أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالباقي حسيني - اكراد سوريا وشوفينية النظام البعثي















المزيد.....

اكراد سوريا وشوفينية النظام البعثي


عبدالباقي حسيني

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 10:54
المحور: القضية الكردية
    


مما لاشك فيه، ان الأحداث الأخيرة في المدينة الكردية (القامشلي)12آذار- في شمال شرق سوريا, شكلت منعطفاً مهماً للأكراد، وللحكومة السورية معا.

فالأكراد السوريون ، منذ تشكيل الجمهورية السورية في العشرينييات من القرن المنصرم، وحتى يومنا هذا ،لم يفكروا يوما واحداً، ان يكون في موقف ضد الشعب العربي في سورية، و لاان يتحكموا به، أو يستولوا على الحكم بالقوة.

فالرؤساء الكرد –الذين تتالوا على الحكم - في السابق ,بدءاً من أول رئيس للجمهورية السورية ( محمد علي بك العابد) والذي حكم سورية من 14 حزيران(يونيو) 1932 والى العاشر من كانون الأول (ديسمبر) 1936, مروراً ب حسني الزعيم، وفوزي سلو وأديب الشيشكلي-الذي صرح مؤخراً احد ابناء اسرته أنهم غير اكراد لأسباب معروفة على طريقة احد أفراد اسرة العظمة -. وكذلك الزعماء الوطنيين الأكراد من يوسف العظمة (بطل ميسلون) في دمشق, الى إبراهيم هنانو في حلب, الى سعيد آغا الدقوري في عامودا الى معركة بياندور الشهيرة (قرب قامشلي 25 كم) بزعامة حاجو آغا.إلى رجال الدين الذين نفتهم فرنسا الى الحسكة ثم دير الزور:الشيخ أحمد الخزنوي والشيخ إبراهيم اليوسف (الجرصواري ) كلهم ناضلوا ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استقلال سورية والحفاظ على الوحدة الوطنية, بالرغم من العروض الفرنسية المغرية, عليهم منهم و على سبيل المثال: عرض الاستعمار الفرنسي اقامة دولة كردية في الجزيرة (شمال سورية) على حاجو آغا مقابل عدم الحرب ضدهم, لكنه ابى ان يخون الأخوة الكردية- العربية.

وفي هذه المناسبة نذكر من الأكراد الأوائل الذين خدموا الثقافة العربية في سورية وقتذاك محمد كورد علي(1876- 1953) مؤسس وصاحب (المجمع العلمي العربي).

كانت تلك الأيام سورية لكل الشرفاء والوطنيين السياسيين والاجتماعيين, واستمر الحال حتى ايام الوحدة بين سورية ومصر(1958- 1961) والتي باركناها نحن الأكراد بالرغم من أنها وحدة قائمة على أساس( القومية العربية) أي : (قيام الجمهورية العربية المتحدة), كون الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أنصف الأكراد وقتها, كما رأوا آنذاك ، حيث تم في عهده فتح اذاعة في القاهرة التي كانت تبث برامجها باللغة الكردية, وكانت موجهة الى الشعب الكردي عامة . ونستشهد هنا أيضاً بقول الصحفي المصري المعروف محمد حسنين هيكل : " إن عبدالناصر كان يعترف بالخصوصية الكردية وكان يريد أن تترجم هذه الخصوصية ادارياً، و ثقافياً, وكان ضد الحرب، ومع الحل السلمي للمشكلة الكردية،و خاصة في العراق".

إذ زار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مدينة القامشلي، بداية الستينيات واطلع على احوال الأكراد هناك، ووعدهم خيرا.

كما تم لقاء بين الرئيس الجمهورية ناظم القدسي ووفد كوردي في 14 كانون الأول عام 1961، لمناقشة الوضع الكوردي في سورية, وفي اخر الاجتماع طلب الرئيس من الوفد تقديم مذكرة مفصلة بمطاليب الأكراد.

الا ان حكام الانفصال بعده، انقلبوا عليه، و على الأكراد أيضاً، واتخذوا اجراءات استثنائية في محافظة الحسكة, حيث أعلنوا في 5 تشرين الأول 1962, أخطر مشروع عنصري بحق الكرد, حيث تم تجريد ما لا يقل عن 120 ألف نسمة من المواطنين الكرد السوريين من حنسيتهم, واعتبروهم أجانب في البلد , وحرموا من جميع الحقوق المدنية المترتبة على حق المواطنة, بما يتنافى وأبسط قواعد حقوق الانسان.

وهكذا بدأت الماساة الكردية تتالى، مع قدوم حزب البعث على سدة الحكم منذ سنة 1963 , حيث بدأ هذا الحزب العنصري بتطبيق توصيات سيئ الصيت الملازم محمد طلب هلال، الذي كان بدوره قد أصدر كراساً تحت عنوان: (( دراسة حول محافظة الجزيرة من النواحي السياسية و الاجتماعية و القومية)), وكان من ابرز توصياته المدونة في الكراس المذكور وباختصار هو مايلي:

1- أن تعمد الدولة الى تهجير الأكراد الى الداخل مع توزيعهم –أيضا- في الداخل ومع ملاحظة عناصر الخطر أولا فأول.2- سياسة التجهيل , أي عدم انشاء مدارس أو معاهد في المناطق الكردية 3- سحب الجنسية السورية منهم ومن ثم تهجيرهم 4- سد باب العمل أمامهم لعدم استقرارهم 5- شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية مركزة على الأكراد. 6- نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين عند الأكراد. 7- ضرب الأكراد بعضهم ببعض ، وهذا سهل وميسور, باثارة من يدعون بأنهم من أصول عربية على العناصر الخطرة.8- اسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود, فهم بمثابةرقابة على الأكراد ريثما يتم تهجيرهم. 9- جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة.10- انشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على أن تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكريا كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماماً.11- عدم السماح لمن لا يتكلم العربية بأن يمارس الأنتخابات والترشيح في المناطق المذكورة. 12- منع اعطاء الجنسية مطلقا لمن يريد السكن في تلك المناطق مهما كانت جنسيته الأصلية , (عدا الجنسية العربية).

كما أكد على هذه المفاهيم منظر الحزب البعث العربي ميشيل عفلق بقوله: " أن الأكراد من أصل عربي, ولكن الأستعمار جعلهم ينسون لغتهم. ان الوطن العربي يمتد من زاغروس الى المحيط ولكن تسكنه عدة اقليات، ومن الممكن تهجيرهم الى خارج الحدود اذا خلقوا مشاكل للأمة العربية".

وبالفعل قام البعثيون بتنفيذ كل الأفكار العنصرية والشوفينية الصادرة من كلا الشخصين على أرض الواقع بحق الشعب الكردي في سورية . فمن ممارسات البعث السوري ضد الأكراد منذ استلامه السلطة، وحتى يومنا هذا، تكاد لا تحصى، من كثرتها وبالتالي شدتها اللا إنسانية, نذكر منها:

في عهد الرئيس حافظ الأسد تم توطين عرب الغمر ( عرب من منطقة الرقة وضواحي حلب غمرت اراضيهم بمياه سد الفرات) في المناطق الكردية بين أعوام( 1973-1975) , وقتها اعترض الأكراد على عملية الاستيطان هذه. فكانت النتيجة بأن الحكومة قمعت الأكراد بشكل فظيع ودكت مجموعة كبيرة من السياسيين الكورد المعروفين في غياهب السجون ولمدة تتراوح بين 6 الى 9 سنوات نذكر منهم ( دهام ميرو,عبدالله ملا علي, كنعان عكيد, خالد مشايخ, محمد فخري, محمد نذير مصطفى,أحمد عربو, أمين كولي, حميد سينو..وغيرهم).

وبالفعل اقامت السلطات السورية قرى نموذجية (مستوطنات) لهؤلاء العرب, حيث بنت 42 قرية عربية في المنطقة الكردية في الجزيرة وعلى امتداد 375كم وبعمق 10-15 كم على طول الحدود السورية- التركية, ووزعت تلك القرى بين المزارع الكردية حيث أصبح بين كل قريتين كرديتين قرية عربية, بعدها استولت الدولة على القسم الأكبر من الأراضي الكردية بحجة الاصلاح الزراعي ووزعتها على القادمين الجدد. وقتها حدثت بعض النزاعات بين الكرد والعرب, لكن الحكومة كانت للكرد بالمرصاد, فقد لاقى الكرد على ايدي جلاوزة النظام الويلات. وهكذا استمرت الاعتقالات والاستبداد الى فترة طويلة. واستمر الحال على هذه الشاكلة بتجاهل الكرد ومطالبهم من الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية, فا لسلطة لم تمنحهم حتى : حق التكلم باللغة الكردية, بالرغم من منح هذا الحق لبعض الطوائف في المنطقة نفسها , كذلك حرمت الطائفة الايزدية-الكردية ( غير مسلمة) من ممارسة طقوسها تحت قبة معبد خاص أسوة بالطوائف الدينية الاخرى.

كما استبعد الكرد من جميع المناصب العليا، والسلك الدبلوماسي، وقيادة الجيش, فمنذ قدوم حزب البعث اللاديموقراطي الى سدة الحكم وحتى يومنا هذا, لم يستلم أي كردي منصباً ذا قيمة, عدا الاستثناء الوحيد واليتيم, حين عين السيد محمود الأيوبي رئيس للوزراء في دورة قصيرة. وكان الأيوبي هذا من أكراد الشام(دمشق), بعثياً, محسوبا على جماعة الحكم, ولم يكن يمثل التطلعات الكردية على الاطلاق.

الأكراد في مناطقهم محرومون من استلام مناصب مهمة ,حتى منصب "رئيس البلدية" فهو محصور بالبعثيين العرب وبعض مخبري وانتهازيي الطوائف الاخرى. وكذلك تمثيلهم في البرلمان السوري غير ممكن, عدا الدورة الوحيدة التي حصلت بداية التسعينيات، عندما فاز ثلاثة أعضاء من القيادات الكردية وبشكل مستقل, وكان السيد فؤاد عليكو يخضع لتحقيقات مكثفة بعد كل مداخلة. هذا ولم تكن هذه النسبة تمثل تمثيلاً حقيقياً وعدد الكرد في سورية, كون الكرد يعتبرون القومية الثانية بعد العرب في البلاد ونسبتهم 15% من مجموع السكان, أي ان عددهم تقدر بثلاثة ملايين نسمة حسب بعض الاحصائيات.

مأساة الكرد مع هذه النظام البعثي مريرة وطويلة , فقد تم على ايديهم تعريب كل الأسماء الكردية، من البشر، والقرى،وحتى الحجر، الى اسماء عربية عنصرية, ولم ينسوا اسم بلد عربي محتل في جميع أنحاء العالم الا وأتوا بها الى منطقة الجزيرة,وكأنهم يعوضون هنا مافقدوه هناك...

ولم يكتفي هذا النظام بجوره على الكرد بل تحالف مع السلطات التركية لقتل المناضلين الكرد من كردستان تركيا في الثمانينات من القرن الماضي عندما سمحت لهذه القوات بخرق الحدود السورية، والقيام بمجزرة في قرية جرنك التابعة لمدينة القامشلي, حيث قتلت الجندرمة التركية أكثر من خمسة عشرة مناضلا كرديا, والحكومة لم تحرك ساكنا وقتها, وكأن الجريمة لم تحصل على أراضيها.

وفي عام 1986 قتل الحرس الجمهوري في دمشق المواطن الكردي سليمان آدي، كما جرح الكثير من الكرد امام القصر الجمهوري, عندما خرجت الجماهير الكردية في يوم نيروز (21 آذار) مطالبة الحكومة بيوم عطلة للاحتفال بعيد نيروز (العيد القومي للأكراد).

الا ان الرئيس حافظ الأسد حاول لملمة هذا الحدث وخرج بقرار جمهوري بتعطيل يوم 21 آذار في سورية بمناسبة عيد الأم وليس بمناسبة عيد نيروز , ( هنا حالفه الحظ) كون هاتين المناسبتين تتزامنان في اليوم نفسه , لكن نتساء ل: اذا لم يكن في هذا اليوم مناسبة عيد الأم, هل كان الرئيس سيصدر هذا القرار؟, لا أعتقد ذلك. كوني رايت وقتها في وجوه البعثيين الغضب وعدم الرضى من رئيسهم, لقراره هذا, بالرغم من انه لن يسمي العطلة باسمها الحقيقي (عيد نيروز ).



النظام البعثي في سورية لم يستسيغ يوماً عبارة "الاكراد السوريين", بل كان يعمل دوماً على اقصائهم لا بل تشويه وجودهم وأعتبارهم جزء شاذ من النسيج السوري واتهامهم بالمهاجرين القادمين من دول الجوار, و كانت تخص هنا أكراد المنطقة الشمالية في سورية، وليس اكراد الشام, كونهم انصهروا في البوتقة العربية, ولم تهمهم بعد مصالح الشعب الكردي.

لهذا عملت على استضافة حزب العمال الكردستاني – التركي وذلك للحصول على مكاسب دولية من تركيا ( قضية المياه, مثلاً) هذا من جهة ولاستخدام اكراد سورية

وقود لهذه المعركة (نضال حزب العمال الكردستاني ضد الحكومة التركية) وبالتالي التخلص منهم من جهة ثانية, لا بل ذهبت ابعد من هذا عندما طلبت من رئيس الحزب السيد عبدالله اوجلان ان يصرح وعلى الملأ, على ان الأكراد المقيمين في سوريا هم من اكراد تركيا وقد هاجروا سابقا من الشمال الى الجنوب, وحان الوقت لعودتهم من الجنوب الى الشمال.



لم يتوقف النظام البعثي عند هذا الحد ,بل عمل على تهجير الكرد لإفراغ منطقتهم من العنصر الكردي, وذلك من خلال عصابات المافية التابعة لأجهزة المخابرات, حيث نظموا رحلات الموت لهم باتجاه المجهول. ففي شباط 2001 عندما رست السفينة (ايست سي) الجانحة على شواطئ الريفيرا / فرنسا, كانت تحمل 912 مهاجراً كرديا من سورية, كون السفينة كانت عائدة لمسؤولين سوريين ومسجلة لدى "لويدز" باسم شركة تتخذ من طرطوس (مدينة ساحلية سورية) مقراً لها. وقد علقت السيدة " نوفين حرسان" رئيسة اللجنة السويدية لدعم الأكراد السوريين, وقتها على الحدث قائلة: " ان السلطات السورية تشجع منذ سنوات الأكراد على ان يهاجروا الى أوربة بطريقة غير مشروعة, لانها تريد التخلص منهم".

بعد هذا الحدث بعام فقط, جنحت السفينة "مونيكا" على الشواطئ الايطالية, كان مركز انطلاقتها من لبنان, وقد علقت الأعلام العالمية عليها قائلة:" ان المهاجرين هم أكراد سورييون, تم تهجيرهم على أيدي السلطات السورية بطرق غير إنسانية".

من كلتاالحادثتين نستشف مدى عمق المخططات الشوفينية للنظام البعثي السوري الذي يحاول بشتى الوسائل تفريغ المنطقة الكردية من سكانها الأصليين.



النظام البعثي لم يهدأ له بال, فعمل بشكل مسبق و مخطط على افتعال كارثة القامشلي (12 آذار 2004) وذلك من خلال استغلاله لمباراة كرة القدم بين فريق الجهاد (الكردي) وفريق الفتوة (العربي) , وكان المشرف الأول على هذه العملية الإجرامية محافظ الحسكة المدعو "سليم كبول", الذي كان قد أحرجه الكرد في مؤتمر المحامين السنوي - عندما طالبوه بحقوق الكرد في المحافظة - وذلك قبل عدة أيام من هذه الجريمة.

اذاً فهو كان يحمل في نفسه هذه النية الإجرامية للرد على الكرد بالرصاص الحي في أول فرصة تسنح له, وفعلها المجرم عندما أطلق الرصاص من مسدسه الحربي على الجمهور الكردي الأعزل أمام ستاد القامشلي وأمر الشرطة بإطلاق النار على الشعب . وهكذا كانت نتيجة تهور هذا البعثي الأرعن أربعين قتيلاً وأكثر من مائة وخمسين جريحاً.

وللعلم فهو لم يكن المحافظ الأول في الحسكة الذي يقتل شعبه بيديه, فسبقه في ذلك محمد مصطفى ميرو الذي أشعل النار بسجن الحسكة وأودا بحياة 62 كردياً- مقابل مبلغ سبعة ملايين ليرة سورية رشته سيدة سريانية للثأر من قاتل زوجها السجين -,عندما كان محافظا في الحسكة قبل ان يصبح رئيساً لمجلس الوزراء للرئيس الراحل حافظ الأسد ومن ثم لإبنه بشار. ربما هذا الأخير (سليم كبول) سيقلد هكذا منصب قريباً, وذلك تقديراً ل "أعماله الوطنية".مع ملاحظة مهمة هي :ان ميرو هو الذي رشح بل عين كبول....!



بعد مجزرة القامشلي انتفضت الجماهير الكردية في كل المدن التي تسكنها, فبدأت من القامشلي مروراً ب تربسبي (القحطانية) , كركي له كي (رميلان), ف ديريك (المالكية)من الشرق, وعامودا, و دربسية , وسري كانيه (رأس العين) , وكوبانيه (عين العرب) , وعفرين من الغرب. حتى انتقلت الى أحياء حلب ( شيخ مقصود والأشرفية), وكذلك الى أحياء كردية في دمشق ( ركن الدين, زور آفا). هذا بالإضافة الى تضامن طلاب الكرد في جامعتي حلب ودمشق الى الإنتفاضة الكردية, حيث طالب الجميع وبالحرف الواحد بالحقوق القومية للشعب الكردي في سورية.

وهكذا استمرت الأحداث وتدخلت السلطات السورية بكل ما عندها من عتاد وجيش الى المناطق الكردية لقمع هذه الإنتفاضة الجماهيرية.

صحيح أن الأكراد خسروا بعض الشهداء, لكنهم حققوا نصراً تاريخياً, عندما انتزعوا كلمة الكرد من أفواه البعثيين الشوفينيين الذين ظلوا ينكرون الوجود الكردي في سورية على مدار 57 عاماً.

وبعد اعترافهم هذا بدؤوا بحملاتهم الهستيرية بين أبناء الشعب الكردي حيث اعتقلوا الآلاف من ابناء الشعب الكردي وزجوهم في السجون, وتم تعذيبهم بشكل بربري, حيث الكثير منهم اصيبوا بالعاهات, و هذه الحالة اللا إنسانية مستمرة حتى هذه الأيام.

فبدلاً من ان يعالج النظام هذا الحالة بشكل سياسي ومتزن, عادت الى الحل الأمني كعادته السابقة باستخدام القوة وترهيب الشعب واتهامه بالعمالة والخيانة. وكأننا نعيش في القرن التاسع عشر, بعيدين عن كل التطورات التي حصلت في العالم. فاستمرار النظام البعثي في سورية لقراءاته الخاطئة لما يجري في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص , ستجعله في وضع لا يحسد عليه, وبالتالي سيفقد كثيراً من مقومات الحضارة العالمية.

إننا كسوريين من القومية الكردية, نناشد السلطات في دمشق على تفهم قضية الشعب الكردي في سورية ومعالجته بطرق سلمية وديموقراطية بعيداً عن أسلوب العنف والاستعلاء, كوننا نشكل شريحة من المجتمع السوري, وقضيتنا هي جزء من القضية الديمقراطية العامة, فنحن لم نفكر يوما على اقتطاع جزء من سورية بل نريد سورية واحدة موحدة بعربها وكردها و باقي أقلياتها.

.................................................................................................

*كردي سوري مقيم في النرويج



#عبدالباقي_حسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالباقي حسيني - اكراد سوريا وشوفينية النظام البعثي