أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل داود - مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية














المزيد.....

مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية


كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)


الحوار المتمدن-العدد: 2643 - 2009 / 5 / 11 - 08:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



(إننا عندما نريد الصلاة نتوجه صوب مكة، وعندما أردت بناء بلادي توجهت صوب اليابان.)
مهاتير محمد- رئيس وزراء ماليزيا السابق

ان هذه الورقة بأقسامها الاربعة ما هي الا محاولة للتحري عن فاعلية الحراك الاقتصادي في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها في عام 1921 بافتراضه محورا من محاور الهوية الوطنية والحاضن للكثير من الانتماءات الإثنية والعرقية .
القسم الاول
تمهيد

لا بد لنا من الإقرار مقدما إن مفهوم الهوية لا زال أسير الضبابية والإبهام و قد أصبح من الصعوبة بمكان أن نجد تعريفا محدداً لهذا المفهوم في خضم هذه الحزمة من المفاهيم المعاصرة التي طفحت على سطح الخطاب السياسي النخبوي ، ولعل مرد هذا الاستعصاء على الوضوح هو نجاح مفهوم الهوية في الانتشار السريع وذيوعه اللافت سواء على الْسِنة السياسيين أو أقلام المشتغلين في الاجتماع السياسي ، حيث إن اتساع دائرة التداول للمفاهيم لا يزيدها إلا غموضا والتباسا و يكاد هذا القول أن ينطبق على معظم فروع المعرفة .
وان الذي زاد الأمر تعقيدا تداخل مفهوم الهوية بقوة مع مفاهيم أخرى مثل المواطنة أو الولاء حتى أوشكت أن تتبادل مواقعها عند الكثير من الذين يتداولونه
فلو اُريد التنقيب عن هذا المفهوم في مظانه ، لوجِد انه لا يعدو أن يكون مصطلحا غربيا كالعادة ، وانه قد ظهر في الستينات من القرن الماضي، و في الولايات المتحدة تحديدا ، حيث انحصر استخدامه في طرح مشكلة الأقليات، أما المصطلح العربي فيشير الى مدلول اقرب الى الفلسفة منه الى علم الاجتماع ففي كتابه "التعريفات" يُعَرِّفُ الجرجاني الهُوِيَّةَ بأنها: "الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق إشتمال النُّواة على الشجرة في الغيب المطلق" فمن السهل ان تشم رائحة الفلسفة في هذا التعريف سيما ان الهوية (تلفظ عند الاقدمين مضمومة ) وعليه يمكن القول ان اشتقاقها عندهم من الضمير ( هو ) ، في حين ان المصطلح الحديث ينتمي الى علم الاجتماع ويكاد اشتقاقه اللغوي يقترب من( الهوى) او الانتماء الذي ممكن ان يتحول الى ادراك متعمق للوجود يجعل العلاقة مع الآخرين متكاملة.وعند مقارنتها بمفهوم المواطنة ، كما يخلط البعض بين المفهومين ، نرى ان المواطنة تحدد كنه الرابطة بين الدولة والفرد وهي دالة قانونية تبنى على منظومة الحقوق المدنية والسياسية ،الأساسي منها والمكتسب ، فضلا عن الواجبات التي تحددهما القوانين الأساسية للدولة، وان مفهوم المواطنة ينبثق من الوطن كرابط جغرافي أما الهوية فتكون اقرب إلى التاريخ ، والهوية ممكن أن تتسامى وتتحول إلى مواطنة وحينئذٍ تكون الأساس لبناء الدولة الحديثة .فالمواطنة تتعدى كل الهويات الفرعية الأخرى وهي هوية كبرى وانتماء موضوعي للدولة الحاضنة للجماعات المتشاركة في جغرافية الوطن .
ان الهوية ممكن ان تكون دافعا للرفاه تمنح حامليها دفء الانتماء للجماعة وتمدها بالتضامن والاستقرار، ولكن عندما تضيق محدداتهها وتختزل القواسم المشتركة، تتحول الى مصدر للترويع والعنف حينها يكون التفرد مدخلاً لتعاطي فن الكراهية وامحاء الاخرين (ينظر :الهوية والعنف – امارتيا صن)
ويبدو ان الاهتمام بالهوية الوطنية العراقية قد فرض نفسه كناتج عرضي لسقوط الدكتاتورية وهروع الهويات الفرعية بقفزة واسعة الى الوراء بما يناهز قرن من تاريخ العراق المعاصر وعكوف مدّعي زعامة هذه الهويات على مراجعة العقد الاجتماعي الذي تشكلت به الدولة العراقية عام 1921ومن ثم بعثرة حبات هذا العقد و التزاحم على لظمها بخيط من غزل آخر يقوى على تحمل الشد بأيدي متعاطي السياسة في الموزائيك العراقي.
ان ذلك التنازع لم يلد ذلك سوى الاختلال في مسار الهوية الوطنية وتمظهره بالانكفاء على الولاءات الصغيرة والحاضنات الفرعية والجنوح بدفة الانتماء صوب الصراع على عملية توزيع المواقع السياسية والاجتماعية والاحتكام إلى المحاصصة على وفق تلك الولاءات الأمر الذي يكرس عوامل التقسيم والاحتماء بالعصبيات النكوصية .
لا ريب إن الدولة المدنية الحديثة بمختلف مؤسساتها الوطنية تمتلك القدرة على تفكيك منظومة الولاءات الجزئية والارتقاء بها إلى أفق أوسع من غير أن تلغيها بالقسر والإكراه ومن غير ان ترمي مواطنيها في أتون الضياع والاغتراب، والحالة هذه يسهل استهدافهم من قبل (دوقات) الطوائف وتجييشهم في تحقيق أهداف ذاتية غالبا ما تكون مصدرا لتهديد السلم الأهلي وتقويض بناء المواطنة و الدولة برمتها والحيلولة دون قيامها بأهم واجب من واجباتها وهو ولا ريب إدارة الفعاليات الاقتصادية والاستفادة من الموارد والطاقات وإيجاد الفائض الاقتصادي المطلوب في تذليل المشكلة الاقتصادية وإعادة بناء العلاقات الإنتاجية المؤدية للعدالة الاجتماعية من خلال تحقيق أقصى ناتج إجمالي .
فلا بد للدولة أن تضع نصب أعينها كل ما يبعث على التوازن والاستقرار في المجتمع والذي بدوره يكون قاعدة لتطوير الإنتاج وخلق حالة من النمو والتكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة مما ينعكس على زيادة الإنتاج الاجتماعي وانتعاش المواطنة السليمة لتكون الأساس المتين لصنع المنجز الحضاري وهنا تكون العلاقات الإنتاجية هي جوهر الحركة الاجتماعية المجسدة لهوية الجماعة الوطنية .




#كامل_داود (هاشتاغ)       رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة تحت قوائم المرشحين
- مقاربةالى مفهوم الهوية الوطنية
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري - القسم السابع - الخلاص ...
- الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم السادس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم الخامس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري/ القسم الثالث/أثنوغرافي ...
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري 1-2
- هل إن القوى الديمقراطية هي البديل الموضوعي؟
- غريبان على الخليج
- عرقوب وعيار الملح
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين (القسم الاول ...
- قيامة كزار حنتوش
- المجتمع المدني في العراق الجذور وافاق المستقبل
- عبد الكريم قاسم....... مشروع رجل دولة


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل داود - مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية