أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5















المزيد.....



عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما وصلت سيارة الأجرة التي استقليّناها الى بغداد، الى سيطرة " الدورة " عصر ذلك اليوم ، كان من الواضح ان الأستعدادات و المظاهر العسكرية في بغداد ، قد ازدادت كثافة بالمقارنة مع وقت مغادرتنا ايّاها، و كانت التفتيشات اكثر دقة ، عند السيطرات التي ازداد عددها عن السابق . .
و فيما كُنّا نغادر السيارة قرب ساحة المتحف مقابل " المحطة العالمية " قبيل الغروب ، شاهدنا رتلاً طويلاً من محتجزين وسجناء ، كانوا يسيرون اثنين اثنين بجامعات يد جمعت كل اثنين معاً . . كانوا حليقي الشعر و بملابس صيفية غلب عليها اللون الخاكي و الأبيض المترب، و كلّ يحمل مايشبه الكيس الذي ضم حوائجه . .
و كان عدد من المعتقلين المساقين ، يلوّحون باليدين المكبلتين معاً الى عدد من العوائل التي تجمعت لرؤية و وداع ابنائها، فيما بدى على قسم من العوائل الإجهاد والتعب من طول الإنتظار . . وفجأة لاحت لنا السيدة الموصلية " زكية ـ ام نزار " التي جاءت مع ابنتها و خطيبة ابنها البكر الملازم اول " نزار " ، لرؤية ابنها الذي فقدت كل اثر عنه منذ يوم الأنقلاب !!
و فيما كانت الوالدتان الجارتان لسنين طويلة مضت . . تتعانقان ، و كانت ست " زكية " التي بانت على وجهها غضون حادة عميقة بشكل مبكر تقول بلهجتها الموصلية بانكسار :
ـ عسى ان يسعفنا الحظ هذه المرّة و ارى ابني الحبيب " نزار " . .
صاحت ابنتها مقاطعة ايّاها :
ـ امّاه ها هو . . ها هو . . ها هو نزار !!
و نادت على صفّ المعتقلين بصوت اعلى : نــــــــــــــــــــــــــزار !! نــــــــــــــــــــزار !!
التفت الملازم نزار الى مصدر الصوت المنادي عليه و كأنه كان ينتظره ، و ردد و هو يُجبر على الإسراع بالسير فيضطر ان يدير رأسه الى الجانب ثم الى الخلف :
ـ امّاه . . بخير ! بخير !! سلّموا ع الوالد !! ـ و بنظرة خاطفة الى خطيبته التي كانت عيناها تلتمعان بشدة و كأنهما كانتا تصيحان . .
صاح مخاطباً ايّاها : سنلتقي . . سنلتقي !!!
وصاح رفيقه بالجامعة :
ـ خبّروا اهلي بـ " الدوّاسه " (1) . . كوركيس حنا بخير !!!!
. . . .
لم يكن واضحاً الى اين يُساقون ؟ هل كانوا يساقون الى نفس درب " قطار الموت " ام هل كانوا تكملة له ، لم يعرف احد سوى انهم كانوا يساقون الى قطار متّجه للجنوب و كان القطار ينتظر على سكّة خارجية لا تنتهي كما تنتهي السكك عادة عند ارصفة محطة الركاب ، حيث كان المعتقلون يساقون تحت حراسة عشرات المسلحين من الحرس القومي، ومن الجنود و المراتب الذين كانوا يبدو عليهم التعاطف مع العسكريين المعتقلين و المساقين ، و كان ذلك واضحاً من تسلّط افراد الحرس القومي و سلاطة لسانهم و شتائمهم البذيئة في تعاملهم مع الجنود المسلحين المكلّفين باعمال الحراسة و المرافقة معهم .
. . .
. . .
و رغم عدم نجاح انتفاضة معسكر الرشيد . . فإنها تسببت بتصاعد معنويات العسكريين المعتقلين و اكّدت لهم . . ان هناك من ينتظرهم و يعمل لهم ، و من جهة اخرى فإنها تسببت بتزايد آمال الناس بان زمن الخلاص من الإرهاب قريب !! و كانت تتناقل بلهفة اخبار الحزب سواءً بياناته التي اخذت تقّل بسبب احتراز منظماته . . او الأخبار التي كانت لاتنقطع عن نضال وحداته و رفاقه البيشمركةالأنصار في جبال كردستان ، وفي ارياف الفرات و الجنوب . . . من ناحية اخرى تصاعد القمع الوحشي و تواصلت الإعتقالات على وتيرتها و باساليبها الوحشية الأولى ، رغم اطلاق سراح بضعة آلاف من الذين اعتقلوا في الشهور الأولى .
. . .
. . .
في حوالي اواخر آب 1963 اعلنت اذاعة (صوت القوات المسلحة من بغداد) عن ( اعدام المجرمين جمال الحيدري و محمد صالح العبلي و عبد الجبار وهبي ، بتهمة الإخلال بأمن و سلامة المواطنين ، وفق المواد . . من قانون العقوبات البغدادي) . . و تسبب ذلك الأعلان بحالة حزن و الم جديدين، كانا واضحين في الأحياء الشعبية . . لقد كانت الناس تعرف ان الشهداء الثلاثة ، كانوا هم المركز القيادي في بغداد حتى ذلك الوقت!! المركز الذي واصل العمل بجسارة و سريّة كبيرتين و بوجود و حضور كانا يحملان الف معنى و معنى . . للشعب من جهة ، و للأنقلابيين المتنمرين من جهة اخرى !
. . .
. . .
لقد اتّسعت فضيحة حكم البعث عالمياً . . بنشاط منظمات الحزب و اصدقائه و مؤازريه الذين كانوا يوصلون اخبار و احوال الشعب العراقي و انينه و تحدياته ، و لعبت اذاعة " بكيّ ايران " العائدة لحزب " توده ايران " دوراً هاماً في حملة التضامن و في نشر الأخبار اليومية التي كانت اوساط واسعة تتناقل اخبارها، التي لعبت دور المشجّع و المساعد على لمّ الصفوف . . رغم سريّتها و بثّها الذي لم يكن يتجاوز العشرين دقيقة بعد ظهر كل يوم ، و رغم التشويش الذي كان يطغي عليها . . الاّ ان الناس كانت تسمعها و باقصى درجات التكتم !!
في وقت اخذ فيه الأستياء مما قام به بعث 14 رمضان من مذابح و جرائم شنيعة ، اخذ يعمّ الأنظمة العربية التحررية و غيرها . . لأن ما قام به في تصديّه للحزب الشيوعي و محاولته الغبية لإنهائه . . ادى به الى الدخول في معركة اخذت تتسع لتشمل اوسع فئات و طبقات المجتمع و قواه ، الأمر الذي اثار انواع المشاكل و الأزمات بين فئات الشعب وصولاً الى افراد العائلة الواحدة بسبب الأستنكار و الرفض لأعماله . .
. . .
. . .
لقد ادّت سياسته الإجرامية تلك اضافة الى فشل مشروع الوحدة الثلاثية الذي اريد له ان يكون
( ثورياً ) ، الى انه لم ينتج الاّ علماً واحداً ثلاثي النجمات ، و انهار مشروع البعث في ( الوحدة الفورية) الذي كان يزايد به . . تحت طائلة جرائمه ، و وصل الأمر الى ان دولتين عربيتين منه غيّرت اعلامه ـ اعلام المشروع ـ (2) ، عدا الحكومة العراقية حتى اللاحقة منها ، لأنها لم ترَ فيه الاّ علماً لمعاداة القوى الديمقراطية و الحركة التحررية الكردية ، لأنه مثّل سياستها . .
و استمر الصراع على كعكة الغنائم الدامية ، وعلى الزعامة . . فيما تزايدت لقاءات الأقطاب و وصلت الى ان تكون زيارات مكوكية و لقاءات . . في بغداد و دمشق و القاهرة . . عفلق ، زعيّن ، حازم جواد ، علي صالح السعدي ، ممثلين عبد الناصر . . عارف . . وسط حماسيات و تهاليل اذاعة بغداد
آنذاك بـ : " وطن تشيّده الجماجم و الدم تتحطّم الدنيا و لا يتحطّم " و اغاني . . " امجاد . . يا عرب امجاد !! " ، " جيش العروبة يابطل الله معك !! . . "
. . .
. . .
بدء احتكاكات اخذت تتصاعد و وصلت الى الإصطدام المسلّح ، بين القوات المسلحة الحكومية و في مقدمتها " الجيش العراقي " . . وبين قوات الحرس القومي التي صارت تتسلح بالسيارات المدرّعة و الدبابات و فرضت قراراً بان يكون عدد من طائرات القوة الجوية تحت امرتها . لقد عبّرت وحدات الجيش عن تذمرها من قيادة شباب طائش متهوّر يسوقوها بقوة القرار الحزبي لضرب الشعب و للأنتقام من ضباطه و مراتبه الوطنيين ، و بدأت حلقات الضباط تعبّر عن تزايد المخاوف من انفجار الوضع بسبب الظلم الذي لا ينتهي . .
الأمر الذي ادىّ الى تجاهل اعداد من الضباط للأوامر المعطاة لهم ، مستفيدين من اهتزاز السيطرة الحزبية ، الذي سببه التطاحن بين قيادتي سوريا و العراق للبعث و محاولة اطراف لتزعّم البلدين (الموحدين) و اصرار اخرى على ( النهج القطري) الذي زاد من انعزالهما عن قيادة " عبد الناصر " و عن الجامعة العربية . .

لقد مرّ الأسبوع الأول من تشرين الثاني 1963 قلقاً، و قد حمل مخاطر حقيقية اضافية على كل الناس لأن اجنحة بعث 14 رمضان كانت لاتبالي بارواح المدنيين ولا بالنساء و الأطفال و الشيوخ في صراعاتها المسلحة في الشوارع . . اجتماعات قيادة قطرية تحت فوهات الرشاشات التي حمت جناحاً اراد فرض رأيه بالسلاح على المجتمعين . . تطويق المجتمعين كلهم بقوات مسلحة اكبر بالرشاشات و الدروع . . مناورات بطائرات حربية بالذخيرة الحية بقيادة قائد قوات الحرس القومي لأثبات الوجود و للقيام بعرض عسكري جويّ اريد به الإعلان عن الأستعداد لعمل عسكري قد يصل الى قصف المجتمعين جميعاً ان لم ينصاعوا !!
. . .
. . .
لقد تكّسر التحالف غير المقدس الذي ساروا عليه بشعار " يا اعداء الشيوعية اتحدوا " الذي اعتبر كلّ عمل تقدمي و انساني و نقابي منظّم بكونه من ( صنع الشيوعيين) ، و كان عاقبة كبيرة لكل البلد من جهة، و لمن خرج عن الإجماع الوطني، الذي حطّم الحركة الشعبية المنظمة و النقابات و الإتحادات و الروابط الطلابية و النسائية . . و تسبب بتشريد وقتل المفكرين و العلماء و الأدباء و سياسيي البلد و وجوهه الإجتماعية . حيث ولأول مرة في تأريخ البلاد السياسي تمت تصفية النقابات والمؤسسات الشعبية
و الجماهيرية ، على يد حزب عراقي كان الحزب الحاكم الأول الذي حكم باسم سلطة حزب . . حين جعل البلد عارياً من دور الجماهير المنظمة ، فاتحاً بذلك الباب على مصراعيه لشركات النفط التي موّلت الإنقلاب ، كما ورد على لسان قادته ذاتهم !!
. . .
بعد عدة دورات و قصف لمقاتلات من الطرفين ، كان اوضحها قصف طائرات القوة الجويّة العراقية للمقر العام لقوات الحرس القومي الواقع قرب ساحة عنتر . . حين اعلن راديو بغداد في 18 تشرين 1963 . . . نجاح الأنقلاب العسكري الذي قام به ( . . جيشكم العراقي الباسل ضد فئة ضالة عاثت بالبلاد و الجيش فساداً . . ان تنصروا الله ينصركم و يسدد خطاكم . . التوقيع رئيس الجمهورية و القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد السلام عارف )
لقد استسلمت قيادة بعث 14 رمضان . . بترتيب اوضاع و تسفيرات بالطائرات سرّاً ، باستلام و تسليم ، بلا مسائلة و لامحاسبة و لاتحقيق . . في تأكيد جديد على ان هدف " شركات النفط " كان الإجهاز على حكم الجمهورية الأولى الوطني، بالقضاء على زعيمها ، و انها توقفت عن الأجهاز الكامل على الحزب الشيوعي العراقي ـ كما خططت ـ لأستحالته ، ووافقت على تحجيمه بعد ان ضربت قيادته و انزلت خسائر جسيمة بمنظماته و وجوهه و عضواته و اعضائه ، و بوجوه البلاد الوطنية و الديمقراطية ، و اعتقلت و عذّبت عشرات الآلاف رجالاً و نساءاً ، سقط اثرها آلاف الشهداء . . و كان البعث بسلوكه ذلك لم يكن اكثر من اداة حققت لها اهدافها ، التي بتحقيقها انتفت الحاجة اليه . .
. . . .
و قد صدر امر رئاسي بحل قوات الحرس القومي و ( . . على افراده تسليم اسلحتهم الى اقرب مركز للشرطة، لمدة لا تتجاوز اليومين خلال ساعات منع التجوّل، والاّ فان المخالفين سيواجهون اقسى العقوبات !! ) . . ترامت رشاشات البورسعيد و البسة الحرس القومي في الشوارع خلال ساعات منع التجوّل، لخوف غالبيتهم من تسليمها حضورياً ، لخوفهم و خوف حتى ذويهم من تكليفهم بتسليمها الى مراكز الشرطة، و اخذت دوريات الشرطة والجيش تجمعها ، و وصفت تلك العملية بكونها جزءً من جوهر عملية " استلام و تسليم السلطة " ، بواجهة " انقلاب عسكري " .
و كانت نهاية حكمه بعد ان انتهت مهمته التي رسمت من جهات اعلى ، رتّبتها على اساس و مقاس (عقائدي) . . لتحقق اهدافاً عدة اضافة الى ماذكر ، فانها بدأت صفحة دموية في صراع القوى الوطنية . . على اساس ان يكون الحاكم " حزب " ، بما يتناسب مع ظروف المنطقة و القوى العظمى آنذاك، و يحافظ على العراق كـ " مغرّد خارج السرب " .
. . .
. . .
السلطة العسكرية الجديدة سرّبت اخباراً عن فضائع الحرس القومي، لكنها لم تقم بتحقيق و تدقيق اصولي لتقييم ماجرى بحق الشعب، لكنّها دقّقت و حققت و عاقبت من نهب او استولى على ( اموال العسكريين و الموظفين الكبار و كبار التجار في الإدارة الحاكمة الجديدة ) . . الاّ انها اطلقت سراح عدد ملموس من المعتقلين فيما احيل عدد آخر الى محاكم حكمتهم حكماً بالسجن، في دورة معقدة جديدة . .
و بعد ان كشف مصير اعداد من المناضلين تبيّن ان نخبة كبيرة من مناضلي الحزب الذين قضوّا جل حياتهم في السجون اعلن عنهم رسمياً (امواتاً او مففقودين ) و كان بينهم ابن عمي الشهيد الصحفي " عدنان البراك " الذي تواترت اخبار العوائل المناضلة عنه بأنه نقل مع مجموعة من المناضلين وهم بين الحياة والموت منهم الشهداء عبد الرحيم شريف، نافع يونس ، ابراهيم الحكاك و غيرهم ـ وفق جوهر ماتواتر حينه ـ و انهم دفنوا في منطقة الحصوة . . . اضافة الى ( الإشارات التأكيدية) لمركز شرطة الحارثية الذي صار هو مركز الشرطة المحالة اليه قضايا مسلخ قصر النهاية ( الرحاب سابقاً ) !! بعد اغلاقه بعدئذ ، بعد ان وردت الأخبار عن وفاة اخيه المناضل " يعرب البراك " في ظروف غامضة في الخارج، توصّل الى انها كانت من تدبير عصابات البعث ، وفق تأكيدات الأقربين (3).
. . بخسارة عدنان . . اهتزّت العائلة !!
لم يكن عدنان لنا ابن العم فقط . . . و كنا نتساءل هل كان عدنان عمّنا اخا والدنا الشقيق ، لتقاربهما بالسنّ ؟ لماذا احببناه و تعلّقنا به بذلك الشكل ؟ . . من هو ؟ ومن كان لنا ؟ لماذا كنّا نتسمّر في اماكننا عندما كان يمرّ ذكره ، و هو في سجون العهد الملكي ؟ !! ثم عندما كنّا نتحدث معاه و هو خارجه ، سواء في بيت ابيه او بيته او في حياة اختفائه اللاحق . .
هل لأنه كان ملجأنا الموثوق الوحيد عند اختلافنا مع ابينا، وعند غضبه لحرصه علينا ؟ هل لأنه عندما كان مطلق السراح، كان السبّاق لمساعدتنا في كل محنة مرّت بها عائلتنا حينها . . من محاولة قتل ابينا، الى تشريدنا . . بعد ان بدأوا بحرق دارنا بغياب والدنا ، حين وقفت المحلة كلّها معنا نساءً و رجالاً و هم يحملون جرادل المياه لأطفاء النيران الهائجة، التي هيّأوا لإشعالها منذ ان بدأوا بسكب النفط الأسود على الباب الخشبي للبيت و على طول القار الممتد على عرض البيت الشرقي البناء، و لأكثر من مرة . . في الأيام التي سبقت ذلك الحريق !! لماذا صار و كأنه ملاك رحمة في النوائب ، لنا . . ؟!
كان " عدنان " كلّ ذلك و اكثر . . كان المثال الذي جعل لحياتنا معنى . . المثال الحي لقضية عادلة خالدة قضية الخير و حبّ الناس ، قضية الوقوف مع الحق و من اجل انتصاره . . كان و بمثاله النبيل و كأنه العلامة الدالة في العائلة على الحياة الإنسانية . . من اجل الخير و الحب و الأستعداد للعيش من اجل الجميع و معهم . . من اجل حياة يسودها العدل و المحبة و تقدّر فيها حرية الشعب و مُثُله، من اجل تلبية مطالب الأحاسيس الإنسانية البعيدة عن اللمس و الرؤية و الأرتقاء بها ، المطالب التي حساب ربحها و خسارتها لا يمكن ان يقارن بالصفقات . . و لا بالمنافع الفردية كغاية .
لقد انتقموا منه لأنه لم يكن سياسياً و صحفيا لامعاً فقط و انما لأنه كان مناضلاً باسلاً ممن نالوا لقب " السجين الثوري " بجدارة . . ففي سبيل مبادئه اضطر الى ترك دراسته في كلية الطب ليقضي حكماً بالسجن الثقيل عام 1948 والذي لم يتحرر منه الاّ في ثورة 14 تموز 1958 . . ليضطرّ الى حياة الإختفاء و الى قطع دراسته القانون عام 1961 . .
انتقموا منه ، لأنه كان في طليعة من نظّموا مقاومة انقلاب 8 شباط التي دعت لها جماهير المنطقة و بدفع منها اثر ردود الفعل الشعبية على الأنقلاب . . بمحاولة الهجوم على الإذاعة و تحريرها من يد الإنقلابيين ، حين تصادموا مع الأنقلابيين الذين اضطرّتهم دباباتهم و مدرعاتهم الى الإنسحاب و التحصّن و تواصل الأشتباكات معهم في طرقات و ازقة كرادة مريم و حي " الشاكرية " الشعبي الذي هُجّر و سويّت بيوته بالأرض ، بعد المقاومة التي ابدتها جماهير الحيّ . .
انتقموا منه . . لأنه استطاع ان يحافظ و يخفي اجهزة و مواد طباعية ثمينة . . كنتُ ممن ساهموا بنقلها و تسليمها للربع . . من مرآب سيارات مهمل في احد الشوارع الفرعية في " كرادة مريم"، بعد شهرين من الأنقلاب !!
. . . .
. . . .
لتعود بي ذاكرتي الى ليلة 20 شباط 1963 حين كنت في بيت عمّي " ابو عدنان " لمساعدته، بعد ان خلا الدار من كلّ ابنائه و بقى وحيداً مع بناته العديدات و زوجته " ام عدنان " . .
ففي الساعة الثالثة بعد منتصف تلك الليلة ، طرقت الباب طرقات متواصلة بقوة !!
استيقظ الجميع، و خاطبني عميّ بصوت جاد و حنون :
ـ ابني . . تعال معي . . تعال لأريك كيف تكون الرجال !!
ذهبت معه وكان و هو بجلبابه البيتي يصيح و نحن في طريقنا لفتح الباب :
ـ يكفي طرق !! . . يكفي !!!
و بعد ان فتح الباب . . شاهدنا مجموعة من الحرس القومي ، كان عددهم اكثر من عشرة افراد مسلحين . قال مسؤول المجموعة مخاطباً عمي :
ـ تنحىّ من الباب . . عندنا امر بالتفتيش !
ـ لا احد يمر . . لقد فتّشوا البيت الأسبوع الماضي !
ـ عندنا اوامر !!
ـ لآ احد يمر . . لايوجد في البيت سوى النساء !!
ـ اقول عندنا اوامر ! اسمع !!
. . . .
تصاعد صوت عميّ جهورياً قاطعاً . . فيما كان اهل المحلّة يلاحظون و يسمعون من خلف ستائر شبابيكهم ، حين كانت اطيافهم تتبيّن في ذلك الظلام الدامس من شباط ، حين كانت الكهرباء مقطوعة عن مصابيح الزقاق . .
ـ اسمع انت !! لا احد يدخل بيتي الاّ على جثتي . . !!
. . . .
ـ " ابو عدنان !! شوف اقول لك للمرّة الأخيرة !! " احنا مأمورين !!
و بعد صمت للحظات اجاب عميّ بصوت متهدّج عالي النبرات :
ـ شوف ابن حافظ . . قول لوالدك ، اذا يريد يصلّح شرفه براسي، فتصليح الشرف لايتم بهذه الصورة !!
لا يوجد من اهل البيت الاّ النساء معي و هذا الصبي ابن اخي !!
وفيما كنت قلقاً على عميّ " ابو عدنان " لئلاّ ينالوه بسوء برشاشاتهم المصوّبه تجاهنا !! مرّت لحظات صمت قاسية . .
. . . .
. . انسحبوا !!!
لقد انسحبوا ، اثر اشارة بمصباح يدوي من طرف الزقاق المظلم . . و عدنا الى داخل البيت . . و كان الجميع صامتين بمشاعر غلب عليها الترقّب مما سيحصل في ذلك الظرف الخطير!!
. . .
قال عميّ و هو يرتّب لي غطائي و يقبّلني فيما انسابت دمعة على خدّه المتغضّن :
ـ ابني هالشكل تعلّم !! و الاّ يدوسوك بالرجلين . . ابني !!
. . .
لقد استشهد عدنان . .
. . .
. . .
و اضافة الى والدته . . بحثت عنه زوجته الشابة بشجاعة قلّ نظيرها في تلك الظروف، وكانت تحاول بكل الممكنات . . . ان تصل الى خيط يمكن ان يوصل اليه لأنقاذه ؟!! حين كانت لاتصدّق انها لن ترَهْ ابداً . . و كان لها جولات و جولات من الأصرار و التحدي في تلك الظروف الخطيرة . . مملؤة بالأمل بانها حتماً ستلاقيه ، رغم انواع التهديدات بسجنها و محو آثارها . .
فبعد ان حاول احد قادة الحرس القومي السخرية منها قائلاً :
ـ اين يلقي الشيوعيون نساءً كالذئاب بهذا الشكل . .
اجابته و باسلوبه الساخر عينه و بتحديّ اربك من كان معها محاولاً التوسط لمعرفة مصير زوجها :
ـ هؤلاء هن النساء العراقيات اللاتي . . مثلك وامثالك لايعرفون ماهيّتهن !
فجنّ جنونه و حاول اعتقالها الاّ ان ازمة صحية لازمته و انشغل الموجودون به ، ممن كانوا يعرفون مصير زوجها الذي شاركوا به ، اضافة الى نوع الوساطة التي ذهبت بها و قراباتهم ، و الظرف الملموس حينها . . ساعدت باعجوبة على افلاتها من الوقوع بقبضتهم من جديد !
و فيما تثير ابيات شاعر العرب الأكبر الجواهري المشاعر التي جسّدها الشهيد عدنان في حياته و نضاله و تضحياته النبيلة ، حين قال :
يوم الشهيد طريق كل مناضل وعرٌ ، ولا نصبٌ ولا أعلامُ
في كل منعطف تلـــــوح بليّة وبكل مفترق ٍ يدبّ حـِــــمامُ

فقد ابّنه الشاعر العراقي المعروف " سعدي يوسف " اواسط الستينات في رائعته " تحت جدارية فائق حسن " التي جسّد فيها اهم خصال الشهيد " عدنان البراك " كمناضل بارز من المناضلين الذين لم يعرفوا الكلل و لم يهابوا التضحيات . . و جسّد فيها خصاله كانسان . واضافة الى العشرات الذين كتبوا عنه من رفاقه المناضلين في احياء ذكراه في فترات لاحقة ، فإن ما كتبه السياسي المعروف المحامي "عبد الرزاق الصافي "، يكتسب اهمية خاصة لما عرض من تفاصيل لم تنشر و لم نعرفها سابقاً عن حياة الشهيدين " عدنان و اخيه يعرب البراك " . .
* * *

لقد تواصل عمل الحزب بدأب على بناء الحركة الشعبية، و على البحث عن سبل لتقويتها بنكران ذات كبير ورغم خسائره الجسيمة ، تقويتها سواء كانت احزاباً او تجمعات تقدمية ، و نقابات و اتحادات و جمعيات مهنية و جماهيرية ، و بدفع و تشجيع و احتضان فئات الشعب له و لمناضليه بأعتبارهم املاً واعداً لها . . من المطالبة باطلاق سراح معتقليه الى دعم اضرابات السجناء و احتضانها لهم و حمايتهم في عمليات هروبهم من السجون . .
واضافة الى نضال منظماته الصعب في المدن على مدى السنين ، تواصل نضاله في الريف و في مساهماته الجسورة في عمليات البيشمركةالأنصار منذ الستينات، ووصل تأثيرها الى اهوار العراق ، و تجسّدت في تصعيده من هناك ايضاً . لقد ساهمت نضالاته و نضالات رفيقاته و رفاقه ممن وضعوا و يضعون انفسهم و آمالهم فيه و في قضيته العادلة وليس من اجل مصالح آنية ضيقة ، كالمناضلين المار ذكرهم و الآلاف غيرهم . . بالتفاف اوسع الأوساط الشعبية حوله و حول فكره ، في نشاطه النقابي و الجماهيري و النسائي . . و التي لعبت من جهة اخرى ادواراً فعّالة في حملات التعريف و التضامن الدولية و الإقليمية مع الشعب العراقي و مع حقّه المشروع في الحياة و الحرية .
و يرى كثير من المعنيين ان حزباً شعبياً كهذا ، في منطقة العواصف و التقلبات الحادة، " الشرق الأوسط " ! والذي استطاع المواصلة و لمّ صفوفه اثر الخسائر التي تسببت بها التطورات الحادة الجارية و التي تجري، التي تسببت اضافة الى الخسائر بالأرواح و الأموال ، فإنها تسببت باجتهادات متنوعة فيه، و تجمعات و افراد لم يلبثوا ان توحدوا بغالبيتهم تحت الراية ذاتها ، التي رُسمت و تخضبّت بالتضحيات و الأمال ، بعد ان ادرك الكثيرون ان الأنقسام لا يؤديّ الاّ الى اضعاف الجميع . . فكراً و عملاً و آمالاً لا يقوم بدونها نشاط هادف.
فلم يكن مستغرباً ان يصل بدوره و تأثيره ، الى التأثير على و في اختيار نوع الحكم ، رغم جهود القوى العظمى و قوى المنطقة الأقليمية المحافظة التي انعكست في داخل البلاد ضدّه ، كي لايفلت العراق من قبضتها . . في بلد ومنطقة رُسم وخطط لها لتكون تابعة، وبُذلت جهود هائلة لتكريس تلك التبعية و بما يتناسب مع توازن القوى الدولي و الأقليمي و تقلّباته . .
و يرى معنيون و متتبعون ، ان تواصل نضال الحزب بنجاح ، نابع من سعيه و تمسّكه الدائب بالعمل من اجل التقدّم و التحضّر، و بالتعبير عن حاجات و طموحات وآمال الشعب و اوسع اوساطه الكادحة من شغيلة اليد و الفكر، من الصراع في مراحل الـ لا و الـ نعم القاطعة ! الى مراحل الصراع اللاحقة الأكثر تعقيداً في السياسة و في تطور المجتمع و البلد في دوره و ماخطط و يخطط له من القوى الدولية المهيمنة . .
مراحل لاحقة تشعبت فيها المواقع و ظروف العالم والمنطقة ، حملت الرفض لجوانب من جهة والموافقة على جوانب ايجابية تتخذها السلطات تحت ضغوط حاجات الشعب و تناقضها مع خطط التطوير المرسوم الذي لعب و يلعب ادوارا حاسمة فيه ، صراع مصالح القوى العظمى عليه ، سواءً من خارجه او بدخولها على اطرافه الداخلية و العمل على تشديد صراعاتها، للسيطرة عليها و عليه.
ان تفاعله مع مختلف الطبقات و الفئات والملل الأجتماعية و القومية و الدينية الساعية الى حياة افضل ، وخاصة الكادحة و الشابة منها ، وقدرته على استيعابها و تحويلها الى مطالب سياسية تبنّاها و نضاله المفعم بالتضحية ـ منظمات و مؤيدين ـ في سبيل تحقيقها . . جعلته مع الجماهير و في مقدمتها من جهة ، و مع عواطفها و آمالها التي وجدت فيه املا دائماً و ثابتاً . . بنجاحاته ، و رغم نواقصه و اخطائه التي لم يخفيها بل سعى و يسعى الى كشفها و معالجتها . . املاً دائماً مادامه يسعى لتلبية تلك المطالب و الآمال .
لقد خلق الحزب بعمره هذا في تاريخ العراق السياسي الحديث و القريب .... خلق اجيالاً و تفاعل عميقا في المجتمع و في نبض مكوناته التقدمية التي صارت كثيرة التنوع ، حتى صار جزءاً لايتجزأ من الحياة العراقية و ومن التراث و التاريخ العراقيين، و جزءاً هاماً في حركة التقدّم و التغيير و الحداثة في البلاد . . التي حضر و ساهم بنشاط في صنع احداثها على مر خمس و سبعين عاماً ، و استطاع بنشاطه ان يساعد على تحقيق و عي و حقوق مغيّبة ، للعمال و عملهم النقابي و على توعية الفلاحين ، وفي تثبيت حقوق قانونية انصفت المراة ، اضافة الى دوره البارز اذا ما قورن بقوى البلد ، في مجالات الطلبة و الشباب والمثقفين والفنانين والأدباء والصحفيين ، اضافة الى مواقفه التاريخية من قضية مكونات البلد القومية و الدينية و و حدتها معاً على اساس تلبية حقوقها في سياق تطورات البلاد . . رغم تنكر الحكومات لها و سعيها الى تحطيمه و الى اقصائه بقمعها الوحشي الدموي . . و خاصة في العقود الأخيرة للقرن المنصرم .
ليسجّل بكل كيانه و وجوده وبكل اطرافه ومؤازريه ، و ممن فيه وقربه و من سائراً على هدي فكره . . . تاريخا حافلا دائماً سائراً بمسيرة الشعب به ومعه ، منتزعاً وجودا قانونياً شرعيا له سواء بمشاركته بالوزيرة الفقيدة نزيهة الدليمي اثر ثورة 14 تموز عام 1958 ، ثم بوزيرين ، و كبقية القوى العراقية القومية العربية والكوردية والإسلامية بعد انقلاب 1968 . . في مسيرة شائكة في بلد عربي اسلامي من اغنى البلدان النفطية في العالم . .
ولو حسبت نواقصه و اخطائه التي اقرها و عمل و يعمل على تصحيحها . . قياسا بمسيرته الطويلة الشاقة، و بوضع وتاريخ عموم الحركة الوطنية العراقية ، وتاريخ و نواقص و اخطاء القوى الأخرى ، لكان في مقدمتها بذلا و عطاءا وتضحية و دون مقابل . . لم تكن تلك التضحيات بسبب قصر نظر او تطرّف او فكر منغلق ، و انما عبّرت عن امكانات و طموحات زخرت و تزخر بها البلاد و دفعت بها و ارادتها اوسع الجماهير . . في ظروف و موازنات عالمية و اقليمية كثيرة و حادة التّقلّب، نابعة من تكالب القوى العظمى للسيطرة عليه و لإحتكاره لها .
و في عيده الماسي ، يرى مراقبون و حريصون بارتياح الى . . سعي الحزب الى زيادة نضاله من اجل انهاء الأحتلال و التهديد بالأحتلال ، و الى تصعيد تبنيه المطالب اليومية للجماهير الكادحة خاصة، و الى تصعيد دفاعه عن الحقوق النقابية للعمال و عن الحقوق المهنية و ضد الفساد ، وسط انواع الألغام و التحديات و الإغراءات ! في الظروف الصعبة القائمة ، التي تكشف ان التوافقات السياسية على اهميتها، فانها لاتكفي ، دون الأستناد الى تلبية المطالب الشعبية ، و دون حركة شعبية منظّمة .

المجد لحزب الكادحين في ذكراه الماسية الخامسة و السبعين !
والخلود لشهيداته وشهدائه الأماجد !
(انتهى)


2 / 5 / 2009 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. " الدوّاسة " ، محلة من محلات مدينة الموصل .
2. احداها غيّرته بعد شهر واحد من الأتفاق و التوقيع عليه .
3. استشهد الأخ الثالث المناضل النقابي المعروف " عصام البراك " في نقابة عمال النفط ، بعملية دهس بسيارة في منطقة " الداودي " في بغداد ، على يد مخابرات صدام عام 1979 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 3
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 2
- عيدك . . للشعب ، افراح وآمال ! 1
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 2 من 2
- التصويت ل - مدنيون - . . تصويتاً للتقدم ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن - في عامه الجديد !
- الإتفاقية . . واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 2 من 2
- الإتفاقية واحتمالات التلاقي الأميركي الإيراني ! 1 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- الإعصار المالي وقضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- في اربعينية المفكّر المعروف كامل شياع
- المجد للمفكر الشجاع كامل شياع !
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في العراق والمنطقة ؟ ...
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 2
- هل هناك تغيّر في الستراتيجية الأميركية في المنطقة ؟ 1
- 14 تموز . . الثورة التي انحازت للفقراء !
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 2 من 2
- الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 1 من 2
- المعاهدة والتغييرات القانونية العاصفة !


المزيد.....




- مدرسة تأوي نازحين تتحول إلى ركام بسبب غارة إسرائيلية على جبا ...
- اتفاق السلام في أوكرانيا.. ما سر غموض تصريحات ترامب؟
- الولايات المتحدة.. إصابة شرطيين في تبادل لإطلاق نار (فيديو) ...
- الجيش الأمريكي يشن سلسلة من الغارات على مواقع مختلفة في اليم ...
- السعودية تحذر من الحج بلا تصريح وتحدد طريقة الحصول عليه
- موقع عبري يتحدث عن أسوأ كابوس لإسرائيل قد يتحقق على يد بن سل ...
- الخارجية الروسية تعلق على تصريحات ألمانيا بشأن نقل صواريخ -ت ...
- كارثة.. ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تحطم قارب في الكونغو والمفقو ...
- بودابست: انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي سيفتح الطريق أمام ...
- محللون: ضربات واشنطن باليمن حرب بلا إستراتيجية والعمل البري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5