حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 09:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كان حل الجيش العراقي والشرطة العراقية اضافة الى الغاء الدولة العراقية من اهم مستلزمات تحويل العراق الى مستعمرة مباشرة. فقرار مجلس الامن لا يكفي بحد ذاته لتحقيق هذا التحويل. فالتحويل يجب ان يتم عمليا على ارض العراق اذ من الضروري ان يصبح العراق بلا دولة، بلا جيش، وبلا شرطة لكي يمكن جعله مستعمرة اميركية بريطانية مباشرة. وقد حقق المحتلون الاميركيون ذلك بحل الجيش العراقي والشرطة العراقية. ولو انهم اعترفوا بعد ذلك رياء بان الحل كان خطأ ووعدوا بانشاء جيش جديد وشرطة جديدة بدلا من ان يصلحوا الخطأ ويبطلوا الالغاء الخاطئ ويعيدوا كيان الجيش العراقي المحلول.
وكما استطاع المحتلون الاميركيون والبريطانيون ان يجدوا عملاء سياسيين اميركيين وبريطانيين يجيدون الكلام بلهجة عراقية ارادوا ان يجدوا شرطة وجيشا من شرطة وجنود اميركيين وبريطانيين يتدربون تحت قيادة اميركية وبريطانية ويتلقون رواتبهم من المحتلين ويسيرون تحت قيادة أميركية بريطانية ويجيدون الكلام بلهجة عراقية. انهم يريدون شرطة وجيشا مرتزقة يطلق عليهم اسم شرطة عراقية وجيش عراقي ليقدموهم في الصفوف الامامية في الحرب ضد الشعب العراقي وليكونوا درعا واقيا لجيوشهم في هذه الحرب.
ويبدو ان المحتلين نجحوا في ايجاد شرطة من هذا النوع شاركتهم في محاربة المقاومين للاحتلال وكذلك دربوا جيشا من هذا النوع. وحين حاولوا لاول مرة ان يوجهوا هذا الجيش لمحاربة العراقيين في الفلوجة، اعلن الفيلق السادس انه ليس جيشا لمقاتلة العراقيين بل لحمايتهم. ان موقفهم هذا يتطلب شجاعة بطولية. فتحية لهم ونتمنى ان يقتفي اثرهم كل الشرطة والجيش الذين يراد منهم ان يكونوا مرتزقة ضد الشعب العراقي.
وتجاه موقف هذا الفيلق البطولي لم يجد المحتلون الاميركيون والبريطانيون سوى الاتجاه نحو قادة الجيش العراقي في عهد صدام لعلهم يجدون بينهم من يوافقهم على العمل ماجورين للمحتلين. وارجو الا يتخلى مثل هؤلاء القادة عن شرفهم العسكري ليصبحوا عملاء ضد شعبهم.
حسقيل قوجمان
١٧ نيسان ٢٠٠٤
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟