أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رفعت نافع الكناني - هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!














المزيد.....

هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق ، بل متعدد الأعراق والثقافات والديانات ، وتلك هي خصوصيتة وسمتة الواضحة منذ الأزل . وكانت هذة الميزة مصدر التلاقي والتفاعل بين مكوناتة تلك ، فالتنوع الديني والمذهبي والقومي هو صفة مرادفة للتسامح والتعايش بين العراقيين ، وبسبب هذا التاريخ الطويل من العيش والألفة ، ايقن الجميع بأن وحدتة وأستقرارة لا يمكن ان تتم وتتوطد من دون اقرار واحترام تلك الحقوق والخصوصيات . والقاء نظرة فاحصة على ثقافة وفلسفة تلك المكونات ، نجدها جميعا وبدون أستثناء ، تدعوا الى ثقافة المحبة والتسامح والسلام .

لكن، هناك تطورات خطيرة ظهرت بقوة على مسرح الاحداث في العراق ، افرزتها الاوضاع التي تلت سقوط النظام السابق في 9 نيسان 2003. وتمثلت هذة التطورات ، ارتفاع اصوات تريد ان تؤسس لثقافة تجاهل وغمط حقوق الأقليات ، ومحاولة انكار صفة التنوع في المجتمع العراقي . وتجسدت هذة الثقافة الغريبة ، باتخاذ اساليب القوة المسلحة واساليب البطش الجائرة ضد مكونات الشعب، من الاخوة المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين وبعض الاطياف الاخرى ، في محاولة لطمس هويتهم وخصوصيتهم ، والضغط بمختلف أساليب التهديد والترهيب ، لتهجيرهم من مناطق تواجدهم الى مناطق اخرى داخل وخارج البلاد .

ربما يسأل سائل ، هل يمكن اعتبار أضطهاد الأقليات في العراق ميزة يتميز بها الفرد العراقي ضد المكُون الأصغر ام أنها تشكل ظاهرة طارئة ؟ قبل الجواب على هذا السؤال ... نريد ان نؤكد على ان العراقيين قد عرفوا روح التسامح والتعايش السلمي فيما بينهم منذ القدم ، بالرغم من عدم وجود دساتير وتشريعات تنظم هذة العلاقة . وقد بينت الاحداث والشواهد في تاريخ هذا البلد ، وأعطت الدليل على ان العراق بلد الانسجام والوحدة ، عندما تكون الحياة السياسية والاقتصادية هادئة ومستقرة، والناس تعرف حقوقهم وواجباتهم، يسود العدل والمساواة بينهم . ويؤكد الفيلسوف الالماني ايمانويل في هذا السياق( اذا اختفى العدل من الارض لم يعد لوجود الانسان قيمة ) . من هذا يتضح ان الخوف والحرية لا يلتقيان ابدا ، والحرية تعني حماية الحقوق وليس انتهاكها. اذن فلسفة الأمان والحرية الشخصية يجب ان تكفلها الدولة بصورة فعلية ، وليست جمل مكتوبة على صفحات الدستور تضعها مجموعة من الساسة والمشرعين .

المشكلة لا يمكننا انكارها ، والتستر عليها ، اوالتقليل من خطورتها ، وانما يجب بيان الاسباب والدوافع الخاصة لأاستفحال هذة الظاهرة الخطرة وانتشارها ، وما سببتة من قتل وتسليب وتهجير لأعداد كبيرة من مكونات هذا الشعب . ويمكننا ان نسلط الضوء على عدد من الاسباب والدوافع التي اوجدت هذة الثقافة الغريبة ، وشجعت البعض على انتهاج هذة الاعمال البربرية بحق اغلب اطياف الشعب العراقي .

* رواج الافكار والتيارات القومية المتطرفة على الساحة العراقية وخاصة بعد شباط 1963. وما اشاعتة
الاحزاب ذات الفكر الشمولي من عزل وتهميش للاقليات عن مسيرة النمو والمشاركة الحقيقية في اخذ
مواقعها دون تمييز . وابراز دور القبيلة والعشيرة والعائلة على بقية الاطراف المكونة للشعب العراقي.

* بروز الحركات الدينية المتشددة ، والتي اتخذت اشكالا عديدة ، منها القتل والتهجير واجبار الاخر على ترك
آراءة ومعتقداتة الدينية، والعمل على بث الفرقة بين الطوائف وبدعم من اطراف داخلية وخارجية ، تعمل ليل
نهار لعزل المكونات الاخرى دينية او قومية عن مسيرة البناء والمشاركة ، وأنكار وجودها والعمل على ما
يؤسس لمحو ثقافتها وهويتها .

* نتيجة الانهيار السريع وغير المتوقع لمنظومة الحكم ومؤسساتة العسكرية والامنية في 3 نيسان 2003 وما
تلاها من قرارات غير مدروسة ، من قبل قيادة الحاكم بول بريمر لأدارة العراق ، حدث فراغ امني خطير
نعاني من نتائجة الخطيرة والمؤلمة ، وكانت سببا رئيسيا لانتشار الفوضى في عموم العراق ، وأستباحة الدم
العراقي ، وما اعقب تلك المرحلة من سيطرة العصابات التكفيرية وعصابات الجريمة المنظمة على الشارع
العراقي .

* دوٌر الاعلام المعادي ، من مراكز بحوث وقنوات فضائية ومؤسسات اعلامية وبيوتات مالية لنشر ثقافة
الفرقة بين العراقيين ، وتاجيج الفتنة الطائفية المقيتة ، ودعم التنظيمات المسلحة وارسال الأرهابيين لغرض
وأد التجربة العراقية الفتية ، بأمل اعادة الدكتاتورية وثقافة الحزب الواحد ، وكانت الفترة الماضية من احلك
الفترات ، وكنا نرى في مرأتها فصولا مأساوية وهمجية لم يشهدة التاريخ من قبل .

الحقيقة ، ان لهذا الموضوع جوانب عديدة، نرتأي ان نسلط الضوء على جانب مهم منها ، ألا وهو الجانب الاجتماعي ، حيث ان الواجب يتطلب ان نستعرض مشهد حقيقي كان سائدا في نهاية الستينات من القرن الماضي وكان مسرحة اروقة جامعة البصرة ، وهيئة القانون والاقتصاد تحديدا، حيث الألفة والتعايش السلمي والقبول بالاخر من سمات تلك الفترة . فاأصدقائنا الطلبة ، لا نزال نحمل لهم الود بالرغم من تلك السنين الماضية، ومنهم على سبيل المثال ، سامي متي بولص وأمجد ناظم سمعان والموسيقار داود من اخواننا المسيحيين ، وتيلدة من الطائفة اليهودية وثناء عبد الجبار من الطائفة المندائية وعالية حسين من الطائفة البهائية ، وغيرهم كثيرون لا تسعفنا الذاكرة من اتيان أسماءهم وذكرهم الطيب . هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة، لأنة يقدم صورة واضحة وجلية عن اخلاق وصفات المجتمع العراقي . وختاما قال الفيلسوف الايرلندي ادموند بييرل ما نصة ( لكي نحب الوطن ، يجب ان يكون في الوطن ما يدفعنا لحبة ) . !!



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأضراب الطلابي الكبير في ثانوية زراعة العزيزية
- علم السياسة ومفهوم السلطة
- ناهدة الرماحي... نورك يسطع من جديد !!
- المرأة الأهوارية .... ننحني اليك احتراما وتقديرا
- الكوتا ... حل مؤقت لتأكيد حضور المرأة
- يوم المرأة العالمي ... مناسبة لتعزيز دور المرأة في بناء المج ...
- هنالك معوقات في طريق الديمقراطية... فلنساهم جميعا في تذليلها
- عيد الحب valentine,s day واللون الاحمر
- المعركة الأنتخابية... تحتاج الى أساليب عمل جديدة
- السيد رئيس الوزراء... الشعب مصدر قوتك ومرجعيتك
- ظاهرة شراء الأصوات الأنتخابية... !!
- مجالس المحافظات ... وبعض الملاحظات
- سمفونية القتل غسلا للعار !!
- موقع الحوار المتمدن طبق المادة (19) بكل شفافية ومهنية
- باقة ورد حمراء...والحوار المتمدن على سلٌم التطور
- لا حرية لشعب يضطهد المرأة ويسلب حقوقها
- خيبة الاقلام المستاجرة
- باراك اوباما ومشاكل الشرق الاوسط
- ورد البنفسج البري
- لغة الحوار ام لغة الاقصاء ؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رفعت نافع الكناني - هذا المشهد جدير بالتأمل والدراسة ... !!!