أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر














المزيد.....

رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 03:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشباب ياسيدي كما تعلم له حق عليك وعلينا في كل الأحوال, وكل امريء لابد وأن يمر بهذه الفترة الحرجة والقلقة والمضطربة من حياته ولكن الرجل الرجل ياسيدي هو من يغادر هذه المحطة الصعبة ولايترك في قلوب الناس من حوله جروحا لاتندمل أو ندوبا لايمحى اثرها ونرجو أن تكون قد وعيت الدرس جيدا ياسيدي عندما رايت بعينيك وسمعت باذنيك ما فعله افراد يهتفون بأسمك ويسرقون ويخطفون ويبتزون ويغتصبون ويقتلون الناس مدّعين اتّباعك وتنفيذ اوامرك بعد أن أسست لهم وبهم جيشا من السرّاق لا يحكمهم قانون ولايمسكهم عرف ولا يتبعون نظاما أو منهجا ولا يفقهون كلاما أو نصحا ولايعتبرون مباديء أو قيما فنرجو ياسيدي ان كنت تنوي العودة للعراق كما سمعنا و بعد أن أعطيتنا فترة راحة لا بأس بها, نرجوأن تكون قد تجاوزت حالة التخبط التي عشتها فترة شبابك وافرزت ماأفرزت من مشاكل وتركت في قلوب الناس من الأسى والألم ماتركت. فكما تعلم ياسيدي أنه لاخير في أمة شبابها يقودون شيوخها , فنرجو أن تكون تلك التجربة المريرة قد أكسبتك حكمة الشيوخ والبستك ثوب التعقل ونقلتك من طيش الشباب الى رزانة الشيوخ .
أكثرنا يعلم وأعتقد أنك أيضا تعلم أن الدولة الديمقراطية التي تبنى في العراق الان لها استحقاقات وشروط لابد من توفرها و يجب الأيمان بها ويجب احترامها وتطويرها باستمرار والاّ فلا دولة ولا ديمقراطية وانما مجاميع متناحرة من العصابات تؤول في النهاية الى التقاتل والتطارد وتقود البلد الى الأنهيار والتشتت . أهم هذه الشروط هي وجود دستور قوي يحدد الحقوق والواجبات للمواطن ويحدد دور الحكومة لقيادة البلد واتخاذ القرارات الحاسمة وتوفير الخدمات للمواطن .هذا الدستور يدخل حيز التنفيذ من خلال الوزارات والهيئات والمجالس وغيرها والتي يجب ان تكون خاضعة لقوانين مستمدة من الدستور وقوية بما يكفي لصيانة الحقوق ووضع حد لأنتهاكاتها. لذا اذا اردنا بناء نظام ديمقراطي قوي ومتين وناجح لابد أن نحترم هذا الدستور ونقدّر من يقوم على تنفيذه وأن نبتعد عن منطق القوة والرفض وتوتير الأجواء .
ان التحديات التي يواجهها العراق كبيرة وخطيرة فلا تزيد أنت وأصحابك من خطورتها لا لشيء سوى لمبدأ العناد والرفض والتوتر الذي أخذه عنك اتباعك وأخذته عنك الأناث المحجبات المشاركات في مجلس النواب يمثلن تيارك ويعبرن عن أفكارك . فوالله ياسيدي كان في بالي بارقة ضعيفة من الأمل أن يعتدل أصحابك يوما ما ولكني عندما رأيت بعض اتباعك ومنهم السيدة مها الدوري وهي ترتعد وترتجف وتنفث السموم كالأفعى على شاشات التلفاز فأني قد فقدت الأمل بأن يعتدل تيارك لا بل وفقدت الأمل أن تعود الأمور في العراق لطبيعتها في القريب. أرجوك ياسيدي ان قررت العودة للعراق أرجوك أن تقرر معها عدم ترديدك لعبارة (احتلال .. حبيبي ) التي صارت لازمة بغيضة لك ولأصحابك تعبر عن جهل شديد بالسياسة وقصور مريع بالتحليل لديك ولديهم . وأرجو أن تعلم وقد يكون أحدهم قد أعلمك أن الحكومة العراقية قد اتفقت مع المحتل على الأنسحاب من العراق بخطوات منهجية وغير مستعجله بغية تهيئة قوات عراقية قوية تحل محلها وأن جميع العراقيين مقتنعين بهذا لا بل أن بعضهم يعتقد أن الأوان لم يحن بعد لمغادرة المحتل (وأنا من هؤلاء) وان احتمالات تفجر الوضع واردة بعد انسحابهم في ظل التعبئة والتهيؤ الذي نلمسه من البعثيين ومن القاعدة وباقي العصابات المسلحة ..
ان واحدا من أهم مايعانيه النظام الديمقراطي الحديث في العراق حاليا هو وجود تيارات سياسية ذات قيم ومباديء فكرية خاصة تريد فرضها بالقوة هذه التيارات تعتقد بأن العملية السياسية برمتها قد بنيت في ظرف احتلال البلد وبالتالي لايجب احترامها وان كل التشريعات يجب أن تخرق وان خرقها حسنة وطاعتها مثلبة وتتنافس هذه التيارات في عدم احترام القوانين وفي خرق الأداب المترتبة عليها وتتفنن في اهانة النظام والقائمين على تنفيذ القوانين وحفظها وتعتقد ان أهانتهم وتجاوزهم هو الوطنية بذاتها, وهم واهمون طبعا لأن الدول تبنى بالتفاهم والأتفاق وليس بالفرض والقوة, ان واحدا من أهم هذه التيارات هو تياركم سيدي.
لذا فأنكم ياسيدي وباقي الصدريين مطالبون اليوم ومن باب المسؤولية أمام الله أولا وأمام الشعب ثانيا أن تعيدوا تقييم مواقفكم من النظام السياسي الجديد في العراق وأن تكونوا أكثر مرونة وتواصل وحب لباقي القوى السياسية في العراق وأن تتخلوا عن تشنجكم الواضح للجميع وأن تندمجوا بالعملية السياسية لا أن تقفوا جانبا متحفزين للأنقضاض عليها وتدميرها وأن تعوا بأن العملية السياسية بنيت بناء صحيحا الى حد كبير وأن تصحيح الأخطاء يكون بالكلمة الطيبة وليس بأهانة الناس واتهامهم بالعمالة.
وانكم مطالبون ايضا باستعمال اسلوب التسامح والود مع الأصدقاء المشاركين في العملية السياسية والتشدد مع الأعداء من البعثيين والقاعدة وغيرهم وان هذا الأسلوب هو ممارسة رائعة تحقق قدرا مهما من التناسق التي لايمكن للمجتمعات العيش بدونها والنجاح ببناء انظمة حرة قوية.
كما وأنكم مطالبون اليوم قبل الغد بتبديل اسلوبكم اللاحضاري في التعامل عبر وسائل الأعلام لأن السلوك اللاحضاري سيقوض مبدأ التحاور الديمقراطي ويشنج الأجواء مما سيترتب عليه اتخاذ مواقف متشنجة من الأخرين ويعود على الدولة والمجتمع بالضرر.!
العراق بلدك ياسيدي ولا أحد يستطيع منعك العيش فيه ولكننا نرجو منك لخاطر العراق الذي طالما أحببته وأحببناه أن تكون ماءا يطفيء النيران المستعرة في البلد لامحراث تنور يهيج الجمرات ويذكي النار المختبئة تحت الرماد .
والسلام عليكم.



#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف في العراق لم يمت / مقالة مترجمة
- قصص المثليين في الكتاب المقدس
- فيلم امريكي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
- حاخام يهودي يفضح وفاء سلطان
- ناهده الرماح ..نخلة عراقية عائدة
- ناهدة الرماح..نخلة عراقية عائدة
- ترجمة القران الكريم الى العبرية
- عودة الشاعرة الرقيقة مرام المصري
- جلعاد شاليط ومصيبتنا
- المصالحة مع العقارب
- انتصرنا.. انتصرنا
- طلاء بغداد باللون الأبيض
- مزّمل حسن يقطع رأس زوجته..تحسينا لصورة الأسلام
- رفض الهاشمي مقابلة رفسنجاني..الأسباب والنتائج
- مسلسل الأسباط ..العسل في السم أم السم في العسل؟
- فيلم فتنة الهولندي يطرد من بريطانيا
- المقامة الفرحانية
- يونادم كنا هو البديل الناجح لمحمود المشهداني
- رأس الملك سنطروق يعود الى العراق
- بيرسترويكا الرياضة العراقية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - رسالة مفتوحة الى مقتدى الصدر