أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - عندما يجبرك المُفكرون العربان على - الطشت - !















المزيد.....

عندما يجبرك المُفكرون العربان على - الطشت - !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: الصحافة والاعلام
    


صاحب " الطشت " هذا كان يمتلك نقودا وأملاكا كثيرة وعادات ذميمة في ذات الوقت . وأشد هذه العادات هي الإغتياب أو التحدث بالسوء على الناس . وكان المقربون منه دائما ينتقدوه على هذه العادة السيئة ويطلبون منه الكف عنها , كذلك يُحذرونه إنه إذا لم يكف فإن الله سوف يجرده من كل أملاكه ونقوده . لكنه لم يكن يستمع , وحتى عندما بدأ الله بالفعل تجريده من أملاكه شيئا فشيئا فلم يترك هذه العادة .. وهكذا إلى أن تجرد من كل نقوده وأملاكه ولم يبق معه إلا " طشت " يستحم ويغسل ملابسه به . عند ذاك قرر التوقف عن التحدث عن الناس وإغتيابهم . لكن ذات يوم شاهد شخصا ما يرتدي مِعطفا سميكا في شهر تموز وفي درجة حرارة تصل الخمسين درجة ! فنظر إليه بتمعن ثم قال : هذا اللي يجبرك على الطشت "

الذهنية الحادة للمفكرين العربان التي تروغ على بطنك مثل الطاحونة لا تجبرك على الطشت فقط بل تشمل .. تلك الذهنية المشطورة كذرات هيروشيما في أنحاء البلاد والعباد , والتي بالرغم من روغها فوق البطون والخواصر فلا بد من التوجه بالشكر للفضائيات العربانية والإذاعات التي تُوفر اللقاءات بتلك الذهنيات , ومن ضمنها اللقاءات بالمفكرين الطواويس ذوي العمائم واللحى المُذنبة - طاووس ومُفكر , كيف هذا !؟- ومن ضمن هؤلاء الطواويس , الطاووس الذي قابلته قناة " الحمد الثنائي القطرية " ذات مرة عبر الأثير من " لندن " كطرف معاكس للكاتب " السيد القمني " , والذي قال للسيد القمني حينها : سأحجرك , أو لو كنت أتمكن عليك لحجرتك ." وأنا أقول : لو كنت مكان السيد القمني لقلت له : إذا أنت ستحجرني , فأنا سوف أجز لحيتك جزا وليس حلاقة , وأطمر حلقك بها , لكي تستلذ بقطيع القمل المُتكلس فيها , كذلك سوف أطمر حلق " الحمد الثنائي رئيس القناة بها , وإن كان هذا الحمد ليس بحاجة إلى هذا الطمر , فشواربه التي تتخطى فواح شوارب " أبو الزُمير " تطمر حلقه ومنخريه ومخه , وريق الشيخة موزة وخشمها و .. وترجع لتقول : ماذا يعمل الطواويس في لندن , هل مثل هذه الخفافيش الظلامية تستحق العيش في دولة عظيمة مثل " بريطانيا " وغيرها من دول أوروبا الغربية , أم إستحقاقها محاجر الدكتاتوريات التي قدمت منها ؟

وجهة النظر المنطقية تقول : إن السيد القمني كان المفروض ألا يستجيب لمثل هكذا لقاء .. والسبب بسيط , وهو أن السيد القمني في لقائه الأول مع قناة الجزيرة كان قد عرى مفاهيم التربية الإسلامية التي تقود إلى الإرهاب , ولم تستطع تلك القناة ردعه لأنه ببساطة كان يتحدث عن أشياء واقعية ومُوثقة من قوانين " السعودية " عن تربية الكره في المناهج الدراسية الإسلامية السعودية ! والمعروف عن قناة الجزيرة هي قابليتها المحضة للتآمر ضد كل ما له صلة بالمفهوم الحضاري أو العلماني , طبعا على أسس خاضعة للنزيف العروبي والإسلاموي الذي طرأ فجأة وبدون سابق إنذار على حاكمها صاحب الشوارب الغليظة " الحمد الثنائي " رغم أن هذي الدُويلة ليست لها جزئية ضئيلة في مسار التاريخ . أو بالمثل العراقي الشعبي الذي يقول { من يعرف فطيمة بسوك الغزل } .. لكن التآمر لا يخضع للحجم .. وعليه فقد وُضع السيد القمني في مواجهة طاووس ليس له علاقة من الأرض إلى السماء بما يُسمى " الديمقراطية ولا بالحياة ولا بالممات ولا بالنبات ولا بالسُبات ولا بأية جزئية من هذا المدار الذي وَلدَّ أو أنتج هذا الهُلام الممسوخ الإسلاموي " .. وعلى أي حال فقد إنتهى اللقاء ولم تستطع هذي القناة النيل من السيد القمني وما يحتمله من فكر وَقادْ معاصر في مناهضة الضلام الحجري .

هذا الإسلوب البدوي التآمري التشهيري البلطجي في قناة الحمد الثنائي ليس بحاجة إلى فوار عقلي لإستنتاجه , وكونه كذلك فإن التهذيب لا ينفع معه , الذي ينفع معه هو " طول اللسان , أو اللسان المُوشر كما يُقال " لكن ليس لسانا تهريجي , إنما لسان يطفح بالحقائق التي تفضح سماسرة هذه القناة الموبوءة .. " وكريم بدر " كان نموذجا ملائما جدا جدا جدا لفضح قناة " الحمد الثنائي " ولا داع لذكر تفاصيل لقاءاته في تلك القناة , فمن يرغب بذلك فإن " الـ " يوتيوب " قبالته ليكتشف ذلك .

والفحيح بالطبع لا يقتصر على الفضائيات في معرفة أو إستبيان المستوى المرموق لرموز الثقافة العربانية المرموقة , فهناك الكثير من وسائل الإعلام التي تطفح بالتماثلات .. ومنها على سبيل التمثال : البي بي سي العربية , هذه البي بي سي تضخ عليك موشورات من الضخ الستراتيجي النرجسي لعشرات الكائنات الأكاديمية إلى حد السم المميت في بلاعيمك , ربما أشد ضراوة من بكتريا الخناير الراهنة .. ومع ذلك , فلا علاقة لنا بالطفح , الطفح النرجسي , العالم كله عبارة عن نرجسيات مُتواصلة - وإن كانت ليست بصفاقة المُفكرين العربان - , .. لكن لنا علاقة بما يصدر أو ما يخص عوالمنا .. والطبيعي على الأسس التي وردت في السطور الآنفة , أن تلك العوالم لها صلة بالبرفسور الحقيقي والطاووس , وهنا نصل إلى زبدة هذه الموضوعة , وهي : إن مخاض التاريخ الجيني الوراثي البعثي العروبي قد ماثلَ أو صار على ذات المستوى من التفكير الروزخوني الإسلاموي في النظر إلى واقع الأشياء !

بمعنى أن تطور الفكر الفلسفي والعلمي للأُمم قد واكبه فكر إرتدادي نحو القرون الحجرية في منظومة الفكر العروبي, وهذا الإرتداد مفاده أو إحدى جزئياته أن الأكاديمي العروبي صار يُفكر بنفس طريقة الروزخون أو الطاووس الإسلاموي وعلى جميع المستويات ؟ . لكن بالطبع أن المستوى السياسي يظل الأكثر أهمية , كونه الأكثر مردودا ماليا .

والخوض في " بربوكيات " هذا المسار سوف تلجك في صميم العجائب والغرائب . أنظر لهذا التناقض كيف يتأتى وكيف يحدث - ويتأتى على ضوء المثال التالي , خبر يقول : الإخوان المسلمون في سوريا قد تخلوا عن العمل السياسي ! لماذا تخلوا عن العمل السياسي بعد ثلاثين عاما , لماذا تخلوا وهم الذين جُزروا جزرا في مجزرة " حُمص وحماة " 50 ألف قتيل .. وهذا يقود إلى مناسبة القول إن " سوريا " قد أيدت إيران في الحرب ضد العراق ليس من منطلقات مبدئية , إنما نتيجة الفورة الإسلاموية التي إنطلقت آنذاك , والتي كانت " إيران " الممول المعنوي والمالي لها سواء في لبنان والجزائر والمغرب وتونس ومصر وغيرها.. ولذلك ترى " إيران " لم تُعقب ولو بملحوظة على مجزرة " حُمص وحماة " ضد إخوان سوريا , بينما كانت تكيل التشريح ضد السلطات في مصر والجزائر وتونس والمغرب في سياساتها ضد المجموعات الإسلامية الإرهابية في بداية عقد الثمانينيات !

ونرجع إلى القول : إن المُفكر العروبي قد ساير هذا الحضيض , الذي هو أصلا موروث في الفكر العروبي منذ نكبة فلسطين , ولذلك تراه مشدودا ومنفعلا لهذا الواقع رغم تحولات الزمن , وبالطبع من حقه أن يكون على الفطر أو الفكر الذي يرتئيه , من حقه كذلك أن يكون بمستوى تفكير الطاووس الضلامي , لكن الذي نطمح إليه من هذا هذا المُفكر , كونه ضمير هذي الأمة أن يكون إنفعاله بمستوى منزلته الأكاديمية .. يعني مثلا إن أكاديمي من هذا النوع يظهر في إذاعة البي بي سي العربية وهو يتحدث عن مؤتمر العنصرية وهم منفعل جدا .. وفي المقابل ترى أكاديميا إسرائيليا في منتهى الهدوء وينتقد دولته بشأن حقوق الإنسان - رغم المحور الديمقراطي الذي تدور فيه دولته -, بينما الأكاديمي العربي يقفز فوق الزمن ليتحاشى أي نقد لواقع حقوق الإنسان في الواقع العربي .. يعني عيب , ولو كلمة هلامية يا حضرة الأكاديمي البرفسور العروبي العامل في مركز السوربون القانوني بحق تلك الكائنات الممسوخة التي ترقد على الضيم والجوع والمأساة والسجون والقتل و.. بصبر أزلي في عوالمكم ! : يعني ألم تخجل وأنت ترى صهيونيا ينتقد دولته مع ديمقراطيتها , وأنت وفي دول دكتاتورية تضخ على مفهوم عتيق أتى عليه الزمن والوقائع , يعني ما عندكم سالفة إلا الصهيونية , وأنتم أشد ضراوة في فكركم وفِعلكم ونفاقكم من هذه الصهيونية !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس ومنقار الطير المقطوع
- - الإله - القبلي الثأري وتأثيراته في االواقع العروبي المعاصر
- ميثم الجنابي - وهمجية الحزب الشيوعي العراقي
- فوز اليمين الإسرائيلي - نتنياهو - أثلج عناكب - دمشق وطهران - ...
- ألقو القبض على - رفسنجاني - فهو أحد أركان جريمة -حلبجة -
- ما هو الرمز الفلسفي ل - العِلك الأخضر في رقبة - عزوز الحكيم ...
- عندما تَقَيَّأَ - مارلون براندو - على صديد الميديا
- حكاية ( عليوي أبو العرق , العرك ) مع الخمينية
- البحث عن النهاية
- الوهم المُلائي الإيراني إلى أين ؟ ج 2
- الوهم المُلائي الإيراني إلى أين ؟ عدم التوقيع على الإتفاقية ...
- من هي أبرد إمرأة في تاريخ الولايات المُتحدة الأميركية ؟ سارة ...
- حزب الفيل الأميركي الإشتراكي !
- عراك تيليفوني بين ( بوش و براون ) عن أولمبياد - بكين - وأشيا ...
- كامل شياع و - رسائل من ماروسيا -
- ( جورج بوش ) و ( جوردن براون ) القوقازيان
- - محيسن الحكيم - وصدور روزخنته الموسومة الأخيرة
- أنا أقول إن جماعة - أبو النسوان - ستنتصر على جماعة - أبو الخ ...
- بهاتة - أحمدي نجاد -
- الجنجويد بعثيون وإن لم ينتموا


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل الخياط - عندما يجبرك المُفكرون العربان على - الطشت - !