أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة














المزيد.....

ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 12:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هو غيلان بن عُقبة ، وكنيته أبو الحارث ، والرّمة شهرة لحقته من قول معشوقته، ميّ ، حين استسقاها ماء ، وكان يحمل على كتفه رّمة ، وهي قطعة من حبل ، فقالت له ، وقد أتت له بالماء : اشرب يا ذا الرّمة !
كان ذو الرّمة مدور الوجه ، أقنى الأنف ، حسن الشعر أجعده ، حلو الضحك ، مفوها ، بليغا إذا تكلم ، يضع لسانه حيث يشاء 0
أنشد صالح بن سليمان ، راوية ذي الرّمة ، يوما قصيدة له ، فقال له اعرابي وكان يسمعه : أشهد أنك لفقيه ، تُحسن ما تتلوه 0فقد ظنه يتلو قرآنا !
نزل ذو الرّمة ضيفا على زوج ميّ في ليلة ظلماء ، وكان طامعا في ألا يعرفه ، ويدخله بيته ، ولكن الزوج فطن له ، وعرفه فلم يدخله البيت ، واخرج طعاما ، تركه في العراء له ، فما كان من ذي الرّمة حين بلغ جوف الليل إلا أن يتغنى بغناء الركبان منشدا :

أ راجعة يا ميّ أيامنا الأولى
بذي الأثل ام لا ما لهن رجوعُ

فغضب زوجها ، وقال لها : قومي فصيحي به : يا ابن الزانية ، وأي ايام كانت لي معك بذي الأثل ؟ فقالت ميّ له : يا سبحان الله ، ضيف ، والشاعر يقول ، فامتشق سيفه وقال : والله لاضربنك به أو تقولي 0 فصاحت به كما أمرها زوجها ، فانصرف مغضبا عنها ، واراد بعد ذلك أن يصرف مودته الى فتاة أخرى ليغيضها، فوقعت عينه على امرأة حلوة ، شهلاء من بني عامر ، فقال لها : أترقعين لهذا الرجل ، ويعني نفسه ، خفه ؟ فقالت وهي تهزأ به : أنا خرقاء ، لا أحسن العمل ، فسماها من ساعتها خرقاء 0
قال المفضل الضبي : كنت قد نزلت عند بعض الاعراب حين حججت ، فقال لي : هل لك أن أريك خرقاء صاحبة ذي الرّمة ؟ فاجبته ، فعدل بي عن الطريق قدر ميل ، ثم اتينا ابياتا من الشعر ، خرجت من احداها امرأة طويلة بها قوة ، فسلمت وجلست فتحدثنا ثم قالت : هل حججت قط ؟ قلت : غير مرة 0 قالت : فما منعك من زيارتي ؟ أما علمت أنني منسك من مناسك الحج ؟ قلت : وكيف ذاك ؟ قالت : أما سمعت قول ذي الرّمة فيّ :

تمامُ الحج أن تقف المطايا
على خرقاء واضعة اللثام

أنشد ذو الرمة أمام ميّ ، وكان يريد أن يغيضها :

على وجه ميّ مسحة من ملاحةٍ
وتحت الثياب الشينُ لو كان باديا

فكشفت ثوبها عن جسدها ، ثم قالت : أ شينا ترى ، لا أم لك ؟ فقال :

أ لم ترَ أن الماء يخبث طعمهُ
وإن كان لون الماء أبيض صافيا

فقالت : اما ما تحت الثياب فقد رأيته وعلمت أن لا شين فيه ، ولم يبقَ إلا أن اقول لك : هلمّ حتى تذوق ما وراءه ، ووالله لا ذقت ذلك أبدا 0 فقال :

فيا ضيعة الشعر الذي لجّ وانقضى
بميّ ولم أملك ضلالا فؤاديا

وقال في الطريق الذي توفى فيه ، وهو قاصد الخليفة هشام بن عبد الملك في الشام:

بلاد بها أهلون لستُ ابن أهلها
وأخرى بها أهلون ليس بها أهلُ



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفلس من مفلسين !
- صدام الصغير شيوعيا !
- ما بين الفلوجة وكربلاء !
- لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
- الصميدعي والمهمات المنتظرة !
- كيف تفهم المواقف ؟
- كاظمي قمي كان الشرارة !
- صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
- شاهد من ايران !
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
- أول من ظلمت من النساء عند المسلمين فاطمة الزهراء !
- الناصرية : لا بالعير ولا بالنفير !
- ظرف الشعراء ( 12 ) : إبن قيس الرقيات
- الحاضر والغابر من حديث البصرة !
- ظرف الشعراء ( 11 ) : مسلم بن الوليد
- هروب الظالم وهجرة المظلوم !
- ظرف الشعراء (10) : حمّاد عجرد
- ألوان من الشعر : ثلاث قصائد
- العراقية والتهديدات العماشية-الايرانية الجديدة !


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: إسرائيل أول دولة تتفاوض مع ترامب بشأن الرسوم ا ...
- ترامب يفكك أجهزة الحكومة: العاصفة تهز مركز الأرصاد الجوية
- الخارجية الإيرانية تؤكد أن طهران لم تسع قط لامتلاك أسلحة نوو ...
- حرائق الغابات تستعر في جميع أنحاء نيبال وتهدد القرى والبنى ا ...
- غزة: غارات إسرائيلية جديدة تقتل العشرات بينهم إعلامي وحصيلة ...
- حكومة الوحدة الوطنية تعفي الليبيين في تونس من الغرامات وتصدر ...
- المفوضية الأوروبية تفضل الحوار مع واشنطن لحل رسوم ترامب الجم ...
- ظاهرة جيولوجية غير مسبوقة.. صفيحة أرضية قديمة تبتلع أجزاء من ...
- الداخلية السورية تكشف ملابسات هروب 6 نزلاء من سجن السلمية في ...
- العثور على جسيمات بلاستيكية دقيقة في 9 أنهار أوروبية كبرى


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة