علماء من أمتي

حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 04:15
المحور: الطب , والعلوم
    

الأمة العراقية تتميز بأنها وشعبها من اكثر الامم الحية رفدا للتطور والعلم حتى وهي تعيش في اسوء حالات التردي العلمي والتأخر الطبي والتكنولوجي لكن تبقى تلك الامة العريقة في كل شيئ منبع للعلماء والامة الولود دائما للعقول المتميزة بالذكاء وحب العلم والبحث ,,
بالامس نشرت احدى المؤسسات الاحصائية المعروفة خبرا مفادها ان عدد العلماء العراقيين الذين صدرتهم الظروف الى خارج وطنهم والذين يعتبرون من خيرة العلماء في العالم وفي كافة الاختصاصات العلمية والذين يعيشون في المهجر بلغ عددهم (10000) آلاف عالم واكيد ان هذه المؤسسة صاحبة الخبر تقصد العلماء العراقيين المسجلين في سجلات العلماء المكتشفين والباحثين والذين نشروا بحوثهم في الكتب والمجلات العالمية وليس كل العدد من العراقيين المهاجرين الاختصاصيين ناهيك عن الادباء والمثقفين والسياسيين الذين عافهم الوطن او هم عافوا الوطن ليطيب لهم العيش الحزين في دول المهجر وهم يعيشون مرارة الغربة عين على الوطن وعين على حالهم وهم على تلك الاراضي الغريبة ,,
ربما علي انا ككاتب ان افتخر واعيش حالة من النشوة وتأخذني الفرحة بعيدا نحو الحزن الذي لا اعتقد انه يلتقي وهو اكيد نقيض صفة الفخر الذي اعيشها وانا اقرأ ان بلدي يصدر كل هذه الاعداد من البشر المتميزين الذين يقودون الحياة نحو سلامة العيش من اطباء وبروفوسيرات ومهندسين ومخترعين وفلاسفة وادباء وسياسيين وامتي الذي انجبت كل تلك الفطاحل وهي لازلت متوقفة في ادنى درجة من درجات التخلف والرقي وابناءها يرفعون من شأن بلدان هي ليست بلدانهم لكن الفرق انهم وجدوا الفرصة هناك ليبحثوا وينقبوا ويكتشفوا ويقدموا للخليقة وعلى طبق عراقي عصارة جهدهم ويقودوا تلك الشعوب الى بر العيش السليم .
اليوم والعالم يعيش ظهور وباء من الاوبئة المستعصية والغريبة والطارئة على البشرية والتي جعلت من العالم و كل العالم يعيش حالة من الخوف والرعب لظهور هذا الوباء الغير مسجل والذي سجل بأسم الخنزير وسمي (افلونزا الخنازير) وتبدأ الماكنة الاعلامية والعلمية لتجعل من هذا المرض الجديد افة النهاية وانتهاء الارض وما عليها من الوجود وقيام واقتراب ساعة الاجل وتبدأ الدول بقادتها وبعلمائها وبكل ما اوتيت من رقي وتطور لتبحث عن المنقذ من هذا الوباء والخلاص من شره المحكم المستحكم ,,,
وهناك ومن احدى الدول البعيدة ومن مختبره وبهدوء العراقيين الواثقين من انفسهم والذين يستحضرون كل تاريخ واعلام امتهم ومن الذين يضعون صور امهاتهم بكل تفاصيل الام البعيدة وهي ترتدي فوطتها السوداء وعلى وجهها ذالك الوشم الاخضر على منضدة البحث ليخرج احد العراقيين المهاجرين ويخبر العالم ان هذا الوباء المخيف قد تم اكتشاف المصل الذي يقضي على انتشاره ويوقفه عند حده ...
انه العلم العراقي (محمد كاظم راضي الشريفي) وهو من مواليد قضاء الهاشمية سنة 1967 وله اربع اطفال غادر هذا الشاب العراق في عام 91 عام الانتفاضة الشعبانية وكان احد ابطالها هو واخ له يكبره سنا اسمه السيد (جواد) وهو مهندس ومخترع للكثير من الاجهزة التي قدمت للصناعة الاسترالية الكثير ودفعتها دفعا نحو ركب التطور ونشرت له الكثير من الصحف الاسترالية بحوثه واختراعاته وهو ايضا من قادة الانتفاضة الشعبانية وهرب هو واخوه في نفس العام ليحط الرحال في استراليا.
التقيت السيد محمد كاظم الراضي في العام المنصرف عندما جاء لأداء فريضة الحج وزار عائلته وهو يوميا يهاتف امه ليطمئن على صحته وقد اخبرني هذا الشاب ان لديه اكتشافات واختراعات خطيرة والكثير من الشركات اتصلت به لشراء تلك الاكتشافات وهو يشرح لي ويسحب نفسا عميقا تشعر به ولو كنت على صمم ويدفعه يقوة فتظهر بعدها كل علامات الحزن على ذالك الوجه الذي يحمل كل هموم العراق ليكمل لكني أبيت ان ابيع تلك البحوث بالمال بل اقدمها للحكومة الاسترالية عرفانا منها لإيوائنا على أراضيها انا واخي ,,,
حقيقة وانا وددت ان ارد عليه اجابني بسرعة مذهلة وهو الذكي ,,,
اعلم ماذا ستقول ستقول لي والعراق من له ؟؟ اليس كذالك ؟اجبته نعم والعراق من له اذا كان الجميع قد غادر وتركه ؟؟
قلت نعم ياسيد محمد ,,,اجابني وبلهجته العراقية الذي يحبها جدا (يالله الله ويدك حاضرين ومن الصبح بس كون كلشي ايصير تمام ونقدم الي نكدر عليه وشوفنه ابد مانقصر)
شعرت ان كلام ذالك العالم العراقي قد نبع من سويداء احشاءه وهو صادق في كل حرف يقوله ...
ودائما يخبرني ونحن ننفرد بجلساتنا هل تتصور ياحمزه اني مرتاح هناك ابدا لا اطيق العيش وتلك المراة بعيدة عني ويشير باصبعه الى امه التي لا تفارق عيناها عيون ولدها انها كل شيء بالنسبة لي ولأخي واخبرك والله ان كل عمارات العالم وتطورها وحسناواتها واموالها لا تساوي شيء عندي بقدر ماتساويه امي ورضاءها عني لكن كن انت مكاني هل تستطيع ان تقدم شيء لبلدك في هذه الظروف وهل تستطيع الاستمرار في العمل على اجهزتك ومختبرك ,,,
كان على حق وكان عندما يخبرني عن محاضراته واعتزاز الحكومة الاسترالية كشخصية متميزة وعالم قدم الشيء الغزير من اعداد اجيال من العلماء في تلك الدولة البعيدة اشعر بالاسى والحزن لفقدان مثل تلك العقول التيتربت وشربت من ماء العراق وارض العراق ...
الاستاذ محمد محاضر وبروفسور في جامعو اديلايد الاسترالية وهو ايضا محاضر في بعض من الجامعات الاسترالية ولديه بحوث واكتشافات في علم الجراثيم والأمراض المعدية .
انه واحد من عشرات العلماء الذين غادروا العراق وهم انفسهم يتمنون العودة الى وطنهم يوم يقول لهم الوطن انا هذا انا ويحترم ابناءه ويقدم له حنان الابوة .

حمزه –الجناحي
العراق—بابل
[email protected]

#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات