أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟















المزيد.....

من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 09:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مخالب البعث التي كنا نظن إنها قد اقتلعت، مازالت قوية وتنهش بهمجية بهيمية كل من تستطيع أن تصل إليه. اليوم أهل الفلوجة وغدا ستمسك بخناق العراق كاملا.

فاليوم نجد أهلنا في الفلوجة وكثيرا من مناطق العراق بين مخالب غلاة قد انتزعت الرحمة من قلوبهم، ويتخذون من الأهالي رهائن لديهم دروعا بشرية تحميهم في حربهم مع الأمريكان، يعملون بذات الأسلوب الذي عمل به صدامهم يوم كان يتخذ من العراقيين، كل العراقيين، رهائن له ولأزلامه من البعثيين القتلة، حتى أصبحت سنة للبعث ومن هم على شاكلته لا يحيدون عنها، تلك هي اتخاذ الأهالي دروعا بشرية لهم.

المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها العصابات البعثية أكبر من أية مسؤولية أخرى سواء كانت مسؤولية مجلس الحكم أو الأمريكان، ذلك إن من لديه مشروع سياسيا ويريد أن يترجمه بعمل عسكري ويقوم بعمليات عسكرية، يجب أن يتحلى ببعض الشجاعة والفروسية، لا أن يحتمي بالأطفال والنساء لكي يحارب المحتل، فالشرف والغيرة والأخلاق تقتضي أن يحارب هؤلاء البعثيين ومن معهم خارج المدن وإن لا يتخذوا لهم من الأطفال والنساء والعجزة دروعا بشرية. إن من يحمل السلاح ويضرب حسب رؤيا سياسية معينة، يجب عليه أن يفهم إن هذا القرار هو من اتخذه وليس ذلك الطفل البريء ولا النساء ولا العجزة مسؤولين عنه. فهل يتوقع البعثيين من هذه القوات ستنتظر خروج العجزة والأطفال من بيوتهم لكي يضربوا، في حين هم أصلا رهائن لا يمكن تحريرهم؟ أم هل يترك الأمريكان فلول البعث تضربهم ويقفون مكتوفي الأيدي كونهم أخلاقيين في التعامل حتى مع الخصم؟ , وإذا كان البعثيين يعتبرون الأمريكان أخلاقيين إلى هذا الحد الساذج، فلم يحاربوهم إذا ماداموا يعتقدون جازمين إن المحتلين سيرضخوا لمثل هذا الابتزاز الأخلاقي الرخيص؟

مع ذلك، أننا لا نلغي المسؤولية الأخلاقية التي يتحملها الاحتلال، ولا مسؤولية مجلس الحكم، نعم نحمل الجميع المسؤولية، ولكن قبل الكل تتحمل تلك العناصر التي راحت تحارب بأجساد الأطفال الأبرياء والنساء والعاجزين متخذين منهم دروعا بشرية المسؤولية الأكبر. ويجب أن لا ننسى إن البعثيين قد تجاوزوا كل حدود الأخلاق بالتعامل مع الإنسان العراقي، وأول من إستباح الشرف في العراق هم البعثيون، وجعلوا من هذا الأسلوب سنة لهم بالتعامل مع الخصوم، واليوم وبعد أن حدثت مجزرة الفلوجة، صاروا يتباكون على الضحايا والشرف والإنسانية التي هم أصلا من استباحها! وبذات الوقت نجد إن الإعلام العربي المضلل والمحرض على القتل يتمادى أيضا في جريمته وينتصر للقتلة الذين يحتمون بأجساد الأطفال محملا الآخرين جرائمهم وجرائم البعث. إنه حقا أمر عجيب! والأعجب منه عالم لا يستطيع أن يفرق بين الظالم والمظلوم ولا بين الجلاد والضحية!؟

لطالما راهن البعثيون على أخلاق الناس، فكان أن استغلوا الأخلاق أداة لقمع وإرهاب الناس مراهنين على ماذا؟ على أخلاقهم، فقد كانوا يعتقلون النساء والأطفال لكي يصلوا إلى من يطلبونه لمحرقة الموت التي ما انطفأ أوارها حتى بعد سقوط نظامهم البهيمي الهمجي، فلو كان أحدا مطلوبا من قبل البعثيين فإن أهله جميعا من رجال ونساء وأطفال رهائن للبعث حتى يقبضوا عليه مراهنين على أخلاقه. واليوم يمسكون بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم العجزة رهائن ودروعا بشرية لهم وهم يحاربون الأمريكان من أجل مشروع سياسي مريض لن يتحقق حتى لو انطبقت السماء على الأرض، فهل هناك استباحة للأخلاق أكثر من هذه؟

على كل بعثي يجب أن يعرف إن أساليبهم ما عادت خافية على أحد، رغم تعاطف الجميع وخوفهم على من لا حول ولا قوة له هناك سواء في الفلوجة أو النجف.

إن على من يريد أن يحارب الأمريكان، فهم موجودون في كل مكان من أرض العراق، فالبعث من جاء بهم بطيشه السياسي، فليذهبوا ويتعاملوا معهم وأن يتركوا النساء والأطفال بعيدا عن ألاعيبهم وبرامجهم القذرة. وعلى من يريد أن يدافع عن البعث عليه أن يعرف أولا كيف يقرأ الأحداث، لا أن ينساق وراء شلة الجزيرة المضللة، وأن يعرف معنى الشرف قبل أن يتحدث عنه، وأن يعرف معنى الدم الذي مازال يسفكه البعثيين غدرا قبل أن يتحدث عنه، ومن يريد الدفاع عن البعث باسم الدين، عليه أن يعرف أولا إن الدين يقول صراحة (إن من قتل نفسا كأنما قتل الناس أجمعين) فكم نفسا بريئة أزهقها البعث؟ وعليهم أن يتذكروا إن لبعثهم الهمجي تاريخ طويل بالقتل غدرا وخصوصا للأطفال. وإن من يجد بتحرير العراق من البعث ونظامه استعمارا جديدا عليه أن يتورع قليلا قبل أن يتحدث بما لا يستطيع أن يفهمه، هذا إذا كان وراء القصد نوايا حسنة، فأما البعثيين ومن يقف خلفهم، فليتذكروا إنهم من أغتال الأخلاق والأعراف والقوانين، وإنهم لم يستطيعوا لحد الآن أن يتطهروا من رجس وخسة ونجاسة شيطانهم.

إن الذي يدعوا لإنقاذ أهل الفلوجة أو النجف، يجب أن يحدد ممن يجب أن يتم إنقاذهم؟ فإننا نرى إن إنقاذهم مسؤولية أخلاقية تترتب على الجميع بلا استثناء، وإننا نرى أيضا إن إنقاذهم يجب أن يكون أولا من أيدي فلول البعث وعصابات المرتزقة الذين يتخذوا من الأهالي الآمنين دروعا بشرية لهم.

لقد طفح الكيل، لا أحد يستطيع أن يوقف هذه العصابات عند حد، فجميع العراقيين اليوم رهائن لدى عصابات مارقة تحمل مشاريع مريضة من أجل الاستيلاء السلطة في العراق بعد الانسحاب وتسليم السلطة، ذلك الحدث الذي لا يبدوا إنه سيكون حقيقة على أرض الواقع، مادام هؤلاء الأوغاد يغامرون بمستقبل العراق لمرض في نفوسهم ورغبة من أسيادهم، وبذات الوقت يتباكون على ضحاياهم الذين مازالوا يتخذون منهم رهائن ودروعا بشرية‍‍!!!!

فلو تحقق لهذه العصابات المارقة الوصول إلى أهدافها المريضة، سيكون آن ذاك كل العراقيين وإلى الأبد ضحية لمغامرات هذه العصابات، إذ سيعود البعث وستأتي لنا مصيبة أخرى يدخرها لنا الجار الأزلي للعراق، إيران، ليصدرها لنا كي تضيف لنا كابوسا آخر مع كابوس البعث المقيت.

ولو حدث ذلك، لا سامح الله، فمن سينقذنا؟ من سينقذ أهل العراق، كل العراق، بعد أن يتم تقسيمه إلى عراقات لاختلاف الرؤى بين العصابات المارقة؟ حيث أن لكل منهم برنامجه المختلف عن برامج الآخرين.

لقد إستماتوا بالأمس من أجل أن يكون هناك جدولا زمنيا لنقل السلطة، بهذا الانتقال، سيكون الوقت مناسبا للاستيلاء على المدن العراقية، وهم قادرون على ذلك في غياب من يردعهم، وها نحن نراهم اليوم قد فعلوها ولكن قبل الأوان بعد أن دفعتهم أمريكا لذلك قسرا، فاستولوا على المدن ظنا منهم إن اتخاذ الناس الآمنين من الأهالي رهائن لديهم سيجعل من حلمهم المريض حقيقة ويسهل عليهم المهمة، مهمة الاستيلاء على المدن العراقية والسلطة بعد تقسيم العراق ليغرق بالدم ويصبح مزقا، ويصبح لكل شبر منه عصابة ودولة.

إن من لديه ذرة شرف، عليه أن يقف اليوم بوجه البعث وغيرهم من المغامرين وينقذ الرهائن من براثنهم القذرة، وان يرفع الشرفاء جميعا أصواتهم لا مدافعين عن البعث وعصابات المرتزقة وأوبئة العصر الأخرى، بل من أجل العراق الموحد وتحرير الرهائن. لا كما تقف تلك الفضائيات اليوم جميعها تتباكى على أطفال العراق وهم من يساهم بقتلهم ويدفع بهم نحو مزيد من القتل بلا أدنى شفقة أو رحمة، وينتصر لجلادي الشعب ومقسمي الوطن والعابثين بأمنه على حساب الضحية.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة
- انتفاضة الحياد - خامسا
- انتفاضة الحياد - رابعا
- انتفاضة الحياد - ثالثا
- انتفاضة الحياد - ثانيا
- انتفاضة الحياد - أولا
- كل من لديه مشروع قذر فعليه بعمرو موسى
- الفقرة --ج-- تضمن حق الكورد المشرع، ولكن
- أمريكا والداخلية والزرقاوي، هم من أرتكب مجازر عاشوراء؟!
- المسؤولية القانونية للأعلام العربي في أحداث عاشوراء
- قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الثانية
- قراءة تحليلية متأنية في وثيقة الزرقاوي – الحلقة الأولى
- مخلوقات دونية دينها القتل!
- انتفاضة الحياد مستمرة، ووثائق العار تفضح المجرمين
- محاولات كتاب التيار الديني خلط الأوراق - في المجتمع المدني ي ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟