|
تفسير الحديبية برواية أمريكية .......... ج / 14
حسن جميل الحريس
الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 07:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صلح ساركو ... 2 الطبخة الأمريكية القادمة بخلطة أفريقية
2 – الفترة الزمنية الثانية : تمتد من يوم الأربعاء 21 يناير ( كانون الثاني ) 2009 وحتى يومنا هذا . بعدما أقسم يمين توليه منصب الرئاسة قال اوباما ( سوف نبدأ بإعادة العراق إلى شعبه وإعادة السلام لأفغانستان ، ومع كل الأصدقاء وكل الأعداء السابقين سوف نعمل لمواجهة التحدي النووي ) ثم قال ( لن نعتذر على اسلوب حياتنا ولن نتوانى في الدفاع عنها ، وكل من يريد أن يدفع أغراضه للأمام بقتل الأبرياء والعنف نقول له : ان ارادتنا أقوى ولن ننكسر وسوف نلحق بكم الهزيمة لأننا نعلم ان ارثنا ارث قوة وليس ارث ضعف !!! ) ... وقال في خطاب آخر ( لقد اخطأت إدارة بوش بمحاربتها للإرهاب عندما تركت قواتنا بالعراق ، كان حري بها أن تنقلها حيث معاقل الارهاب بأفغانستان ، ولهذا سنسحب قواتنا من العراق لننقلها إلى أفغانستان كي نقضي على الارهاب ، وسنقضي عليه في باكستان أيضاً ) لندقق بما قاله (سوف نبدأ بإعادة العراق إلى شعبه !!! ) وهي جملة ضبابية بامتياز لأنها تحتمل معاني كثيرة غير ملزمة بجهة محددة لبوصلة استراتيجيته الجديدة ، فهو لم يلتزم بجدول زمني جذري حول انسحابه من العراق حتى قال ( اننا سننسحب من العراق خلال 16 شهراً انسحاباً آمناً ) وكذلك لم يعترف أن قواته الموجودة بالعراق هي قوات احتلال بل أضفى عليها صفة شرعية واجبة وكأنها قوات شريفة هدفها تحرير العراق من الأعداء !!! وهكذا قول يحتمل أن تبقى قواته على أرض العراق لفترة طويلة جداً أبعد من ( 16 شهراً ) ولو كانت بأعداد قليلة لتواجه عدو مبهم لم يحدده بخطابه !! فمن سيحارب ومن هو عدوه المرتقب ؟؟؟؟ لابد وأنه اعتنق العقلية البوشية للطبخة ذاتها إنما بخلطة جديدة ، فما هو المحتمل من خططه المستقبلية بظل قوله ذاك ؟؟ لواقتصرت رؤيته على نقل جنوده من العراق إلى أفغانستان فهذا يعني أنه لن يخرج من منطقتنا بل سيبقى فيها وان كل الذي سيقوم به لاحقاً هو عبارة عن نقلة تكتيكية نوعية لتمركز جيوشه ليحصد النتائج التالية : 1 – ليبدو أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي صادقاً في تنفيذ وعوده التي اطلقها أثناء حملته الانتخابية من دون أن يخسر أهم ورقة اقليمية يملكها . 2 – وإجراء كهذا يمنحه زخماً شعبياً أمريكياً بحربه الجديدة على أرض أفغانستان ، وأفغانستان أقل خطراً من الساحة العراقية بالنسبة للأميركيين ، وكذلك سيمنح جنوده فرصة استبدالهم بجنود آخرين كانوا غير راضين عن أداء مهامهم بعهد إدارة بوش . 3 - وبهذا الإجراء سيسبق مرحلة انفراط عقد قوات التحالف الموجودين بالعراق ، لأن أغلب قوات التحالف أعلنت أنها ستكمل انسحابها من العراق بعام ( 2009 ) . 4 – ونظراً لما سيلقاه من استحسان عراقي وعربي واقليمي ودولي حينها ، فإنه لن يجد معارضة شديدة لبنائه قواعد عسكرية أمريكية في العراق ، ولوحدث هذا سيطلق حينذاك وعداً جديداً أنها قواعد لحفظ النظام فقط وانها لن تستخدم لأهداف أخرى . 5 - ان وجود القوات الامريكية في العراق بهذه الكثافة ( 140,000 ) جندي أمريكي يشكل عاملاً هاماً يعرقل تنفيذ خطط الإدارة الأمريكية في حال اتخذت قرارها بشن عدوان على إيران ، إذ لايمكن لأي إدارة أمريكية أن تتحمل مسؤولية تعريض جنودها لخطر الإبادة الشاملة بهذا الحجم من الخسائر المحتملة . 6 – سيستفيد من وجود حلف الناتو على الأراضي الأفغانية ، وهذا بحد ذاته سيخفف عنه جهداً مضنياً كان سيبذله دولياً على مختلف الأصعدة في حال قام بعدوانه منفرداً على ايران ، بينما لو نقل قواته لأفغانستان ثم قام بالإعتداء على ايران وردت إيران عليه !! لصار محتماً على حلف الناتو أن يشارك بالعدوان على ايران تلقائياً ، وكأنه حينذاك دفع بالمجتمع الدولي بكافة أطياف دوله الشرقية السوفياتية سابقاً والمنتسبة لحلف الناتو ) والغربية ( بشقيها المعارض للحرب على ايران والموافق عليها ) لتتورط فعلياً وتشارك بالعدوان على ايران تلقائياً !! 7 - الوضع اللوجستي المتوفر حالياً للقوات الأمريكية في العراق غير مريح للإدارة الأمريكية ، فهي محاطة بدولتين هما : - ايران من امامها . - وسوريا من خلفها . - اضافة لما تبقى من المقاومة العراقية من الداخل . مما يجعل القوات الأمريكية الموجودة في العراق تحت مرمى نارين فيما لو تم العدوان عليهما معاً ، وبما أن الهدف الرئيسي لأي عدوان أمريكي محتمل في منطقتنا سيكون مركزاً على ايران ، فإن اسرائيل ستتكفل حينها بالعدوان على سوريا وعلى حزب الله في لبنان ، ونظراً لكون الساحة الخلفية لإيران فارغة وغير مهددة لها فمن الطبيعي أن تفكر الإدارة الأمريكية بنقل جنودها من العراق إلى أفغانستان كي تملئ الساحة الخلفية لإيران وبالتالي ستختلف موازين القوى الفاعلة مجدداًَ وستتعاكس جهات جبهاتها إذ ستنصرف ايران لتحارب بجهة الشرق المعاكس لجهة وجود الدولة العبرية ، وبهذا ستشل الإدارة الأمريكية معظم الضربات التي كانت ستوجهها إيران لإسرائيل ، بينما ستنشغل حينها سوريا وحزب الله بالدفاع عن نفسيهما ضد العدوان الاسرائيلي ، ولتظهر الصورة الجغرافية حينذاك على الهيئة التالية : - على أطراف الدائرة الاقليمية ( اسرائيل وامريكا ) - وبوسط الدائرة أطراف عدة هي : ايران – سوريا – لبنان – وبقية فصائل المقاومة . مما يجعلنا ننظر للعدوان الاسرائيلي على غزة من منظور مستقبلي مسبق الأهداف ، فهو وفق النظرة البعيدة كان عدواناً هدفه تنظيف الساحة الخلفية للدولة العبرية بمساعدة أطراف عربية وتهيئة الظروف للنظام المصري كي يكون حارساً للساحة الخلفية الاسرائيلية . 8 – بعدما تصبح القوات الأمريكية بأفغانستان ستشن حربها ضد الحركات الأصولية بأفغانستان وباكستان مما سيدفع تلك الحركات لتظهر مجدداً على الساحة العراقية وسيكون وضع العراق حينها تحت رحمة معادلة مكافحة الارهاب مما سيخلق تبريراً جديداً لعودة القوات الأمريكية للعراق وبزخم أكبر مما مضى. 9 – سينقل أوباما قواته الأمريكية لأفغانستان كي يخلق معادلات قوى جديدة بشبه القارة الهندية وستظهر توازنات تصب في مساره عنوة كي يقبض على باكستان النووية بشكل كامل . 10 – سيستغل اوباما دراما جذوره الأفريقية ويوفر لإسرائيل فرصة ذهبية لمهاجرين جدد سيأتون إليها من القارة الأفريقية ، إذ سينشط الموساد والمخابرات الأمريكية بتجنيد أعداد كبيرة من الأفارقة لينضموا للدولة العبرية وليقيموا بالضفة الغربية وقطاع غزة كساكنين جدد فيهما لفترة محدودة ريثما يتم تعويضهم بالمال الذي أتوا من أجله ثم تزويدهم بجنسيات أمريكية وأوربية ليرحلوا ثانية من الضفة والقطاع باتجاه أوربا وأمريكا ، إذ لايهم لأولئك الأفارقة المعدومين الحال سوى حصولهم على المال وفرص عيش جديدة متمدنة وهكذا ستنتهي فصول القضية الفلسطينية ، وكذلك سيجند أوباما أفارقة كجنود في حروبه القادمة ، مما سيخلق تجاذبات عنيفة لم تكن موجودة بين العرب والقارة الأفريقية ، وسيلعب هذا الوضع حينذاك دوراً مؤثراً بحل القضية السودانية والصومالية والليبية والجزائرية . أما بالنسبة لقضية إغلاق سجن غوانتانامو فهي باقية كما هي لأن غوانتانامو في الأصل هي جزيرة كوبية عليها قاعدة عسكرية أمريكية وكل الذي سيحصل هو نقل سجناء غوانتانامو من تلك القاعدة إلى السجون الفدرالية الأمريكية فهي ليست عملية تنتهي بالإفراج عنهم بل هي عملية نقلهم فقط ليتم محاكمتهم على الأراضي الأمريكية ، ولودققنا ملياً بهذه الإجراء لرأينا أن إدارة أوباما لازالت تنظر إليهم كمتهمين وليسوا أبرياء وبالتالي كأنها ارادت أن تنتهي منهم بأقصر مدة ممكنة كي تغلق ملف القضية برمتها ، والسؤال الذي يطرح نفسه ( ماذا لوقامت أمريكا بحرب جديدة واعتقلت أبرياء جدد ؟؟ إلى أين ستـاخذهم ؟ ) ستأخذهم إلى سجونها الفدرالية !!! وهكذا تتضح الصورة مجدداً ؟ أرادت ادراة أوباما أن تمهّد لما هو آت وتروّج لنفسها قبل أن تبدأ بتنفيذ خططها السرية ، فما هو الفرق الذي سيشعر به سجين تم القاءه تحت قاعة سينما أو فوق حمم بركانية ؟!! الفرق الجوهري حينذاك سيشعر به أوباما نفسه لأنه أراد أن يحصد النتائج التالية : - أراد كسب تأييد الشارع الأمريكي وكذلك العالمي ليضفي على أفعاله القادمة صفة الشرعية . - ليتجنب وصم ادارته بانها مماثلة لإدارة سلفه بوش . - لكي لاينخرط بمتاهة هذا الملف دون جدوى . - ليعيد لأمريكا مظهرها الخارجي النزيه بأنها راعية للديمقراطية والحرية والعدالة . - ليضع بين يدي العالم مثالاً حياً حول مبدأ التغيير الذي طالما تشدق به . ويعود سؤالنا ليفرض نفسه ثانية : طالما وقعّ اوباما على مرسوم يقضي بإغلاق سجن غوانتانامو والسجون الخارجية الأمريكية ، وعلى مراسيم إقتصادية وأخرى إدارية لماذا لم يوقع على مرسوم يقضي بإنهاء احتلال القوات الأمريكية للعراق ضمن مدة قصيرة محددة بشكل جذري ؟؟؟ ان اجتماعه بوزير دفاعه وبقادة قواته كان يهدف لإعداد خطة انسحاب قواته من العراق إلى أفغانستان فقط وليس شيئاً آخر !!!! يجب أن نجد حلولاً لما هو محتمل قبل أن يصبح واقعاً مفروضاً علينا ؟؟
نيكليور جيت هل ستتنازل إيران عن برنامجها النووي ؟ وهل في رحم أيديولوجيتها مايبرر لها ذلك ؟ مشكلة الإدارة الأمريكية دائماً أنها تنظر ( لإيران وسوريا وحزب الله وحماس وفصائل المقاومة ) على أنهم جميعهم طرف واحد بوجوه مختلفة ؟! ولكن الحقيقة تشير أنهم أطراف عدة لهم مطالب مشتركة ذات وجوه متشابهة ! ولهذا سنرى استراتيجية الإدارة الأمريكية مذبذبة على حبال عدة لها الرتم ذاته والمنهاج الموّحد والإختلاف الوحيد فيها سيكون في سلوك أدائها فقط ، مما لايتناسب إطلاقاً مع توجهات ذاك المحور ، وتبرر الإدارة الأمريكية قرارها الاستراتيجي هذا من خلال رؤيتها الضيقة لتلك الأطراف على أنها طرف واحد ذي صيغة واحدة ولهذا فهي بحاجة ماسة لشهور عدة تمنحها الفرصة الملائمة لتختار لنفسها موقعاً استراتيجياً متقدماً داخل حدود هذا المحور ، وبالتالي فإن مسألة التوافق من عدمه بين الإدارة الأمريكية وبين أطراف ذاك المحور متوقف كلياً على عاملين هما : - البرنامج النووي الايراني . - وأمن اسرائيل . فهل بالإمكان تحقيق التوافق بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين أطراف المقاومة الإقليمية ؟! جواب سؤالنا هذا محدد حتماً إما : - لا . - أو نعم . وأغلب اعتقادنا أنه سيكون ( لا ) ، ولكن ماذا لوصار ( نعم ) ؟ ثم من هو الطرف القادر على منحه روح ( نعم ) ؟ وماهو موقعنا حينذاك لوبقي ( لا ) ؟ وماهو موقعنا لوصار ( نعم ) ؟ ثم هل ستنتظر الإدارة الأمريكية إحدى النتيجتين أم ستهيئ لنفسها بديلاً يواكب أهدافها ؟ ماتفكر به الإدارة الأمريكية يحتاج لإعداد بيئة تلائم طموحاتها ، وهذا الإعداد سيتم بميدان الساحة الخلفية لإيران وهو بحاجة لشهور عدة كي تكتمل جاهزية قواتها وقد يمتد لثمانية إلى عشرة شهور قادمة إنما لن يزيد عن السنة والنصف السنة القادمة على أبعد تقدير ، لأنه من المتوقع حينذاك أن تكون إيران قد قطعت شوطاً كبيراً جداً نحو امتلاكها القدرة النووية ! وعليه سنرى الإدارة الأمريكية ( خلال فترة إعدادها لبيئة عسكرية ملائمة لها في أفغانستان لشن عدوانها على إيران ) أنها ستسير بمفاوضات عسيرة مع إيران بشأن برنامجها النووي رغم تأكدها المسبق من عقم محاولاتها المخادعة ، وستعمل على تسيير مفاوضات ( سورية – أمريكية ) بالوقت ذاته إنما بمستوى أقل من مستوى حوارها مع إيران ، وماستقدمه لإيران من إغراءات مقابل إلغائها برنامجها النووي لن تقدمه لسوريا لأن نظرتها لأيديولوجية السلام تكاملية وغير إلزامية بينما نظرتها للملف الإيراني ضرورية وإجبارية ، ولذلك لاضير عليها أن تسيّر حوارين معاً من أجل أن تحدث شرخاً نوعياً في رباط العلاقة ( السورية – الإيرانية ) من منظورها أنهما طرفاً واحداً ، فهي بحاجة ماسة لتلك المدة اللازمة لتصبح قواتها جاهزة على ثلاث محاور هي : - محور ميداني . - ومحور عقائدي . - ومحور جيوسياسي . I - المحور الميداني : تدرك الإدارة الأمريكية أن لدى إيران قدرة عسكرية تدميرية هائلة ، وأنها تمتلك أسلحة غير تقليدية مثل الأسلحة الكيميائية ، ولذلك فالإدارة الأمريكية تنظر لهذه المسألة بوعي تام وتعّد لنفسها ميداناً ( أفغانياً ) مناسباً ليجعل السلاح الإيراني بأقل درجات فاعليته المؤثرة ، وسيكون الميدان المحتمل كافياً ليضم في جنباته الميزات التالية : - خنادق وأنفاق اسمنتية قادرة على تأمين الحماية لجنودها بسهولة تامة . - ستقوم بنقل عتادها الغير تقليدي النوعي ذو القوة التدميرية الهائلة بشكل سري وبعضه علني وتؤمّن الدشم اللازمة له . - ستحكم قبضتها على مفتاح الحل العسكري لتضمن نتائج عدوانها . - ستدفع بحلف الناتو ليكون في مقدمة عدوانها على إيران دون أن تترك له فرصة حقيقية يختار بها قراره المؤثر في نتائج المعادلات الإقليمية القادمة . - ستعّد ميدانها بشكل جيد يوفر لها أكبر الفرص الضامنة لنجاح أهدافها . - الميدان ( الأفغاني ) أكثر طمأنينة لنجاح عدوانها وهو يؤمّن دعماً لوجستياً حسناً لطرق إمدادها سيما وأن الهند ستكون الساحة الخلفية لها . - والميدان الأفغاني قادر على أن يوفر لها السرية التامة أثناء إعداد تمركز قواتها وليس في المنطقة ميدان أفضل منه من هذه الناحية الهامة . II – المحور العقائدي : لونظرنا لباطن العقيدة الأيديولوجية الأمريكية لوجدناها تنبض صارخة بعنصريتها المؤكدة دائماً أن ( الأمريكي هو سيد الكون ومن حقه إخضاع العالم له لأنه يأبى الإستسلام أو التراجع عن أهدافه ) وهذا المبدأ لازال حياً بروح كل أمريكي منذ عشرينيات القرن الماضي ، وكان له أثره الفاعل في تحويل مسار أحداث الحرب العالمية الثانية ، آنذاك كانت ألمانيا بزعامة هتلر أكبر قوة ضاربة في العالم ولم تستمر كذلك أمام قوى عالمية تحالفت على إزالتها تماماً ، من هنا يمكننا مشاهدة العقيدة الأمريكية التي تريد ترتيب مكوناتها ثانية لتحصد النتائج التالية : - الميدان الأفغاني هو بمثابة ميدان تحريضي لدولتين هامتين هما ( الهند وباكستان ) لتتوحدا تحت المظلة الأمريكية ، ولتعتنقا عقيدة جديدة أن إيران هي عدوهما المشترك وعليهما واجب القضاء عليها . - حرب كهذه ان نجحت في تحقيق أهدافها هي كافية لإرساء عقيدة جديدة بسائر دول المنطقة وهي عقيدة التسليم بسياسة الأمر الواقع من منظور القوة فقط ، وهذا كافٍ لنسف أيديولوجية المقاومة وترسيخ الإستسلام مما سيغير وبشدة حاسمة موازين المعادلات الإقليمية الراهنة . - ستظهر إرتدادات تخدم مصالح الصهيونية العالمية وستصب معظمها في صالح إسرائيل أولاً ، وهذا شكل آخر لشرق أوسط جديد مختلف تماماً عن شكله السابق الذي أخطأ هدفه في المرات السابقة ، إذ كان المخطط السابق يعتمد على تفكيك محور المقاومة الإقليمية بدءا من القاعدة وصولاً لقمة الهرم بينما المخطط اللاحق سيستبدل مساره وسيبدأ في تفكيك قمة الهرم كي ينهار كاملاً ، ولن يكون هنالك وقت مستقطع لاحقاً كما كان في المخطط سابقاً بل سيكون التنفيذ عنيفاً باستمرارية لا تسمح بقبول رهانات غير متوافقة مع تطلعات الصهيونية وأهدافها . III – المحور الجيوسياسي : - والمقصود به تخليق أنظمة إقليمية جديدة تابعة للصهيونية ، وقد يشير البعض أن هذا موجود حالياً وان كان في حدوده الضيقة ، وهذا صحيح إنما بنسبة ليست كافية لإحداث تغييرات في موازين المعادلة بينما لوتم رفع وتيرة تلك النظم وبشكل علني لصارت المعادلة كلها بأيد الصهيونية ، والمطلوب إذاً هو إظهار علني لأيديولوجيات أنظمة إقليمية وتوحيدها برؤى صهيونية لتعلن بصراحة تامة عن تبيعتها . - تفعيل دور القوميات الغير عربية وإيجاد أوطان لها لتتخلص الصهيونية من أهم العوامل التي تؤلف العمود الفقري للقومية العربية ، مما سيضمن تغييراً حقيقياً في مناهج ثقافة الأمة العربية ولغتها وتاريخها ومصيرها المشترك ليزول تدريجياً ، وهذا بحد ذاته سيوفر فرصة عملية لتذويب الأمة العربية لتنحل ذاتياً . - إلغاء كافة المحاور الأيديولوجية العربية والإقليمية وصبها في محور واحد مشترك تابع للصهيونية . قد يقول البعض ان تمرير هكذا عدوان محتمل مستحيل على الإدارة الأمريكية الحالية نظراً للمصاعب المالية التي تعصف بها ، وأنها ليس بمقدورها إحتمال تكاليفه عملياً وهي غير قادرة على تأمين التمويل اللازم له فضلاً عن قدم قدرتها على ضمان نجاحه واستيعاب تفاعلاته ونتائجه المستقبلية ، وهذا صحيح نسبياً لو كنا نحيا بظل إدارة أمريكية متهورة لاتعرف التخطيط والإعداد المسبق له مثلما إدارة بوش الغبية ، ولكن إدارة أوباما واعية تماماً لخطط عدوانها وهي تدرك جيداً أخطاء الإدارة الأمريكية السابقة ، ولهذا لن تكون الإدارة الأمريكية الحالية معنية مباشرة بتأمين التمويل لحربها القادمة بل ستلقي بكامل تلك المسألة على كاهل دول العالم كلها بما فيها الدول الخليجية ، وبما أن الإدارة الأمريكية تمر بمرحلة عجز وركود إقتصادي في أغلب ميادينها الصناعية والتجارية فهي بصدد فتح ثغرة حيوية هامة تنعش مبيعاتها العسكرية وبالتالي سيتدفق في شرايين إقتصادها دماء خارجية كافية لتحريك أطرافها النفعية ، والإدارة الأمريكية لن تعتمد بخطتها الإقتصادية على الداخل الأمريكي فقط بل تفكر حتمياً بتنشيط إقتصادها الخارجي أيضاً ، ولكن العالم حالياً استغنى عن معظم البضائع الأمريكية مما أصاب معظم شركاتها التجارية والصناعية بشلل شبه كامل ( كمصانع السيارات والطائرات والسفن والإلكترونيات والأدوية والأغذية والألبسة وغيرها ) وليس من سبيل آخر لديها سوى فتح سوق لبيع عتادها العسكري بصورة كافية تسد جزئياً إقتصادها العاجز داخلياً وخارجياً ، وبمعنى آخر أنها ستسعى لرفد إقتصادها الداخلي بمؤشرات عوائد إقتصادية خارجية أتية من كوة بيع مصانعها العسكرية ، ثم كيف نسي أولئك أن للإمارات العربية المتحدة ثلاث جزر تحتلها إيران وقد بدى واضحاً تأثير هذه المسألة سلباً على علاقتهما المشتركة بالآونة الأخيرة ، وتمويل هكذا عدوان سيكون على عاتق المجتمع الدولي بأسره وليس على عاتق الولايات المتحدة وحدها نظراً لتورط حلف الناتو بخضامها مما سيجعل مسألة التمويل مجرد وهم ليس إلا لأنه سيأتي من صندوق مشترك عالمي وهذا لن يكون مرهقاً لأية دولة مشاركة ، وللإيجاز سأتعرض لمسالة هامة وهي قضية المعابر الآمنة ؟ لقد تأكد الجميع أن لسوريا دور هام وحيوي في انتصار المقاومة اللبنانية بتموز 2006 عندما فتحت حدودها أثناء العدوان وبعده ، وقد برزت أهمية المعابر في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة 2009 ، فما هي المعابر المحتملة أمام أطراف المحور فيما لوحدث العدوان المحتمل مستقبلاً ، لنلقي نظرة على الساحة الإقليمية حينها : - حرب عنيفة على الجبهة الشرقية في الساحة الخلفية لإيران بين خصمين هما : 1 - الخصم الأول : القوات الأمريكية بأفغانستان + حلف الناتو + القوات الأمريكية في الخليج العربي + القوات الأمريكية المتبقية في العراق + جيش الصحوة العراقي + ( وبشكل غير مباشر : باكستان والهند والدول العربية المعتدلة ) . 2 – الخصم الثاني : إيران وحدها . - حرب عنيفة على الجبهة الغربية بين خصمين هما : 1 – الخصم الأول : إسرائيل + القوات الأمريكية التمركزة في العراق + القوات الأمريكية البحرية + حراس الأنظمة العربية المعتدلة ) 2 – الخصم الثاني : سوريا ولبنان لوحدهما . فأين هي المعابر ؟!!! لن تستطيع روسيا أو الصين أن تفعلا شيئاً مؤثراً على الجبهتين معاً لأن العدوان حينذاك سيكون بشريعة عالمية وليس بشريعة أمريكا وحدها ، عدا عن كون جبهتي الخصم الثاني ( إيران وسوريا ولبنان ) مكشوفين أمام حلفاء العدوان وعتادهم ، فهل نراهن على ورقة الدعم العربي ؟!!! لذلك علينا أن نعدّ منذ الآن الخطط اللازمة لمواجهة كل الإحتمالات المحدقة بنا وبأقصى سرعة ممكنة كي نوفر لأنفسنا موقعاً استراتيجياً يضمن سلامتنا ويحقق أهدافنا ..... ........ يتبع
#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفسير الحديبية برواية أمريكية .......... ج / 13
-
قوافل
-
جبران خليل جبران ..... ج / 5
-
الملك ميلانو العربي 313 – 2008 م
-
جبران خليل جبران .... ج / 4
-
جبران خليل جبران .... ج / 3
-
جبران خليل جبران .... ج / 2
-
جبران خليل جبران .... ج / 1
-
يَم
-
تفسير الحديبية برواية أمريكية ........... ج / 10
-
تفسير الحديبية برواية أمريكية .............. ج / 9
-
للفقر مصداقية باكية .......... ج / 10
-
للفقر مصداقية باكية .......... ج / 9
-
للفقر مصداقية باكية .......... ج / 8
-
للفقر مصداقية باكية .......... ج / 7
-
للفقر مصداقية باكية ..... ج /6
-
للفقر مصداقية باكية .... ج / 5
-
أريد ولدي
-
مرمر
-
تفسير الحديبية برواية أمريكية ............. الجزء السابع
المزيد.....
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|