محمد قاسم مصطفى 1938-2006 كما عرفته !!

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 03:38
المحور: سيرة ذاتية
    

منذ سنوات الستينات من القرن الماضي، تعرفت على الأستاذ الدكتور محمد قاسم مصطفى عبر صديقين عزيزين أولهما الأستاذ الخطاط الفنان الكبير يوسف ذنون. وثانيهما الأستاذ الدكتور عبد الوهاب محمد علي الياس العدواني 00وبمضى الأعوام ازدادت معرفتي به ، وخاصة عندما زاملته في كلية التربية – جامعة الموصل عند تبوءه رئاسة قسم اللغة العربية للسنوات 1981- 1984 وترأست إنا قسم التاريخ ولم تكن علاقتي به مقتصرة على الزمالة داخل الجامعة بل تعدت ذلك ، آذ كنا نخرج معا بعد الدوام لنجلس في بعض المقاهي داخل الموصل وخارجها ، وكان ، رحمه الله ، يزورني في داري لذلك وقفت على كثير من سجاياه الطيبة وأريحيته بل بساطته وطيبته ومحبته للناس على الرغم مما كان يواجههه من مشاكل أسرية ليس هنا مجال الحديث عنه، وقد استطاع بإرادته القوية ،وإصراره على إثبات تأكيد حقه، أن يتزوج ثانية من أستاذة لغة عربية فاضلة تعمل ، حسب علمي ، حاليا رئيسة لقسم القران الكريم في كلية التربية – جامعة الموصل 0
عند وفاته كتبت عنه مقالة نشرتها مجلة مناهل جامعية التي تصدرها جامعة الموصل ، كما كتب عنه أستاذنا المرحوم الدكتور عمر محمد الطالب في موسوعته الشهيرة: ( موسوعة إعلام الموصل في القرن العشرين)، وكتب عنه صديقنا الأستاذ عبد الجبار محمد جرجيس .
ولد محمد قاسم مصطفى في مدينة الموصل سنة 1938، وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها .. وبعد نيله شهادة الثانوية دخل قسم اللغة العربية في كلية التربية – جامعة بغداد وتخرج فيها سنة 1962 بمرتبة الشرف وعاد إلى الموصل ليعمل مدرسا في عدد من المدارس الثانوية 00 وقد رغب في إكمال دراسته العليا فسافر الى مصر ،ودخل كلية الآداب بجامعة القاهرة وحصل على الماجستير بتقدير امتياز سنة 1970 وكان عنوان رسالته : (( ديوان الباخرزي .. تحقيق ودراسة ))0 وبعد حصوله على الماجستير نقل خدماته من وزارة التربية الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، إذ عين مدرسا مساعدا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب 00 وبعد بضع سنوات حصل على أجازة دراسية لنيل الدكتوراه ، فعاد ثانية الى مصر وحصل الدكتوراه بتقدير الشرف الأولى سنة 1977 عن أطروحته الموسومة : (( ديوان الارجاني00 (( تحقيق ودراسة ))(( وقد أصبح أستاذا مساعدا بعد حصوله على الدكتوراه وانتقل الى كلية التربية – جامعة الموصل وشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية 0
حيث كتبت بحثا عن (( جمعية التراث العربي 1973- 1984 : فصل من تاريخ الموصل الثقافي ))، والذي نشرته مجلة دراسات موصلية التي يصدرها مركز دراسات الموصل مؤخرا، وجدت أن الأستاذ الدكتور محمد قاسم مصطفى قد أسهم إسهاما فاعلا في تأسيس الجمعية، وكان عضوا في الهيئة الإدارية الأولى لها، والتي انتخبت في 27 من أب سنة 1973 وقد حصل على (29) صوتا من أصل (30) عضوا حضروا الانتخاب 0 وكان للأستاذ الدكتور محمد قاسم مصطفى كذلك، دور في إصدار مجلة التربية والعلم التي أصدرتها كلية التربية – جامعة الموصل في شباط 1979 وكان عضوا في هيئة تحريرها ثم سكرتيرا لتحريرها منذ سنة 1976 وحتى سنة 1982. كما كان من قبل وللسنوات 1971- 1973، سكرتيرا لتحرير مجلة آداب الرافدين التي تصدرها كلية الآداب – بجامعة الموصل، ولم تكن عضويته في الجمعية والمجلتان شكلية وإنما كانت فاعلة وشهيد على ذلك عدد كبير من زملائه، وخاصة عندما كانوا يرون انكبابه على تقييم البحوث وتصحيحها لغويا ،ومتابعتها في المطبعة وتوزيعها بعد ذلك على الباحثين والمكتبات والقراء00
وثق الصديق الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك أعمال الأستاذ الدكتور محمد قاسم مصطفى في كتابه الموسوعي :(( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970- 2000) والذي نشرته مؤسسة بيت الحكمة ببغداد سنة 2002 كما يلي :
أولا : الكتب
1. الباخرزي : حياته وأدبه ، رسالة ، ماجستير قدمت الى كلية الآداب – جامعة القاهرة ، 1970
2. ديوان الارجاني ( ت460ه) تحقيق ودراسة ، نشرته وزارة الثقافة والإعلام ، بغداد 1979- 1981
3. قلائد الجمان لابن الشعار (ت 654ه هـ) ( تحقيق ) ( ح1، 1994 ) بالاشتراك
4. النزعة القصصية في الشعر العباسي
5. يوميات أديب : نص في السيرة الذاتية الأدبية من القرن الخامس الهجري ( الحادي عشر الميلادي ) للباخرزي ( ت 467هـ) دار ابن الأثير للطباعة والنشر – جامعة الموصل 01989


ثانياً: البحوث والدراسات
1. ابن الحلاوي:"حياته وشعره مع تحقيق ماوصل الينا منه"، مجلة التربية والعلم، العدد (2) شباط 1980
2. ابن دانيال الموصلي 646 هـ/ 710م، مجلة الجامعة، الموصل، السنة (28)، العدد (10)، آب 19780 .
3. أبو محمد عبد بن أيوب التميمي، أخباره وأشعاره ، تحقيق، مجلة كلية الآداب، جامعة بغداد، 1990.
4. رسالة الطرد، تأليف ابن أبي الطيب البافرزي، دراسة وتحقيق، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلة (21) الجزء (2)، القاهرة، 1975.
5. شعر الخبرارزي في المظان، مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد (29) الجزء (2)، القاهرة، 1996.
6. محمد بن كناسة ألأسدي، حياته وشعره، نصوص باقية من كتابه (الأنواء)، مجلة آداب الرافدين، العدد (6)، حزيران، 1975.
7. "منزلة الأرجاني الأدبية"، مجلة التربية والعلوم، العدد (4)، أيلول، 1981.
8. "النقد الأدبي في مقامات بديع الزمان الهمداني"، مجلة المورد، العدد (3)، 1983
حصل الدكتور محمد قاسم مصطفى على لقب الأستاذية في السابع من كانون الأول سنة 1991. وقد سبق له أن عمل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قطر خلال السنوات 1984 –1987 .كما أوفدته جامعة الموصل لتدريس الأدب العباسي في جامعة هلسنكي بفلندا وعدد من الجامعات التركية ولفترات قصيرة ، وكانت له إسهامات صحفية إذ نشر عدداً من المقالات في جريدة الحدباء (الموصلية) وجريدة الراية (القطرية) فضلا عن دراساته في مجلات أكاديمية عراقية وعربية .. كما أشرف وناقش عدداً من رسائل الماجستير، وأطروحات الدكتوراه في جامعات الموصل وبغداد وصلاح الدين وقطر. وحصل خلال عمله على كم كبير من كتب الشكر والتقدير من جهات علمية وإدارية عديدة وشغل عضوية لجان علمية عديدة في جامعتي الموصل وقطر خلال سنوات عمله وحتى تقاعده أواسط التسعينات وسفره إلى خارج العراق ومن ثم تعرضه للمرض ووفاته رحمه الله سنة 2006. ومما ينبغي ذكره حول هذا الرجل المعطاء أنه كان دقيقاً، وأميناً، وله خبرة كبيرة وولع شديد في التحقيق اللغوي والتراثي.وقد احتفظ بصداقات وثيقة مع رجالات الفكر والأدب العراقيين والعرب والأجانب وعزاءنا بفقدانه أنه قدم مايفيد وطنه وأمته، وسيبقى زملائه وتلاميذه يذكرون له سمو أخلاقه، وعلميته ووطنيته وصدقه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات