أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية














المزيد.....

الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 08:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتبطت المذهبية دائما في التاريخ الإسلامي بأبعاد سياسية ؛ تستغل الدين كإيديولوجيا في الصراع السياسي الدائر . و من هذا المنظور يمكن أن نقرأ الانشطار الذي حدث بدايات التاريخ الإسلامي ؛ و الذي أفصح فيما بعد عن تيارين مذهبيين كبيرين ؛ كل تيار يستغل تأويله للنص الديني لفرض هيمنته المذهبية/السياسية .
و إذا عدنا إلى فترة حدوث هذا الانشطار المذهبي ؛ فإننا لا نعثر على خلافات دينية ترتبط بتصور كل تيار للمسألة الدينية ؛ بل إن الأمر يرتبط في العمق بخلاف سياسي حول من يمتلك حق الاستخلاف بعد الرسول .
و بما أن الأمويين كعائلة قرشية قوية ؛ تمكنت من السطو عنوة على الخلافة ؛ على يد معاوية بن أبي سفيان ؛ فإنها حاولت بناء إيديولوجيتها الخاصة التي تمكنها من ربح المعركة ضد علي بن أبي طالب و أنصاره؛ الذين تشيعوا له ( تبعوه ) فسموا فيما بعد بالشيعة ( شيعة علي أي أتباعه الذين انتصروا له ) .
لذلك فإن ما يسمى بمذهب السنة ؛ لا يجد أي تفسير واضح ؛ خارج الإيديولوجيا التي صاغته ؛ و اعتمدته كأداة للصراع السياسي ؛ و الاستفراد بأمور الحكم ؛ و لذلك فإن المعنى الحقيقي لهذا التيار ؛ لا يخرج عن الإيديولوجيا السياسية الأموية ؛ التي استغلت رجال الدين في بناء تصورها الإيديولوجي ؛ عبر تأويل النص الديني لخدمة مصالحها السياسية و الاستفراد بالحكم .
و في نفس السياق ؛ يمكن أن نفهم كذلك ما يرتبط بالمذهب الشيعي ؛ فهو لم يعتمد في البداية على أسس عقائدية أو تشريعية مخالفة للتيار السني ؛ بل إن هذا المذهب نفسه جاء كرد فعل ضد العنف الإيديولوجي ؛ الذي مارسه الأمويون ؛ حيث طهر على الساحة أتباع علي بن أبي طالب المنهزم – المخدوع على الأصح - في مواجهته ضد معاوية بن أبي سفيان ؛ و لذلك فقد اعتبرت تبعيتهم لعلي تشيعا له ؛ و أطلق على هؤلاء الأتباع اسم الشيعة ( الذين تشيعوا لعلي أي الذين تبعوه ) .
بناء على هذه المعطيات التاريخية ؛ لا يمكن أن نتحدث داخل الإسلام عن تيارين دينيين ؛ بل على الأصح يمكن الحديث عن تيارين سياسيين ؛ لكل تيار سياسي إيديولوجيته الدينية التي يعتمدها في الصراع ؛ عبر تأويل النصوص الدينية ؛ لتخدم مصالحه السياسية .
لقد مر زمن طويل يقاس بالقرون على هذه الأحداث ؛ لكن أثرها لم يمح بعد من الذاكرة الإسلامية ؛ بل على العكس من ذلك يمكن اعتباره مكبوتا ظل راقدا في اللاشعور الجمعي ؛ من دون أن ينجح الحسم معه في مراحل تاريخية طويلة ة؛ مليئة بالتحولات .
لقد شكل استيلاء الأمويين على السلطة؛ و تحويل نظام الحكم إلى ملك متوارث جرحا غائرا في ذاكرة أتباع علي المضطهدين؛ و الذين تعرضوا لأبشع صنوف الإقصاء و الاضطهاد. إن هؤلاء هم الذين سيعملون فيما بعد على بناء تصور معارض للتصور الأموي؛ و الذي سيبدأ سياسيا؛ بينما سيتحول مع مرور الزمن إلى تصور مذهبي.
و قد وجد هؤلاء إلى جانبهم ذخيرة بشرية ؛ تتكون من شعوب حديثة العهد بالإسلام ؛ مثل الفرس ؛ الذين لم يخفوا نزعتنهم للمشاركة في نظام الحكم و الاستفادة من الكعكة ؛ خصوصا و أنهم يمتلكون رأسمالا ماديا و رمزيا ؛ يرتبط بماضيهم الإمبراطوري المزدهر و المتطور .
لذلك سيجدون في الدعوة الجديدة؛ التي تعارض نظام الحكم الأموي القائم فرصة ذهبية؛ لتشكيل تصور سياسي بديل؛ يمكنهم من الانخراط في نظام حكم بديل؛ سيعملون على بلورته فيما بعد؛ عبر تشكيل معارضة قوية.
و لعل ما يؤكده التاريخ هو أن العباسيين في صراعهم ضد بني أمية ؛ استغلوا الجنس الفارسي ؛ لتحقيق حلم الانتصار على الأمويين ؛ بعد صراعات دامية دارت رحاها بين الطرفين ؛ مستغلين في ذلك تلك الحرب الشعواء التي شنها الأمويون على الأجناس غير العربية في الدولة .
لكن الجنس الفارسي الذي دعم العباسيين في صراعهم ضد بني أمية استفاد بشكل كبير من كعكة الحكم ؛ حيث تقلد الكثير من الفرس مناصب سياسية مرموقة ؛ و أصبحت لهم كلمتهم الفصل في شؤون الدولة ؛ و هذا ما مكنهم من إرساء الدعائم الإيديولوجية لمذهبهم ؛ مستغلين في ذلك الإمكانات التي وفرتها لهم الدولة الجديدة ؛ و قد استغلوا كذلك التقارب مع بني العباس ؛ حيث ينتمي الطرفان معا إلى شجرة النبي ( بنو العباس ينتمون إلى العباس عم النبي و الشيعة هم أتباع علي ابن عم النبي ) ؛ بالإضافة إلى تحالف الطرفين معا في مواجهة عدو واحد هو الدولة الأموية .
لقد ظهرت إذن خلال هذه المرحلة البوادر الأولى لمذهب بدأ يفصح عن تماسكه الإيديولوجي ( الإيديولوجية الشيعية ) في مواجهة الأمويين ( الإيديولوجية السنية )؛ و طوال مراحل هذا البناء المذهبي؛ كان الهاجس السياسي هو الموجه؛ من دون أي حضور لمعالم أي تعددية دينية.






#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...
- في الحاجة إلى نبذ ثقافة الشيخ و المريد : تعقيبا على مريدي وف ...
- بعد الحلقة الأخيرة من سلسلتها : وفاء سلطان امرأة عابرة في كل ...
- الظاهرة الحمساوية و الظاهرة الليبرمانية : لا بد من تدارك الخ ...
- العراق الجديد : الفينيق ينبعث من رماده
- طابور الهزائم : تاريخ من الشعوذة و السحر
- ما بين خالد مشعل و محمود عباس : صراع التصريحات في وضع فلسطين ...
- بعدما فشلت في الخارج صواريخ القسام تسعى إلى قلب المعادلة في ...
- الدرس الذي يجب أن يستوعبه العرب :العثمانيون الجدد أصحاب مصال ...
- بداية انكشاف أسطورة النصر الإلهي الحمساوي
- الأصولية الدينية: الإعجاز في خدمة الأجندة السياسية
- القضايا العربية و الرهان الخاطئ على إدارة أوباما
- حزب الله لم يكن يتوقع قوة الهجوم و حماس لم تكن تتوقع استمرار ...


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس جنداري - الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السياسية