أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - أنفلونزا الجهل















المزيد.....

أنفلونزا الجهل


سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 00:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تجتاح المجتمعات العربية حاليا موجه من الذعر الشديد من انتشار انفلونزا الخنازير في العالم وتري هذه المجتمعات ان هذه الانفلونزا هي وباء يجب مكافحته بشتي الطرق ومن قبلها فعلت ذات الشيئ مع أنفلونزا الطيور ولكن تلك المجتمعات وهي تحارب وباء مهما بلغ عدد ضحاياه فهو عدد محدود مقارنة بوباء أنفلونزا الجهل والتطرف التي أصبحت تحصد الآلاف يوميا في عالمنا الشرقي ولم تحاول المجتمعات حتي الآن ان تصل لحل شافي ودواء ناجح لهذا النوع من الأنفلونزا الذي بات يقضي علي عقولنا ويحولها إلي حجارة ويقضي علي مشاعرنا فيغلفها بقسوة تجعل قتل الانسان مساوي لقتل الحشرات الضاره .
إن أنفلونزا الجهل القادمة إلينا من أدغال التعصب الديني الأعمي أصبحت أحد أبرز واخطر الامراض التي نعاني منها وللاسف نقف جميعا عاجزين عن إيجاد حل لها يقضي عليها ويساعد المجتمع علي التغلب علي أعراضها وآثارها وتلك الآثار هي جميعها أخطر من أي أثر قد تتركه انفلونزا الخنازير او الطيور علي البشر ،قد يقول البعض بان انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور قد يؤديان إلي الوفاة ولهؤلاء أقول وماذا عن انفلونزا الجهل التي تقتل العقل الإنساني فيصبح المتعرض لها الميت الحي فهو بيولوجيا انسان حي ياكل ويشرب ويتنفس ولكنه من الناحية الإنسانية فهو ميت فهو آلة صماء تردد ما تسمع وتفعل بما تؤمر وتكفر بكل قيم الحق والخير والجمال ولا تري من الدنيا سوي أنها دار الجهاد والقتال والتطرف والتعصب ،ويروج قادة هذا الفكر أنهم زاهدون في الدنيا وراغبون في الآخرة هذا ظاهريا لكنم في الواقع الفعلي من أكثر الأفراد سعيا الي كل مباهج الدنيا وبصورة مبالغه فيها تثير الإشمئزاز فنري قيادات هذا الفكر تسعي الي جمع الاموال والتمتع بها بينما يطالبون اتباعهم بالزهد والاعراض عن الدنيا ،ويطالبون الاتباع بغض البصر والتعفف وهم من اكثر رجال الكون استراقا إلي أجساد النساء والنظر اليهم والزواج باكبر قدر ممكن من النساء واشباعا لهذه الرغبة المجنونه التي تتملكهم قاموا يخترعون من أنواع الزواج ما لم نسمع به من قبل ولا يمارسه سوي من يدعون التدين ابتداءا من زواج المسيار والبوي فريند والمسفار ............الخ والمتعه بالتاكيد التي يؤكد انصارها علي انها لم تلغي وانها حلال بل ويرونها الحل الاخلاقي الذي سيعصم الشباب وكله بامرالدين وبفتوي العلماء ومن يقدر أن يخالف فمن يخالف فدعاوي التكفير والحسبه والرده بانتظاره .
ان النظره السريعه للمجتمعات العربية ترينا حجم الكارثة التي اصابتنا نتيجه اننا سمحنا لهذا النوع من الافكار السوداء المتطرفه ان تزدهر واكتفينا بان نشاهد من بعيد ونقول بما أن الخطر بعيد عنا فنحن آمنين ولن يقدر احد ان يصل الينافنحن محصنون ضد هذا الغزو الفكري ولن نتاثر ونغفل ان هذا الفكر يدس لنا شيئا فشيئا كما يدس السم في العسل ونحن لا نشعر الي ان نستيقظ ذات يوم فنري ان الكارثة قد وقعت واصابنا الجهل وتمكن من ابنائنا ولكننا عندما نستفيق نكتشف ان هذه الكارثه قد بلغت مدي لا يمكن مقاومته فالمرض قد تحول الي بلاء ووباء وكارثة انسانية من الدرجه الاولي
والمشكله الاكبر ان هذا المرض يستوطن العقل والقلب فيقضي علي المريض بانفلونزا الجهل ويحوله الي مجرد الة بشريه تقضي ليلها ونهارها تتعبد وتدعو الله بان ينصرها علي الكافرين ومن الكافرين اولا ابناء ذات الدين الذين يرفضون هذا المنطق ولذلك فهم كفره حتي وان نطقوا بالشهاده ولكن فتاوي التكفير التي يطلقها فقهاء كهوف افغانستان واتباعهم تري مخالفة لما ورد في اصل الشريعة الاسلامية بانناكفار وزنادقه وملاحده والنوع الاخر من الكفار فهم من اتباع الديانات الاخري وننسي كل ما جاء فشريعتنا السمحاء بان هؤلاء اخوان لنا شاركونا ذات الوطن وبنوه معنا وكافحوا من اجل تقدمه ومن اجل تعليمنا وتعليم ابناءنا وعلاج امراضنا كل ذلك ينسي في لحظه لان الدين عند الله هو الإسلام والاسلام هنا هو الاسلام الذي يراه هؤلاء ويضعون تعاليمه وشروط الانضمام اليه ويتناسي هؤلاء عن عمد ان كلمة الإسلام تفسر عند الفقهاء المعتدلين بانها تعني اسلام القلب والعقل لله اي الايمان بوجود الله الواحد الأحد بغض النظر عن طريقة الوصول الي هذا الأيمان سواء أكانت اليهودية ام المسيحيه ام الديانة الإسلاميه وفي هذه النقطه تحديدا يستوقفني ثلاثة أمورتثير حنقي كلما افكر فيهم :
أولا كيف يمكن لهؤلاء المتطرفين من ان ينصبوا من أنفسهم أوصياء علي علاقة شديده الخصوصية بين الله والإنسان ،كيف يحكمون علي من يعبدون الله ويتوجهون له بالدعاء وربما يتفوقوا علينا في احكام الصيام بانهم كفره ،من افضل من يعبد الله ويقوم باداء شعائر دينه ويتمتع بقدر من التسامح والانسانيه ويرفض القتل والسرقه وفي ذات الوقت يقرن العباده بالعمل فيسعي في الأرض يلتمس الرزق الحلال ام من يدعي انه يقضي يومه في العباده وهو يسب ويلعن ويتوعد ويقتل ويري ان السرقه حلال مادامت موجهه الي غير المسلمين ويرون ان العباده هي خير من العمل من افضل هم ام هؤلاء
ثانيا : تزخر المواقع لاسلامية المتطرفه بالعديد من القصص التي تحكي عن سب المسيحيين للدين الإسلامي وسب الرسول والتطاول علي ماهو كل إسلامي وهذا امر اقل ما يقال عنه بانه تزوير للحقائق لان من يكتبون ذلك يتناسون بانهم وفي ذات المواقع اشبعوا الديانه المسيحية سبا وشتما ولم يكتفوا بهذا بل يتفننون بتحقير كل رموزهم الدينيه وغالبا ما تكون تلك المواقع هي البادئه بالسب والشتم وما يحدث في المواقع المسيحية ما هو الارد فعل طبيعي لما يقذفون به يوميا ايعقل ان نطلب منهم الا يشعروا بالحنق والحزن والرغبه في الرد علي مايرمي بهم دينهم اذا ما يحدث من المواقع الغير اسلامية ماهو الا ردة فعل طبيعية علي ما يرمون به يوميا ومن اراد الا يسب ويشتم دينه فعليه ان يحترم معتقدات الاخرين واعتقد بان هؤلاء الجهلة المتطرفين يتناسون عمدا باننا امرنا الا نسب اديان الاخرين حتي لا يسب هؤلاء ديننا ويتطاولون عليه اذا فطبيعي من يدق الباب سيسمع الجواب ولهذا فقبل ان يلوم هؤلاء المسيحيين علي ما يصدر من مواقعهم ليكفوا هم اولا لسانهم وآذاهم عنهم ومن ثم يطلبوا منهم الصمت فكل دين هو عزيز ومقدس علي اتباعه وليت منصف واحد هنا يقول لي عدد المسيحيين الذين قتلوا علي ايدي هؤلاء المتطرفين وعدد المسلمين الذين قتلوا علي ايدي مسيحيين وارجو ان تكون الاجابه محدده بالمجتمعت العربية والاسلاميه فقط فما حدث في اماكن اخري من العالم هو امور تخرج من نطاق الدين الي نطاق السياسة
ثالثا :كثيرا ما يطالبنا هؤلاء المتطرفين بعدم موالاة الآخر وعدم التعامل معه ويتناسون ان الرسول قد تعامل معهم ووالاهم والا ماذا نقول عن الهجره الاولي والثانية للحبشه الم تكن نوعا من الموالاة ولماذا ننكر ان هناك اية اخري مقابله لعدم المولاة وهي التي تري ان اقرب الناس الينا هم النصاري ولماذا يتناسون ان الرسول قد تزوج بقبطيه بل وخصها الله بالاضافه الي السيده خديجه بان تحمل في ابن للرسول لماذا ينسي كل هذا ،ولماذا يتناسي هؤلاء انهم ذاتهم يتعاملون بطريقه او باخري مع الآخر فالقنوات الفضائية التي يستغلها هؤلاء ليشبعونا تلوثا سمعيا وبصريا يقضي علينا قد ابتكرها وتوصل إلي اختراعها الآخر ولسنا نحن ،الا يتمتع هؤلاء بكل وسائل الرفاهية التي اخترعها الآخر الا يعد هذا تعاملا اذا كان ما يدعون هؤلاء اليه من عدم التعامل مع الآخر هو حق وواجب فعليهم ان يبدؤا بانفسهم ويرفضوا التعامل المادي مع الآخر القادم اليهم في صور بضائع ووسائل رفاهية واتصال اخترعها الآخر ليستخدموها هم وليخترعوا لنا اشياء اخري مشابهه لنؤمن انهم علي صواب وبالتاكيد ان هذا امر بعيد المنال ولن يتحقق لأن هؤلاء منشغلون في العباده والتطرف والتمتع بالنساء اما العلم والاختراع والابتكار فهم لا يعرفون عنه شيئا لانه يحتاج الي عقل مبدع مفكر واراده حره سليمه وهو ما لا يتمتعون به في ظل التحريم التام لكل شيئ فكل شيئ لدي هؤلاء حرام ،الطب حرام فالله هو الشافي المعافي ويتناسون ان الله قد امرنا بالاخذ بالاسباب وويل للمريض ان كان مريضا بمرض نفسي فالحل هنا هو طقوس همجيه كفيلة بايصال الشخص السليم المشاهد لها إلي اقرب مستشفي للامراض العقلية قد لا يخرج منها طوال حياته ،والفن والثقافة حرام فهي تميت القلب وتقضي علي الايمان والمراة اس البلاء وكل ما يتعلق بها ملوث ونجس وتخونني الذاكره عن ذكر المزيد من المحرمات فالقاعده لدي هؤلاء التحريم والاستثناء هو الإباحه او بعباره اخري فالقبر الدائم هو القاعده والإستثناء هو الحياة والاستمتاع بها
حفظنا الله من شر هذا البلاء وابعد عنا خطر الإصابة بهذا الجهل فاشد ما اخشي ان استيقظ يوما لاكتشف ان فيروس انفلونزا الجهل قد تسلل الي نفسي واصبحت احد الضجايا الجدد الذين يعلنون التوبه علنا علي ما اقترفوه وانكروا كل ما قدموا من قبل لانها لم تكن متوافقه مع انفلونزا الجهل




#سهام_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الذئب مع الحمل
- اطيعي أو انتظري قرار ثلاثة أرباع الإله
- إيران-المجلس الأعلي-حزب الله كفي فقد تجاوزتم المدي
- تعليق من قارئ علي كتاب جمال البنا وردي انا ومن يرغب بالرد عل ...
- تعليق من قارئ علي كتاب جمال البنا وردي أنا ومن يرغب علي التع ...
- العراق وست سنوات مضت
- من أجل تنظيف العراق من ملوثات الحرب
- جمهورية إسلامستان الكبري2
- جمهورية إسلامستان الكبري
- الإمتحان المجتمعي
- التوحل الديمقراطي
- نحن والغرب
- سفر البشير بين التحريم والتحليل
- انا إنسانه أيكفي هذا؟
- عيدك أمي
- عمرو أديب وجواد وبغداد
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 3-3
- وجهة نظر اسلامية مختلفة 2-3
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 1-3
- اعتذار لرفاق المسار


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - أنفلونزا الجهل