|
سفالة وطنية
فرات المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 12:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يجلس مزهر الدليمي رئيس منظمة الدفاع عن حقوق العراقيين !!!؟؟ مع الضابط السوري المسؤول عن نقاط التفتيش في الحدود مع الجانب العراقي حيث تدخل قوافل الشاحنات المحملة بأنواع البضائع والتي يسمح لها بالمرور نحو الحدود العراقية دون تفتيش أو مسائلة وبعلم حراس جانبي الحدود في سوريا والعراق وباتفاق معقود سلفا منذ عهد صدام بين شرطة الحدود العراقية والشرطة السورية وتحت أشراف جهات معروفة تدير تلك العمليات من دمشق بحجة مساعدة الشعب العراق. والغرض معروف من تلك الجلسات المستمرة.كذلك فأن بعض رجال دين ورجال عشائرعراقيون وبالتنسيق أيضا مع جهات رسمية سورية ولبنانية وبإرشادات ترسل من القاهرة وباريس يعملون على التنسيق لإدارة الصراع مع مجلس الحكم العراقي المؤقت عبر توجيه مجاميع من المرتزقة لارتكاب جرائم بمختلف الأشكال والنماذج وقد بادر هؤلاء في توجيه عمليات الخطف الأخيرة للأجانب محاولين زعزعة الأمن والضغط على العالم لرفع اليد وعدم المشاركة في مساعدة الشعب العراقي وإعادة أعمار البلد .
أعلن عبد الأمير الركابي وهو أحد أقطاب ذلك الحلف المشبوه و المعروف بتصريحاته النارية و (بصواريخه) عابرة القارات وعقدة الأنا المضخمة التي أبتلى بها.صرح بأنه استطاع الاتصال بالخاطفين وتم إقناعهم بأهمية إطلاق سراح المختطفين اليابانيين كونهم من دعاة السلام وعلى علاقة طيبة بالشعب العراقي وأن الحكومة اليابانية تريد لهم الموت أكثر من النجاة وقد جاء هذا التصريح المتطير والتحريضي ضد الحكومة اليابانية بعد أن شعر الركابي باليأس والإحباط من الحصول على رد لرسائله المتكررة لوزارة الخارجية اليابانية حول مقترحات ظن أن اليابان سوف توليها الاهتمام الجدي وترمي بعدها جانبا علاقتها الخاصة (بقبرص أو مالطا) لحساب عراقي من أصول أفريقية ومن مواليد برج الناصرية ومهوس بالضجيج الإعلامي.وفي ذلك التصريح ترك عبد الأمير لنفسه ممارسة الشتيمة لشريكه السابق مزهر الدليمي منذ ما قبل أيام وفود القاهرة ، متهما إياه بدخوله على الخط وعرقلة إطلاق سراح الرهائن الذي قام بإنجازها عبد الأمير، مصورا عملية الخطف كما أريد لها وهو ابتزاز الحكومة اليابانية وأهالي المختطفين .
لا ندري مَنْ مِن هؤلاء الأكثر مشاركة وتأثير في الحدث، وما نوع علاقته بالمجرمين من مرتكبي دعارة المقاومة بخطف الأبرياء.وما هي أسباب اختلاف الحلفاء من بقايا فلول البعث ومشايعيهم حول صفقة الاختطاف .ولكن عملية إطلاق الرهائن اليابانيين كشفت الكثير من المستور وأظهرت أن هناك عدة أطراف مشاركة في إدارة عمليات الاختطاف ،وليس فقط خلف بن أمين من باريس أو مزهر الدليمي والمخابرات السورية وبقايا نظام البعث الفاشي .فتضارب الروايات الصادرة عن من شاركوا في إطلاق سراح الرهائن يؤشر لفضيحة رخيصة و( سفالة وطنية ) على مستوى الدين والسياسة. فالجميع أستنكر هذه الفعلة وأدانها وأعتبرها جريمة خرقاء ولكن ….
وكعادة رجال الدين في استعمال التقنيات الحديثة في التوريات والفقه والتشريع قال حارث الضاري وهو دكتور من هيئة علماء المسلمين والناطق الرسمي باسمها في تصريح خص به قاعدة قناة الجزيرة، بأن الهيئة لا علاقة لها بالآمر وأنها فقط أصدرت نداء من أجل إطلاق سراح المختطفين وقد استجاب بعضهم لذلك .وشرح العملية بسماحة وبراءة دينية يتصف بها الدكتور حارث الضاري حين قال :" يأتون لنا أشخاص ليقولوا أن هناك أجانب على باب جامع أم القرى ؟؟!! فنخرج نحن لنستلمهم ونؤمن وصولهم الى سفاراتهم وهذا ما حدث مع الاوكرانيين والروس والباكستانيين وغيرهم .ولم يكن لنا أية اتصالات أو ترتيبات مع الخاطفينِ " .وفي ذات الساعة ظهر عبد السلام الكبيسي وهو إمام وخطيب جامع أم القرى ،حيث شرح وهو يصافح الرهائن المطلق سراحهم، الكيفية التي أطلق بها سراحهم حيث قال : "أتصل بي الخاطفون في الساعة الثانية عشر ليلا على (الثريا !؟ ) ليخبروني برغبتهم إطلاق سرح الرهائن اليابانيين وقد رتبت معهم الآمر حيث اتفقت معهم على مكان معلوم وكنت أريد في ذلك أن أمنع تدخل أطراف أخرى !!!! وقد استلمتهم من الخاطفين في اليوم الثاني في جامع الكبيسي ؟؟ في منطقة العامرية ".ثم ظهر رجل دين أخر من هيئة علماء السنة ليشرح الآمر بتفصيل اكثر .ولكن هذه المرة حكاها بما يؤكد المسؤولية والمشاركة حين أكد اتصال الخاطفين بهيئة علماء المسلمين وأن الهيئة كلفت عبد السلام الكبيسي بالتنسيق لاستلامهم وتم استلام الرهائن وفق ذلك التنسيق وفي منطقة العامرية من بغداد وليس قرب الرمادي أو الفلوجة.
ليس المقصود من استعراض هذه الأحداث التأكيد فقط على مقدار مشاركة هؤلاء بعمليات الاختطاف أو نوع العلاقة أو غاية ذلك الحلف أو هيئة علماء المسلمين من وراء تبني العلاقة بالمختطفين وحصر الصفقات عبر جهة واحدة ،وإنما المراد أولا معرفة من هو الصادق من بين هؤلاء. ولمَ يتبادلون الأدوار بتلك السذاجة الفاضحة.وهل محاربة المحتل تأتي عبر أعمال بمثل هذا الحجم من السفالة والدونية واحتقار قيمة الإنسان .
الغريب اليوم وفي هذا الوضع الملتبس تنموا (السفالة الوطنية ) في مواجهة الأصالة الوطنية والمواطنة العراقية الشريفة والنبيلة . ولا يقتصر هذا الأمر على أشخاص كانوا ولازالوا من أعوان أو مرتزقة صدام وإنما يشارك بتلك السفالة الوطنية عشائر وهيئات دينية ومؤسسات اجتماعية وأحزاب أيضا .فعشيرة كبيرة كانت تبيع سفالتها الوطنية لصدام واليوم تبيعها الى المحتل عبر تأمين أنابيب النفط .ولا يخجل رئيس هذه العشيرة البدوية أو يتردد في القول أن صدام كان يمنحه وأفراد عشيرته راتبا كي يمتنع عن تخريب أنابيب النفط المارة عبر أراضي عشيرته واليوم يطلب المزيد لضمان ذلك فالوضع أختلف والعيشة أصبحت صعبة والتعامل في السوق صار بالدولار.وعلى ذات المنوال تكون (السفالة الوطنية) في التحريض على خطف الأجانب من الصحفيين والعاملين في مشاريع الأعمار بحجة محاربة المحتل. ومن ثم إتمام الطقوس بتبرير قتلهم وحرق جثثهم أو التوسط بذبحهم على أقساط أو المشاركة في إطلاق سراحهم!!! سيان في ذلك والمصدر واحد وطبيعة المشاركين تشير لمدى إخلاصهم لنهج البعث الفاشي وطبيعته الوحشية المجرمة وسفالته في كل ما قام به تجاه العراق .وكيف درب ومنح براءة اختراع طقوس الجرائم لكل هؤلاء الضباع من أيتامه.
#فرات_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضبط الحواسم!!!
-
الشرقية …الشرقية
-
عام بعثي أخر مضى
-
ألغاز الموت المجاني
-
تقية المكاشفة. السيد فاروق سلوم نموذجا
-
لنتذكر دائما عار المقابر الجماعية
-
من أصدر القرار 137 ومن سمح بتمريره
-
عن موت المؤسسة العسكرية العراقية
-
بانتظار أن يغرد الفأر مثل البلبل
-
صديقي الذي ودعته دون أن أدري
-
فأر من هذا الزمان
-
لن تعود الخطوات الى الوراء
-
لعنة المومياء الرامبوسفيلدية
-
رمضانكم أسود أيها البعثيون
-
العلم والنشيد الوطني العراقي
-
مأزق العراق الحاضر
-
لا مكان للنازية في شوارعنا
-
الوثيقة التاريخية بشروطها الثلاثة
-
لغز استشهاد السيد الحكيم لن يكون الأخير
-
المبرر الأخلاقي
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|