|
الزجال المغربي حميد تهنية يطلق زفرات أحزانه - نوار الظلمة-
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:36
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر حديثا بفاس أول ديوان زجلي للزجال المغربي حميد تهنية تحت عنوان" نوار الظلمة"" يتألف الديوان من مقدمة وثلاث إضاءات ، تليها سربة من 32 قصيدة زجلية مطلعها قصيدة تحمل اسم الديوان . وتأتي عناية المؤلف بـفن "الزجل " بالنظر لما له من قيمة فنية وجمالية داخل انشغالاته الإبداعية والفنية كما في العمل الإبداعي بشكل عام من جهة، ولما تمنحه تجربة حميد تهنية المتعددة الاهتمامات وهو الأستاذ والفنان والصحافي من إمكانيات واسعة لتمثل هذا المكون الإبداعي وتجلية دلالاته وأبعاده، من جهة ثانية. يقول الناقد الأدبي د محمد رمصيص في تقديمه لهذا الديوان:اشتغل الشاعر حميد تهنية في ديوانه البكر على تيمات في غايات التنوع والثراء..تراوحت بين قيمة الكتابة كموضوع للتأمل( نص سلام الله عليك) وموضوعة رثاء الوضع المترهل للأمة العربية لما أصابها من وهن جراء انشغالها بالجزئيات ( نص ما هزك ريح) فضلا عن غرض الغزل حيث لوعة الفراق وغبطة اللقاء تؤجج الأحاسيس وفورة الوجدان ( نص ريم) . لذلك نجد الزجال حميد تهنية متلبسا بحس فني ثاقب،وهو يقارب أهم تيمات ومحاور انشغال الذات العربية ، وهو قلق يستشعره في مناولاته وانشغالاته في مجال الصحافة والإعلام ، ولا يختلف اثنان في ما لبلاغة وجمالية الزجل في روبيرتوار الأدب المغربي ، وقدرته الفائقة على الوصف والرصد، وسبر أغوار وأسرار الأمكنة والفضاءات التي يراودها. المنحى نفسه يفصله ويجلوه الزجال المغربي والباحث في التراث محمد الراشق ، بشعرية ومنهجية وبكتابة نقدية تأملية رصينة لا تخلو بدورها من جمالية ورصد موضوعي ، حيث يقيم مسار المبدع تهنية في إضاءة تمهيدية تحت عنوان " حول تجربة الزجال حميد تهنية ملامح التجريب والتطور" قائلا " وان كنا نؤمن بتعددية أنواع الزجل المغربي ، إلا أننا نؤكد على مسار القصيدة الزجلية الحديثة التي أصبحت لها مواصفاتها ومختبرها وإشكالاتها وهواجسها ومتعتها" إلى أن يضيف وان القصيدة الزجلية الحديثة قد قطعت أشواطا هامة خلال مسيرتها القصيرة "حوالي 3عقود" كما قطعت نهائيا يضيف الراشق مع حقبة البالونات الإيديولوجية والموضوعات النمطية المحددة ،وهي دعوة صريحة من الناقد كي تلج القصيدة الزجلية مرحلة البحث في أعماق النفس، وتمارس كقلق وكهم منفتحة على الذات وعلى قضايا الإنسان الكبرى وتحمل عمقا ورؤى متنورة ومتجددة". وهو هنا يرصد بعين الناقد المتمرس مسار الزجل المغربي في تموجاته وانكساراته ، كما عايشها الراشق وتشربها كزجال وباحث في التراث منذ النشأة حتى الفصام. الزجال المبدع حميد تهنية يعي جيدا كل هذه القضايا ، وهو بالذات ما ترجمه في ديوانه ضمن قاموس متفرد من الصور والمعاني التي تقطر إبداعا وميازة ، وما يستنشقه القارئ المغربي دون شك في تفاعله مع اجتراحات الشاعر وتماهيه الفوار مع قضايا تشغل باله وتلهب وجدانه ، كما ترهن تاريخ راكد لأمة بكاملها مقابل أفق بلا ملامح و مستقبل مجنون، فاجتراح عناوين ملهبة مثل : نوار الظلمة/عايشة ب حرية/ضيف لقصيدة/عشتار/نور أنت/حرف الليف/ريم/الشوافة/ياروح/دارنا البيضة/ماهزك ريح/هاجت لفكار/جراح لجراح/طيالله/رفيق/ليغارة/نسمة/لشهاد/شعتاله/آية/لمقطر من عيني/عليك سلام الله/فاس/قلب الضاد/شيخ لقريحة/لحلام القابلة/الظل الهارب/مجنون لمدينة/خراص غزة/زفرة لحزان. جعل معظم قصائد الديوان" ترتاب من اطمئنان زائف ، من هنا تحديدا يحلم تهنية ، ويصدح بالأفضل مشددا على اعتبار كتابة الشعر حلم ، " شأنها في ذلك شان خلق العالم الذي ولد أول مرة في أزمنة الحلم".هي ثنائيات برع الزجال في إلباسها صورة تمور عشقا وتفيض وجدانا ، أراد لها تهنية بركانا نشيطا لا تخمد لافته في إنتاج المعنى والدلالة. فثنائية الليل والنهار الأنوار والظلام ، النجوم والعتمة موجودة في الديوان كدلالة صدامية أزلية، مما يؤكد قلق الذات الفنان من استمرار الواقع كماهو .بدل رغبته الأزلية في القائمة على التغيير كشرط لبناء الإنسان. وتكاد كلمة "نوار" في اشتقاقاتها اللغوية تؤثث كل قصيدة ، كما لو ان الشاعر يدرك حيثيات المشهد الزجلي لغويا ، ذلك أن نطق الكسرة فتحة او تسكين اللام بدل نصبه يعتبر خطئا جسيما يخل بالمعنى ويربك الصورة التي يريدها تهنية بليغة ومؤثرة بحمولتها الوجدانية التي تمثلها بروح ونفس شفيف مرهف ، لذلك ، بذل الزجال جهدا كبيرا في ضبط قصائده بالشكل التام حتى لا ينزاح المعنى وهو الحريص على الانسجام والتناغم في البناء الفني للقصيدة كانت زجلية أو غيرها . يقول الشاعر في قصيدة ضيف لقصيدة" النسر الجوال عانق شهادة ياهلي ضربوالسايب يخاف المربوط ماسكاد النوم يعانق لوسادة وخيط الروح من ليعت لمصايب ص 21
هي تجربة زجلية متفردة في ريبيرتوار الزجل المغربي يقول محمد الدرهم عضو مجموعة جيل جيلالة سابقا" لأن الإبداع ذوق وحرية وانطلاق موصيا المبدع بمواصلة مسيرته ورحلة الإبحار في خضم كتابة الزجل مضيف في شهادته دونها على ظهر غلاف الديوان " لست أهلا ولا كفؤا أن أتبوأ مقعد تقييم تجربتك الزجلية المتفردة ،لكني أوصيك بمواصلة رحلة الإبحار في خضم كتاباتك الزجلية ولتخض لجج خيالك فلن تجد والله اللؤلؤ إلا في أعماق ذلك". مادا من سروت تحت لبرادع تخفي ف عيونها..نوار الظلمة الجوع ف كنانها سرى سبابو كسرة مكشرة حلفت ل الظلم ماتخالف نطق لكلام بيه تاقت بدلت لرسام ما ارتاحت تعد الخطوة ظروف ليام.ص17 "نوار الظلمة" باكورة الإنتاج الأدبي للفنان والصحافي حميد تهنية صدر في 88 صفحة من القطع المتوسط عن مطبعة انفو برانت في لوحة للفنان التشكيلي محمد فيلالي فكير.
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حميرنا
-
من انشغالات المنتدى الجهوي للمبادرات البيئية بفاس وانتظاراته
-
أصغر بائع متجول في فاس عمره 4أعوام ونصف
-
عبئا زادتني القريحة- أو حكاية العين التي تروي ما يدور في الر
...
-
الاعلام الجهوي بفاس المغربية يحتفي بكتابه ومراسليه
-
ثلاث كتب لكل مليون عربي ..لنتأمل هول الفاجعة
-
أريد أن أرى ليلى - من صميم الواقع -
-
الإعلامي المغربي محمد بوهلال في حوار نوستالجي شفيف
-
ماذا لو صافح أنور الملك ؟
-
مسلسل البدونة بفاس المغربية يمر إلى السرعة القصوى
-
حادثة الكلم 9 -قصة من صميم الواقع -
-
داء السكري بالمغرب الراهن والتنبؤات في ندولة تواصلية بفاس ال
...
-
أكاديمية جهة فاس بولمان الثانية وطنيا من حيث الاستحقاق والتف
...
-
الانترنيت العربي بعيدا عن العلم ..قريبا من الجنس
-
بناء الوعي وتوجيه الرأي العام في العالم العربي والتأثير المب
...
-
تأملات في جسد-الإشاعة الصحفية - أو عندما تلبس الإشاعة ثوب ال
...
-
إنهم يغشون يا جلالة الملك ، كانت تغوص في الشارع العام ، وأصب
...
-
توقفت الدراسة بفاس لفترة تضامنا مع غزة .. ولم يتوقف الإبداع
...
-
القصيدة العمودية قصيدة لكل الأزمنة حوار كاشف مع شاعر شفيف اس
...
-
الانترنيت .. من أجل نصرة غزة وإرساء ثقافة الاحتجاج الواعي لد
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|