أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام كوبع العتيبي - لماذا يراهن الفلسطينيون على الحصان الخاسر حتى بعد أن خسر فعلا ؟!















المزيد.....

لماذا يراهن الفلسطينيون على الحصان الخاسر حتى بعد أن خسر فعلا ؟!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 09:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قد يكون مبهما للذين وقعوا ضحية خداع وكذب الدكتاتور المخلوع وأجهزة أعلامه المملوكة والمستأجرة أن يرفعوا صور الدكتاتور قبل سقوطه ؛ أما الآن وبعد أن سقط الدكتاتور فعلا وهوت تماثيله وأصنامه والتي ركلها الشعب العراقي بأحذيته بكل طوائفه وملله من الشيعة والسنة إلى الأكراد والتركمان وصولا إلى الآشوريين والصابئة معبرين بذلك عن فرحة لا توصف بزوال واحد من أفظع الدكتاتوريات التي مرت عبر التاريخ ؛ وتشييد عراق جديد حر كريم ؛ عراقا لجميع أبنائه لا لعائلة الدكتاتور ومن لف لفها ومن أجاد نيابة عنها فنون الكذب والغش وتزوير الحقائق من إعلام عاهر متهرئ ومحترق حتى العظم .
أعود فأقول أنه وبعد هذا الذي حدث كله وأرى بعض من الأشقاء الفلسطينيين رافعين صورا للدكتاتور المخلوع ؛ فأنني لابد أن أضع النقاط الواضحة أصلا على حروف مبهمة .
أين كان الذي رافعين صوره الآن أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987-1992 وهل طريق فلسطين عبر طهران أو الكويت ؟ ولماذا عمل صدام حسين على شق صفوف حركة فتح مشجعا من انشق منها على سلوك ذات الطريق الذي يحترف سلوكه صدام حسين ؛ طريق القتل المأجور والعمد والقرصنة الدولية ؟ وأخيرا وليس آخرا هل كان لصدام حسين خير على شعبه حتى يكون فيه خير للشعب الفلسطيني ؟! إسنادا إلى مثل شعبي بسيط يردده آباءنا وأمهاتنا صباحا ومساء يقول : من لا خير فيه لأهله لا خير فيه لجار أو قريب أو بعيد .
إن صدام حسين الذي وصل إلى سدة الحكم في العراق عبر طريق مليء بالدسائس والقتل والمؤامرات لم يسلم منها أقرب أقربائه ؛ عمد في البداية إلى التنكيل بشعب العراق ممارسا بحقه واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري ( الترانسفير ) فعمل على تهجير مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي باتجاه إيران بحجة إن هؤلاء من ذوي الأصول الإيرانية متخللا تلك العملية مفارقات عجيبة حيث هجر أخ دون أخيه وأب دون ابنه وأم دون ابنها ؛ دليلا على إن الذريعة التي تذرع بها واهية وان العملية برمتها ليس سوى إشباع لنزوات ونزعات مريضة لدى هذا الدكتاتور ؛ ولم يغب عن باله أيضا تصفية كل من اعتقد هو أنه يشكل خطرا عليه تاركا للبعض الآخر خيارا مأساويا وهو الزج بهم في سجون وأقبية لا يعلم إلا الله وزبانية الدكتاتور أين مداخلها ومخارجها وهو ما شاهدناه خلال انتفاضة الشعب العراقي آذار 1991 عقب تحرير الكويت؛ وما تراه الآن على شاشات التلفزة كيف أن أبنا الشعب العراقي يسمعون أنين اخوتهم ولكنهم عجزوا حتى هذه اللحظة عن معرفة الطريق الموصلة إليهم ؛ ما يعني أن الجميع فارق الحياة . وبعد أقل من عام من بداية القرصنة الصدامية على أمور ومعتقدات العراق قام هذا الفاشي بالاعتداء على إيران معلنا بداية حرب دامت ثماني سنوات أحرقت الأخضر واليابس من خيرات العراق التي لو قدر لها أن تصب في مصبها الصحيح لكان العراق واحدا من أغنى دول العالم وليس دول المنطقة وحسب ؛ إضافة لما أزهقت هذه الحرب من أرواح بريئة لمئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي والإيراني بدون أي سبب اقترفوه سوى وكما أسلفنا إرضاء لنزوات الدكتاتور في القتل والدمار وتمتعه بإراقة الدماء الطاهرة .
خلال هذه الحرب حدث الاجتياح الإسرائيلي للبنان ؛ فكان الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيون هناك وصدام يقتل العراقيين هنا متقاسما مع إسرائيل الدور في عملية القتل الجماعي . هذا الدكتاتور الذي تحول لاحقا ليغدوا مليكا أكثر من الملك حين رأى أن رفعه لراية فلسطين والله أكبر هي واحدة من أكبر الخدع التي يمكن له أن يمررها عبر حشود من رجال الإعلام المقروء والمسموع والمرئي الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواقا ومرتزقة وعلوجا من علوج من وصفوه بقائد الأمة وحامي الحمى وحامي البوابة الشرقية والرفيق المؤمن .. لقد رفع هذا الدكتاتور راية فلسطين قولا أما فعلا فهو قد أبلى بلاء سيئا ؛ فعمل وهو مازال نائبا للرئيس البكر الذي قتله لاحقا ليحل محله على شق صفوف حركة فتح لدى المنظمات الفلسطينية مخرجا من بين صفوفها ما سيمي ( حركة فتح – المجلس الثوري ) بزعامة صبري ألبنا ( أبو نضال ) الذي تتلمذ على أيدي صدام وجلاوزته فنون القتل والأجرام والقرصنة بادئا بأبناء شعبه فقتل العشرات من خيرة شباب الشعب الفلسطيني الذين يشهد لهم على الصعيد الوطني الفلسطيني وذلك تلبية لرغبات من يدفع أكثر بعد أن وجد أن هناك من ينافس صدام على الدفع أكثر من قادة أنظمة لا يختلفون إلا في أسمائهم عن صدام حسين ؛ إلى أن انتهى الحال إلى الموت غير مأسوف عليه بذات الأيدي التي رعته وذلك بعد أن انتهت مدة صلاحيته كقاتل مأجور تحت الطلب .
لم يكتف صدام حسين بذلك بل واصل غيه وأذاه ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقام عام 1990 والشعب العراقي لم يستعد أنفاسه التي أنهكت بفعل حرب الدكتاتور مع إيران بالانقضاض على الكويت وعلى تجربتها الديموقراطية الناشئة والقضاء كذلك على اكبر مشروع ثقافي عربي كان يشع نوره من الكويت إلى كل أبناء العرب في الوطن العربي والعالم من خلال عشرات الدوريات الأسبوعية والشهرية والفصلية ومئات الكتب الأدبية والعلمية التي كانت تطبع في الكويت وتوزع بأرخص الأسعار ؛ متنكرا بذلك ليد الخير والمساعدة السخية التي امتدت إليه وعلى مدى سنوات عاملا بذلك على حرمان الشعب الفلسطيني من أكبر مورد مالي نظيف كان للفلسطينيين شريانا يساعدهم على الحياة والصمود والمقاومة .
ماذا يريد رافعوا صور صدام حسين بعد كل هذا ؟ ألم يتعظوا بعد كل ما فعله هذا الدكتاتور في حق شعبه أو وحق الشعب الفلسطيني تاليا ؟ ألم يتعظوا بعد هذا السقوط السريع والطبيعي لنظام دكتاتوري ودموي أمني ؛ كان جل ما يفكر به هو كيف يبني ويؤسس مزيدا من الأجهزة الأمنية والقمعية ليحافظ على السلطة ولا يدافع عن الوطن ؛ ألم يتعظوا بعد أن رأوا فرحة الشعب العراقي العارمة بزوال هذا النظام الدموي ؛ فأهل مكة أدرى بشعابها والعراقيون هم أدرى بما ينفعهم في حاضرهم ومستقبلهم ؛ أم ياترى سنكون ملكيين أكثر من الملك ؟!
إن كان أهل الفضائيات العربية وفرسانها على اختلاف رتبهم ووظائفهم ممن أخرجوهم من الثلاجات العفنة إضافة إلى العلوج في إعلاميي هذه الفضائيات يضاف إليهم كذلك رجال دين شغلهم الشاغل إصدار فتاوي حسب الطلب والموديل والفائدة من فتاوي إعلان الجهاد إلى فتاوي إباحة رؤية الأفلام الجنسية بين الأزواج ؛ إن كان هؤلاء جميعا يعرفون كيف يوظفون إمكانيتهم مقابل كوبونات النفط أو الحسابات السرية والعلنية ؛ ولكن ماذا يريدون الفلسطينيون حينما يرفعون صور الدكتاتور ؛ هل هي مراهنة على حصان خاسر بعد أن خسر فعلا أم أنه كرها للشعب العراقي الذي قدم الكثير الكثير للقضية الفلسطينية ....عجيب .؟!!!!



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتثاث البعث الفاشي .. وبناء العراق الجديد
- الجهاد الأعور والعهر الديني و معادلة الزيف الإسلامي في العرا ...
- جذور أبي لهب مثمرة في الأردن الهاشمي...؟!
- طبيعة النفس وأصلها... عند اسبينوزا ...3
- رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2
- أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك
- يس يم يس يم ..مجلس الحكم العراقي ..إلى الوراء در.. خارج العر ...
- ليس ضد الاحتلال ..... بل من أجل صحيفة الحوزة!!
- موسم الهجرة إلى الجنة بقرار مشترك ..!!
- إسقاط شارون وحكومته شرط أساسي لتحقيق السلام
- العنف الفارسي ....خطباء مجرمون !!
- طز في القذافي .... طز في المريخ ... البهلوان المصروع
- شيخ دين سعودي يدعو لعبودية ألأنسان الرق ..الجواري !!
- المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة
- الطائر على بساط الريح الايراني دعوة للتخلف وقيادة للقمع ومصا ...
- حركات القذافي البهلوانية …!!!!
- لعنوا الحجاج وأستغفروا له المصالحة مع البعثيين مؤامرة جديدة ...
- حينما يتحول الروزخون الى السياسة ..!!
- فصل الدين عن الدولة هو الخيار الوحيد
- ألأرهاب بأسم الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلام كوبع العتيبي - لماذا يراهن الفلسطينيون على الحصان الخاسر حتى بعد أن خسر فعلا ؟!