عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 12:43
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
اكبر خيانة للوطن ان تقف على الحياد بين القتلة والضحايا، ولا فرق في ذلك عن الذين وقفوا بسلبية ازاء افعال النظام السابق وهم يتفرجون كأن الامر لا يعنيهم البتة ، لكنهم هبوا وتسارعوا للحصول على المراكز بعد سقوط النظام وكم من اسماء ظهرت ثم اختفت ، وبقت اسماء ايضا لانعرف عنها الكثير، المستقبل كفيل بان يكشف اسرارهم الواحد تلو الاخر.
لكن رفض كتيبة من الجيش العراقي الجديد المكون من اربعة كتائب الذهاب الى الفلوجة أوائل الأسبوع الحالي لدعم مشاة البحرية الأميركية الذين خاضوا قتالا للسيطرة على المدينة، يدل على مدى الوعى الذى يمتلكه افراد هذه القوة التى رغم تشكيلها حديثا على يد قوى الاحتلال الا انها رفضت ان تنفذ ماهو غير متفق عليه فهم لم يوقعوا تعهدا بقتال ابناء بلدهم ،"نحن لم نوقع على التعهد بمقاتلة العراقيين" ولم تؤوسس هذه الكتيبة على هذا المفهوم لكن الذى لا شكك فيه ان قوى الاحتلال تحاول تحريف المهام الاساسية التى شكلت لاجلها هذه القوة وبدلا من ان ترسل مزودة بدعم تقني ولوجستي عسكرى لحماية الحدود العراقية من المتسللين من الدول المجاورة ، تصدر لها الاوامر بدعم الوحدات الاميركية التى حاولت اقتحام الفلوجة. ولاشك ان افرادها قد تدارسوا الامر جيدا وهم في الطريق قبل اتخاذهم القرار بعودتهم الى مقرهم ، بان لا يقفوا في صف المحتل ضد ابناء وطنهم ، فتلحق بهم اللعنة والعار بهم وبعوائلهم طوال سنوات عمرهم القادمة. ولاشك ان الذين تركوا العمل في القوات الامنية لايريدون ان يكرروا تجربة الاجهزة الامنية القمعية للنظام السابق الذى استخدمها لمطاردة العراقيين والتنكيل بهم علنا وسرا وبوحشية تامة . ولاشك ان هذا يشكل اول انتكاسة للاستراتيجية الامنية الاميركية في العراق بتكريس جزء محدود من ابناء العراق لمقاتلة الجزء الاكبر ، وهي تلك الاستراتيجية التى سبق للاميركيين استخدامها في بعض دول اميركا اللاتينية في السبعينات. ومهما يكن من تفسيرات للرفض حسب المنطق الاميركي فان اسوء مافيه نعت القوة بان افرادها خائفين ، وهذا النعت لكي يتم وصم العراقي بالجبن والخوف وليس بدافع الولاء للوطن حيث لا حيادية بين الوطن والمحتل.
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟