أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كامل عباس - حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟















المزيد.....

حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 12:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


طرح الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي _ لأعضائه ومناصريه ولكل المهتمين بالشأن العام في سوريا أواخر العام الماضي مشروع موضوعات لمؤتمره القادم تميزت بالعمق والجدية , وأهم ما فيها , روحها الديمقراطية العالية التي ترجمت عمليا برحابة صدر واسعة , و تقبلت النقد عليها يمينا ويسارا وحتى قذفا وتشهيرا , وقد كانت لي ملاحظات عليها نشر جزؤها الأول في العدد الخاص الأول حولها والجزء الثاني في العدد الخامس وهاأنذا أدفع الجزء الثالث للنشر بعد صدور مشروع النظام الداخلي .
كما توقعت صدر المشروع وفيه اقتراح واضح وصريح حول تغيير اسم الحزب واستبداله باسم آخر هو : الحزب الديمقراطي الاجتماعي :
والسؤال الذي يطرح نفسه , من خولهم الحق باقتراح اسم محدد؟
أليس قي هذا انحياز واضح للجهة التي ترغب بالتخلص من كل ما له علاقة بماضي الحزب الشيوعي ؟
كان الأولى بهؤلاء أن يقفوا على الحياد ويتركوا للمؤتمر وحده حق تغيير الاسم .
وإن كان لابد من تغيير الاسم فلماذا لم يقترح الرفاق اسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي السوري ؟ كي نربط بين الاشتراكية والديمقراطية , وقد كانت تلك الأحزاب تسمى كذلك قبل اقتراح لينين بتحويلها الى أحزاب شيوعية .
بصراحة أقول : إن الاسم المقترح غير مناسب, ويحتمل تأويلات عديدة, وسينظر له العديد من رفاق وأنصار الحزب بأنه تملص من كل ما له علاقة بالشيوعية والاشتراكية .
ليست المعركة حول الاسم الا الجزء العائم من جبل الجليد , فالمعركة الحقيقية داخل الحزب ستدور حول هويته الطبقية , والموضوعات واضحة هنا, وفيها رد فعل على الشيوعية السابقة التي غلبت الطبقي على الانساني فجاءت منحازة للانساني ضد الطبقي, مع أن المفروض الجمع بينهما .
وإذا كان الفكر الشيوعي بحاجة إلى تجدبد الآن على كافة المستويات كي يتلاءم مع الظرف الراهن ومعطيات العصر , فإن حجر الزاوية فيه وهو الصراع الطبقي ودوره في حركة التاريخ ضمن المجتمعات المنقسمة على نفسها الى طبقات متعارضة المصالح. هو الآن أكثر حدة وسطوعا من أي وقت مضى, والحقائق تفقأ العين , ومن لا يقتنع, نحيله الى الاحصائيات حتى الرسمية في كل دول العالم, حول توزيع الثروة وحصة المنتجين الحقيقين من الدخل القومي , وعدد وعدة من يملك ولا يعمل ومن يعمل ولا يملك , ليكتشف ببساطة أن فئة قليلة جدا تعيش على هامش الإنتاج وتثتأثر بخيرات المجتمع وتسيطر على وسائل الاعلام والإعلان والثقافة الخ..
كما ان أي محلل موضوعي لخلفية الحروب التي تشن في هذا العصر, كبيرة وصغيرة عالمية أو محلية , قومية أوقطرية, يقف خلفها الصراع الطبقي, وتطفو على السطح كحروب قومية أو طائفية أو أهلية أو عرقية أو إثنية الخ ..
مع ذلك لاأريد لأحد من القراء أن يفهمني خطأ, ويظن أنني مع النفخ في شرارات الصراع الطبقي لنجعل منها حريقا هائلا ( على طريقة لينين ) على العكس من ذلك دورنا تلطيف هذا الصراع ما أمكن , بحيث نجعل الوعي قابلة التاريخ بدلا من الرصاص . وعي شرطنا الانساني , وعي حال كوننا كبشر على هذا الكوكب . حال مركب في عرض البحر أصابه ثقب إن لم نسارع جميعا لسده , غرق المركب بمن فيه , والثقب أصبح جليا للعيان,إنه ثقب الأوزون , إنه التلوث البيئي الذي طال الهواء والماء وهما عصبا الحياة الحساس . هذا لا يعفينا بأي حال من الأحوال من أن نحتاط لنقاوم وبالعنف إذا لزم الأمر, فئة قليلة ضالة تصر أن تركب رأسها على طريقة علي وعلى أعدائي يارب .
هذه الروح غابت عن الموضوعات لغاية في نفس يعقوب كما يتضح من الفقرات التالية
( إن تطوير عمل الأمم المتحدة .....ينبغي أن يكون هدفا لقوى الخير في العالم أجمع ) ص (10)
(هكذا تتبلور أممية جديدة متلائمة مع القرن الجديد ومهامه الكبرى وتغلق الطريق أمام التعصب والحقد والكراهية ) .ص(11)
(وآلت النتيجة إلى أن المسار الذي أخذه التطور الاجتماعي دمر الطبقة الوسطى , ودفع بمعظم شرائحها باتجاه الطبقات الفقيرة . وأخذ الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا . وشيئا فشيئا تكشف أن المجتمع السوري يتألف من طبقتين اثنتين : طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء . ازداد أفراد الطبقة الأولى في أرقام غناهم حتى بلغوا مستويات فلكية مدهشة , وازداد أفراد الطبقة الثانية في فقرهم وعددهم حتى بلغت نسبة الذين لا يصلون الى حد الفقر المتعارف عليه دوليا إلى حوالي ستين بالمائة من الشعب السوري . ) ص (36)
( ومع الخروج من أشكال التنظيم الإخضاعية , لا بد من التأكيد , في مرحلة التحول الديمقراطي , على أن هوية الحزب تتجسد , في الوقت نفسه , في قدرته على تمثيل طبقة بعينها , أو طبقات من الشعب . وهذا هو الجانب الاجتماعي من الهوية الذي لا يتناقض مع التمسك بمصلحة المجتمع الجمعية استنادا الى صيغة التعاقد الاجتماعي التي يتم التوصل اليها , و دون أن يكون هناك تعارض بين مصالح الطبقات الفقيرة ومصلحة المجتمع ككل . وهذا هو الجانب الديمقراطي من الهوية . ) ص (50)
بالتأكيد أنا لا أدعو هنا للأخذ بمقولة الصراع الطبقي كما يأخذ بها من لا يزال يرفع راية الماركسية اللينينية أفرادا أو أحزابا , ولا بمفهومهم حول الطبقات الاجتماعية و وخاصة الطبقة العاملة التي لن تخسر بالثورة سوى أغلالها كما يتوهمون .
لكنني أدعو إلى إنتاج نظري يعرف الطبقات الاجتماعية من جديد ويرصد توزعها ودور كل منها في التغيير الاجتماعي , ومن هي الطبقات التي لها مصلحة في التغيير وتلك التي تعارضه انطلاقا من مصلحتها, وكنت انتظر إجابة أولية من رفاق المكتب السياسي في موضوعاتهم, لكنني صدمت كما قلت في مداخلتي الأولى , وإذا كانت الأممية التي تخصهم لامضمون اجتماعي طبقي واضح لها, فقد نجد بعض العذر لهم فهم, لا يريدون ان يُنظِروا للعالم نيابة عن الآخرين , ولكن ذلك لا يعفيهم بتاتا من قول كلمتهم بهذا الخصوص داخل ساحتهم السورية, وهو مطلوب منهم سواء استمروا كشيوعيين أو كحزبيين من أي لون آخر, أما الكلام عن الأغنياء والفقراء في سوريا, فهو كلام عام لا يغني ولا يسمن من جوع .
ربما سيتلافى الرفاق هذا النقص في تقرير اقتصادي مفصل قادم , يبين توزع الدخل الإجتماي على الطبقات في سوريا ويرصد تمفصلها بناء عليه . مع ذلك كان على الموضوعات أن تشير على الأقل الى تلك الطبقات ووزن كل منها, والتغيرات التي طرأت عليها . الطبقة العاملة السورية. الفلاحون . الطبقة الوسطى .البورجوازية الكبيرة . وشرائحها الجديدة التي ظهرت الى الوجود من خلال نهب الدولة بعد استيلاء البعثيين على السلطة , وكان عليهم أن يحددوا من هي الشرائح أو الفئات التي لا مصلحة لها بأي تغيير اجتماعي, ويشيروا الى ممثليها السياسيين الموجودين أو المحتمل ظهورهم في المستقبل , سواء جاء ذلك الظهور من داخل أو خارج السلطة .
بصراحة أقول : كان في الموضوعات من الميوعة ما يكفي لتضيع الحدود, وبالتالي لم يفهم القارئ هل حزبهم حزب لكل الطبقات الجتماعية أم حزب لطبقة بعينها ؟ هل يريدون أن يبتلعوا دور البورجوازية الوطنية , أم أّن عليهم أنْ يدفعوا باتجاه قول الصديق وائل السواح في جريدة النهار ( سوريا تحتاج في المستقبل القريب الى حزب اشتراكي ديمقراطي وآخر ليبرالي معتدل )
أفضل للحزب والوطن في المستقبل أن تكون هويتهم الطبقية واضحة منذ البداية وأن يدعو لتحالف مرن ومفتوح تترك صيرورته للمستقبل بحيث تدخل إليه ويخرج منه فئات اجتماعية على ضوء مصالحها الاقتصادية .
الخلاصة : إن ترك الأمر كما هو مرسوم في الموضوعات سيجعل الرفاق رابحين على المستوى القريب إذا صح التعبير ، وسيضم حزبهم خليطا غير متجانس من أجل الانتقال بسوريا من الاستبداد الى الديمقراطية, من الدولة الأمنية, الى دولة الحق والقانون , ولكن ما ان يتم ذلك حتى يبدأ دور الحزب ونفوذه بالانحسار والتراجع .
أما الطريق الثاني, طريق الهوية الطبقية الواضحة على أسس شيوعية جديدة, فسيكون دور الحزب فيه متواضعا في البدابة, ولكنه سيتعزز في المستقبل مثل كرة ثلج تتدحرج من أعلى إلى اسفل .
أي طريق سيختار الرفاق ؟
هذا ما سيجيب عليه مؤتمرهم القادم .
كامل عباس
اللاذقية /14/ 4/ 2004/



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد
- مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!
- الإصلاح السياسي المرتقب والدور المفترض أن نلعبه فيه
- مدخل الى فهم عصري لحل المسألة الكردية


المزيد.....




- في يوم استقلال لبنان: حضرت الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، ...
- دعوى في هولندا لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- هنغاريا: العقوبات على -غازبروم بنك- ستخلق صعوبات لدول أوروبا ...
- أردوغان: نجحنا بنسبة كبيرة في التخلص من التبعية الخارجية في ...
- بلومبيرغ: تعليق الطيران العالمي يترك إسرائيل في عزلة تجارية ...
- موسكو: سوق النفط متوازنة بفضل -أوبك+-
- سيل الغاز الروسي يبلغ شواطئ شنغهاي جنوب شرقي الصين
- بيسكوف العقوبات الأمريكية على -غازبروم بنك- محاولة لعرقلة إم ...
- نائب وزير الطاقة الروسي من اسطنبول: الغاز يدعم عملية التحول ...
- أسعار -البتكوين-.. ماذا وراء الارتفاع القياسي لـ-الاستثمار ا ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كامل عباس - حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟