نزار سعيد العاني
الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 09:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في هذا الظرف الدقيق الذي يمر فيه عراقنا الجريح تتعالى الأصوات الجديدة القديمة، مرددة الأسطوانة المشروخة ، والتي تتهم الحزب الشيوعي العراقي بالعمالة، وهذه المرة ليس للأتحاد السوفيتي ، لأن هذا الأخير لم يعد موجودا ، فكانت العمالة هذه المرة ، على حد بحة هذه الاصوات ، للولايات المتحدة الأمريكية ، العدو اللدود للشيوعية . انها لمفارقة عجيبة!.السؤال المطروح هنا هو : لماذا كل هذا الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي ألأن؟ ولا يحتاج المرء الى جهد كبير لمعرفة السبب , فالحزب ، رغم من كل الحملات التي شنها النظام المقبور طوال 35 عاما ، لم يستطع ذلك النظام من القضاء عليه ، والسبب يعرفه الأعداء قبل الأصدقاء ، ألا وهو التصاق هذا الحزب بالجماهير ، واستعداده الدائم للتضحية في سبيلها ، مما يدفع هذه الجماهير بالمقابل الى احتضان الحزب ورفده با الأمدادات البشرية التي تؤهله للعب دوره المميز ، جنبا الى جنب مع سائر القوى الوطنية والأسلامية التي تتصدى للظروف الصعبة و الخطيرة التي يمر بها العراق الأن ، نتيجة الأحتلال والتي كان النظام المقبور هو المسبب الرئيس ، بل الوحيد فيها.
لقد ثارت عقيرة الحاقدين على الحزب ، وهم يرون نهوض الحزب من جديد ، والتفاف قطاعات واسعة من الشعب حول رايته ، فبدؤوا بحملاتهم هذه ، والتي يشارك فيها الأن المتساقطون من صفوفه ، فقبل أيام ظهر على شاشة قناة الجزيرة من يسمي نفسه" بالحزب الشيوعي الكادر" ، ولا أعرف عن أي كادر يتكلم ، وأخذ يكيل السباب للحزب ، ولم يجد من سبب سوى أنه اكتشف مؤخرا أن قيادة الحزب كانت تضم في صفوفها العديد من اليهود العراقين خلال الفترة التي أعقبت اعتقال قيادة الحزب واعدامهم عام 1949 م .
لقد نسى هذا الكادرأن عرابه كان عضوا في المكتب السياسي للحزب لأكثر من 2. عاما ، ولا أظنه يجهل وجود اليهود في قيادة الحزب ، والا فأنها الكارثة بعينها ! كما لا أظن أن الكادر لايعلم أن أول شهيد للحزب الشيوعي العراقي خلال العهد الملكي كان يهوديا ، وهذا شرف للشيوعين ، وليس مادة لاتهام الحزب ، فالحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي يقبل في صفوفه العراقين بغض النظر عن قوميتهم أو دينهم، وهذا ما أكسبه حب الأقليات القومية والدينية ، فليكفي الحزب شرفا أنه هو من اسس عصبة مكافحة الصهيونية ، وان اليهود العراقيين هم من كانوا في قيادتها ، فأين الغلط في ذلك أيها الكادر الذي بتدأت ، مثلك مثل المتساقطين من صفوف الحزب ، بالعداء له ، وانتهيت بالدفاع عن صدام حسين عندما قلت في مقال سابق لك : إن صدام حسين كان معاديا للأمبريالية خلال فترة التسعينات!!!هذا هو حال كل أعداء الحزب ينتهون في الأصطفاف الى جانب الجلادين دائما ، والشواهد على ذلك كثيرة.
وهناك كاتب يساري ! أخر ، كما يسمي نفسه ، تعود أيضا أن يصب غضبه على الحزب الشيوعي العراقي من منظور ماركسي لينيني طبعا ! ويقارن بينه وبين ما يسمى بالقيادة المركزية رحمها الله منذ 35 عاما ، متناسيا أن قادتها قد وضعوا أنفسهم تحت تصرف صدام وعصابته ، وتبوأ زعيمهم منصب رفيع في اليونسكو لفترة ليست با القليلة ، هذا اليساري وصل به الأمر في دفاعه عمّا يسميه الأنتفاضة الشعبية التي يقودها مقتدى الصدر ، ويدعو العراقيين الى الانخراط فيها ، ومساندة جيش المهدي الذي سيحرر العراق من ألأحتلال الأمريكي، وأنا بدوري هنا أسال اليساري الماركسي أن يدلني على الأدبيات الماركسية التي تشيرالى امكانية أن يقود شخص ليس له من برنامج سوى المشاكسة حركة تحرير بلد من الأحتلال بجيش مثل جيش المهدي قوامه فدائيو صدام الذين وجدوا في ذلك الجيش ضالتهم التي كانوا ينشدونها ، ليمارسو ا طقوس البعث الفاشية ، بما فيها ارهاب الطلبة ، ودفعهم للأضراب بالقوة ، مذكرين بالأضراب الذي نظمه الفاشيون عشية انقلاب شباط الأسود. وكاتبة أخرى أتحفتنا بمقالة لها على موقع كتابات ليوم 14 ابريل الجاري وهي ترتجف ، لأن الحزب الشيوعي قد بادر الى اعادة الأتصال بكوادره و أصدقائه الذين تركوا الحزب بالرغم عنهم في عهد البعث الفاشي! ان ما أثار الكاتبة ليس اعادة الأتصال بهؤلاء الذين غادروا مرغمين ، ليس بارادتهم ، ولكن ما أثارها هو النهوض الذي يشهده الحزب ، والتفاف الجماهير حوله مما أرعب أعداءه، فبدؤوا بترديداسطوانتهم المشروخة تلك حول أحداث قد أدانها الحزب ، وهو لا يتحمل مسؤليتها ، والجهات التي وقفت خلفها معروفة ، متناسية ، الكاتبة تلك ، دماء عشرات الالاف من الشيوعين الذين قضوا دفاعا عن قضية الشعب العراقي العادلة ومتناسية ، وبتعمد مقصود ، الجرائم التي اقترفها البعثيون الفاشست بحق الملايين من أبناء شعبنا .
إن ارتفاع اصوات من أمثال اصوات هؤلاء الكتبة هو بارومتر لقياس قوة ومتانة الحزب الشيوعي العراقي ودوره بين الجماهير ، فلم تستطيع هذه الأصوات أن توقف المسيرة المعمدة بدماء عشرات الألاف من شهاء الحزب الميامين ، وسيبقى الحزب الشيوعي العراقي معلما من معلم عراقنا الجديد سواء أراد الأعداء أم أبوا .
#نزار_سعيد_العاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟