ما بعد سايكس بيكو حتى اليوم..أيُّ حقلٍ هذا الذي نحرث فيه إذا كان رجلٌ متخلفٌ معممٌ- على سبيل المثال لا الحصر- يحرّك الآلاف من الناس بخطبة ( مقالة ) صغيرة تنضح بعبق الجهل والزمن الغابر في حين تجد أحزاب معمّرة إلى درجة الشيخوخة نفسها في مقاعد المتفرجين..!ثم إنك تجد تلك الآلاف يندفعون إلى الموت في سبيل لا شئ حقيقة الأمر لأنَّ الوهم عمره يزيد على ألف وخمسمائة عام وواضحٌ أنهالم تكف لتنظيف الرؤوس من الشوائب التي تحجبها عن الشمس..! وإذا ما كان المجتمع على هذه الحالة فمن أيِّ رحمٍ يولد التفاؤل..!؟ وربما يسأل المرء نفسه في لحظة اليأس المطبق: وهل يحتاج الناس لمن يكتب لهم عن أشياء يرونها، ويلمسونها، ويعيشون في كنفها لا بل يتكلمون عن تفاصيلها همساً خلف جدران منازلهم..؟ ولكن مهلاً نحن لا نتكلم عن الكتابة في كلِّ زمان ومكان.. إنما نخّص واقع المجتمعات التي ابتليت بأنظمة أحزاب، وأحزاب أنظمة، احتكرت كلَّ شئٍ حتى أوصلت شعوبها بنجاحٍ سافرٍ _ وهو من بين النجاحات المحدودة التي تسجل في تاريخها_ إلى هذه الوضعِّيات التي نتكلم عنها، وعن وضع الكتابة والقراءة فيها.. نعم كلها مسائل باتت معروفة بتفاصيلها لكنها تستدعي الاستمرار في طرحها طالما بقيت هذه المجتمعات رهينة المشيئة السلطوية عسى أن تسقط آخر ورقة توت من الأوراق التي تستر عورتها..وأعتقد أنَّ ما جاء في بداية هذا المقال اليائس أصبح بعد هذا التحديد مبرراً بعض الشيء إذ لا يصح أن نحكم على النتائج إلا في ضوء المقدمات والأسباب، فالمجتمع الذي تحكمه سلطة تحتكر الإعلام لمدة أربعين سنة لا يمكن أن نستغرب عدم وجود رأي عام فيه وبالتالي يصبح واضحاً تحوّله إلى مجتمعٍ يجافي القراءة، لا بل يكرهها بعد معاناته الطويلة مع إعلامٍ تضليليٍ يقلب الحقائق إلى عكسها..!ويصبح أيضاً بالإمكان تفسير مسألة أن يتمكن إعلام آخر من تحشيد الناس حتى ولو كان إعلام الشيخ المعمم _ التضليلي هو الآخر_ لكنه المنسجم مع السوية الحضارية المتدنية التي تحكمها الغيبيات، والشعوزات وهى الوجه الآخر لغيبيات، وشعوزات السلطة الثورية المعممة جزئياً..!
في مثل هذا الوضع تحديداً، يصبح السؤال عن جدوى الكتابة مشروعاً، و تصبح متوقعة حالات اليأس، والإحباط، وفقدان الأمل : ولكن كيف يكون شكل الأمل في نفقٍ مظلمٍ تحرس مدخله ميليشيات الأجهزة وتنتظرك عند نهايته المفترضة ميليشيات العمائم التي تنتجها بالضرورة أنظمة من هذا النوع…..؟
فليهنأ أطباء الأمراض العصبية والنفسية التي تشهد عياداتهم ازدهاراً ما بعده ازدهار..!
17/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء
- الحرية أولاً وثانياً وأخيراً
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة والقومجيي ...
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جهاد نصره - عن جدوى الكتابة