ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 07:33
المحور:
الصحافة والاعلام
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل
قد لايعرف الكثيرون بأن هناك من سعى في الموصل أواخر العشرينات واوائل الثلاثينات من القرن الماضي لاصدار جريدة تنطق بلسان العمال وتأسيس حزب خاص بالعمال وفي كتابي الذي أصدرته قبل سنوات بعنوان( شخصيات موصلية) قصة هذا الجريدة وذلك الحزب الذي كان وراءه شخصية موصلية هو المرحوم أحمد سعد الدين زيادة ،واحمد سعد الدين زيادة من الصحفيين والحقوقيين العراقيين الرواد. ولد في مدينة الموصل سنة 1901، وهو إبن الأديب والشاعر المعروف (داؤد الملاح) آل زيادة. اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في الموصل ثم سافر الى بغداد ودخل كلية الحقوق وتخرج فيها سنة 1931. وقد عاد الى الموصل ليمارس المحاماة.. اهتم بالطباعة والصحافة، وكان شريكا لنعمة الله دنو في ملكية مطبعة ام الربيعين ،وفي نيسان سنة 1940 تنازل عن حصته في المطبعة لرفيقه وصديقه ابراهيم الجلبي.
اصبح منذ مطلع سنة 1930 مديرا مسؤولا لجريدة صدى الجمهور. وأصدر في السنة ذاتها( جريدة العمال)، وكان طموحه ان تنطق بلسان حزب يسمى باسم حزب العمال، لكن الحكومة انذاك لم توافق على تأسيس الحزب، فظلت الجريدة التي برز عددها الاول في الخامس من ايلول سنة 1931 تهتم بمصالح العمال وتدافع عن حقوقهم وتسعى الى تحسين أوضاعهم المعيشية والصحية حتى توقفت عن الصدور يوم 17 من شباط سنة 1934. وكان أحمد سعد الدين زيادة يكتب فيها بأسمه أو بأسم مستعار.
في 15 ايار 1931 حصل أحمد سعد الدين على امتياز لأصدار (جريدة فتى العراق). وقد برز عددها الاول في 28 شباط 1934 ثم انتقلت ملكيتها بعد ذلك الى ابراهيم الجلبي، وقد كتب عنها تلميذي (منهل الهام عبدال عزو العقراوي) رسالة ماجستير بأشرافي وكانت بعنوان: (جريدة فتى العراق 1934 - 1968: دراسة تاريخية). وقال عنها انها تعد علامة بارزة في تاريخ التجربة الصحفية الموصلية. وقد حظيت الجريدة باهتمام شرائح واسعة من ابناء المجتمع الموصلي، وخاصة انها حرصت على ان تكون نافذة صحفية فاعلة على كل شؤون الحياة.
أسهم أحمد سعد الدين زيادة في تأسيس جمعيات مهنية كجمعية القصابين والعلافين والخشابين وكان معتمدا لهذه الجمعيات. عمل حاكما للجزاء في البصرة، وفي سنة 1945 تفرغ للمحاماة، ثم سافر الى بغداد وشغل منصب رئيس محكمة تمييز العراق. احيل على التقاعد سنة 1973. كان مثقفا متميزا، عمل في الحقلين الوطني والقومي. وقد اشار الى ذلك عبد المنعم الغلامي في كتابه (اسرار الكفاح الوطني في الموصل) ومن ذلك مثلا عضويته في مقهى الحمراء الذي تأسس في 29 حزيران 1921 ليكون واجهة ثقافية لجمعية العهد العراقي فرع الموصل. توفي ودفن في استانبول سنة 1975.
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟