أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق















المزيد.....

كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 10:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد بدأت الحرب الحقيقية في العراق مع بدأ العد التنازلي لانتقال السلطة إلى الشعب العراقي ليحكم نفسه بنفسه بعد أن بقي محكوما من قبل الآخرين لفترة تزيد على ألف عام تقريبا، هكذا يبدوا المشهد العراقي اليوم. أن يحكم الشعب العراقي بنفسه، ربما ستكون الفرصة الأخيرة التي ينوي الكثيرين تضييعها على هذا الشعب المظلوم، فالبعث الذي استأثر بالسلطة وحكم الناس بالنار والحديد ومارس خلالها أبشع أنواع القهر والتنكيل والتشريد، وكل أنواع القهر، مازال عازما على العودة بأي ثمن كان حتى ولو كان الثمن هو حياة الشعب العراقي أجمعه. بذات الوقت وكنتيجة للوضع الهش في العراق حاليا، وجدت دول الجوار، خصوصا إيران فرصتها لأن تصدر نظامها الشمولي ألكابوسي للعراق وأن يستمر حكمه من قبل جهات من غير العراقيين من جديد، هذا إذا اعتبرنا نظام البعث كان نظاما عراقيا.

يصطف اليوم عدد من المليشيات المختلفة والمتضاربة بالآراء والانتماءات وإن اتفقت اليوم على أمر ما وهو الوقوف صفا واحدا لإجهاض العملية الديمقراطية في العراق مدعية بذلك الوقوف بوجه سلطة الاحتلال. إلى جانب تلك المليشيات تقف أخرى بالضد منها تناضل من أجل إقامة نظام ديمقراطي. إن الحديث عن ثلاثين مليشيا مختلفة في العراق أمر يثير الرعب في النفوس عدا عن إنه غير دقيق وينقصه التحليل العلمي لما هو خبيث منها وما هو حميد، على الأقل في الوقت الحالي. القول إن الشيء يحمل بداخله نقيضه صحيح دائما، ويصح أيضا مع هذه المليشيات وكيفية التعامل معها، وذلك بمعرفتها كل حدة من خلال مؤسسيها وبرامجها السياسية. فإن تجربتنا مع البعث يوم سقوط نظامه الكريه نستفيد منها بعض الشيء، فقد شكل البعثيون ما يزيد على الثمانين حزبا ومنظمة كلها بعثية سواء العناصر التي تديرها أو الأهداف التي تحملها، فهل باستطاعة البعث لوحده أن يشكل ثمانين حزبا حقا؟ ما يهمنا من هذه التجربة، إن هذه الأحزاب تتشكل من بضعة عشرات من الأعضاء وليس لها وزن حقيقي على الساحة السياسية بالرغم من الدعم الإعلامي لها من قبل الفضائيات العربية بشكل مطلق. الكثير من هذه المليشيات يشبه كثيرا أحزاب البعث الجديدة، ومنها ما هو بعثي بالفعل. المنظمات والمليشيا اليوم في العراق من عدة أنواع مهما كثر عددها، وسنحاول التعرف على أهم أنواعها لكي نرى من هي التي يمكن الاستفادة منها ومن تلك التي تهدف إلى إجهاض المشروع العراقي لبناء مجتمع ديمقراطي، لذا وجب تفتيتها والقضاء عليها.

صحيح إن وجود الفرقاء من المليشيات نذير حرب أهلية ويوفر الأرضية القوية لها، ولكن بذات الوقت، لا يمكن ترك الساحة فقط لمن لهم مشاريع تخدم دول الجوار ومشاريع لأنظمة شمولية في العراق. فلا يمكنا أن نعتبر المليشيات الكوردية من النوع الخبث بأي حال من الأحوال، ولا مليشيا فيلق بدر ولا مليشيا الأحزاب المنخرطة في العملية الديمقراطية من خلال مجلس الحكم. إن عدد الأفراد المنخرطين بهذه المليشيات مجتمعة قد يصل إلى ما يزيد على مئة وعشرين ألفا من المقاتلين، وهم من مشارب وأطياف مختلفة من العراق، فيهم العربي الكوردي والتركماني وفيهم القومي واليساري والمتدين والعلماني الليبرالي هذا بالإضافة إلى عدد كبير من العشائر العراقية مستعدة للدفاع عن العملية الديمقراطية في العراق والدفاع عن وحدته. من جانب آخر هناك المليشيات وتعد بالعشرات أيضا من فلول البعث والقوى المدعومة من الخارج وتحمل مشاريعها الكارثية في العراق، فإنها أولا تم فرزها وصارت معروفة ولسنا بحاجة لشرح المزيد عنها، وثانيا مهما زاد عدد أفرادها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يزيد على خمسين ألف، وثالثا إن معظم أفرادها هم من الذين انخرطوا بهذه المليشيات كنتيجة للضائقة المالية التي يعيشها الشعب العراقي أجمعه بسبب البطالة. أهم فصيل من هذه الفصائل التي تقف اليوم بوجه المشروع الأمريكي هو مليشيا الصدر والتي تعتبر الأكبر عددا وتتمتع بتدريب جيد، هذه المليشيات قد تم الاتفاق معها اليوم، أثناء كتابة هذا المقال لكي تتحول إلى حزب سياسي مقابل بعض الشروط لسنا بصددها. الكثير من هذه المليشيات يمكن أن يتم تحييدها وربما تحويلها باتجاه مصلحة العراق لتنخرط في عملية البناء لا التخريب والدمار.

لا يوجد اليوم عراقي من دون ولاء معين، فالحديث عن إن ولاء تلك المليشيات التي اعتبرناها من النوع الحميد إلى قياداتها الحالية، هذا صحيح ولكن لو تم صهر مجاميع منها في كتائب تتضمن أفرادا من تلك المليشيات المختلفة وبشكل متكافئ وتحت قيادة من النوع الذي لا انتماء له سوى الوطن، فإن هذه الكتائب تستطيع اليوم أن تقوم بالمهمة التي يقوم بها التحالف وتحافظ على الأمن وتردع كل تلك العناصر المغامرة وتحلها بأسرع وقت ممكن.

فلو أردنا اليوم أن نشكل جيشا من العراقيين، فإننا سوف لن نجد ذلك العراقي الذي لا ولاء له، فلم الخوف إذا من هذه الكتائب التي ستعمل وفق أسس صحية، وهي أصلا مدربة وتستطيع التعامل مع الواقع الموضوعي في العراق أفضل بكثير من الجنود الأمريكان وستقلل من حجم الدمار وتحقن الكثير من الدماء التي يمكن أن تسيل حتى يتحقق النصر النهائي على تلك القوى الظالمة الضالة. أضف إلى ذلك إن بقاء هذه المليشيات تحت مؤسسيها ومموليها فيه خطر كبير، فكما أسلفنا إنها تشكل الأرضية الطبيعية لحرب أهلية، ولكن هذا الصهر وإعادة التشكيل سيجعل منها مليشيات، بل كتائب لجيش له ولاء وطني يمكن أن يعتد به، والتصريحات التي سمعناها عن زج الكثير من عناصر المليشيات الكوردية في الجيش العراق الجديد والشرطة والدفاع المدني يصب بذات المجرى ويؤكد إمكانية الاستفادة من هذه المليشيات، ولكن بعد إعادة صهرها وتشكيلها من جديد.

إن تحسن الوضع الاقتصادي مع الوقت، بالتأكيد وسيساعد بانخراط الكثيرين منهم في عجلة العمل الواعدة في العراق وسوف لن نجد، يوما ما في المستقبل القريب، من يرغب أن يعمل كمرتزق، وسوف لن يجد الممولون من دول الجوار المال الكافي لتأمين رواتب المرتزقة الذين يعملون لصالحهم كما هو الحال اليوم كنتيجة للزيادة المتوقعة بالأجور، فالذي يبحث عن مصدر للرزق، فإنه سيجده بعمل شريف أفضل من عمله كمرتزق. ولكن علينا أن نتخذ إجراءات والتي لابد منها في الوقت الحالي، وعلى رأسها منع جميع الأجانب من العمل في مجالات يستطيع العراقي أن يعمل بها، فإننا نستطيع أن نوفر بقرار واحد من مجلس الحكم فرص العمل لمئات الآلاف من العراقيين العاطلين والذين يتسببون بتضخم هذه المليشيات، أقصد التي تعتمد تجنيد المرتزقة منها. ولكي لا ينخرط الأجانب بالعمل مع هذه المليشيات، فإنه يتوجب ترحيلهم إلى بلدانهم، وضمان ذلك الأمر سهل للغاية. إن اتخاذ هذه الخطوة من شأنه أن يقلص عدد هذه المليشيات إلى النصف لو توفرت آلية لتشغيل عناصر هذه المليشيات الخبيثة مكان العاملين الأجانب في العراق، وذلك إن معظم عناصر هذه المليشيات وخصوصا تلك التي تعمل في الجنوب منها، مازالت لم تتلطخ أيديها بدماء الأبرياء من الشعب العراقي.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة
- انتفاضة الحياد - خامسا
- انتفاضة الحياد - رابعا
- انتفاضة الحياد - ثالثا
- انتفاضة الحياد - ثانيا
- انتفاضة الحياد - أولا
- كل من لديه مشروع قذر فعليه بعمرو موسى
- الفقرة --ج-- تضمن حق الكورد المشرع، ولكن
- أمريكا والداخلية والزرقاوي، هم من أرتكب مجازر عاشوراء؟!
- المسؤولية القانونية للأعلام العربي في أحداث عاشوراء
- قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الثانية
- قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الأولى
- مخلوقات دونية دينها القتل!
- انتفاضة الحياد مستمرة، ووثائق العار تفضح المجرمين


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق