أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة














المزيد.....

عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 08:56
المحور: حقوق الانسان
    


قال لي علينا أن نكون واقعيين، ولا داعي للشعارات الجوفاء التي لم عفا عليها الزمن وتقادمت، كان وقع كلماته قاسيا على الحاضرين لأنة مس قضية مقدسة بالنسبة لنا، هي قضية اللاجئين وحق عودتنا إلى أراضينا التي هجرنا منها.

لم اصدم ولكنني اثر الإصغاء للوهلة الأولى، فقد لفت نظري منطق هذا السيد المعروف والذي يفترض أن يحمل هم الوطن على أكتافه نظرا لموقعة الرسمي وجذوره اللاجئة التي يفترض أن تترك بصماتها على خطابة وغيرة من النخبة اللاجئة التي ناضلت وضحت لتبقى شعلة العودة مشتعلة.

قال: لا تنجر وراء أحلامك، فانا كنت اقطن في مخيم، ومن قال لك أن المخيم محطة وانتماء، لقد خرج من استطاع الخروج، فانا مثلا بنيت فيلا فخمة كلها شبابيك وودعت المخيم، أنا لا اعرف ما الذي يعجبكم في المخيم، أهي الغرف المزدحمة والريح"قالها بالفلاح" التي تصدر طيلة الليل من البطون المنتفخة.

أنهى صاحبنا حديثة وانفضت جلسة الطرشان ، لكنني ودون أن ادري تجاوزت المكان والزمان وعادت بي الذاكرة إلى سجن الخليل عام 1983 حيث الغرف المزدحمة والريح"الكريهة" الصادرة عن اللحم الفلسطيني المتكدس لأنة لعن غرفة الوكالة والمخيم والثقافة البائسة التي تحسدنا على أحلامنا الصغيرة التي باتت جزئنا من تكويننا لأننا لا ننتمي إلى أصحاب المصالح وإننا متصالحين مع أنفسنا وجذورنا ووصايا من سبقونا.

صورة أخرى سيطرت على تفكيري كما الابلة عند دوستفسكي الذي ضجر واشمئز من الاستقراطية الكذابة والصالونات الوطنية الجوفاء التي لا تخاطب إلا نفسها، وهذا ما ينطبق على البعض الفلسطيني الذي يعتقد أن يحمل مفاتيح الوطن ويحق له أن ينشر الشعارات الهدامة والمحبطة لان مصالحة لم تعد تتقاطع مع شريحة ونسي ما سببة الحرمان والفقر والطفولة الضائعة التي لن تعوضنا عنها أموال التطبيع وثقافة تسفية المقدسات.

اللة يرحم أيام زمان كانت قامتنا عالية تناطح الشمس، وكان المخيم محطة لهولاء، لكنهم داسوا المخيم وتسلقوا علية وبات كابوسا يلاحقهم رغم أنهم كدسوا ما كدسوا على حساب فقراء المخيم، لكن هذه سنة الحياة وعلينا أن نتقبلها فنحن في المخيم نستنشق الريح الكريهة التي تزكم الأنوف، فهذا واقعنا ولن نخجل منة فهو مفروض علينا وعملنا على تحسينه قدر الامكان وقد نجحنا إلى حد ما.

في المحصلة هجرت بعض الشرائح المخيم وتخلصت من الروائح الكريهة، لكن المشكل أن المخيم مشبع برائحة الفساد الصادرة عن هؤلاء الذي لا زالوا يستغلون اسم المخيم ويغتنون على حسابة وهم وحدهم الذين حولوا لمرتع للمستجلبين مع بعض الاستثناءات، لذلك علينا أن نقبل بواقعنا ونستوعب الآخر منا ولو على مضض، فهم كالخراف الضالة التي ستعود إلى حظيرتها رغم الريح الكريهة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس عاصمة الفقراء
- حول الأقلام الملطخة بالدماء
- الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
- مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
- فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
- من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
- إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
- هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر
- محرقه غزة وعرب 2009
- سفن ستر العورات
- لو كنت رجل امن فلسطيني....
- كاسك يا ملك
- سعدات...من يحاكم من
- عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
- جنون فلسطيني بالجملة
- لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني
- المستوطنون قادمون...ما العمل
- ضوء في آخر النفق


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة