أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - من نقد السلطه الى شيطنتها














المزيد.....

من نقد السلطه الى شيطنتها


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:59
المحور: المجتمع المدني
    


تجليات اليأس العربى من الاصلاح

تتفتق الذهنيه العربيه وباستمرار عن مظاهر تدل على مدى وعمق الازمه التى يعانى منها المجتمع العربى, وهى ازمه فى جوهرها هيكليه حيث لاتوافق ولارؤيه لامكانية انتقال المأمول الى الواقع ولاتوافق كذلك بين الاقوال والاعمال .ففى حين يجرى اطلاق العنان للفكر للتعبير عن ذاته يجرى تثبيت الواقع وشل ارادة الفعل اللازمه لتحقق طيف الافكار بحيث يبدو الانفصام واضحا لكل ذى بصيره. فمثلا يطرح شعار النقد البناء كتوجه ويطالب به كممارسه ولكنه لايتحول الى وسيله فاعله ذات تاثير وانما يتخذ شكلا فوقيا فتكون النتيجه انتقاله الى مرحله اخرى متقدمه بعض الشىء وهى مرحلة جلد الذات فيتكور المجتمع حول نفسه فيصبح ذاته الضحيه والجلاد وربما ينتقل الوضع الى ماهو اسوأ كما نشهد فى العديد من المناسبات حيث الانتقال الى مرحله اكثر قتامه وسوداويه تنبىء عن حالة من اليأس من اصلاح امراض المجتمع وعوارض السلطه وهى مرحلة ا الشيطنه وهى الحاله الوحيده التى يجوز فيها الشتم او حتى اللعن التى قد تتحول من الحاله الفردانيه الى الحاله العامه كالانقضاض على التاريخ وتمزيق اوصاله تراثا كان ام مبادى عامه ام تقاليد ترسخت عبر السنين نهاية ربما بالعقائد والاديان . وهى عرض دال بلا شك على الثبات المذموم المنافى للفطره السليمه.
لقد مرت الامه عبر تاريخها بمحاولات عديده انبرى لها العديد من ابناءها ومثقفيها اتخذت من هذه الانماط البكائيه الثلاثه مابين النقد وجلد الذات والشتم مرتكزا او محورا ثابتا خاصة فيما يتعلق باشكالية التراث والحداثه كجذر وانتهاءأ بالسلطه كقمه لجبل الجليد الدال على ازمة تاريخ هذه الامه وعدم سريانه كما الحال لدى الغير من الامم. فمنهم من رأى بالمزاوجه ومنهم من رأى بتجزئة التراث وتبيين غثه من سمينه واخرون رأوا بالقطع مع الماضى واعادته الى المتاحف التاريخيه للزياره فقط والاتعاظ بالماضى لااكثر. وللحقيقه فان اعلى درجات تناول هذا الموضوع يتصل بالسلطه بلاشك فهى من امتلك ولايزال يملك زمام الامور منذ فجر تاريخ هذه الامه وبالتالى اى شكل من اشكال هذه الانماط البكائيه التى اشرت اليها هى فى الاساس موجه الى السلطه بشكل غير مباشر وان كانت مواضيعها تحتمل ابعاد اخرى داخل المجتمع واوصاله حيث الدم الذى يجرى فى هذه الاوصال هو فى الاساس مكونا سلطويا.فى المجتمعات الصحيه يتحول النقدالبناء عبر اليات معينه الى جزئيات هامه وضروريه للاصلاح والتطوير,عبر القنوات المتعدده القانونيه المتاحه بما فيها البرلمانات ومجالس الاصلاح وبناء الاستراتيجيات. فالاصل فى النقد ان يكون ذا هدف وله قنوات وليس حاله ضبابيه تسير على غير هدى , فالمجتمع الذى لايمتلك اليات استيعاب مظاهر وعوامل التغيير والتعبير عن الرأى لايستطيع بالتالى ادعاء الحريه والديمقراطيه, فالخروج بالحريه من تعريفها العام فى مجتمعاتنا عبر التاريخ حيث توضع فى مقابله مع العبوديه الى معان اخرى جديده تحتمل كل ابعاد الانسانيه والفردانيه امر هام وضرورى وملح للخروج من اشكاليه الوصول بالحاله الى مرحله شيطنة السلطه وربما المجتمع وبالتالى استباحة شتمهما وربما الخروج الدموى عليهما.
لقد استعاضت كثير من الانظمه عن ايجاد الاليات المناسبه لتاكيد معنى الحريه هذا بما توفر من وسائل تقنيه جديده فى مجال الاتصال عن طريق القنوات الفضائيه والهواء المفتوح وحيث ان الطبيعه العربيه اساسا تعانى من الكبت منذ قرون فكان فى مقدمة ما جرى ويجرى تناوله وبتركيز مستهدف مكبوتات النفس العربيه من جنس وسياسه ودين وا ينعت ثلاثيه النقد وجلد الذات والشتم هذه فصولا طويله من الفاظ وكلمات ومصطلحات شكلت قواميس يتغذى منها مع الاسف الجيل الجديد. وفى نفس الوقت ترفعت السلطه عن ذلك وادعت بانها تسمح بالحريه و بكل اشكالها لمن هم دونها بحيث لايصل الامر افقيا اليها, وهذه بالذات صوره جديده من صورالهجاء وهو من اهم اغراض الشعر والادب العربى وان كان بتقنيه جديده اكثر تشويقا والمع صوره, ان ضغط التحولات على جسد الامه يجعل منها عرضه للتشويه وليست صوره حقيقيه لقضيه التمدن والتقدم الذى يشهده العالم , فاحتكاك كل ذلك الحديث بقديمها البالى وفى مقدمته السلطه يخرج مسخا مصابا بجميع الامراض النفسيه والعقليه ويجعل من قديمها جديدا فى الشكل فقط وليس المضمون او المحتوى. للخروج من حالة الشيطنه التى تبيح المحرمات الى حالة الانسنه التى ترقى بالانسان كاعظم المكرمين فى الكون لابد من اعادة النظر فى جميع ما وضع فوق النقد بشرا كان ام فكرا وعلينا كذلك الارتقاء بمفهوم النقد واخراجه من مفهومه الضيق الذى نعهده الى اعتباره اصلاحا وكشفا واضافه وعدم اعتباره بحثا عن العيوب بقدر ما يكون فتحا لافاق ورؤى جديده. لقد ان لثلاثيه البكاء العربيه من نقد وجلد للذات وشتم المرتكزه على مفهوم الشيطنه ان تختفى بشكلها المعهود ويصعد بصعودها المجتمع العربى بمافيه سلطته الى الحاله الانسانيه التى لاتضع احدا فوق النقد والمساءله تاريخا كان ام بشرا .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحصن الهويه العربيه ,والخليجيه من الخوف؟
- -مجنون ليلى بين الطب والادب-
- مفهوم -المصالحه - واثامه على الشعوب
- قمة الدوحه-اصلاح النظام العربى ام اعلان وفاته
- المواطن العربى بين الحلم وكابوس اليقظه
- الدوله العربيه بين حمايتها من الخارج والتهامها من الداخل
- الديمقراطيه استيرادها - واد غير ذى زرع-
- -امه- فى العنايه المركزه
- الماضى-المكتمل- والحاضر المنقوص دائما
- -تم- ياطويل العمرالخصوصيه العربيه فى حل الخلاف الى متى هى فا ...
- قمةغزه والعلاج بالصدمه
- دين السلطه ام سلطة الدين
- جلباب العروبه وعورة الانظمه العربيه
- هل يستحى العرب
- مصر والبحث عن الذات الدور العربى والآم الفقد
- الى غزه - اشكو العروبة ام اشكى لك العربا-
- الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه
- الكيمياء القاتله
- -الحج- والبعد الانسانى
- المجتمعات الجاهزه- ومأزق الحراك الاجتماعى


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - من نقد السلطه الى شيطنتها