أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - الطائفية السياسية في العراق ليست ظاهرة عابرة















المزيد.....

الطائفية السياسية في العراق ليست ظاهرة عابرة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الطائفية ليست تعبيرعن وجود طوائف مختلفة متعايشة في العراق..انها فكر سياسي رجعي ضيق, يعتمد على المذهب الديني الفئوي,وما نسج حوله من تعظيم وتقديس لرموز دينية,وما طرحته من اقوال وافكار,وما بنت فوقه من تقاليد وعادات اجتماعية,ترسخت عبر زمن طويل,وترعرعت في اجواء من الجهل وانعدام المعرفة خارج المذهب..لم تشمل الطائفية المذهب الديني فقط,وهوالاهم, وانما شملت المذهب العشائري والقبلي الذي بنيت على اساسه,لذا لا انفكاك بين الطائفية والمذهبية والعشائرية..انها دعوة سياسية انتحارية تقسيمية,مبطنة بمذهبية الدين,ترتقي الى مستوى(لاوعي الجريمة المنظمة),عندما تنشأ ميليشيات وقوات عسكرية,للقتل وترهيب الناس بأسم الدين والمذهب ,تتبناها احزاب سياسية دينية ومذهبية في قمة التخلف الحضاري والجهل السياسي,التي لا تسمح لها بالاستفادة من علم وتقنيات الحاضر,الا استخداما واستهلاكا متأخرا ومرتبكا ولا تنظر الى المستقبل نظرة تفائلية,بل لا تملك رؤية لهذ الزمن اوذاك..اقول (جريمة منظمة لاواعية) ليس تجنيا على احزابها السياسية الطائفية,بل لانها تختزن في جريرة نفسها وفي عمق ضمائرها,الغاء الاخر ومواجهته بالعنف,وصولا الى اشاعة حرب اهلية طائفية,باعتبارها حربا مقدسة في سبيل الدين والمذهب,وهما مقدسان يشرعان للحرب في سبيلهما,وليس فقط قتل واقتتال على الاسم والهوية,بناءا على خلافات عقائدية اصلها قبلية عشائرية بالية..انها احزاب طائفية تقر وتؤمن بذلك قبل ان تستلم السلطة, ينتمي اليها اناس,بناءا على انتمائهم الديني وثقافتهم المذهبية,ويرتقون في سلم تدرجهم الحزبي والسياسي,بناء على مستوى عمق ثقافتهم المذهبية..انها تبتعد بعض الاحيان عن الاعلان عن طائفيتها وتتمسك بطقوس مذهبيتها,لأسباب سياسية تتعلق بالامساك بالسلطة والحكم وجمع المال..لم تخلع فكرها المذهبي والطائفي ولم يستطع بعضها حتى تطبيع خطابه الديني,لأغراض سياسية,الا عندما يتفق ذلك مع تلبية مؤقتة لمصالحه المادية وتحقيق لأغراضه السلطوية,محتفظا بخلفيته الطائفية,مكتنزا لذخيرة لا تعطي خيرا,غيرالدمارالنهائي,اضافة الى الدمارالحالي.جوهرالطائفية السياسية يتمثل بصراع اقطاب دينية مسيسة لطائفتين رئيسيتين هما(اقطاب الطائفة السياسية الشيعية,واقطاب الطائفة السياسية السنية) تحركه وتغذيه احزاب سياسية,تأسست على الاختلاف المذهبي الذي نشأ وتجذر بعد وفاة النبي محمد بن عبد الله,والصراع السياسي على الحكم والسلطة الذي استمرعبرالعصور..انها احزاب قديمة الفكر,لا تتجدد سياسيا وثقافيا ولا تستوعب الحاضر,بل دائمة التعلق بالماضي,لانها تعتقد بأنها لا تستطيع ان تحكم الا من خلاله.تعتبر(الطائفية السياسية السنية/السلفية)هجرالماضي,تنازل كبير وخسارة فادحة,لانها حكمت دهرها لسنوات وعقود طويلة على ماضي الخلافة,فتكونت تجربة حكم وتراث يعتبرونها صالحة لكل زمان ومكان..بينما تعتبرالاخرى(الطائفية السياسية الشيعية) العودة السياسية الى الماضي الضائع والممنوع,فرصة نصر,لا تضيع مرة اخرى,وتعويض عن ماضي,غبنت فيه حقوقهم السياسي ..الصراع بين قادة الاحزاب الساسية لهاتين الطائفتين في هذا الزمن وانعكاساته السلبية على الشعب والبلاد,صراع سياسي طائفي سيستمر طويلا وبدموية,وهو ليس ظاهرة عابرة سيفشل روتينا بانتصارالاصلح الاجتماعي العلماني,انما يحتاج الامر الى بناء سياسي علماني يطيح بالبناء السياسي الطائفي الجاكم وا لحل لهذا الصراع يتحقق بحلهما وابعاد تأثيرهما عن السياسة(فصل الدين عن السياسة خاصة في العراق ضرورة حياتية مصيرية وتاريخية)..استوعبت الطائفية السياسية السنية نفسها وواقع حكمها عبر تجربتها في الحكم لسنوات طويلة في العراق وغير العراق,فتبنت خطاب سياسي ووسائل سياسية مختلفة ابعدت الظاهرة الطائفية عن الظهورالعلني,ومنعت التعبيرعنه,لانها تعرف عواقبه وتخشى نتائجه الكارثية.اما الطائفية السياسية الشيعية التي جاءت لحكم العراق في ظرف استثنائي غريب,لم تصنعه ولم تشارك في صنعه,فهي لم تقدر حجمها وكفائتها وقدرتها ولم تقدر ظرفها الذاتي وظرف العراق والمنطقة والعالم,فراحت تحكم بالعلن الطائفي,مأتلفة سياسيا بين احزابها المتصارعة في حقيقتها,مدعومة من قبل ايران دعما سياسيا وامنيا واعلاميا كبيرا ومباشرا,رافقته اضرار كبيرة على الشعب العراقي ووحدته الوطنية,الى ان تفجرت الاوضاع وفقدت فيها الحكومات المتعاقبة السيطرة عليها,الا بدعم مباشر وقوي من قبل قوات الاحتلال الامريكي ولحد الان..تصرف المالكي اخيرا ببعض الحكمة السياسية الوطنية,خففت من ازمة حكمه السياسي,لكنه لم يحل الازمة الطائفية وانعكاساتها الحالية وانفجاراتها المستقبلية,لانه لم يلغيها من جذورها ولم يزل اسسها,لانها منظمة في احزاب ذات فكر ومنهج وتراث رهيب في طائفيته وسموميته,التي لا تستقيم وحياة البشر في العصرالحديث,الا عبراستمرار الصراع السلبي والحروب والمآسي..فهي تعيق الوحدة الوطنية,وتضع الشكوك في طريق المصالحة الوطنية,وتمنع دون ارادتها عودة اصحاب الخبرات والكفاءات ,بمعنى انها توقف البناء والاعمار وتحقيق التقدم والتطور,وتعيق بعض اصحاب النوايا المخلصة للقضاء على الفساد الاداري والمالي.كما لا يمكن الجمع بين الطائفية والديمقراطية لهذا تتعثرالاخيرة تلقائيا..لسنا القائلين بطائفية الحكم السياسي في العراق,بل الحاكمون انفسهم هم القائلون والفاعلون في عملية سياسية طائفية من الفها الى يائها..فآثارالقتل على الهوية ما زال قائما,عبر المفخخات والتفجيرات,وغير قادرين على معالجته سياسيا واقتصاديا وثقافيا,وسرقة المال العام وتزويرالشهادات العلمية,صفة انتشرت وتجذرت في زمانكم,مطلوب منكم معالجتها جميعا..واجبار البنات والنساء على ارتداء الحجاب الذي يتناقض مع ابسط انواع الحرية الشخصية..ونشرالحزن والسواد في العراق ظاهرة طائفية تخص طائفة مذهبية سياسية معينة.
فالطائفية السياسية في العراق ليست ظاهرة سياسية عابرة,انما مبدأ سياسي ديني مذهبي وعشائري عمقته الاحزاب الدينية,وازمت الحياة على الناس البسطاء الذين يريدون ان يعيشوا في بلادهم في امن واستقرار,فعندما كانت تنقصهم امورحياتية معينة في الزمن السابق الطويل,اصبح ينقصهم اهم شيء الا وهو السلم الاهلي والامان الشخصي والاجتماعي,حيث يعم الخوف والحزن والقلق وعدم رؤية المستقبل,الا مظلما وتنعدم فرص البهجة والفرح بأبسط انواعه.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة العراق مستقرة؟
- الدفاع الجزئي عن فئة من فئات الشعب ظاهرة سلبية تديم الطائفية
- الاولويات الوطنية ومستلزمات التطبيق
- افقار العراق سياسة استعمارية خبيثة
- الانحياز للماركسية.. انحياز للعلم الاجتماعي وللمنطق العقلي
- اين وزارة الثقافة في ترسيخ الوحدة الوطنية؟
- متى الاستفاقة من حلم بناء الدولة الاسلامية
- الحل في الانقلاب على الذات وليس في الانقلاب العسكري
- الماركسية ليست كما يفهمها (الجهلاء)
- المصالحة الوطنية وبناء نظام وطني ديمقراطي بديل في العراق
- انتباهات الاستاذ جاسم المطير!!
- لله درك يا عراق
- من اجل الحزب الذي لم يوجد بعد
- تحريك المياه الراكدة...ام تنشيط الطاقات الهادئة؟
- ضربة عسكرية..ام امن وسلم في المنطقة؟
- المصالحة الوطنية..اسسها وقواعدها وخط مسارها
- من اشجع واذكى من مديحة الموسوي؟
- عسكرة الدين بعد تسييسه
- الليبرالية في منطقتنا..مازالت فكرة رمادية
- تشبث الشباب بالدستور المدني الديمقراطي ضمان للمستقبل


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد العالي الحراك - الطائفية السياسية في العراق ليست ظاهرة عابرة