أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!














المزيد.....

خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 13:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اقسم أنه لو كان للمرجعية النجفية ولو خويطٌ صغيرٌ أسود أو أبيض يفصل بينها وبين البعث الفاشي بحيث يمكن للمرجع الجليل أن يطرد أبسط حارسٍ من حرّاسه البعثيين أيام صدام حسين ، لقلت للسادة المراجع العظام تمسكوا بخطوطكم الحمراء وامنعوا الأمريكان من عبورها واستمروا بتغطية الصبي المنشق المعتوه مقتدى بعباءاتكم الجليلة الكريمة فلا تصل له يد العدالة العراقية أو الأمريكية …!
ولكن حيث الأمر ليس كذلك إبان صدام ومن هم قبل صدام ، فإن خطوطكم أيها الأحبة حارقةٌ لأصابعكم قبل غيركم ولا قدسية لها عند أي عاقلٍ يريد للعراق الأمن والسلام والتقدم الحقيقي …!
المرجعية كانت مخترقةٌ حد العظم من قبل البعثيين وقد ثبت هذا الاختراق بعقب سقوط صدام حسين من خلال الفتى مقتدى وجيش البعثيين الجدد ، وثبت اختراقها دولياً من قبل حلفاء صدام الإيرانيين ، بدليل وضعها العراقيل تلو الأخرى أمام أجندة التحرير والبناء …!
هذه اللغة المنافقة …الانتهازية …المثقلة بطلاسم القول مما يحمل وجهين وثلاثة وأربع وما يضلل كل الأطراف ولا يفيد أحداً قطْ ، هي لغة المرجعية في تعاملها مع الأتباع والعمائم التي لا تعد وقيادات مجلس الحكم الرديفة لها ثم مع الحليف الأمريكي والأمم المتحدة …!
هذه اللغة الشاحبة الهزيلة المترددة هي التي جعلت الفتى الضال الضليل مقتدى ورفاقه البعثيون يتمادون في الغي ويشعلون الحرائق ويزرعون الألغام في عجلة التحرير المبارك …!
لغة المرجعية الخالية من الروح والرائحة وصفاء الفكرة ووضوحها هو أبرز عوامل الانشقاق الذي عصف بالبيت الشيعي …!
كنا نأمل من المرجعية النجفية ومنذ لحظة بروز بوادر انشقاق صدريٍ مدعومٍ بقوة من أيتام وأرامل صدام ، كنا نأمل إصبع تحذيرٍ حازمٍ يردع الفتى ويعيده إلى صوابه ويسحب من تحت قدميه البساط الشعبي …!
ولم نسمع …ولمن نرى …!
ماذا كانت تنتظر هي المرجعية وعيون بسطاء الناس وهم الأغلبية التي لا تستطيع أن تحير حراكاً بغير قيادة ( صدام أو المرجعية أو أي عمامة ) ترنو لها منتظرة الفتوى والجواب …!
نحن نفهم أن الحياة على الأحياء عزيزة وإن ليس كل عمامةٍ مستعدة للموت قبل الأجل …!
نفهم هذا ونستوعب مفهوم وفعل التقية إبان الحكم الفاشي الصدامي …!
ونفهم أن للتقية لغتها المطلسمة وأن المتقي هو من يلجأ للصلاة والحث على سلامة الجنابة وجمع الخمس والزكاة حين تكون قبضة الحاكم قاسيةٍ ، لكن أين صدام الآن وأين البعث الفاشي …؟
لقد انتهى صدام أيها السادة وما عاد فدائيوه القتلة هم من يحرسون بيوتكم ويلجمون أصواتكم ويلتقفون رقابكم عند الحاجة …!
فأولى بكم أن تغيروا مفردات ونبرة لغتكم لتغدو أكثر وضوحاً وشفافيةٍ ويسرٌ على الفهم …!
اليوم … ونحن على أبواب التحرير الناجز بعد تصفية بؤر التوتر والردة في النجف والفلّوجة ، يأتينا صوت قائلكم مزمجراً " النجف وكربلاء خطوطٌ حمراء لا يجوز عبورها "…!
خطوطٌ حمراء تحمي المغامر المقامر البائس الضليل مقتدى الصدر وجحافل البعثيين الذين يلتفون حوله …!
خطوطٌ حمراء تغري الضليل بأن يزداد عتواً وضلالة وبأس …!
لماذا …؟
لمصلحة منْ هذا القول الذي سيضلل كثيرون ويدفعهم للدفاع عن مقتدى بحجة الدفاع عن الخطوط الحمراء …!
طيب لماذا لا تئدوا الفتنة وهي لما تزل في مهدها ، والفتى أوكل أمره لكم لأنه صراحةٍ لا يعرف ما يريد ويريد توريطكم وتوريط الشعب كلّه بالدفاع عن شخصه وحياته …!
لماذا لا تلزموه بما ألزم هو نفسه به ، فإن كان وكنتم عادلون ومسلمون حقاً فأخرجوه ليلقى جزاءه أمام محكمةٍ عراقيةٍ ، فأن كان بريئاً بريء وأن كان مذنباً نال جزاءه العادل ..!
لماذا تتركون بذرة الشقاق والنفاق تستفحل وتستعدون عليكم الأمريكان والعراقيين المعتدلين الشرفاء المصرّون على الحرية والتخلص إلى الأبد من أرث دولة الإرهاب الصدامية ، من تعدد عمائم وتعدد مرجعيات والتناسخ الأميبي الطفيلي للأصوات والبنادق والميليشيات …!
ثم … ماذا لو أخترق الأمريكان بكل عناد الدولة المتعبة المجهدة من تنافر العراقيين وترددهم وسلبيتهم وتعدد مرجعياتهم وكثرة مقدساتهم الزائفة ، ماذا لو أخترق الأمريكان خطوطكم الحمراء ليصطادوا الفتى وهيئة أركان جيشه البعثي اللقيط …؟
أتضنونهم سيغفرون لكم ترددكم وحمايتكم للفتى الضليل مقتدى ، أم سيأخذوكم بجريرته وجرمه …!
لا نشك أن الأمريكان قرءوا تاريخ العراق الحديث واعتبروا بنمط تعامل صدام مع أقطاب المرجعية الشيعية ، وأدركوا حجم النجاح الذي ناله عبر ما يفوق الربع قرن ، عير استعماله القبضة الحديدية وإن من خلف قفازٍ ناعم وخنجر خفي ….!
ماذا لو اعتمدوا بعض أساليبه ليحموا جنودهم ومشروعهم الحضاري في العراق …؟؟
أتضنون أن هناك من سيبكيكم طويلاً … أم إن الناس ستنساكم بعد أيامٍ قلائل كما نسيت الصدرين معاً ….في بحر أيام …!
لا قداسة في السياسة أيها الأحبة المبجلون …!
ولا قداسة لكم في نفوس أتباعكم أيها الشيوخ الكرام ، إلا من حيث حملكم للهم الواقعي المعاشي للناس ، وحرصكم على استمرار نعمة الحرية وسعيكم الجاد الحثيث للمشاركة في البناء واستئصال بذور الفتنة !
حريٌ بكم ولديكم ما لديكم من قوةٍ اعتبارية معنويةٍ لدى الناس ، أن تسلموا الفتى الهارب من وجه العدالة للقضاء العراقي ، فتربئوا بأنفسكم عن شبهة المشاركة في نهجه المرتدّ ، وتحموا بالتالي ليس أنفسكم حسب بل وشعبكم عامةٍ والمقدسات والمستقبل العراقي كلّه …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنيئاً لأم المآذن ثمن ما لعبة السحل والحرق التي أجترحها الغل ...
- معركة الإيرانيين الأخيرة في العراق…!
- تعقيب على نحيب ….!
- النحيب عند بقايا الكرسي المتحرك للحبيب …!!
- الحفريين
- مرحى للدبابات السورية التي هبت على عجلٍ لقمع الأكراد …!
- ويوشك العام الأول من التحرير أن يأفل…!
- وليلةٌ أخرى من ليالي الفأر في جحره - قصة قصيرة
- ولِم لا يكون الأشقاء في سوريا وإيران هم الفاعلون …!
- النصوص …. النصوص … حاضنة الإرهاب وراعيته …!
- الكائن الإنساني إذ يتجاوز الحدود الزائفة لحجمه الفسيولوجي وا ...
- الإسلام …هذا الدينُ اللعنة ….!
- هذا الذي كان حبيس مستنقعه العفنْ …!!
- شاعرنا الكبير سعدي يوسف … ما الذي يريده بالضبط …؟؟
- هل أدلكم على حاكمٌ ….لا يظلم عنده أحد …!!
- حكايةٌ عن الفأر لم تحكى من قبل ..! قصة ليست للأطفال
- لا لاستهداف قوى الخير من قبل سكنة الجحور…!
- مظاهرات السلام وقبح خطابنا العنصري
- حشرجات الرنتيسي البائسة …. لمن يسوقها …؟
- ولليسار العراقي رأيٌ… يثير العجب …!


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!