أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - من قتل الحريري إذن؟














المزيد.....

من قتل الحريري إذن؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يوماً قضائياً مثيراً، ومشهوداً، وبكل ما في الكلمة من معنى. فقد أسدل الستار، على واحد من أكثر فصول عملية اغتيال الحريري دراماتيكية، وذلك بعد إطلاق سراح الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين على ذمة تلك القضية، والذين احتجزوا قرابة الأربع سنوات من دون أية أدلة مادية على تورطهم بالجريمة، ما يشكل ضربة قوية للنظام القضائي اللبناني الذي كان كثيرون، حتى تلك اللحظة، يتغنون به، ويطنطنون بنزاهته المزعومة، وعولوا كثيراً على قدرته على التعاطي، مع قضية جنائية كبيرة، بحجم قضية اغتيال الحريري. وكم كنا نتمنى أن ينتصر القضاء اللبناني لنفسه، وأن يكون إطلاق سراح أولئك الضباط قد تم بقرار لبناني بحت ما يضع عشرات علامات الاستفهام على مفهوم السيادة التي طنطن به كثير من المسؤوليين اللبنانيين وبنوا جل شرعيتهم السياسية عليه. وأن يكون الإفراج قد تمّ، بعيداً عن أية ضغوطات داخلية أو خارجية، عله يستعيد عندها سمعته التي طاولها بعض الالتباس، عقب عملية الاحتجاز الطويل تلك للضباط الأربعة بدون أي ذنب أو تهمة واضحة، إنما بناء على الشبهة، والظن والتسييس. كما كشفت التصريحات اللاحقة للمفرج عنهم، عن خفايا، ومضامين مرعبة، وصادمة لما اكتنف عملية الاعتقال.

ومن المعلوم أن حيزاً كبيراً من الآمال، على حل لغز تلك الجريمة، كان قد بني على احتجاز أولئك الضباط، فجاء الإفراج لينسف كل تلك الآمال "الأوهام"، من أساسها، ويعيد القضية برمتها، إلى بداياتها، وإلى المربع الأول الذي انطلقت منه في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005. وقد قام تكتل سياسي طويل، عريض تكنى بالرابع عشر من آذار على خلفية هذا الحدث، انجرّ معه كثيرون من الحالمين والمغامرين، رافعين معاً يافطة الحقيقة، ولاشيء غير الحقيقة. لذا لا يعلم أحد بعد اليوم، ماذا سيحل بكل أدبياته، ونهجه، وخطابه، لا بل بمستقبله السياسي برمته، ولاسيما أن الانتخابات اللبنانية على الأبواب، و"خديعة" كبرى، في خلفية المشهد.

كما لا يمكن النظر لهذا التطور الدراماتيكي، ومن وجه آخر، إلا في إطار عملية الانفراجات الملحوظة على غير صعيد وملف مع التداعي، والتلاشي للحقبة البوشية بكل شرورها وآثامها، والانهيار لكل الآمال التي عـُلـّقت عليها، والتي-البوشية- كانت تقف، عملياً، وراء الكثير من الأزمات، والاستعصاءات التي عاشتها، وما زالت تعيش بعضها، المنطقة على مدى ثمانية أعوام خلت، بقضها وقضيضها، من إحياء، وتغذية ممنهجة للفوضى الهدامة، وتقويض للأمن والسلم، في المنطقة.

ومن الجدير ذكره، بأن خطاباً بارزاً ساد، وبشكل متزامن، مع عملية اعتقال الضباط، كان يحذر من تسييس لاغتيال الحريري، و"همروجة" المحكمة الدولية، من قبل أطراف بعينها، في غير مكان. وقد جاء هذا الإفراج، ليؤكد، في أحد وجوهه، على صوابية ذاك الخطاب، وتلك التحذيرات التي كانت تطلق مع "تهديدات" البعض، وتعويلهم على المحكمة، التي تبين أن السياسة، والتسييس، كانت في صلبها، وفي كل مفصل من مفاصلها.

وبعيداً عن أية مشاعر من التشفي، أو الشماتة، والفرح، ومع الالتزام الدائم، للبعد الموضوعي البعيد، كلياً عن الغوغائيات المعهودة، في مقاربة هذه القضية الشائكة، فإنه يبدو، الآن، بأنها قد دخلت في طور جديد من التعقيد، والغموض، والإثارة، أكثر مما هو جلاء لأية حقائق، أو "حقيقة"، حولها، رغم ما يفتحه الإفراج من أبواب لاحتماليات، وتكهنات لا حصر لها، وتوجيه الأصابع في غير اتجاه، وإن يكن، برأينا المتواضع، "حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة"، هو المرجح، الأبرز، في هذا السياق. إذ يستمر الغموض من جديد، ويبرز كواحد من من الألغاز السياسية، والجنائية، الكبرى في هذه المنطقة، ولاسيما مع السقوط السابق، والمدوي، أيضاً، والذي لا يقل دراماتيكية وإثارة، للمرحلة "الميليسية"، من التحقيق، وما رافقها من ألاعيب وأحابيل، ومحاولات لم تكلل بالنجاح، كانت تعمـد جاهدة، في الحقيقة، إلى مزيد من "التلغيز" والترميز، وتوجيه دفة التحقيق باتجاه واحد بعينه، دون آخر. غير أن القاتل الحقيقي، وكما يظهر اليوم، وفي ضوء معطيات مختلفة كلياً عما ساد عشية الاغتيال، هو طرف آخر، غير كل أولئك الذين حاول التسييس، والغوغائية، إياها، أن تصدر حكمها عليهم، وقبل أن تنجلي غبار التفجير ذاته. ليبقى السؤال الكبير، بعد توالي سلسلة الانكشافات الكبرى، تلك، وهذه، فمن الذي قتل الحريري، إذن؟





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار النظام القضائي العربي
- الخنازير وأمراضها
- العدالة المأجورة
- العرب والتخلف الإليكتروني
- تحوّلات إيران الكبرى: هل تعترف إيران بإسرائيل؟
- استقبال الفاتحين الأبطال: عودة نجاد وأردوغان!!!
- أيُ الوصفات تفيد؟
- هل دماء ابن لادن شيعية؟
- فقه الجنس: برامج إباحية، أم وعظية؟
- اعترافات مصريّة خطيرة
- القاهرة وحزب الله: من يتهم من؟
- المطلوب من إخوان سوريا
- سقوط بغداد: عِبَرٌ وغموض وتحديات
- من الوحدة والتضامن إلى إدارة الخلافات العربية
- انهيار جبهة الخلاص السورية
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - من قتل الحريري إذن؟