أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسي شوارتز - قَتْـل حكام إسرائيل لشيخ حماس أحمد ياسين جريمة دموية ضد كلا الشعبين















المزيد.....

قَتْـل حكام إسرائيل لشيخ حماس أحمد ياسين جريمة دموية ضد كلا الشعبين


يوسي شوارتز

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 11:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم : يوسي شوارتز و فريد ويستون

عند الفجر قامت طائرة هيلكوبتير إسرائيلية بإطلاق صواريخ على الشيخ احمد ياسين عندما كان يغادر المسجد ، مما أدى إلى مقتله هو و ستة أشخاص آخرين على الأقل . و حسب قناة الجزيرة فان « مراسل رويترز الذي سارع إلى مكان الحدث يوم الاثنين بعد سماعه ثلاثة انفجارات شديدة ، وجد بقايا الكرسي المتحرك مخضبا بالدماء » . بينما قال أحد شهود العيان الذي يسكن بجوار المسجد ، لمراسلين يصف ما حدث خلال اللحظات الأولى بعد الانفجار الأول « لقد نظرت لكي أرى أين هو الشيخ احمد ياسين . لقد كان مستلقيا على الأرض ، و كان كرسيه مدمرا . بينما يتدافع الناس يسارا و يمينا . بعدها سقط صاروخان آخران » .

تمّ حمل ياسين إلى مستشفى الشفاء بغزة ، لكن من الواضح أنه قد فات الأوان لإسعافه . و لقد قتل في الهجوم ستة أشخاص على الأقل بما فيهم اثنان على الأقل من حراسه الشخصيين . إضافة إلى عشرة جرحى .

و اعترف الجيش الإسرائيلي فيما بعد بمسؤوليته عن العملية . لقد سبق لشارون أن صرح بأنه سوف يصعد من عمليات تعقب و فتل قادة حماس بعد سلسلة من عمليات الإرهاب الفردي التي قامت بها حماس ضد أهداف إسرائيلية ، من بينها تلك التي استهدفت ميناءً استراتيجيّا الأسبوع الماضي و التي أودت بحياة عشرة أشخاص . حسب قناة BBC ، فإن مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن تنظيم الهجوم على الشيخ ياسين و إدارته ، قد تم بإشراف شارون شخصيا !

إن هذا الحادث قد قضى نهائيا على أي أمل و أي إمكانية للوصول إلى أي نوع من التسوية للصراع الدائر بين الشعب الفلسطيني و الدولة الإسرائيلية . إذ لا يمكننا الآن أن نتوقع سوى تصاعد التقتيل في كلا الجانبين .

بمجرد ما انتشر الخبر ، خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع ، و الدموع تملأ عيون الكثير منهم ، لإدانة إسرائيل و المطالبة بالثأر ، في الوقت الذي أطلق فيه مقاتلون الرصاص في الهواء . و لقد امتدت موجة التظاهرات إلى باقي المناطق الفلسطينية الأخرى . و هناك أخبار عن وقوع مواجهات بين شباب فلسطيني و جنود إسرائيليين .

أدان مسؤولوا السلطة الفلسطينية الهجوم. و قد صرح الوزير الأول احمد قريع قائلا : « إن هذا عمل أحمق و جد خطير . انه يفتح الباب على مصراعيه للفوضى . إن ياسين معروف باعتداله و بأنه كان يتحكم في حماس ، و من ثم فان هذا عمل خطير و جبان » .

إن ياسين ، الذي كان في أواخر الستينات من العمر ، كان يلازم كرسيه المتحرك منذ تعرضه لحادثة عندما كان مراهقا ، أدت إلى إصابته بالشلل . و كان أيضا مصاب بصمم جزئي . لقد حُكم عليه سنة 1989من طرف القضاء الإسرائيلي بالسجن مدى الحياة بسبب تأسيسه لحماس و تحريضه الفلسطينيين على مهاجمة الإسرائيليين ، لكن إسرائيل أطلقت سراحه سنة 1997 ، في إجراء مزعوم للتعبير عن حسن النوايا بعد فشل محاولة اغتيال قائد حماس خالد مشعل في الأردن.

إن هذه العملية كافية لفضح أهداف شارون الحقيقية . فلقد سبق له أن أعلن عن انه يخطط للانسحاب من غزة ، لكنه تراجع و صرح أنه لا يزال يريد الحفاظ على تواجد في الشمال ، و في منطقة يريد إلحاقها بإسرائيل و كذلك على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر . إن "انسحابا" كهذا ليس في الواقع انسحابا . إن ما يحاول شارون تحقيقه هو جعل الفلسطينيين ( أو على الأقل "السلطة الفلسطينية" ) حراسا على أنفسهم . مما سوف يؤدي عمليا إلى حدوث مواجهات بين الفلسطينيين .

كما سبق لنا أن أشرنا ، يوم الجمعة في مقال : « مشروع شارون يهدف إلى إشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين في غزة » فان شارون سوف يكون « و معه العديد من الأعضاء داخل دوائر الحكم ، مسرورين لمغادرة غزة ، تلك الرقعة الصغيرة و الشديدة الفقر و التي تعتبر اشد مناطق العالم اكتضاضا . كل ما يشغله هو أن المعارضة ، بما فيها حماس قوية جدا في غزة ، سوف تتحكم في المنطقة بمجرد أن تغادرها إسرائيل .»

و لهذا اتخذ شارون القرار ضرب قلب حماس . لكن المجانين فقط هم من يمكنهم أن يصدقوا أن هذه العملية سوف تقدم أي حل . فياسين سيتحول الآن إلى شهيد لحماس . و بدل أن تنخفض وتيرة التفجيرات الانتحارية ، سوف تلعب ،هذه العملية ، دورا هاما في تسهيل مأمورية قادة حماس المسؤولين عن تجنيد الأعضاء الجدد. إذ سيكون هناك عدد اكبر من الشباب المستعدين للقيام بالهجومات فورا و هذا ما أكده أحد قادة حماس ، عبد العزيز الرنتيسي ، قائلا : « إن المعركة قد بدأت و الحرب بيننا و بينهم قد بدأت . لقد قتلوا اليوم رمزا إسلاميا . »

هنالك منطق ينظم كل هذا . فكما سبق لنا أن شرحنا في مقال سابق : « إسرائيل : تفجيرات أشدود : كيف تغذي الرجعية و الإرهاب الفردي بعضهما الآخر » إن عمليات الإرهاب الفردي التي يقوم بها الانتحاريون الفلسطينيون ، يتم استغلالها من طرف الرجعيين من أمثال شارون ، و العكس صحيح ، إذ تؤدي عمليات القمع ، مثل هذه العملية الأخيرة ، التي أدت إلى مقتل ياسين ، إلى إشعال المزيد من الغضب ومن تم الرغبة في "رد الصفعة" ، بين الفلسطينيين و خاصة بين الشباب المحرومين ، الذين يعيشون في ظل ظروف اجتماعية رهيبة .

كم من العمال الإسرائيليين البسطاء سيكون عليهم الآن ترقب الأسوأ ؟ أين ستحدث العملية الإرهابية المقبلة ؟ .. هذا ما يراهن عليه شارون . انه يتمنى استغلال رد فعل بعض الشباب الفلسطيني ، ليعمل على تصعيد القمع ضد الشعب الفلسطيني بأسره . كما سيخدمه ذلك ، ليبرر الجدار الذي يبنيه و الذي يقطع عي منتصف جسد المجتمع الفلسطيني بأسره .

إن هذا الإجراء يهدف إلى جعل وضع الجمود الحالي أبديا . ليظل الشعب الفلسطيني مجبرا على العيش مسجونا في بيته ، بدون عمل و لا ماء شروب .. الخ و يظل الشعب الإسرائيلي مركزا انتباهه على الرعب من حدوث انفجار في أية لحظة . ليبقى المخرج الحقيقي من هذا الوضع مفقودا . لقد صارت الحياة صعبة بالنسبة لكلا الطرفين . ففي الوقت الذي يُمنع فيه الفلسطينيون من الوصول إلى أماكن عملهم في الأراضي المحتلة ، يرتفع معدل البطالة داخل إسرائيل و تهاجم الحكومة جميع المكاسب الاجتماعية التي حققها العمال عير عقود من النضالات . طالما استمر هذا الوضع هكذا سيظل كلا الشعبان يريان شروط عيشهم تسوء يوما بعد بوم . و هذا هو السبب الذي يجعل من قتل ياسين ، جريمة دموية ضد الجماهير في كلا الشعبين ، الفلسطيني و الإسرائيلي .

لقد رفض حكام الولايات المتحدة ، بالطيع إدانة هذا العمل الإرهابي الإجرامي ، الذي قامت به العصابة الحاكمة في إسرائيل ، و اكتفوا بدعوة كلا الجانبين إلى "ضبط النفس" ! إذ بالنسبة لبوش و جماعته ، يعتبر إرهاب الدولة مسألة شرعية . كما أن شارون لا يعمل سوى على تقليد ما يقوم به بوش على الصعيد الدولي . و ينظر إلى تحركاته ضد حماس و باقي المنظمات الفلسطينية الأخرى ، باعتبارها جزءً من "الحرب الشاملة ضد الإرهاب" . لقد رأينا كم حققت حرب بوش على الإرهاب ، من نجاح في إسبانيا ، فبدل أن تنجح في ردع التهديد الإرهابي ، رأينا ما حدث من تقتيل بشع في مدريد حيث كان العمال الاسبان البسطاء ، مجبرين على أداء ثمن المغامرات الإمبريالية لحكومتهم .

لم يعمل قتل ياسين سوى على صب الزيت على النار المشتعلة أصلا . إذ سوف يعيش كل من الإسرائيليين و الفلسطينيين سلسلة من الكوابيس . و هذا ما يقدم الدليل ، مرة أخرى ، على أن المخرج الوحيد من هذا الفخ الدموي ، هو سياسة مستقلة للطبقة العاملة . بالرغم من جميع الذئاب التي تعوي ، و رغم أنف جميع من يسمَّون "عمليين" و عقلانيين ، سوف لن نتوقف نحن عن شرح ضرورة أن يجد الشعب الإسرائيلي و الفلسطيني مخرجا من المأزق المميت الذي يوجدون فيه ، و هذا غير ممكن ، إلا عبر خوض نضال موحد ، تحت قيادة الطبقة العاملة ، للقضاء على الكابوس الرأسمالي .

إنه واجب منظمات الحركة العمالية ، في كلا الجانبين ، أن تقدم البديل . و الخطوة الأولى التي يجب القيام بها ، للخروج من هذا الكابوس ، هي تنظيم نضال جماهير كلا الشعبين ، ضد كل من إرهاب الدولة و الإرهاب الفردي ، كما كان عليه الحال في إسبانيا ، حيث خرجت العديد من التظاهرات ضد كل من الإرهابيين و الإمبرياليين الذين أشعلوا الحرب ضد العراق .

و يمكن للحزب الشيوعي في إسرائيل أن يلعب دورا في هذا الصدد . إذ يمتلك فروعا في كل إسرائيل ، كما يمتلك حضورا داخل النقابات . يتوجب عليه أن يأخذ المبادرة في دعوة الحركة العمالية في إسرائيل ، إلى ضرورة التعبير عن معارضة عمالية لطرق شارون . فعمال إسرائيل ليس لديهم ما يكسبونه من كل تلك الممارسات . إن المطلوب هو تنظيم حركة جماهيرية حول شعارات : فلتسقط الحكومة الإرهابية ; فلتسقط الحكومة ; فلنضع حدا لإرهاب الدولة و الإرهاب الفردي . و لن يتحقق هذا إلا عبر تعبئة الجماهير . لقد كان هذا ممكنا في إسبانيا . و هو ممكن أيضا في إسرائيل .

22 مارس 2004
http://www.marxist.com/




#يوسي_شوارتز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إنجاز هندسي.. الصين تستعد لافتتاح الجسر الأكثر ارتفاعًا في ا ...
- لمحة عن سياسات ترامب الجمركية المطبقة وتلك التي قد تدخل حيز ...
- لحظات مرعبة لهجوم مقنع مسلح برذاذ الفلفل على رجال الشرطة في ...
- بعد تجميد المنح.. إدارة ترامب تهدد بحرمان جامعة هارفارد من ق ...
- برونو روتايو: يجب على الجزائر احترام الاتفاقيات بين البلدين ...
- الأردن يعتقل شبكة مسلحة تلقت تدريبها في لبنان: أي تأثير على ...
- قتيل وثلاثة جرحى في غارة روسية على على مدينة خيرسون الأوكران ...
- تقرير: ترامب رفض دعم خطة إسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإي ...
- ارتفاع عدد ضحايا الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يعقد آماله على لقاء ميلو ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسي شوارتز - قَتْـل حكام إسرائيل لشيخ حماس أحمد ياسين جريمة دموية ضد كلا الشعبين